أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - متي ناصر مقادسي - إهل نتطلع للبقاء إلى ألأبد ؟















المزيد.....

إهل نتطلع للبقاء إلى ألأبد ؟


متي ناصر مقادسي

الحوار المتمدن-العدد: 5425 - 2017 / 2 / 7 - 17:11
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في حفلة زواج سأل محرر مجلة "العلم ألأمريكي" رجل وإمرأة يحملان درجات علمية عالية دكتوراه :إذا أمكن تحويل الدماغ إلى مُشبك ألكتروني وجعله يعيش للأبد كمنظومة إنسانية هجينية,ما هو موقفكما ؟ الزوج عمره 45 سنة أجاب من دون تردد,نعم لأني أُريد أن أعرف إلى أي مدى سيكون التطور بعد 100 أو 1000أو5000 سنة وسأعرف موقع أبحاثي الشخصية بعد 5000 سنة وسأتمتع بالعالم خلال تلك السنين ,أما الزوجة 40 سنة, دراستها التاريخ, فأجابت :كلا, فإن الموت هو جزء من الحياة ومكمل لها وأُريد أن أعرف ماذا بعد الموت وماذا يحدث عند الموت وما هو الموت ؟ جواب ألإمرأة غيرعادي لأن أولاً يثيرمشاعر زوجها وثانياً, لأن مُعظم البشر يطمحون لزيادة العمر, والخلود هو ما سعى ألأقدمون له عبر التاريخ ألإنساني. وحيث أن ألإنسان القديم أو الحديث يسعى لإطالة العمر. فإن هكذا أسئلة مطلوب إثارتها ألأن, لأن علماء المستقبلFuturists يريدون أن يعرفوا ما هي إجابات البشر للوصول إلى ما بعد العالم البيولوجي التي فيها الموت يكون من سالف ألأيام أو على ألأقل يكون تحت السيطرة,
كورزويل Kurzweil في كتابه, 2005, "المفردة (ألإنسان) قريبة",والذي بيع كثيرً, يقول أن المستقبل سيرينا ذكاءً صناعياً يتضمن ويعالج بمهارة أكثر مما يستطيعه إلإنسان ألإعتيادي. إن فحص المخ في جهاز ألإسكانر ومعرفة أين تكمن فيه تفاصيل الذكاء البشري سيقربنا ويساعدنا على نقل ترتيب المعلومات في المخ وتحويلها جزء الذكاء والشخصية في المخ إلى قطعة غير بيولوجية تقوم بنفس الدور,وسوف نستطيع بواسطة السكانر أن نُفعِل دور النانوبوتات, nanobots,(نبيطة أو أداة نانو مترية,مُفت رضة, تعيد تكوين نفسها) التي تقضي على الجراثيم داخل خلايا المخ وتُعدل أخطاء أل DNA وتحسن عمل أجهزة أعضاء الجسم, وسيمكننا أن نعيش حياة أطول دون أن نهرم.وستتقدم بنا حياة شبه حقيقيةvirtual reality في كون فقير الدم ,من خلال منظومتنا العصبية. وذلك بالوصول إلى مستوى ذكاء عالٍ.
يحدد المؤلف كورزويل سنة تقريبية 2045 لأن يتمكن العلماء من تصنيع ذكاء إصطناعي أعلى من الذكاء ألإنساني,عندها ستبدأ العلماء بجدية تصنيع أو تحوير دماغ الإنسان تقنياً إلى مستوى ذكاء يُناسب التطور.المشكلة عندئذٍ أن الدماغ يحوي ما يُقارب 100 مليار خلية عصبية,فهل سيكون بالمستطاع تشكيل منظومة بهذا الكم من القطع؟ وقد تحتاج إلى أن تكون الخلايا من مكونات أصغر هي الذرات ألأمر الذي يبدو مُعَجِزاً..
سيبستيان,بروفسور في معهد ألأعصاب في برنستون يرى أن تحويل مزايا المخ بمليارات خلاياه العصبية, المرتبطة مع بعضها بعقد, من المستحيل أن يتم صناعياً حتى بإستخدام تقنية النانو.وهذا المخ هو الذي جعلنا بالكيفية التي نحن عليها,أو بتعبير أخر " كما نحن" .إن الطاقة الحاسوبية لإعداد جهاز يكافئ مكونات المخ البشري يحتاج إلى بشر يعمل خلال أبعاد زمنية فلكية...
التوسع في إستخدام وتطوير دماغنا واجسامنا, سيعطينا الفرصة لفهم كيف نشأنا وفهم كيف أصبحنا بالوعي الذي نحن عليه.الفيلسوفان الباحثان جوليان سافوليسكو وإنكمار برسون أشارا في بحثهما إلى إمكانية رفع مستوى الأخلاق والتصرفات وتقوية المقدرة البشرية والذكاء من خلال أبحاث التحكم في عمل الجينات والسيطرة على بعضها أو تحويرها, وتشير ألأبحاث الحالية إلى أنه سيُمكن التغلب على بعض ألأمراض السيكوبيولوجية والخلقية.
والسؤال ألأن كيف نطيل حياتنا؟ لقد كتب الفيلسوف ديفيد جالمرز(50سنة) وجماعته في مركز الفكر والدماغ والوعي في جامعة نيويورك, بحثاً عن أحسن الطرق لتحويل مشبك المخ إلى مشبك غير بيولوجي ويحافظ على الشخصية ألإنسانية بمفرداتها .عندما سُئل هذا الفيلسوف فيما إذا يتوقع أنه سيحصل على الفرصة ليعيش إلى ما لا نهاية؟ أجاب انه لا يتوقع.. ولكن "هذه المسائل سوف تصبح ممكنة في القرن القادم أو بعد ذلك.
ولكن ما هي الممكنة؟؟ هي عندما يُمكن أن يصبح هذا الفيلسوف ما يُسمي ب سيبورك المستقبل Cybork future , أي كائن "إنسان سابقاً" جزءاً منه إنساني وألأخر بيوميكاترونك Biomechatronic بمعنى بيولوجي-آلي, حيث يؤخذ جزءً من البروفيسور وهو المخ ويُحول أو يُستنسخ بالضبط كجهاز آلي ليعمل نفس عمله السابق.السؤأل الذي يطرح نفسه , ما هو موقف المجتمع منه وكيف ستكون مشاعره تجاه أهله واصدقائه.هل سيكون إنساناً بالكامل كما كان سابقاً؟ هل ستكون له عواطف من ضمنها الجنسية.وبالمقابل هل عائلته وأصدقاءه سيتعاملون معه حسب الطبيعة ألإنسانية ويحبونه....وهل سيبقى كما كان هو؟؟
واحدة من المسائل الفلسفية كيف ستتعامل هذهو الشخوص مع بعضها ؟وكيف ستكون الأخلاق والقيم بين هذه الكائنات الشبه بشرية ؟ أو البشر المعزز enhanced human أو ألإنسان المفترض- علمياً- في المستقبل .
من جهة أُخرى حسب المقاييس الحالية في التقدم العلمي و ألأخلاقي (لا كما هو الحال مع ألإرهابيين الدواعش) المفترض أن تتحسن العلاقات , ومن المعقول والمطلوب أن يُرافق التحول تحسن ألإداء البشري .
رونالد ساندلر فيلسوف في قسم فلسفة ألأخلاق والدين في جامعة الشمال الشرقي, يقول الكلام حول سيبورك المستقبل, يضعنا أمام مسائل شائكة وصعبة التنبؤ,لكن من المهم أن نتناولها من ألأن, ونضع أمامنا ألإختيار بين الموت واللاقيم مثل ألسيبورك,فمن ألأفضل أن نفكر بها جدياً من ألأن.دعنا من معقوليتها أو لا,من المهم أن نناقش أسئلة أساسية,هل هي مرغوبة؟ إذا فُرغَ مخي ووعيي إلى سيبورك ؟ فمن سأكون أنا. هل سأبقى على عملي وعلى علاقاتي ,هل سيعاملوني كالسابق,وهل سأبقى إنسان.مع كل ذلك فإن ساندلر يتوقع أن القيم وألأخلاق ستكون كما هي قبل أن يتعزز إلكترونياً وسيبقى على إرتباطاته وعلاقاته اليومية.وتشير ألأبحاث إلى أن تقدم مستوى ألإنسان الثقافي والعلمي يُعزز أخلاقه وقيمهِ ويزيد تعاونه.
إن ألأبحاث التي ستنتهي إلى,لنسمه,كائن "بيولوجي-آلي" هو ليس روبوت بالكامل, سيكون فرصة ثمينة أو هدية على طبق من ذهب للعلماء المهتمين بغزو الفضاء,لأن هذا الكائن لذكائه الممكن برمجته يعيش لمدد غير محدودة الزمن أو طويلة جداً بالنسبة للمراحل ألأولية لتصنيع البيولوجي-آلي,وستتشجع الحكومات بتخصيص ألأموال اللازمة للتوسع في بحوث غزو الفضاء المتلكأ ألأن بسبب محدودية الصرف عليها ,وستتكثف أبحاث مشروع ألإستكشاف الكوني الروبوتي, لأن من الخطورة جداً إرسال إنسان إعتيادي إلى المريخ.وعندئذٍ ستنشط شركات السفر إلى الفضاء.يُسافر بها ناس مغمورون يبغون تسجيل نفسهم في سجل الحضارة ألإنسانية.
والمستقبل القريب ربما يوضح لنا كثيراً من ألأمور المبهمة ألأن.لكن ستبقى الحقائق كما هي,وربما سيكون لنا عودة قريبة للموضوع.



#متي_ناصر_مقادسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة في كتاب -صحوتي الفكرية- أ.د.ريمون شكوري
- يجب أن ينتهي الحكم المترهل بالفساد


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - متي ناصر مقادسي - إهل نتطلع للبقاء إلى ألأبد ؟