أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة أبو عراق - هل لدينا وقت للحلم؟














المزيد.....

هل لدينا وقت للحلم؟


سعادة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 5415 - 2017 / 1 / 28 - 00:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل لدينا وقت للحلم؟
الحلم كما هو أي عمل ذهني يمتد في وقت محدود، يجب أن لا يقصر حتى يصبح حلما مسلوقا غير مكتمل الأركان، أو يطول عن الحد المقرر له، فيغدوا هلوسات مخبول ليس لها إلا استمراء التمطي في الكسل الباذخ.
إن الوقت الذي أضعناه في حلم الدولة الإسلامية، استهلك منا وقتا ثمينا، في انتظار مجيء اليوم الذي سيتحقق به هذا الحلم، بمعنى أننا وقفنا وقوفا غير مبرر ونحن نرى كل الدول والشعوب تتسابق للوصول إلى المراكز المتقدمة في الحضارة الحديثة، إن وقوفنا يعني أننا نتأخر باستمرار مع تقدم الشعوب الأخرى، من هنا نستطيع أن نقول انه قد أصبح من العبث الجنوني المهلك، استمرار العزف على أفكار لم نضعها على طاولة التشريح لنستبين إن كانت صالحة أو مفيدة أو قابلة للتنفيذ, أن الخلافة كما هي في أذهان العامة، ليست وصفة ترياق لجميع العلل، كما يظنون ويروجون، وأنها ليست ملاذ الخائفين والجائعين والمتعبين، فالذين سيقيمون هذه الدولة ليسوا أنبياء أطهارا، وأنهم على نهج أبي بكر والعمرين، ونسخة أصلية عنهما، فكيف نضمن نزاهتهم وعدلهم وإبداعاتهم في السياسة ، فهم ككل البشر وإن ادعوا أنهم رجال مبدأ فلسوف تطغيهم السلطة والمال والبطانة المنافقة واستمراء الحكم ولذة التبجيل.
ولسوف نأخذ الأمور التالية كبديهيات أولية، وكعناوين لموضوعات نبحر فيها إلى تفصيلات واسعة وعميقة ومنها ما يلي :
1- لا يوجد نص قرآني صريح بإقامة الخلافة ، فالله الذي قال ( لا جناح عليكم أن تأكلوا في بيوت عماتكم وخالاتكم ) بصريح العبارة ألا يكون من الأولى أن يكون واضحا بأمر جلل مثل نظام الخلافة والسياسة ؟
2- أن رسول الله لم يكن حاكما، ولا ينبغي له أن يكون، فرسالته تسمو به فوق السلطة السياسية ، فقد كان مواطنا مرموقا، له رأيه النافذ، جهده أن يبني جماعة متماسكة تحمل عقيدة الإسلام، وكل أفعاله التي كانت تبدوا سياسية كبعض التنظيمات وشن الحرب الدفاعية والهجومية ما كانت إلا من هذا المنطق ووفق هذا المفهوم.
3- إن نظام الخلافة مهما كانت شرعيته، لم يكن في يوم من الأيام سمنا وعسلا ، بل هو حكم يقوم على الاستبداد وعدم الأخذ بالرأي الأخر، أدى إلى تفتت الدولة الإسلامية إلى عشرات بل مئات الدويلات الصغيرة.
4- الكتب النادرة التي تكلمت عن السياسة كانت اجتهادات مشكورة لأصحابها ، ولكنها لم تصل إلى مسامع الخلفاء ، ولم تصبح سياسة للخلافة ، لأن الخلفاء هم أصحاب الرأي، ومن الغريب أن تصبح آراءهم الاجتهادية في أيامنا هذه هي قواعد الحكم الإسلامي.
5- يستطيع أي شخص أن يحلم بما يشاء ،وهذا فعل مشروع، لكن تنفيذ هذا الحلم سيكون مشروطا بالواقع الذي يعيش به زمنيا ومكانيا ، وكذلك الحلم بدولة الخلافة حلم مشروع ، ولكن هل الواقع الحالي من التوازنات الدولية وحكام الدول غينيها وفقيرها تسمح بذلك ؟
6- ومن هو موقن أن الأمر سيحصل بإذن الله أن يكف عن شرح حلمه لنا، بل يشرح لنا ما يمكن فعله لنصل إلى حلمه الذي يسعى إليه.
7-أرجو من كل الذين يحملون هذا الحلم أكانوا مخلصين أطهار، أو ذوي مآرب، أن يفكروا انطلاقا من الواقع لا انطلاقا من واقع لن يتكرر، وان لا يزيغوا أفكار الأجيال الناشئة نحو الاتجاه المسدود، كفوا عن هذا فأنتم مسئولون أمام الله تعالى فسبحانه يقول (قل هل أخبركم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)

8- هذه الأفكار التي أبديتها هنا، وسوف ابسطها موسعة ، كانت في ذهني قبل ظهور القاعدة وجبهة النصرة وداعش وغيرها من مسميات التنظيمات التي ترى أنها ستحقق للمسلمين دولتهم الإسلامية المأمولة، لكن هذه الفوضى والتصرفات الإجرامية والتناحر بين هذه التنظيمات، لا يدل على أن فكرة الدولة الإسلامية واضحة أو مدروسة بالشكل الصحيح، كيف نستطيع أن نقول أن دولة الإخوان المسلمين الإسلامية أفضل من دولة الخلافة عند حزب التحرير، أو عند داعش أو القاعدة أو أنصار الله، فلا يوجد مرجعية متفق عليها لنقول لهذا أصبت ولذاك أخطأت.



#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروعية الحلم بدولة إسلامية
- متلازمة التفكير والتغيير
- الإسلام حضارة أم دولة؟
- جدلية الفكرة ونقيضها
- الدين والفكر الديني 3
- الدين والفكر الديني ( 2 )
- الدين والفكر الديني ( 1 )
- مفاهيم خاطئة في تلاوة القرآن وقراءته
- تقارب
- سيناريوهات عذاب القبر
- هل أقر الله بالسحر أم نفاه
- هل قوة الدولة من قوة دينها؟
- سكيولوجيا الحروب
- قصة قصيرة - وقفة
- مصطلح الأنتصار( 2 ) تبعات الاعتقاد بان النصر من عند الله
- مصطلح النصر في العقيدة الإسلامية( 1)l
- قصة قصيرة / خذوني معكم
- ذكرى
- ما يمنع احتفال المسلمين بميلاد المسيح
- ملاك الشعر


المزيد.....




- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...
- الجبهة اللبنانية واحتمالات الحرب الشاملة مع الاحتلال.. وقمة ...
- جامعة الدول العربية تشارك فى أعمال القمة الاسلامية بجامبيا
- البطريرك كيريل يهنئ المؤمنين الأرثوذكس بعيد قيامة المسيح
- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة أبو عراق - هل لدينا وقت للحلم؟