كريمة الحفناوى
الحوار المتمدن-العدد: 5425 - 2017 / 2 / 7 - 18:40
المحور:
الادب والفن
عارف ياصاحبى لما اتولدت بنتى الكبيرة نسرين غنيت لها ولما أتولدت رشا بعدها غنيت لها نفس الأغانى والمعانى. وكبرت نسرين وتزوجت وأهدتنى حفيدتى ليلى عام 2005 غنيت لها نفس الأغانى
حادى بادى حادى بادى
فى صوت جاى هنا من الناحية دى
دا صوت القطة القطقوطة
صاحية مبسوطة زقطوطة
بتسرح شعرها بلسانها
من غير مشط ومن غير فوطة
بتقول نو نونو نو
وجاءت حفيدتى الثانية يارا فى 2006 وغنينا سويا لهما أنا وأمهما
الصبح الدنيا بتحلو
محلى النور والهوا والجو
والشمس بتفرش على الوادى
حادى بادى حادى بادى
وكبرت رشا وتزوجت وأهدتنى حفيدى حمزة فى 2012 وغنينا له معا
كان يا ما كان
كان فيه مصرى قديم
اسمة أمينحتب
وكان قصرة العظيم فى مكتبة وكتب
ماكانش عندة سيما ولا سكة حديد
لكن كتبه العظيمة مخلياه سعيد.
أغانيك الجميلة ياصاحبى بصوت عفاف راضى وألحان عمار الشريعى الجميلة بتعيش سنين طويلة. أجيال ترددها وتغنيها لأولادها وبناتها وأحفادها.
وتمر السنين ونكبر ونعيش معا ثورة 25 يناير المجيدة وموجتها الثانية الكبرى فى 30 يونيو ونكتب دستور الثورة. ومين غيرك ياصاحبى يكتب ويقول فى مقدمة الدستور:
"نحن الآن نكتب دستورا يجسد حلم الأجيال بمجتمع مزدهر متلاحم ودولة عادلة تحقق طموحات اليوم والغد للفرد والمجتمع. نكتب دستورا يفتح أمامنا المستقبل ويتسق مع الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الذى شاركنا فى صياغته ووافقنا عليه. نكتب دستورا يصون حرياتنا ويحمى الوطن من كل ما يهدده أو يهدد وحدتنا الوطنية. نكتب دستورا يحقق المساواة فى الحقوق والواجبات دون أى تمييز....نحن المواطنات والمواطنين، نحن الشعب المصرى السيد فى الوطن السيد، هذه إرادتنا وهذا دستور ثورتنا".
وتبقى كلماتك بحروف من أشعة الشمس ساطعة بنورها فى ديباجة الدستور، وتبقى كلماتك شاهدة على حب الوطن والإنسان:
"وجاهدنا نحن المصريين للحاق بركب التقدم وقدمنا الشهداء والتضحيات فى العديد من الهبات والانتفاضات والثورات حتى انتصر شعبنا للإرادة الشعبية الجارفة فى ثورة 25 يناير -30 يونيو التى دعت إلى العيش بحرية وكرامة إنسانية تحت ظلال العدالة الاجتماعية.... هذه الثورة إشارة وبشارة إشارة إلى ماض ما زال حاضرا، وبشارة بمستقبل تتطلع إليه الإنسانية كلها"
وتبقى كلماتك يا شاعر الحب والبحر والثورة والوطن والناس الغلابة، وتنطق كلماتك بحق الإنسان فى الحرية والعدل والمساواة. ومين غيرك ياصاحبى وأخويا، ومين غيرك ياسيد يكتب عن الشعب السيد فى الوطن السيد، ومين غيرك ياعاشق مصر وشاعر مصر، ياعاشق الأرض والسما والبحر، شبيت على رجليك ومديت إديك طالت القمر، وهزيت الهلال ياسيد ومديت إيديك طالت الشمس، وبنور الحقيقة إدفِّيت ياسيد، وبمية النيل ارتويت، وعشقت البحر والصيادين. فاكر ياصاحبى، ياما حكيت لنا عن المطرية والمنزلة والبحر وإحنا معاك قاعدين فى بيتكم وشقتكم، سيد حجاب وشوقى حجاب. شقة اتجمع فيها الأهل والأصحاب والأحباب وأنا لسة صغيرة بضفاير المدرسة فى الصف الأول الثانوى. ضحك لى زمانى، وكان من حظى أكون معاكم فى شقتكم فى الدور الأخير من العمارة رقم 10 فى شارع نجيب الريحانى وسط الأحباب: الفنانة التشكيلية إيفيلين والشعراء والفنانين والمخرجين والأدباء والملحنين والممثلين والمفكرين: يحيى زكريا، محمد سمير حسنى، أمال الزهيرى، حياة الشيمى، عهدى صادق، عدلى فخرى.
وفى قلب بيتكم كانت اللَّمة والأصحاب، وفى قلب بيتكم اتعلمت أقرأ فى الكتاب، وفى قلب بيتكم اتعلمت معنى الصداقة والمحبة وسمعت الألحان، وفى قلب بيتكم عرفت معنى وقيمة الأوطان وانحزت لشعب مصر الطيب، وانحزت لمعنى الإنسان. وفى قلب بيتكم تفتح قلبى على الحب، وانحزت لحقوق الفقير والغلبان...فى 10 نجيب الريحانى كانت البداية لتشكل المعرفة والتاريخ والوجدان. وفى مبنى الإذاعة والتلفزيون كان بداية اللقاء وأنا واقفة استمع إلى أول غنوة تغنيها عفاف راضى فى إذاعة الشعب من كلمات الشاعر سيد حجاب عام 1996. ومن يومها والكلمات واللحن فى قلبى وعينى وودانى. ومن يومها وأنا بغنيها ياصاحبى وأبويا وأخويا وخالى وعمى. غنوة قمراية الصبايا، ومن كلماتها:
قمراية الصبايا فايتة على القناية والنجم الملالى بينادى تعالى
تعالى معايا
لأ ما اسيبشى أرضى دا دينى وفرضى إنى أعيش هنا
هنا بيتى ومكانى ولآخر زمانى هافضل ع القنا
دى الغيطان غيطانى والنسمة حصانى
وحمام البنانى بيغنى الأغانى
أنا بهوى الغنا على حرف القناية
وتمر بينا الأيام ونكبر ويكبر معانا الألم والأمل، ونحلم معاك فى أشعارك "حتة حلم" ونردد
بكرة أجمل م النهارده:
من ورا ستارة الليالى شمس بكرة جاية تانى
إحنا شايفينك تعالى ياأم ضحكة برتقانى
العروسة الذهبية جاية وف شفايفها وردة
شمس بكرة جاية جاية بكرة أجمل م النهارده
ونحلم معاك وأنت تنسج الكلمات الرائعة لمقدمة مسلسل بوابة الحلوانى، تنسجها بالضوء والحلم والأمل:
اللى بنى مصر كان حلوانى ياولداه
حلوانى حلوانى
اسمة على بوابتها لازال ولا زايل
ساعة الهوايل يقوم قايل
يا بلداه ... يابلداه
وييجى شايل.. هيلا هوب شايل
حمولها ويعدل المايل
وعشان كدة مصر ياولاد مصر ياولاد
حلوة الحلوات
بحلم ياصاحبى وأنا لسة باحبى
بدنيا تانية ومصر جنة يا صاحبى
ويستمر الحلم فى مقدمة مسلسل المال والبنون:
باحلم وافتح عينيا على جنة م الإنسانية
والناس سوا بيعيشوها بطيبة وبصفو نية
أكيد ياصاحبى، ما الناس سواسية مثلما كانت كلماتك تنطق فى مقدمة مسلسل الوسية
سوانا رب الناس سواسية
لا حد فينا يزيد ولا يخس إيد
الحلم بالعدالة والمساواة كان فكرك ومبدأك. وفى ليالى الحلمية حلمت وحلمنا معا بمجيئ النهار بعد ظلمة القهر والانتصار
من انكسار الروح فى دوح الوطن
ييجى احتضار الشوق فى سجن البدن
من اختمار الحلم ييجى النهار
يعود غريب الدار لأهل وسكن
وتاخدنا من إيدينا وتلف بينا على شواطئ بحور شعرك يا صديقى. وتستمر بينا رحلة الحياة فى مقدمة ونهاية تترات المسلسلات تنطبع قفى قلوبنا وعيونا وعقولنا يا صديقى ونردد معاك فى مسلسل الأصدقاء:
يا صديق عمرى وأحلامى وعذابى
فى ليالى فرحتك عامل حسابى
فى ليالى وحدتى بتدق بابى
وعمر باب قلبى ما صدك
يا صديقى مد يدك
أصدقاء والود موصول فوق ظروفنا
مهما نبعد مهما طفنا مهما شفنا
فى ساعات شِدِّتنا وقلقنا وخوفنا
تسعيدنى واستردك
يا صديقى مد يدك
وتتمد أيادينا وتتشابك وترتفع حناجرنا بالهتاف فى الميدان من الإسكندرية لأسوان، وفى سوريا وتونس واليمن ولبنان، "الشعب يريد إسقاط النظام" و"عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية". وشعرك يهز القلب والوجدان، ويكون بمثابة نوبة صحيان.
من 1969 وحتى اليوم ثمانية وأربعين سنة يا صاحبى نطوف معا بالحلم والأمل والحزن والفرح. تبعدنا الأيام والليالى وتقربنا لكن نفس الفكر والتاريخ والوجدان يجمَّعنا. تركتنا يا صاحبى واحنا فى الرحلة، تركتنا وحدنا فى نفس اليوم اللى شاركت فيه بنضالك وأشعارك، فى الذكرى السادسة لثورة 25 يناير.
تركتنا الجسد ولكن روحك وكلماتك نتغنى بها ويتغنى بها ملايين البشر فأنت باق باق فى وجداننا وعقولنا وقلوبنا وفكرنا. ورغم إحساسى باليتم لفقدان الأب والأخ والصديق أتذكر كلماتك:
عيش يابن آدم بكر زى الشجر
موت وانت واقف زيه فى مطرحك
ولا تنحنى لمخلوق بشر أو حجر
وشب فوق مهما الزمان جرحك
مش هاننحنى ولا هانضعف ولا هانخاف، هنكمل مسيرة الانحياز للوطن والانحياز للناس الغلابة يامن علمتنا عشق البحر والناس والوطن.
دكتورة كريمة الحفناوى
#كريمة_الحفناوى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟