أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صادق الزهاوي - نصر حلب والمسألة السورية















المزيد.....

نصر حلب والمسألة السورية


صادق الزهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5429 - 2017 / 2 / 11 - 03:43
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


(( فالصراع على السلطة في سوريا كان محط اهتمام حلقة أوسع بكثير من حلقة السوريين المعنيين مباشرة بالموضوع من سياسيين وضباط عسكريين ، كما أن مصير سورية أثار أهتمام القوى العظمى وأهتمام جيرانها أيضا على حد سواء ، فكل هذه الحكومات كانت تسعى سعيا حثيثا لتحقيق مصالحها في ذلك البلد كما كانت ، في معظم الأحيان ، تفلت عقال العمليات السرية أو ترعى الأرهاب كلما أقتضت الضرورة وفق تقديراتها هي . )) أندرو راشميل ــ الحرب الخفية في الشرق الأوسط ـ الصراع السري على سوريا 1949 ـــــ 1961 م ..
معارك حلب ، أو المعركة الفاصلة كما سميت ، والتي يبدو أنها غيرت من قواعد لعبة الأمم في الساحة السورية ، وبدا اللاعبون اللعب على المكشوف كما يقول المقامرون في لعبة الورق ، فالراعي الأقليمي للمعارضة التي يقال عنها اليوم إرهابية ، والتي تم التخلي عنها ، قابلها تبني ما سمي بالمعارضة المعتدلة ، وبشكل رئيسي من قبل تركيا ، مما يرجح أن تفقد الدعم الخليجي التي لا يمكنها القبول بالجلوس على طاولة المفاوضات ، برعاية روسية ــ تركية مشروطة بمباركة إيرانية بعدم تخلي الأسد عن منصبه ، أو حتى طرح فكرة أبعاده إستجابة للضغوطات التركية . وما أفرزته التغيرات التي حدثت في المعارك التي دارت وبالذات في حلب المدينة وأطرافها . والتي أثبتت النقاط التالية لتركيا بشكل رئيسي .
أولها :: أن أصدقاء ومناصري النظام في دمشق مستعدون للذهاب الى الفصل الأخير في المسرحية ، ولو كان في ذلك الموت المحقق ، في الدفاع عن وجودهم ووجود النظام .
ثانيا :: أن الشارع السوري بدأ يضيق ذرعا بالمسلحين وقامت دعوات من قبل الكثير من القوى الأجتماعية والوجهاء بضرورة خروجهم من مناطقهم ، هذا أضافة الى حالة اليأس التي بدأت تدب في أوساط المسلحين خاصة الشباب من أستحالة تسجيل نصر عسكري حاسم على قوات النظام ، مما نتج عنه ما عرف بالمصالحات حيث سلم فيه الآلاف من المسلحين أسلحتهم و الذي أصر على القتال أنتقل وهم القلة من أمراء الحروب والمقربين منهم من المتشددين الى أدلب . ويبدو أن ما أظهرته الأحداث لتركيا بعد تدخلها البري والذي يعد الأكبر والأكثر فعالية على الأرض ومنذ الأزمة السورية عام 2011/ م . من عدم قدرة القوات التركية بالرغم عتادها وعددها على تسجيل نصر يذكر له التأثير الحاسم لا بل أوصلت القيادة التركية الى يقين أن القدرات القتالية لقواتها أضعف حتى من أي أحتمالية كانت قد حسبت لها ، أضافة الى ضعف أن لم يكن أنعدام القدرات القتالية لما يعرف بالجيش الحر ، والذين لايعدون في الواقع سوى مجموعات مرتزقة . وأن المسرحيات التي تمت في جرابلس وفي بعض المناطق المحاذية للحدود على طريقة البطل فاندام . لم تعد ممكنة في منطقة الباب وما بعدها لسببين مترابطين أولها :: تغيير تركيا لموقفها من فصائل معينة وبالذات من داعش والنصرة ، أي تحولها من موقع الحليف إلى موقع العدو ، أن منظمات كهذه لا يمكنها أن تتعايش الا مع من يكون على شاكلتها أو في خدمتها بشكل مطلق ، والذي يبدو أن اوردغان اما كان جاهلا او متجاهلا لتلك الحقيقة لمنية في نفس يعقوب كما يقال عندما تعاون مع منظمات مثل داعش والنصرة . وثانيها :: أثبتت الأحداث لتركيا يوما بعد يوم أنها ستخرج من المسألة السورية بخفي حنين أو كما يقول المثل المصري ( سيخرج من المولد بلا حمص ) . أذا أستطاعت القوات الأمنية السورية وحلفائها تسجيل نصر حاسم وكامل في معركة حلب ، مما سيفقدها الموقع الذي تسعى أليه في منطقة الباب . لذا كان لابد لها أن تدير ظهر المجن للبعض وتقف في صف النظام السوري وحلفائه ، وقد ساعدته سياسة روسيا البراكماتية على ذلك . خاصة في وسط غياب شبه كامل للاعب الأميركي أو على الاقل بعض من خطوطها الأستراتيجية ، الى أن يتبلور ويتبين موقف الأدارة الجديدة بقيادة ترامب ، لذا كان لابد من أن يستثمر ذلك لتسجيل سابقة لكي تكون القاعدة التي سيتم عليها الحل لما يتعلق بالأزمة السورية . ولكن كل ذلك يصطدم بجملة اسئلة وأحتمالات لتطورات قد تحدث لاحقا والتي نحصر أهمها في الأسئلة التالية : : ــــ
1 ــ هل تقبل القوى المسلحة التي دعيت بالمعتدلة بوجود الأسد وعدم رحيله وبالمقابل هل يقبل نظام دمشق باستمرار سيطرة المسلحين على مناطقهم خارج سيطرته ؟؟؟ 2ــ هل تقبل تركيا بأستبعاد الأخوان المسلمين من منظمومة المفاوضات في حين صرح النظام على لسان وزير خارجيته بما لايقبل اللبس أو التأويل بأن أي موقع لا يمكن أن يكون للأخون في المنظومة السياسية لسوريا الغد .
3 ــ أظهرت الحقائق على الأرض أن تلك الفصائل أضافة الى حالة الأنقسامات والأنشطارات التي حدثت والتي من الممكن أن تحدث ليس لها القول الفصل والسيطرة الفعالة في مناطق مفصلية خاصة مثل ادلب التي غدت مركز ثقلها على مساحة سوريا أكملها . مما أجبر النظام وسوريا على استثناء النصرة في المناطق التي تتداخل فيها مناطق سيطرتها مع مناطق الفصائل الموقعة على الورقة التركية الروسية . ولكن ماذا سيكون الموقف لو فرضت النصرة أجندتها على تلك الفصائل كحد اقصى أو خرقت وقف أطلاق النار . !!!!!!!!!!!
4 ــ هل سيقبل النظام بالتفاوض والمنظمات المسلحة وهي تحتفظ بسلاحها وماذا عن مصير الناس ومؤسسات الدولة لو طالت المفاوضات لأشهر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
5 ــ أن المكون الفكري والعقائدي لجميع الفصائل المسلحة خارج نطاق قوات سوريا الديمقراطية ، هي أسلامية ــ سلفية بشتى مدارسها وأتجاهاتها . والتي تجمع على أولوية الجهاد ضد الحكام والمجتمعات الكافرة ، فكيف يمكنها تجاوز ذلك على الأقل بالنسبة للمقاتلين المتشددين ضمن تشكيلاتها ، في حال لم يكن هناك من وعد قاطع أو ألزام أو برنامج يضمن رحيل الأسد وتغيير أسس النظام وفقا لما يريدون ويرغبون ؟؟ !!!!!!!!
6 ــ ماذا في جعبة الراعي الأميركي وهل من الممكن أن يغادر الساحة ويترك الحبل على الغارب لللاعب الروسي من جانب والإيراني من جانب آخر .
7 ــ لقد وضعت تركيا كل بيضها في سلة المعارضة المعتدلة المسلحة كما أسمتها ، لسببين أولهما :: لم يعد لديها اية خيارات أن شائت أن تلعب دورا ما ، وكما يقال آخر العلاج الكي . وثانيها :: أرادت أن تمسك طرف العصا لكي تظهر ما هو معروف عن سلوكيتها في عداء الكورد وتجربتهم الناجحة في سوريا ودورهم الفعال من خلال قوات سوريا الديمقراطية ، والتي لم تعد تمثل الكورد بل طيفا واسعا من المجتمع السوري بكل مكوناته . وذلك كله يظهر عقم المشروع التركي أضافة الى هشاشته ، والتي أوصلت سوريا البلد الى ما وصلت اليه ؟
8 ــ النظام سيكون الخاسر الأكبر على كل المستويات أذا استبعدت قوات سوريا الديمقراطية ؟ فهي بيضة القبان في ميزان القوى مقابل الأتجاه للأسلام السياسي المتشدد ، التي ترفض بكل تأكيد لكل دولة مدنية ونظام علماني ، وسيفقد اي تاثير فعال على الموقف والسعي التركي ومشاريعها التي لا يعقل بانها ستنقطع . وسيثبت القادة القوميين السوريين في دمشق بانهم لا يرون أبعد من ارنبة انفهم ؟؟
9 ستقع روسيا في خطأ ستراتيجي أذا استبعدت قوات سوريا الديمقراطية ، وذلك سيعني أنها ستضع كل بيضها في السلة التركية ، دون أن تتعظ بالمثل الأنكليزي المعروف (( لا تضع كل بيضك في سلة واحدة )) .

صادق الزهاوي
كركوك في العاشر من شباط / 2017



#صادق_الزهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1.المسألة السورية ... لماذا لم يسقط نظام الاسد
- أول الحلول
- آخر الحلول
- الاتحاد الوطني الكوردستاني الضرورة والبداية
- لماذا الإصرار على جنيف (( 3 ))
- ((الكورد وبرهان نمرود))
- ذكرى للعبرة


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صادق الزهاوي - نصر حلب والمسألة السورية