أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة الحفناوى - العنف ضد المرأة من الصعيد للسويس















المزيد.....

العنف ضد المرأة من الصعيد للسويس


كريمة الحفناوى

الحوار المتمدن-العدد: 5193 - 2016 / 6 / 14 - 13:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حقكِ علينا يا ست سعاد، وعيشى مرفوعة الرأس. وحقكِ سيجئ بإنفاذ القانون وليس بالمصالحة والمجالس العرفية وتبويس اللحى والرءوس. رحمك الله وفى جنة الخلد يا ابنتنا العروسة الصغيرة ميّار، وأنتِ أيضا حقكِ سيجئ عندما تتغير منظومة العادات والتقاليد الخاطئة، وعندما تعود منظومة القيم والأخلاق والضمير والمفاهيم الصحيحة للأديان السماوية التى تحض على الرحمة والمودة والتسامح والمساواة وإرساء العدل والحق وتحريم العدوان على الأرض وعلى الإنسان، والتى كرمت الإنسان بغض النظر عن اسمه أو لونه أو ديانته.
وجاء الدستور المصرى لينص فى مادته رقم 53 على: "المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة لا تمييز بينهم بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون أو اللغة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعى أو الانتماء السياسى أو الجغرافى أو لأى سبب آخر...التمييز والحض على الكراهية جريمة يعاقب عليها القانون."
كم تريدون يا حكام ويامسئولين ويا نواب الشعب ويا سادة يا مستشارين ومشرعين للقوانين، كم تريدون من ضحايا للإسراع فى سن قوانين تفعل الدستور وتغلظ العقوبة لمن يقترف جريمة عنف بدنى أو نفسى أو جنسى ضد المرأة؟ كم سيدة أو فتاة تريدون أن تتعرى أو ينتهك عرضها حتى ننفذ القانون ليكون رادعا؟ كم طفلة فى عمر الزهور تريدون أن تفقد حياتها نتيجة للنزيف بعد عملية الختان حتى ننفذ القوانين الرادعة؟
وبجانب القانون لابد من التربية الصحيحة وتعليم النشئ ونشر ثقافة محاربة العادات الضارة بالمرأة وعلى رأسها الختان، وإعادة منظومة الثقافة الشاملة فى المجتمع من تعليم وسلوك وقيم ومعرفة وتنمية المهارات؟
يا من أقسمتم اليمين على هذا الدستور هل قرأتموه؟ هل فهمتموه؟ هل وضعتم أولوية لتشريع قوانين تحمى المرأة من العنف والقهر التمييز؟ لا أنكر أن هناك بدايات فى السنوات الأخيرة لوضع استراتيجية لمواجهة العنف ضد المرأة بين المجلس القومى للمرأة والمنظمات النسائية مع عدد من الوزارات منها العدل والأوقاف والداخلية والشباب والثقافة والقوى العاملة والصحة والتعليم. ولا أنكر الجهد المبذول على مدى سنوات طوال من المنظمات النسائية التى تعمل فى مجال حقوق المرأة فى الصحة والتعليم والسكن والعمل. ولكن ما زال أمامنا الكثير والكثير.
ولقد آن الأوان لإنشاء مفوضية عدم التمييز، وآن الأوان أيضا لأولوية إصدار القانون الموحد لبناء دور العبادة من مساجد وكنائس وفقا للمادة 64 من الدستور "حرية الاعتقاد مطلقة وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية حق ينظمه القانون". والمادة 235 من باب الأحكام الانتقالية التى تنص على "يصدر مجلس النواب فى أول دور انعقاد له بعد العمل بهذا الدستور قانونا لتنظيم بناء وترميم الكنائس بما يكفل حرية ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية.
إن التجريف الذى طال المجتمع المصرى منذ سياسات الانفتاح الاقتصادى عام 1974 لم يكن تجريفا للاقتصاد فقط ولكنه تجريف للسياسة والاقتصاد والعقول والعلم ولمنظومة متكاملة من القيم والأخلاق، وبجانبه تغلغل أفكار ظلامية متطرفة ومتشددة لا علاقة لها بصحيح الدين. وطوال هذه السنوات سيطرت قيم الفهلوة والنصب والاحتيال والمحسوبية والفساد بدلا من العمل والعلم والكفاءة والأمانة والصدق.
وكان نتاج ذلك ارتكاب جرائم جديدة وغريبة على المجتمع المصرى ومنها انتهاك حرمة الجسد. إن ما حدث فى قرية الكرم مركز أبو قرقاص فى محافظة المنيا فى صعيد مصر لهو جريمة بشعة، وليست جريمة طائفية فقط كما حاول أن يصورها البعض، فالرجل المسلم أطلق شائعة أن زوجته على علاقة بشريكه المسيحى فى التجارة، وذلك للتهرب من مطالباتها له بالانفصال وبحقوق أبنائها وبناتها. أعقب ذلك اعتداء مجموعة من البلطجية والمتشددين دينيا على بيوت المسيحيين وحرق محتوياتها وتعرية سيدة مصرية فى السبعين من عمرها، هى والدة الشاب المسيحى الذى طالته الإشاعة.
ما حدث ياسادة جريمة متكاملة الأركان يعاقب عليها القانون ولا يجب أن تنتهى بمجالس صلح عرفية كما اعتدنا سابقا فى مثل تلك الجرائم. ينص دستورنا المصرى فى المادة 51 "الكرامة حق لكل إنسان ولا يجوز المساس بها، وتلتزم الدولة باحترامها وحمايتها" والمادة 57 "للحياة الخاصة حرمة وهى مصونة لا تمس" والمادة 58 تنص على حرمة المنازل والمادة 59 "الحياة الآمنة حق لكل إنسان، وتلتزم الدولة بتوفير الأمن والطمأنينة لمواطنيها ولكل مقيم على أراضيها". والمادة 60 "لجسد الإنسان حرمة والاعتداء عليه أو تشويهه أو التمثيل به جريمة يعاقب عليها القانون".
حقك علينا يا ست سعاد. حقك على العين والرأس. ورحمك الله يا ابنتنا العروسة الصغيرة ميّار بنت السبعة عشر ربيعا من محافظة السويس. صبية مصرية وطفلة بحكم الدستور الذى ينص فى المادة 80 على "يعد طفلا كل من لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره.....وتلتزم الدولة برعاية الطفل وحمايته من جميع أشكال العنف والإساءة وسوء المعاملة والاستغلال الجنسى والتجارى". حقك علينا ياميار. عندما اتفق والداك أنتِ وأختك التوأم مع طبيبة بأحد المستشفيات الخاصة لإجراء عملية ختان لكما معا بالمخالفة للدين والدستور والقانون. لفظت ميار انفاسها نتيجة لنزيف عقب عملية الختان.
لقد أكدت دار الإفتاء المصرية أكثر من مرة، وعقب وفاة الطفلة ميار أيضا، من أن ممارسة ختان الإناث يخالف الشريعة الإسلامية والقانون، والسعى فى القضاء على تلك الممارسة نوع من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وأن قضية ختان الإناث ليست قضية دينية ولكنها ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية. كما أن ختان الإناث له مضار جسدية ونفسية يستوجب معه القول بحرمته والاتفاق على ذلك.
وقد صرح الدكتور أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن مؤشرات خطيرة حول ظاهرة العنف ضد المرأة فى ضوء نتائج أول مسح وطنى اجتماعى شامل بعنوان التكلفة الاقتصادية للعنف القائم على النوع الاجتماعى فى مصر عام 2015.
يتضمن المسح أنواع وأشكال العنف المختلفة الذى تتعرض له النساء فى الفئة العمرية بين سن 18 و64 سنة. تعرضت تسعة من كل عشرة نساء لعملية الختان. وربع النساء تزوجن قبل بلوغهن سن 18 سنة، أى قاصر وطفلة، وفقا للقانون والدستور. كما أشارت الدراسة إلى أن 46% من النساء السابق لهن الزواج تعرضن لأحد أشكال العنف من قبل الزوج. ومن تعرضن للعنف كانت النسب التالية: 43% منهن تعرضن للعنف النفسى، و32% تعرضن للعنف البدنى، و12% للعنف الجنسى.
وفى إحصائية أخرى 10% من النساء تعرضن للتحرش فى الشارع والأسواق والميادين خلال عام 2015، وتعرضت 7% للتحرش فى المواصلات العامة، وحدثت غالبية حالات التحرش فى الميكروباص بنسبة 60%.
ومما له صلة بالموضوع، أشارت الدكتورة مايسة شوقى نائب وزير الصحة لشئون السكان، إلى أن المجلس القومى للسكان عقد اجتماعا مع عدد من أطباء الطب الشرعى والنيابة العامة وأوصوا فى مذكرة سيتم رفعها لوزارة العدل بضرورة اعتبار الختان عاهة مستديمة وجناية وليس جنحة، لتغليظ العقوبة لتصل إلى السجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد عن سبع سنوات بدلا من الوضع الحالى باعتبار الختان جنحة عقوبته لا تقل عن ثلاث شهور ولا تزيد عن سنتين أو غرامة لا تقل عن 1000 جنيه ولا تزيد عن 5000 جنية! كما طالبوا بصدور قانون لتجريم مشاركة الأب والأم فى حالة إجراء عملية الختان.
إن المرأة المصرية التى تقدمت الصفوف فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، المرأة الأم والأخت والجدة والخالة والعمة والإبنة والزوجة، والتى قدمت أولادها شهداء فى سبيل تحقيق الحياة الكريمة وتحقيق الكرامة والعزة ستستمر فى مسيرتها النضالية لتغيير الثقافة المجتمعية التى تميز ضد المرأة من أجل مجتمع خال من العنف والتمييز، مجتمع الكرامة والحرية والمساواة والمواطنة.
دكتورة كريمة الحفناوى
عضو مؤسس فى الحزب الاشتراكى المصرى



#كريمة_الحفناوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهندة العطاء والألم والكفاح والأمل
- تساؤلات مطروحة وتخوفات مشروعة 1
- علاج الغلابة عليك يارب
- الدستور والحقوق والحريات العمالية
- الحقوق والحريات فى الدستور المصرى
- خطأ التعتيم وخطأ التوقيت
- الثقافة الجماهيرية والعدالة الثقافية 3
- الثقافة الجماهيرية والعدالة الثقافية 2
- الثقافة الجماهيرية والعدالة الثقافية
- عيد الأم فى قصر ثقافة مصر الجديدة
- دستور الثورة وتعديل القوانين المخالفة
- دستور الثورة والمرأة المصرية
- دستور الثورة والعدالة الضريبية
- دستور الثورة وحق المواطن فى حياة آمنة
- دستور الثورة وكرامة المواطن والطبيب
- دستور الثورة وحق المصريين فى الصحة
- احتفالية ثورة يناير فى قصر ثقافة منشية ناصر
- دستور الثورة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية
- عام مضى وعام جديد 3
- عام مضى وعام جديد 2


المزيد.....




- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة الحفناوى - العنف ضد المرأة من الصعيد للسويس