أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - أين تكمن مشكلة المتأسلمين؟















المزيد.....

أين تكمن مشكلة المتأسلمين؟


ياسين المصري

الحوار المتمدن-العدد: 5415 - 2017 / 1 / 28 - 04:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الأعراف المتداولة بين العربان المتأسلمين أن يقول المرء لمن يسافر: "صاحبتك السلامة". وطالما بقى المسافر في غربته حريصًا ومسالمًا ، صاحبته السلامة بالفعل ، ولكن في الوقت الراهن ، أينما حل المتأسلم في أي بقعة من بقاع الأرض صاحبته مشاكل عديدة ، أقلها ذات الطابع الثقافي المشوب بالشك والريبة والحذر الشديد من هويتة الزائفة التي يحملها على كتفيه وعلى لسانه وفِي يديه والتي تعتمد على ثقافة بدائية مفبركة، تبعث في حضوره رائحة الغدر وكرهية الآخر والإرهاب اللفظي والمادي. لقد فر المتأسلم من الفقر والقهر والعنف والقتل في بلادهم ليعيش في البلدان المتحضرة والمتنورة ، ولكنه يظل يحمل دائما في ذهنه وصايا جلبها عليه رجال الدين وسدنته المُبَجَّلون منذ نعومة أظفاره، وراح يتشبث بها، ليبقى عاجزًا عن استخدام فهمه الخاص دون توجيه من الآخرين .
في يوم الثلاثاء24/1/2017 كتب مجلة ذي إيكونوميست (The Economist) الإنجليزية الأسبوعية ، مقالا مطولا عن الإرهاب في العالم جاء فيه :« يشكل العرب فقط 5% من الكثافة السكانية العالمية، إلا أنهم مسؤولون عن نصف الإرهاب في العالم، وكذلك اللاجئين». ولم تتطرق المجلة إلى أسباب أو مصادر الإرهاب الإسلاموي في مجمله.
بيد أن الرأي العام في البلدان المتحضرة والمتنورة قد بدأ يتجه منذ سنوات وعن قناعة وعزم نحو مشاعر الكراهية الصريحة والعداء الواضح للمتأسلمين وللوصايا التى تكبلهم وتمنعهم عن استعمال العقل . هذه المشاعر لها بالتأكيد ما يبررهما، فتراث المتأسلمين يدعو صـراحة إلى كراهية الآخرين وتكفيرهم والاستيلاء عليهم وعلى ممتلكاتهم أو قتلهم ، الأمر الذي مارسه نبيهم الكريم بوصفه أسوتهم الحسنة. وظلوا لأكثر من 1400 عام يرددون تلك الدعوات ليلًا ونهارًا على منابرهم وبين أنفسهم، حتى وصلت إلى التطبيق الإجرامي الفعلي في عقر دار الأوروبيين ، فكان من المحتم أن تخيف الأوروبيين . لقد ظل العالم منذ نشوء هذه الديانة العنصرية لا يهتم بما يقوله معتنقوها، أو ما يفعلونه بأنفسهم ، بقدر ما كان يهتم بالليالي الحمراء والجواري والغلمان في قصور حكامهم ، ولكن عندما وصل القول إلى الفعل الإجرامي ضد الآخرين الموصومين دائمًا وأبدًا بالكافرين والضالين، تحوَّل الاهتمام إلى شكل قوي من أشكال الكراهية والبغضاء، إذ لم يعد يخفى على القاصي والداني حقيقة الدوافع الكامنة وراء نشوء الجماعات الإرهابية المجرمة على مدى التاريخ الإسلاموي بطوله وعرضه .
وبالرغم من أنَّ خبراء وعلماء الدراسات الشرقية في جامعات الغرب أشاروا إلى هذه الحقيقة بوضوح في أبحاثهم الجامعية منذ زمن بعيد، إلَّا أن أصحاب القرار في أوروبا لم يدركوها ولم يعترفوا بها والتصدي لها في الوقت والأسلوب المناسبين، مما أدَّى إلى تراكم المشاكل السياسية والثقافية بين الشرق الإسلاموي المتخلف والغرب المسيحي المتنوٍّر، وكان من الطبيعي أن تطال تلك المشاكل الوضع الداخلي في بلاد الغرب، مما أصاب الأوروبيون بالخوف والفزع وجعلهم كعادة جميع البشر في مثل هذه الأوضاع، يبحثون عن "مخلِّص" وهذا المخلص لا بد وأنْ يكون ديكتاتورًا مستبدًّا.
إنَّ ظهور شخصيات رئاسية مثل ترامب في أمريكا سوف يقوِّي من نفوذ اليمين المتطرف في دول أوروبا ويبرز الاتجاه الشعبوي والانعزالي لدي شعوبها، ويفرز المزيد من المخلِّصين المستبدين ، فالأحداث هناك تعيدنا مرة أخرى الأوضاع التي سادت في الثلاثينات من القرن الماضي ، حيث انتشرت الفاشية والنازية وأفضت إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية.
بينما الوضع اليوم في المنطقة المتأسلمة يتشابه تمامًا مع عصر ما قبل النهضة أو ”العصور المظلمة“ في أوروبا، حيث استمر سفك الدماء والحروب 1000 عام وتحديدا ما بين 400م و1400م. وكل تلك الحروب التي دارت رحاها في تلك الفترة كانت تحمل الطابع الديني وتكاد تكون كلها قائمة على تبريرات دينية، مما جعل بعض المؤرخين يصفونها بألف عام من الهمجية الدينية. ولكن التاريخ يفهمنا أن البشر لا يتعلمون من تجارب الآخرين، مالم يمروا بنفس التجارب أولا. لا بد لهم من أن يدفعوا الثمن غاليا من دمائهم وأموالهم وممتلكاتهم حتى يدركوا أنه لا مفر من التغيير ، ولا مناص من الإصلاح.
ومن الملاحظ أن ردود أفعال المتأسلمين عامة مازالت تتسم بالسذاجة والسطحية والمراوغة ومحاولة إخفاء الحقيقة التي طالما أخفيت عمدًا من قبل. الكثيرون يقولون أن الإرهاب لا دين ، والتأسلم بريء من الإرهابيين، بينما البعض منهم يضطر إلى الاعتراف بالحقيقة ولو جزئيا وعلى خجل، فمثلا، الأستاذ رامي النشاشيبي، المدير التنفيذي لشبكة المسلمين IMAN "إيمان" في الولايات المتحدة الأمريكية، يعترف بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي نجح في أن "يحتكر لنفسه أجزاء من التراث الإسلامي" ، وهو بذلك يقر بأن التراث الإسلاموي يحتوي على (أجزاء) يحتكرها الإرهابيون لأنفسهم ، ولم يقل ما هذه الأجزاء وما العمل معها؟ ولماذا يخفيها رجال الدين وسدنته عن البشر عمدًا ومع سبق الإصرار.
ويستطرد النشاشيبي قائلا: "لقد فشلت القيادات المسلمة في الوصول للأمريكيين. يتوجب علينا التواصل مع المسلمين وغير المسلمين لإيصال الصورة الصحيحة عن الإسلام". و يطالب بتوعية الأمريكيين بـ"الإسلام الصحيح"، بدلاً من إثارة مخاوفهم .
ومن ناحية أخرى، نجد أن مرصد "الإسلاموفوبيا" التابع لدار الإفتاء المصرية : "يؤكِّد على أنَّ اتجاهات الرأي لدى الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يتعلق بالإسلام تدفع المسلمين نحو بذل مزيدٍ من الجهود الحثيثة لإيضاح "الصورة الصحيحة" عن الإسلام والمسلمين، ولإظهار الفرق بين الإسلام والإرهاب وبين غالبية المسلمين والجماعات الإرهابية التي حولت الإسلام لدين عنف وقتل".
ويتابع مرصد الإفتاء قوله بأن "توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة وآراءها تجاه العالم الإسلامي تكشف عن حجم الأفكار المغلوطة فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين ومدى الخلط بين "الإسلام الصحيح" الذي ينتهجه معظم مسلمي العالم وبين ما يروج له التنظيمات الإرهابية التي تدعي انتماءها للإسلام".
ويخلص المرصد إلى أن هذه التوجهات تستدعي بذل المزيد من الجهود الحثيثة لتوضيح "حقيقة الإسلام"، وإظهار مدى التباين والاختلاف بين الإسلام والإرهاب، وبين المسلمين والمنظمات الإرهابية التي "احتكرت الدين وحوّلته لدين عنف". وأن هذه الصورة عن الإسلام هي صورة مغلوطة؛ لأن تلك الجماعات الإرهابية لا تمثل الإسلام، وإنما تمثل نفسها، وتعكس تصوّرها الخاطئ وفهمها المعوج للإسلام ومبادئه السمحة".
وأشار إلى "أن هذه التوجهات تلقي مزيدًا من العبء على مسلمي أمريكا للقيام بنشر "الصورة الصحيحة للإسلام" والرد على الأكاذيب الاتهامات التي توصم المسلمين بأنهم يعتنقون ديناً إرهابباً".
يقولون أنَّ كل متأسلم ليس إرهابيًا ، وأنَّ كل إرهابي متأسلم ، وهذا في حقيقة الأمر غير صحيح ، لأن كل متأسلم يحمل في أعماق نفسه جينات الأرهاب القرآنية ومن الممكن أن تظهر هذه الأفعال اللا إنسانية تحت ظرف معين في قوله أو فعله أسوة بنبيه الكريم .
ومع ذلك وبعد ما يقرب من 1500 عام على ظهور هذه الديانة، مازال رجال الدين وسدنته يتكلمون عن "الإسلام الصحيح" و "حقيقة الإسلام" و"الصورة الصحيحة للإسلام"... إلى آخره من الخرافات والأوهام الخادعة والمدلِّسة. إنهم يعرفون تمام المعرفة أنهم هم أنفسهم الذين يخفون "حقيقة الإسلام" عمدًا ومع سبق الإصرار ، ويعرفون تمام المعرفة أن الإرهابيين والقتلة والمجرمين بشتى توجهاتهم هم الذين يعرفون ويظهرون ويطبقون حقيقته الصحيحة ويلتزمون بنفس صورته التي طبقها نبيهم الكريم وعاش حياته ملتزمًا بها في إطار منا السلب والنهب والقتل ومفاخذة صغيرات السن والنكاح المستباح لملكات اليمين .....
لقد بدأ الغرب والعالم أجمع يدرك أن هناك خللًا أخلاقيًّا وسلوكيا في في المنظومة الثقافية الإسلاموية تجرُّ المنطقة الإسلاموية والعالم إلى الفوضى والهلاك ، إنه الخلل الذي يفضي إلى تدمير القيم الإنسانية التي مازال البشر يكافحون من أجل الإبقاء على ما تحقق منها بشق الأنفس.
أدرك الغرب والعالم أجمع أن الشعوب المتأسلمة ليست بعيدة كل البعد عن تلك القيم فحسب ، بل لا تعترف بها وتعمل كل ما في وسعها على تدميرها وإعادة عصور الهمجية إلى الوجود الإنساني من جديد.
أخيرًا أدرك الغرب والعالم أجمع أنهم أمام قوالب بشرية تخضع لغباء جمعي شيمته الغرور والغطرسة وقد رُسِّخ في رؤسهم ثقافة ، وتمكن من تصرفاتهم ومن وجودهم. إن شعوب المنطقة تعيش نفس الفترة المظلمة التي عاشتها أوروبا، ولكن بنكهة بدوية - عربية ذات غلاف من الهمجية الدينية.
لا شك في أن رجال الدين الإسلاموي وسدنته واقعون منذ سنوات في ورطة لا يعرفون كيفية الخروج منها بأقل خسائر ممكنة. فماذا هم فاعلون مع أسوتهم الحسنة وأفعاله المشينة، وماذا هم فاعلون في قرآنهم وما فيه من تحريض على الإرهاب والقتل والكذب والسلب والنهب ... إلخ ، وماذا هم فاعلون في كتبهم الصفراء الموسومة بـ "كتب الصحاح" ، التي كتبها لهم مجموعة من أخبث وأردأ البشر من الفرس كي يضلوا بها أبد الدهر ، لما تحتويه من الأعمال المشينة والتعاليم الحقيرة التي لا يقبلها عقل سوي؟؟؟
ماذا هم فاعلون في مناصبهم وأماكنهم ومكانتهم في نفوس وقلوب الرعاع؟؟ وأخيرًا ماذا يفعل الرعاع أنفسهم عندما يفتقدون الراعي ويتجرَّدون من وصاياه؟؟؟



#ياسين_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القناعات الدينية والسياسية والطرق المسدودة
- التأسلم وتراكم الديكتاتورية
- لماذا تخضع المرأة المتأسلمة بارتياح للإحتقار الديني؟!
- عائشة والجنس من منطلق سيكولوجي (3-3)
- عائشة والجنس من منطلق سيكولوجي (3-2)
- عائشة والجنس من منطلق سيكولوجي (1-3)
- الإسلاموية بين اليقين والشك
- العسكر وعقدة النقص في مصر
- أم المؤمنين تستهين بعقول أولادها !!
- عندما تطغى العاطفة الدينية على البشر
- محاولة لتفكيك العلاقة بين المتأسلمين ونبيهم الكريم
- محاولة لتفكيك العلاقة بين الله ورسوله
- العلمانية والاإنسانية الإسلاموية
- الثقافة الإسلاموية وصناعة الأعداء
- العرب والقبيلة المقدسة
- الوزير والفساد المؤسسي والنخبوي في مصر
- تحالُف جراثيم الوباء وأمراض الدهماء وأحكام القضاء
- كيف يتحقق الذكاء الجمعي لشعب ما؟ - 2/1 -
- كيف يتحقق الذكاء الجمعي لشعب ما؟ - 2/2 -
- الذكاء الجمعي والغباء الجمعي مرة أخرى


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - أين تكمن مشكلة المتأسلمين؟