أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - متي ناصر مقادسي - نظرة في كتاب -صحوتي الفكرية- أ.د.ريمون شكوري















المزيد.....

نظرة في كتاب -صحوتي الفكرية- أ.د.ريمون شكوري


متي ناصر مقادسي

الحوار المتمدن-العدد: 5374 - 2016 / 12 / 17 - 05:25
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


حتى نتناول موضوع هذا الكتاب النادر في موضوعه والجسور في النظرة الفلسفية والعلمية للمعتقدات الدينية الثلاث الموحِدة ويُناقش التناقضات في بعض نصوص كتبها المقدسة, الكتاب هو في الواقع أسئلة يُثيرها شخص دُعي "منير" ويُجيب عليها شكوري.
لابد أن نلقي أولاً نظرة إلى خلفية ثقافة الدكتور ريمون شكوري فهو بدءً شخصية أكاديمية علمية متميزة . حيث يقول عن نفسه " إن دراسته في كلية بغداد وفرت له إتقان اللغة ألإنكليزية والتوسع في الإطلاع على ألأداب الكلاسيكية العالمية وإنتاجات الفكر العلمي والفلسفي" ومنذ نعومة أظفاره تكونت عنده إهتمامات متعمقة في فلسفة العلوم والنظرة إلى الكون وتأصيله, لذلك لم تستهوِهِ شهادة الهندسة التي حصل عليها فدرس الرياضيات لعلاقتها بالفيزياء التي هي فلسفة الطبيعة, وحصل على الدكتوراه فيها من جامعة ولاية أيوا,وإهتم بمطالعة الكتب الدينية المسيحية وألإسلامية والفلسفية. وتعمق في إدراك محتواها,وإعتمد في تناوله هذا الموضوع الشائك من مقولة فلسفية وضعها لنفسه "لا يفهم ظاهرة الدين من إعتنق ديناً بل من إنعتق من ألأديان"
درَس في جامعة بغداد, الرياضيات والفلسفة والفيزياء وأشرف على كثير من طلبة الدكتوراه والماجستير وبعد أن تقاعد منها درَس في الجامعة ألهاشمية في ألأردن وجامعة ولاية إلينوي الجنوبية وجامعة كاليفورنيا في فريزنو وجامعة ويزلي في بلومنكتن إلينوي في امريكا,
يذكر المؤلف حادثة لا ينساها, عندما كان في الصف الثالث إبتدائي,وهي أن ألأب مدرس الدين,قال للأطفال, أن الله أوجدنا في هذا العالم؟ سأله أحد الأطفال أبونا من أوجد الله؟ كان جواب "ألأب" هو بسط الطفل بعنف !!!!أكبر الظن أن ألأب الكاهن لا يعرف الجواب,فيثبت ألإيمان بالبسط .ويشير شكوري أن ضعف ألإيمان عند أكبر المعروفين بسمعتهم الدينية مثل ألأم تيريزا والتي طُوِبت قديسة ,قد نعتبرها شفيعة الملحدين,لأن الإلحاد تعريف إعتباري.ولأن ألأم تيريزا إعترفت بضعف إيمانها لرؤاسائها...
ربما الذي دفع شكوري لنقاش بعض ما جاء من تناقضات في الكتب الدينية المقدسة,والتي يُوردها بشيئ من التفصيل, في كُتب العهد القديم (اليهودي) والعهدالجديد (ألإناجيل) والقرآن, هو قساوة رجال الدين, في مرحلة الثانوية,غير المفهومة فمثلاً عندما كان طالباً في الثانوية طلب كتاباً بعنوان Scientific outlook المستقبل أو المنظور العلمي لمؤلفه برتراند رسل المعروف جيدأ على النطاق العالمي .فكان جواب ألأب الكاهن الرفض لأن هذا المؤلف "خاطئ كبير",Big Sinner .هذا الموقف يدفع الطالب أن يأخذ موقف التحدي المعاكس, وأثار عنده السؤال الفلسفي التقليدي لماذا!!! ؟؟؟ وهو ما حدث.. . وقد كانت تلك الفترة من حياة المؤلف, نهاية ألأربعينات وبداية الخمسينات من القرن الماضي,فترة محاربة كل ألأفكار الحرة التقدمية بإعتبارها إلحاد أو ممنوعة ليس من الكنيسة فقط ولكن سياسياً ,مثلأً حتى شخصيات كبيرة مثل شارلي شابلن وبيكاسو وبرتراند رسل وكثيراُ غيرهم إعتُبروا أعداء اوطانهم أو ملحدين بنغمة الشيوعية...من قبل بريطانيا وأمريكا وحرقت كتب كثيرة لعديد من ألأدباء.
يتناول المؤلف التناقضات في بعض النصوص الدينية في الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية وألإسلامية ويعتبر أن مناقشته ألأمور الدينية ونصوصها هو إلحاد,برأيي أنه ليس إلحاد, قد يعتبره بعض رجال الدين والمتدينين ليس جأئزاً ولكن أعتقد أن المتفتحي الذهن من رجال الدين يتقبلون النقاش, وأن مناقشتها ضرورة لابد منها, وفي الحقيقة,مادام للإنسان فكر, فإن من حقه أن يُناقش مع رجال الدين أو ألمؤمنين كل ألأمور وكل ما مطلوب منه أن يعتقد به.فالمناقشة وتبيان التناقض في النصوص ليس إلحاداً.وعلى الفقهاء من رجال الدين مسيحيون أو أسلام أو يهود أن يشرحوا التناقض الموجود في الكتب.وربما موجودة عدم القناعة بالتناقضات عند رجال الدين أيضاً ولكن إعتاد المرء أن يقبل الكتب الدينية كحزمة واحدة,ولا يكترث بتناقضات بعض أياتها.ولتعزيز رأيهِ, يشير شكوري أن مواقع كثيرة في ألإنترنت تُثير تساؤلات عن عدم قناعة ببعض نصوص الكتب المقدسة الدينية التي تناقض الحقائق العلمية والتي تناقض أيضاً صفات ألله.
شكوري يتناول أيضاً ألأخطاء الكبيرة لرجال الدين مثل موقف الكنيسة المعارض للإكتشافات في المجموعة الشمسية وحقائقها, وهو يناقش لماذا ناهضت الكنيسة إكتشاف حقائق أن ألأرض كروية وأن الشمس هي مركز مجموعتنا الشمسية وإعتبرته إلحاداً,إن هذه الحقائق ليست إلحاداً ولكن لأن الكنيسة تجهل القوانين الطبيعية وتفسيرها,وعن جهل كانت الكنيسة تعتقد أن ديمومة الكون هو بحراسة الملائكة, كما ليس في ألإكتشافات الكونية معلومة تخالف ما جاء بالكتب الدينية المسيحية.وما جاء به كوبرنيكوس"الكافر" من أن ألأرض كروية كان قد قال به علماء سابقون إغريق وسريان مثل أبن العبري. وعندما إعترضت الكنيسة على المنجم الشهير كِبلر الذي إستطاع أن يحسب إنتظام حركة التوابع الشمسية ومساراتها ووضع قوانينها الخاصة الثلاث المعروفة بقوانين كِبار,إعتبرت إكتشافه تدخلاً بألأمور ألإلهية,أجاب : اني فقط أردتُ أن أعرف النظام الهندسي الذي نظم الله الكون فيه!!!
ليس غريباً أن يناقش المرء أمراً عندما لا يدرك فهمهِ ولا يقبله المعقول العام , وألإلحاد هو ضعف ألأدلة الكافية بنظر المرء بوجود إله, ولكن بنفس الوقت الملحد لا يستطيع إثبات عدم وجود ألإله .إذن ما يُسمى ملحد هو ليس غير مؤمن وليس عنده إله بديل أو صلاة يتبعها أو هدف ... ولكن عنده تساؤلات ليس لها جواب بعدُ.وهذا ينطبق على الكنيسة .لأنها لا تفهم واجباتها الدينية أو حدود فكرها الديني وألأمور التي يمكن أن تتدخل فيها,فتفرش رؤياها على الكون , من المفترض أن تلاحق الكنيسة الحق والحياة بين الناس وتشجعهم على ألإغتراف من المعرفة لا أن تتخلف عنهم في المعرفة.من ألأمور التي يناقشها شكوري هي علاقة ألأخلاق بالدين ويستنتج أن لا علاقة واضحة بين طيبة ألأخلاق عند الناس وتصرفاتهم الخلقية,بالرغم من أن هذا صحيح في عصرنا الراهن ولكن الرأي السائد منذ ألأزل أن الديانات,بدايةً, إنبثقت لترويض النفس البشرية, وألألهة وُجِدت إما للحكمة وإما للخير والتبصرمثل أوبولو.
إن ما يؤكد عليه شكوري خلال مُعظم الكتاب هو معضلة كبيرة جداً عانت منه البشرية ولا زالت وهوالتعصب الديني والنرجسية الدينية, المؤديا إلى الحقد ألأعمى المتبادل بين الطوائف من دين واحد أو بين أديان مختلفة,ويذكر مثال داعش وأمثلة كثيرة عبر التاريخ كان ضحيتها الملايين من البشر.ويُشير في أكثر من مكان أن ألأكثرية الدينية وخاصة ألإسلامية في الشرق ألأوسط إستَعْلت بعض النصوص الدينية في القرآن لإذلال الطوائف ألأخرى "الذمية" ويعني أن ألإنسان "ألأخر" هو يعيش في ذمة المسلم؟؟؟؟ وكنتيجة للضغط وألإكراه وألإذلال وبعضاً بحد السيف..تحول كثير من المسيحيين إلى ألإسلام, لذلك إنحسرت المسيحية في الشرق ألأوسط. ولم ينسى أن يذكر في المقابل في ألأندلس حيث إنحسر ألإسلام فيها أيضاً.ولكن يجب أن يُقال أن الشرق ألأوسط هو موطن المسيحيين السريان أصلاً..
يناقش شكوري السبب بأن المسيحيين أصبحوا أقلية في عصر الخلفاء العباسيين ألأوائل لأنهم عوملوا في وطنهم كناس من درجة أدنى...وهنا يجب عليَ إن أقول أن,فقط, العلماء وألأطباء والمترجمين السريان الذين ترجموا الكتب العلمية والفلسفية والطبية ودَرَسوا في بيت الحكمة الذي أسسونه, كانت لهم مكانة كبيرة عند الخلفاء ..وكان قسماً منهم أطباء لعوائلهم.
تناول المؤلف كتاب العهد القديم والتناقض في خلق حواء ... من أن حواء خلقها مع أدم في نص, وفي نص آخر خلقها من أحد أضلاع آدم, وقد أعلن الفاتيكان قبل أيام قليلة أن مسألة خلق آدم غير معقولة . وكذلك لا يُعقل أن ألله يأمر بقتل مدينة بكاملها ما عدا نوح وعائلته,مثل هذه ألأمور أصبح حتى رجال الدين الكبار لا يقرونها .. ولقد أشار شكوري إلى أن الكتب المقدسة الثلاث تتضمن كثيراً من النصوص التي تناقض الحقائق العلمية,ولكن بنفس الوقت ليست إثبات كامل بعدم وجود الخالق.
ومما يجب أن يُذكر أن روعة إسلوبه ألأدبي الشيق ووسع إدراكه الفكري والتحليل المنطقي السهل يدفع المرء ألإستمرار في مطالعته لكتاب "صحوتي الفكرية", إن ما تُعاني البشرية اليوم من مآسي وخاصة العراق وسوريا وليبيا وعموماً الشرق ألأوسط وألأدنى والغيبيات الغير معقولة التي تؤمن بها بعض دول ألأوساط وتُركز كراهية وتكفير ألآخر في تدريس المفردات الدينية مثل السعودية وألأزهر,-طُلب من ألأزهر أن يستنكر أعمال داعش فرفض لأنه يعتمد على نصوص قرآنية-,هي التي أنتجت القاعدة وداعش والتي تقطع رؤوس البشر أسهل من قطع رؤوس الغنم.عندئذٍ نفهم المغزى من كتاب شكوري الرائع الذي نحن ألأن أحوج ما نكون لتداوله,
مطالعة الكتاب فيه لذة ممتعة لجودة محتواه وغزارة المعلومات التي يتداولها وألأدراك المعرفي لما يتناوله من موضوعات خطيرة بإسلوبِ واضح ومثير.وأرى أن من يبدأ في قراءة الكتاب لا يتوقف عن مطالعته إلا عند ألإنتهاء منه.



#متي_ناصر_مقادسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب أن ينتهي الحكم المترهل بالفساد


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - متي ناصر مقادسي - نظرة في كتاب -صحوتي الفكرية- أ.د.ريمون شكوري