العودة الى مناقشة تعليقات فاخر فاخر للتسلية

حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 5425 - 2017 / 2 / 7 - 13:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ملاحظة: في الرابع عشر من شهر شباط الحالي انتقل من السادسة والتسعين الى السابعة والتسعين. مع ذلك ما زلت محتفظا بكامل قواي العقلية وقادرا على مواصلة الكتابة. ولكني عاجز عن ايجاد مواضيع اكتب فيها واكون شاكرا لاحبائي القراء لو يقترحون موضوعا يحبون مني مناقشبه او يوجهون سؤالا يطلبون مني الاجابة عليه.
حوار مع فاخر فاخر حول تعليقه الاخير على مقالي عن تاريخ تطور المجتمع البشري.
قبل ان ابدأ هذا الحوار اود ان اعلق على تعليق لفاخر بلغ فيه قمة العبقرية الفاخرية. فقد كتبت سلسلة من المقالات لمناقشة تعليقات فاخر للتسلية فترجمها فاخر ان حسقيل قوجمان يقرا كارل ماركس للتسلية.
اذن حسقيل يناقش تعليقات فاخر للتسلية تعني لدى فاخر ان حسقيل يقرا كارل ماركس للتسلية. لذا يقوم فاخر بتعليمي او بنصحي او بامري بان كارل ماركس لا يقرأ للتسلية.
لا اعلم مقدار علم فاخر فاخر في حل المعادلات الجبرية البسيطة. ففي هذه المعادلات يجري اختزال الاجزاء المتشابهة او المتساوية من طرفي المعادلة للتوصل الى القيمة الحقيقية للمجهول س. ولنضع التعليق الذي اجراه فاخر فاخر كمعادلة جبرية بسيطة.
حسقيل يناقش تعليقات فاخر للتسلية = حسقيل يقرا كارل ماركس للتسلية
لدى اختزال هذه المعادلة على اعتبار ان س فيها هو كارل ماركس فبالامكان اعتبار المناقشة والقراءة متشابهين واختزالهما من طرفي المعادلة. وكلمة التسلية هي نفسها في طرفي المعادلة ويمكن اختزالهما. فيتبقى من المعادلة فاخر فاخر = كارل ماركس هل راى القارئ ابدع واكثر عبقرية من هذا؟ !!!
لقد اقتبست تعليق فاخر فاخر حول مقالي عن تاريخ تطور المجتمع البشري بكامله لان من المسلي حقا مناقشته.
يبدأ فاخر تعليقه بالجملة التالية:
"وأخيراً إعترف قوجمان أن هناك إنتاج للإنسان ليس بضاعة"
والجملة خاطئة بكلا جزأيها. فليس في المقال اي اعتراف وانما هو سرد لتطور تاريخ الحياة البشرية على الكرة الارضية كما تسجله كتب التاريخ الحقيقية. وليس هناك اعتراف بان "هناك انتاج للانسان ليس بضاعة" ان كارل ماركس هو الذي كتب ان كل انتاج ينتجه الانسان ويستخدمه بنفسه ليس بضاعة وكل انتاج ينتجه الانسان لكي يبادله مع انسان اخر هو بضاعة.
"لكنه يحدد الفرق لين البضاعة واللابضاعة بشكل المجتمع ليس شكلالبضاعة"
حاولت جهدي ان افهم ما تعنيه هذه العبارة ولم افهمه. احد علوم المجتمع علم التاريخ الذي يدرسه الالاف ليحوزوا عليه شهادات الماجستير والدكتوراه. في التاريخ العلمي المكتوب والمسجل كانت المشاعية البدائية مشاعية بالضرورة ولدى تطور قوى الانتاج اي الاساس الاقتصادي للمجتمع نشات البضاعة وتطورت تدريجيا طيلة ملايين سني المرحلة المشاعية الى ان تحققت الطفرة الديالكتيكية حين جرى نقض المجتمع المشاعي نقضا اولا فاصبح مجتمعا طبقيا حيث تحولت قوى الانتاج بثلاثة عناصرها ، الانسان والارض والالة، الى بضاعة. ففي المرحلة العبودية كان الانسان العبد هو البضاعة الرئيسية وفي المرحلة الاقطاعية كان عنصر الارض البضاعة الرئيسية وفي النظام الراسمالي اصبح عنصر الالة البضاعة الرئيسية. كل ذلك تاريخ مسجل خلال تطور الاساس الاقتصادي للمجتمع. وكون الانتاج في المجتمع الشيوعي ليس بضاعة هو نظرية كارل ماركس للتطور الاجتماعي المقبل وهي نظرية لم تتحقق بعد لكي نعرف ذلك من الواقع والتجربة . وفي فترة المجتمع الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي تحقق ذلك جزئيا اولا من حيث ان المجتمع الاشتراكي لم يصبح عالميا وثانيا من حيث ان تحول الانتاج الاجتماعي لم يتحقق كليا في الاتحاد السوفييتي. فاين هو الاعتراف يا فاخر؟
"الأمر الذي اضطره أن يصنف العبد في العهد العبودي يالسلعة او البضاعة كمن لو أن أمه وأبيه ولداه للبيع وبسعر معل! عيب يا أستاذ قوجمان أن ماركسياً مثلك ينحدر إلى مثل هذا المستوى من التفكير"
اي ماركسي تقصد هنا يا فاخر؟ فقد قررت سابقا ان حسقيل ليس ماركسيا، وان ماركسيته هي ماركسية دجاج غير طائر، وقررت اما ان يكون حسقيل ماركسيا او تكون انت ماركسيا وهذا يعني طبعا انك انت الماركسي وحسقيل لا ماركسي. هل تسمي في عبارتك اعلاه حسقيل الماركسي استهزاءا، ام للسخرية ام تملقا، ام لغرض اخر؟ ليس عندي الجواب على ذلك.
العيب يا فاخر ليس في حسقيل بل هو فيك. ان حسقيل لم يات بشيء من تفكيره بل قص ما تعلمه من كتب التاريخ عن علم التاريخ البشري. العيب فيك يا فاخر لانك تجهل تاريخ تطور المجتمع البشري خلال ملايين السنين او عشرات الملايين جهلا مطبقا او تتجاهله كعلم التاريخ الانساني.
ان كون العبد هو البضاعة الرئيسية في المجتمع العبودي حقيقة تاريخية لا يستطيع حسقيل او فاخر انكارها لان العبيد كانوا يباعون بالملايين وكان الاباطرة يشنون حروبا لغرض الاستيلاء على الاسرى وجعلهم عبيدا وسلعة ينفذون لهم الاعمال الجسمية القاسية والمنهكة والقاتلة لانتاج ما يرغبون به. والعيب يا فاخر هو ان يجهل او يتجاهل فاخر فاخر كل هذا التاريخ. يمكنك بهذا الصدد مراجعة فتوحات الاسكندر المقدوني ونظام او قواعد توزيع الاسرى على الضباط حسب مراتبهم ليكونوا عبيدا لهم. فالعبد كان يجري انتاجه كعبد اي يجعل عبدا من اجل تبادل ملايين العبيد لقاء الملايين من النقود الذهبية وكان الاجنة في ارحام امهاتهم العبيد عبيدا في طريق الولادة ويولدون عبيدا لا يعتبرونهم بشرا لكي يجري استعبادهم. وهذا ما تعنيه العبارة الانكليزية التي اقتبسها فاخر في تعليقه.
"وهو ما بستوجب أن تكون البضاعتان متساويتان في القيمة الرأسمالية وهي التي كانت مجهولة قبل النظام الرأسمالي ولذلك يتوجب الاعتراف بأن البضاعة لا بد أن تحمل في جوفها فائضاً للقيمة وهو ما لم يكن موجوداً قبل النظام الرأسمالي "
وهذه العبارة من تعليق فاخر فاخر غير صحيحة. فالبضاعتان يجب ان تكونا متساويتي القيمة وليس "القيمة الراسمالية". فكانت بضاعة العبيد مساوية لقيمة بيعها منذ اول نشوئها في المرحلة المشاعية البدائية. ولم يكن فائض القيمة شرطا لتبادل البضاعة الا في النظام الراسمالي. قبل النظام الراسمالي لم يكن لفائض القيمة وجود وكل الموضوع هو جهل مطبق او تجاهل فاخر فاخر لكل تطور المجتمع الانساني ولا يعرف مثقال ذرة من علم تاريخ تطور المجتمع البشري.
"حتى متأخرا أيام نشوء المدن البورجوازية كان تلميذ الصناعة يعمل في المانيفاكتورة بلا أجر وهو ما كانوا يسمونه بالإنجليزية (Apprentice)" لقد اطلقت على تلميذ الصناعة اسم مياوم كترجمة لكلمة Apprentice"
ان صناعة الاصناف لم تكن في عصر نشوء المدن البرجوازية بل كانت في عصر المدن الاقطاعية. فصناعة الاصناف كانت هي الصناعة المعترف بها في النظام الاقطاعي. وكانت مراحل تعلم الصانع للصنعة من مياوم الى خلفة ثم اسطى شرطا لللاعتراف به كصانع يحق له انشاء مصنع له. وكان نشوء الانتاج الصناعي التجاري في المانيفكتورا تحديا وتحطيما لصناعة الاصناف وبداية اولية لعملية الانتاج الراسمالي.
"فيما قبل الأسواق الرأسمالية كان التيادل يجري ليس وفق قانون القيمة الرأسمالية بل وفق القيمة الاستعمالية" هذا صحيح وهو صحيح ايضا في تبادل البضائع في المجتمع الراسمالي. ان مشتري البضاعة لا يبتغي قيمتها بل ما يهمه ويحتاجه هو القيمة الاستعمالية. فالانسان يشتري سترة مثلا لكي يلبسها ولبسها هو القيمة الاستعمالية للسترة وليس قيمتها. وتتحقق القيمة في المعاملات التجارية عن طريق المدة، ساعات العمل الضرورية، التي يبذلها منتج القيمة الاستعمالية اثناء عمله.
الحذاء ينتج سلعته الحذاء في دكانه اي سوقه لكي يبيعه لمن يحتاج الى حذاء مقابل ثمن مفروض حسب ظروف الانتاج. والحذاء يستخدم ثمن الحذاء الذي باعه من اجل الحصول على ما يحتاجه من سلع لمواصلة حياته. والمعادلة في هذه العملية هي س-ن-س سلعة نقود سلعة وليس ن-س-ن نقود سلعة نقود كما في الانتاج الراسمالي. وقد اشار ماركس الى س-ن-س بطريقة تهكمية حيث يبيع القس الكتاب المقدس لانسان كي يشتري بثمنه خمرا. وهذه المعادلة س-ن-س ما زالت هي المعادلة في الصناعات الحرفية التي مازالت تجري حتى في ايامنا. النجار، الحداد ،الصفار، وكل الحرفيين الذين ما زالوا يعملون في ايامنا. وليس لذلك اي ذكر في ادب فاخر فاخر. فهو يذكر فقط معادلة ن-س-ن.
هل سمع فاخر بما يسمى سوق الجواري الذي كان معروفا في الدولة العباسية في عهد هارون الرشيد؟ ماذا كان يباع في سوق الجواري؟ كانت سلعة سوق الجواري الجواري، اي الانسان، المراة التي يبيعها صاحبها كجارية. ليس في المرحلة العبودية فقط كان الانسان سلعة وانما في سوق الجواري ايضا كان الانسان هو السلعة.
كيف كان يجري بيع الجواري في سوق الجواري؟ كان صاحب الجارية يعرض سلعته الجارية، الانسانة، امام الجمهور المتجمع في سوق الجواري للمنافسة على شرائهن. ويقوم بائع الجارية بتبيان اوصاف ومحاسن جاريته امام جمهوره لكي يجذبهم الى المنافسة في شرائها. هل هي جميلة ام قبيحة، طويلة ام قصيرة، بيضاء ام سمراء، نحيفة ام سمينة، وجعلها تغني ان كان لها صوت جميل، وجعلها تعزف ان كانت تجيد العزف، الخ الخ من الاوصاف النسائية. وجميع هذه الاوصاف تشكل القيمة الاستعمالية للجارية واوصافها موجودة في جسمها ولا تنفصل عنه. ويتحقق بيع الجارية عن طريق المزاد العلني حيث يتنافس الشارون على شرائهن.
فليراجع فاخر قصة او اسطورة رابعة العدوية حيث بدأت ببيعها كجارية في سوق الجواري.
وهل سمع فاخر او قرأ عن كيفية انتقال السود من افريقيا الى اميركا؟ فحين تدفق الملايين من سكان اوروبا الى الهجرة الى اميركا وانتهوا من ابادة سكان اميركا الاصليين وتدمير حضاراتهم واحتلوا الاراضي الشاسعة وجعلوها مزارغ واسعة احتاجوا الى من يعمل في هذه الاراضي الشاسعة. وهنا جاء دور تجار النخاسة الذين كانوا يصطادون سكان افريقيا كما يصطادون الارانب ويسوقونهم مكبلين بالسلاسل لبيعهم الى اصحاب الاراضي الذين اصبحوا اميركيين لجعلهم عبيدا يستخدمونهم. ودام ذلك حتى ابراهام لينكولن الذي يمجدونه لانه حرر العبيد. وهو حرر العبيد ولم ينه العمل العبودي بل مجرد لم يبق العبد عبدا يحق لصاحبه قتله او تعذيبه دون ان يعتير ذلك جريمة يعاقب عليها.
ان بيع الانسان واستعباده تاريخ طويل استمر تاريخه ملايين السنين ولا يغير من ذلك احتجاج او انكار فاخر فاخر له.
اما كون الانتاج في المجتمع الشيوعي ليس بضاعة فهو امر نظري لم يتحقق وفي حالة تحققه يعني نقض النقض، نقض الانتاج السلعي واحلال الانتاج المشاعي اي كون الانتاج الاجتماعي ملكا عاما للمجتمع كما كان الامر في المشاعية البدائية ولكنه بصورة اكثر تقدما وتطورا
وعند عدم الاعتراف بمجتمع الانتاج البضاعي قبل حلول المجتمع الشيوعي لا يبقى اي معنى للقول بان الانتاج في المجتمع الشيوعي ليس انتاجا بضاعيا.

#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات