أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - حوار في بعض - الممنوع -!..














المزيد.....

حوار في بعض - الممنوع -!..


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5435 - 2017 / 2 / 17 - 14:33
المحور: الادب والفن
    


لكل منا على هذا المدعو الفيس بوك ، غرفة خاصة. نلتقي فيها ونتحاور، قد نتفق وقد نختلف، وقد يصيبنا العطب أو يبهجنا فرح اللقاء فنصبح سعداء بهذه المضافة.
قبل يومين، وبعد تعرض صفحتي لتنوع من الصور والفيديوهات الجنسية، التي يتفق العديد منا علنا، أو يختلف سرا، على تسميتها بالمخلة للشرف وللذوق العام. وصادف أني وجدت في إرباكة الأمر، ثلاث صور بأوضاع عادية لثلاث فتيات، على صفحتي مرسلة بتوقيع صديق عزيز وأديب قريب للقلب.
ساعتها، ورغم أن تلك الصور لم تكن " مخلة " ولم تخرج عن سور منطقة المحظور، إلا لكونها أرسلت في ظروف غير هادئة بالنسبة لي، ما دفعني أن أترك لصاحبي سؤالا على باب تلك الغرفة:
ــ أخي وصديقي محمد الآحمد..
هل ما نشرته من صور فتيات على صفحتي، كانت منك فعلا؟! أخبرني أرجوك.
صاحبي لم يجبني حينها. أنتظر يومان ليرد. حتى جاء رده في وقت قد تنفست فيه أنا الصعداء وسكن خاطري:
ـــ لم انشرها على صفحتك... فقط على صفحتي..
مع بالغ احترامي.
ضحكت.. ضحكت حقا بعد انفعال مبرر أو غير مبرر. قلت موضحا:
ـــ ههههههه... خلال الايام الفائتة تعرضت صفحتي لإنتهاك مزرٍ لصور فاضحة حتى كفرت. مع أن ذلك لم يشكل بالنسبة لي كما قد يشكله للأصدقاء عني. لم أشعر بشعور أنها قد تخدش حيائي لواقعية الأمر كون الجنس شيء معيب أو مستنكر في حقيقته، إنما تصوراتنا القاصرة حوله هو العيب الوحيد.
ـــ "الكفر الحقيقي"؟. سألني. قلت:
ـــ نعم. الكفر أننا ننكر أنه جزءا حقيقي منا . لكن تداوله بهذه الصورة المكشوفة والمبتذلة بهذه الطريقة المتدنية وعلى غير مواقعه الخاصة، يدفعنا للأشمئزاز فقط.
ـــ اننا نُكره على ذلك.
عندها كان علي أفكر على نحو آخر، قلت معقبا:
ــــ نعم.
قال وكأنه يواسيني ليربت على رأس همومي:
ـــ فعل جيد... الكل تعرض له. كما منح الاخرين فرصة للمشاهدة.
كنت أدرك أن عرضه للصورة كان واقعيا يدعو للتأمل، لذا شعرت بأنني كنت متعصباَ بعض الشيء في تعاملي مع الأمر، لهذا لم يكن أمامي غير الاستدراك المتأخر:
ـــ ههههههههههه ! يا ليتنا لم نكن في العراق أو في البلدان المقنّعة الأحرى!. لكنا حسبنا الامر هذا مجرد مزحة فقط أو نحسبه منّة. ونشكر فاعله.
ــــ فقط العيب عراقي.
ــــ ماذا نفعل؟. ليس باليد حيلة. ليس لكوننا عراقيون، إنما لكوننا مقنعّين بألف قناع!
ــــ لو كنت مكانك فعلا لشكرت الفاعل.
ومن جديد شعرت أني أخذت على حين غرة، كما يقال :
ــــ هههههههه.
أضاف:
ــــ هل تعرف لماذا؟. لانه كسر خجلي. الانسان العربي المسلم مزدودج الشخصية. ينكر امام الفيس بوك ويقضي نهاره لاهثا وراء الصور المزوقه العارية.
سألته :
ــــ هل انشر كلامنا؟
أجاب واثقا :
ــــ نعم. إن كنت ترى في ذلك ضرورة. انشره.
ــــ تحياتي إذا من جديد.
وقبل أن يترك أحدنا الآخر، أو أنه رأى من الضروري أن يضيف شيئا أكثر أهمية، أضاف:
ـــ اخي اللغة العربية من اغنى اللغات في اسماء الاعضاء الجنسية.
قلت مؤكدا:
ــــ صحيح. لكن العيب في قراءتنا لها.
ولأنه كان ما ماتزال به رغبة لإغناء الموضوع:
ـــ العيب في شجاعتنا.. العيب في صورنا التي لا نعترف بانها صور حقيقية ونحاول ان ندعي صور اخرى. للعلم ان تلك الصور الاباحية المنشورة على الفيس بوك.. لم تنشر الاعلى صفحات روادها السريين..
الحق صدقني. الادعياء بالزهد عنها هم اول الداخلين اليها فأصابهم الفايروس.
كان عليّ أن أضيف شيئا حول قناعاتي أنا الآخر:
ـــ أنا أدرك الأمر جيدا مثلك.. لكن كيف نسوغ الموضوع على علاتنا الخفية؟
ـــ هههههههههههه.
في الختام أشرت على صديقي وقد أستبدت بيّ رغبة على نشر حوارنا:
ـــ الآن وجدت من الضرورة لنشر ما قلناه. صار فعلا موضوعا يستحق التأمل.
..................................
من مجموعة " براويز ".



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن مقهى الشابدر وجريمة العصر!..
- سيد الرخويات...
- من يسعفني بالميسور؟!...
- عن شرف الاسماء والكلمة..
- لقراءة أخرى..
- ثمار الاقاصيص..
- ما حدث كان مفاجأة...
- الحب في زمن المربعات .. قصة قصيرة
- أخي نيلسون مانديلا..
- يستصرٍخُكَ اضطراب الضوءِ
- ما العمل؟.. ما البديل؟..
- غاز.. غاز قصة قصيرة
- الاشباح التوأم قصة قصيرة
- حلم أتمام القصيدة ...
- صمت الغرانيق قصة قصيرة
- مائدة الحلم قصة قصيرة
- الغائب قصة قصيرة
- شقي بن كسير !. قصة قصيرة
- دبيب التملك..
- اسفنديار.. قصة قصيرة .


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - حوار في بعض - الممنوع -!..