أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - إلى متى يستمر سلسال الدم العراقي؟















المزيد.....

إلى متى يستمر سلسال الدم العراقي؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 5406 - 2017 / 1 / 18 - 14:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


منذ حوالي ( 14) عاماً وسلسال الدم العراقي متواصل لم يتوقف ولا لساعة، دمٌ عراقي بدون تمييز ما بين دين ودين أو مذهب ومذهب أو وقومية وقومية، دمٌ في كل مكان ينزفه الفقراء وملايين الكادحين أصحاب الدخل الضعيف والعمال والفلاحين والمثقفين، هذا السلسال الذي له صلة حميمة مع ( 35 عام ) من سنين عجاف حكمت الدكتاتورية البعثفاشية البلاد، وبصراحة " أبو كاطع " لم ينقطع سلسال الدم منذ انقلاب 8 شباط الدموي 1963 لحد هذه اللحظة باستثناءات زمنية معينة، لكن سرعان ما يعاد نهج تكتيم الأفواه وقتل الأنفس وتغييب أية معارضة حتى وان كانت مجرد فكرية، أما الكلام عن ما التهمته الحروب الداخلية والحروب الخارجية التي كانت " مودة " للنظام الدكتاتوري السابق فحدث ولا حرج! وهو أمر طالما جعل المواطن العراقي يعيش كابوس الحروب والاضطهاد وحجب الحقوق والحريات ويقف بالضد منهم وبعد أن سقط النظام الدكتاتوري استبشر المواطن بالخير والسلام وانتهاء الفترة المظلمة التي عاشها منذ انقلاب ( 8 شباط الدموي) لكن التغيير الذي حدث بعد ( 2003 ) بالاحتلال وسقوط النظام جلب ويلات جديدة تراكمت بمرور السنين لتصبح كارثة تميزت عن الفترات السابقة بالقتل الطائفي والحروب بما فيها الحرب الحالية بالضد من داعش الإرهاب والصراع المسلح وتقسيم المجتمع العراقي وفق مفاهيم طائفية سياسية وتأثيرات دول الجوار وتجنيدها لقوى إرهابية ودينية وطائفية سياسية ابتكرت وسائل جديدة في فن القتل والإرهاب، فن الاغتيال والتدمير بالتفجيرات والمفخخات ثم الحرب الدائرة في القسم الغربي من البلاد وما حملته من ضحايا بريئة في العرف الإنساني وتدمير للبنى التحتية لم تشهدها البلاد في كل تاريخ بناء الدولة العراقية الحديثة، تنوعت الجرائم ولكن على قاعدة القديم من الإرهاب الفكري والجسدي وبأسلوب يكاد يضاهى القديم من حيث عنفه وقسوته ويعد بمصاف الجرائم الكبيرة ضد الإنسانية، هذا القتل والتدمير الذي نشهده منذ مجيء الطائفية السياسية والقوى الإرهابية والميليشيات المسلحة المنفلتة ، قتل بالجملة حتى امتلأت الأرض ثبوراً، وشهد العراق فواجع بشرية بآلاف الضحايا وأكثرهم من المدنيين الأبرياء راحوا ضحية الإرهاب والاقتتال الطائفي وتكبد الشعب العراقي بجميع مكوناته الدينية والقومية والاثنية خسائر لا تقدر بثمن بسبب سياسة المحاصصة والاستهتار بالسلطة، ولم تكن هذه السياسة إلا سياسة دق إسفين بين مكونات الشعب باتجاه تأزم الحياة السياسية والاجتماعية وخلق حالة من الانقسام النفسي وصولاً إلى التقسيم الجغرافي والقومي على الرغم من النكران وإطلاق الشعارات الوطنية والادعاء برفض النهج الطائفي والعمل من اجل الوحدة الوطنية باتجاه التخلص من الإرهاب بكل أنواعه ومنعطفاته واتجاهاته وفي سبيل الاستقرار الأمني وهي ادعاءات تمويهية لخداع وعي الجماهير، ونسمع بين الحين والحين عن تحسن في الوضع الأمني وهناك من يفلسفه على طريقة الحسابات الالكترونية وإطلاق المقارنات بالأسابيع أو الشهر الحالي أفضل والسنة السابقة أتعس وهذه التصريحات دأبت طوال السنين السابقة تتبني هذا النهج وهذه الدعاية الإعلامية والكذب ومحاولات تغييب الواقع المزري وفبركة الأخبار تحت طائلة الاتهام بالإرهاب أو معاداة العملية السياسية أو العداء الطائفي والعداء للحشد الشعبي وممارسة الاضطهاد والعنف والاعتداء والخطف حتى الاغتيال من قبل أجهزة حكومية تابعة لأحزاب وميليشيات مسلحة لكن بوجهات تصور وكأنها خارجة عن إرادة الحكومة، وبالمحصلة النهائية نجد أن الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية وقضايا الفساد من سيء إلى أسوأ لم تتحسن قيد أنملة على الرغم من الدعم الشعبي والوطني للقوات العراقية المشتركة الذين يقاتلون داعش الإرهاب ويحققون الانتصارات عليه بتضحيات جسيمة، إلا أن التوجه نحو الصراع بين القوى المتنفذة مازال قائماً بالرغم من الادعاء بغير ذلك والمحاولات اليائسة بان كل شيء على ما يرام بينما نلمس إن الخلافات ليس شكلية فحسب بل جوهرية تشمل جملة من القضايا وهذا ما ينعكس على أداء الحكومة والمؤسسات التابعة لها حتى الأمنية منها، كما انعكس على الإهمال واللامبالاة وأحياناً التغاضي عن الواجبات التي تقع على عاتق الأجهزة الأمنية بسبب الفساد المستشري في مرافق الدولة والتجاوز والسرقات التي طالت المال العام أو النفط وغيرها وقد كشف مؤخراً عن سرقات في المجال النفطي وبالذات في البصرة قدرت قيمتها ب ( 20 ) مليون دولار وبهذا الصدد كشف صادق المحنا عن وجود سرقات عن طريق عدادات النفط في محافظة البصرة ونشرته السومرية/ نيوز بغداد في 15 / 1 / 2017 " تتراوح ما بين ( 100 - 300 ) ألف برميل يومياً، مبينا أن قيمتها تقدر بنحو ( 20 ) مليون دولار" ، وأشار صادق المحنا في مؤتمره الصحفي الذي عقده في مبنى مجلس النواب مع النواب ماجد شنكالي وعلي الفياض وغادة الشمري إن "ما بين 100- 300 ألف برميل نفط يسرق يومياً من عدادات النفط غير المنضبطة في البصرة والتي تصل قيمتها إلى ( 20 ) مليون دولار أي بما يعادل سبعة مليارات دولار سنويا"، موضحاً أن "الباخرات التي تخرج من الميناء تكون محملة بضعف حمولتها المسجلة"، وأمام هذه الحالة التي لم تعد غريبة على مسامعنا ومسامع شعبنا وجميع الخيّرين الوطنيين حيث السرقات والتجاوزات على المال العام بلغت عشرات المليارات بينما تحاول الحكومة الاستدانة والبحث عن قروض كما أكده النائب صادق المحنا ونحن نتفق معه بشكل كامل أن "الحكومة تبحث عن قروض بمليار، بينما يُسرق سنوياً من نفط العراق سبعة مليارات دولار"، إضافة إلى الاختراق الأمني في أكثر الأحيان وهذا ما تؤكده التفجيرات والمفخخات والاغتيالات وحالات الخطف، والسرقات والسطو المسلح التي تصاعدت مؤخراً والتي نشرت عنه جريدة طريق الشعب في عددها ( 106 ) الأربعاء 18 / 1 / 2017لا وأكدت أنها من قبل " أرباب السوابق لكن وقوف عصابات وراء عمليات السطو على المنازل "، هذه الجرائم التي تكاد أن تكون خبز يومي للمواطن إضافة للأوضاع الاقتصادية المتردية والبطالة والفقر الذي يتصاعد بشكل كبير وكشفت وزارة التخطيط يوم الاثنين 16 / 1 / 2017 ، حيث قال عبد الزهرة الهنداوي المتحدث باسم وزارة التخطيط ( للمدى برس)، إن "التقديرات تشير إلى أن نسبة الفقر بالعراق قد ارتفعت إلى 30% خلال العام الماضي 2016 بعد أن كانت 22% في آخر مسح أجرته وزارة التخطيط في العام 2014" هذا هو حال العراق البلد المعروف بثرائه النفطي وغير النفطي.
إن سلسال الدم المتواصل أصبح عبارة عن مسلخ بشري من صنع أولئك الذين ينتمون لأحقر فكراو أيديولوجية فاشية أو قومية أو دينية وليس لها صلة البتة بأي شيء إنساني، وهذا المسلسل الذي أصبح مشروعا في عرف المجرمين أصحاب الضمائر الميتة لا يمكن أن يكون إلا بهذا الشكل المرعب المملوء بالدم الإنساني وبوجود من يساهم ويساعد على استمراره لتبقى الفوضى وعدم الاستقرار الأمني مما يساعد على استمرار فرضية العداء الطائفي وتوجيهه بالضد من أية معارضة أو خلاف في الرأي، فليس من المعقول أمام هذا الكم الكبير من الأجهزة الأمنية المختلفة وهذا الحشد الشعبي والميليشيات المسلحة ويبقى مسلسل التفجيرات اليومي يخلق الخوف والرعب وعدم الأمان عند المواطنين ، فلا يمر يوم بدون التفجيرات وبخاصة العاصمة بغداد، ولا يمر يوم لا بل ساعة والضحايا بالعشرات من المواطنين الأبرياء والدمار والتخريب في البنى التحتية، لا يمر يوم بدون أصوات التفجيرات تهز العاصمة ومناطق أخرى بدون تمييز إرهابي أو طائفي لتأليب البعض بالضد من البعض الآخر أو المكون ضد المكون الأخر، ليتسنى تمزيق ما بقى من وحدة وطنية وتكاتف شعبي بين المكونات بهدف إضاعة أي أمل لنجاح مشروع الدولة المدنية الوطنية ومن اجل إحياء مسلسل بناء الدولة الإرهابية الدكتاتورية التي تقوم على مسلسل الدم العراقي المستمر والذي نشهده بشكل ملموس كل يوم، مسلسل الدم الذي يجب أن يقف ضده كل مواطن غيور ووطني عراقي ويتحمل مسؤولية مكافحته والانضواء تحت الرفض الجماهيري بالضد من الطائفية والفساد والإرهاب والميليشيات الطائفية المسلحة الذي بدأ في ساحة التحرير أو أية ساحة في المحافظات الأخرى وصولاً لتحقيق الاستقرار والأمان.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمع وإرهاب المواطنين أعداء الديمقراطية وحقوق الإنسان
- إدانة جريمة اختطاف الصحافية العراقية أفراح شوقي
- استمرار التوجه لتعميق نهج الطائفية وتقاسم السلطة
- لا عدالة في استقطاع نسبة 3.8 من فم ذوي الأجر المحدود
- الانتخابات الأمريكية وفوز دونالد ترامب
- العملية السياسية وبناء الدولة المدنية في العراق
- تداعيات تشريع قانون الحشد الشعبي
- أطفال مخيم دوميز*
- رفض التدخل في الشأن العراقي تحت حجج حماية الشعب العراقي
- الانتخابات القادمة يجب أن تكون وفق معايير النزاهة والعدالة
- هل يعود العراق على الأقل موحداً؟
- أنتصر حينما تساومني الشكوك
- هل الميليشيات الطائفية أقوى من الجيش العراقي ؟
- مَنْ وَهَمَ الأنام؟
- الحوار البناء بين الحكومة وحكومة الإقليم طريق للحل الموضوعي
- أضغاث شظايا
- تكهنات الحرب ما بعد تحريرالموصل
- قصائد عائمة
- لا فضيحة في ظهور الفساد كفضيحة
- محنة النازحين وفنتازيات الهروب من الواقع والموت


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - إلى متى يستمر سلسال الدم العراقي؟