أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مغنيات منفذ طربيل الحدودي














المزيد.....

مغنيات منفذ طربيل الحدودي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5406 - 2017 / 1 / 18 - 00:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الحضارة الطرب بعض اوجه التعبير في الحياة ، الرجال فيه
عشر اضعاف الاناث في بوح حناجرهم ، ولكننا مع صوت المرأة نحتفظ بشجن غرام خاص يعيد الينا الذكريات بعاطفة الرسائل ، ومع صوت الرجل يؤم الينا نحيب الحروب أو دمعة لمواويل ازمنة ارتدت الخوذة او معطف سفر وراحت تبحث عن بحة رياض احمد في شقق الغربة او تخوم امكنة الوطن الوطن ، وفي الحالتين .الروح مع المغني ( الرجل والانثى ) تستعيد توازنها ، وتستطيع ان تتخلص من حالة الضيق فيها وتهدا وترتاح قليلا .كما نفعل نحن ابناء الغربة عندما نبحث عن مواعيد تبث بها القنوات التلفازية اغاني أم كلثوم..
لكن رفض المغني ليكون صوته مهجرا هو من بعض الوجوه الوطنية لهذا المبدع ، ومن بعض ما كان يهمس في خمسينيات بغداد أن احدهم نصح سليمة مراد المطربة من اصل يهودي للذهاب والاشتهار في ملاهي وبارات تل ابيب .؟
ردت عليه :واترك جنتي ليل بعداد .؟
وربما لكل بلد مطربيَّ منافيه ومهجره ، وأظن أن مطربي المنفى العراقي قديما كان ولم يزل الرجال فيه اكثر من الاناث ، وكما اتذكر كان هناك فؤاد سالم وجعفر حسن وكمال السيد وقحطان العطار وسعدون جابر وكاظم الساهر ، ومن النساء كانت هناك انوار عبد الوهاب ، ولحقتها مائدة نزهت بعد 2003 ومطربة المقام السيدة فريدة ولكن الفنانتين لزمتا الصمت ومثلهما فعل قحطان العطار عدا الفنانة فريدة التي اشتهرت عالميا كسفيرة للمقام العراقي .
هؤلاء يليق بهم المنفى أو المهجر أي كان نمط ما اختاروه لحياتهم ، لأن لهم أصولا عريقة في انشاد الحنجرة على مستوى ذائقتها الطربية والثقافية .
ولكن المشكلة اليوم في اكوام المطربين التي تطوح بهوس السكارى في بارات عمان وبيروت ودبي ، ومنهم الكثير من الاناث اللائي اصواتهم بالجمع لاتشبه سوى الطرق على ( التنك ) والسكراب ، وقد تميزن بالاجساد الثخينة والكروش والبحة المزعجة وتبث اغانيهن على مدار الساعة في قنوات تلفازية هي ايضا تعتقد انها هاربة من الخوف الذي سكن حناجر المتكرشات عندما غامرن وبدأن الغناء في بارات الكرادة وبعض مطاعمهما .
وحين تم اغتيال بعضهن وهن في شققهن او اثناء انتهاء وصلاتهن العنائية ، عبرن طربيل خائفات ومنقبات ، وهن يعتقدن انهن عبرن الى المنفى .
هذا الجيل المرعب من الاصوات النشاز الاناث والذكور والائي اعتقدن أن تخطي طربيل هو الوصول الى المنفى وموافقات اللجوء الفني في ليل موائد اغلبها يترنح على مصاطبتها لصوص وسراق المال العراقي يمثل بعض صور العراقي المختفي وراء الكواليس والذي لايريد أي واحد أن يشير اليه .
أنه عالم عجيب من المساومات والصفقات والسكر والعربدة وبذاءة ان تتحول القصيدة الشعبية مثلا الى انموذج لثقافة ماوراء الحدود وخصوصا في هذه العواصم الثلاث .
ليالٍ حمراء تصبغ وجهها بعمليات التجميل وقد انحدرت من بقايا ذلك الجمال الغجري الساحر ايام ازمنة بنات الريم وحمدية صالح لنسمعه الآن مشوهاُ وعقيما و ( مزنجر ) ولايمنحنا لذة النشوة والخيال عدا السكارى الذين قد يتبولون داخل بناطيلهم الغالية ، ليس من نشوة السماع بل من كمية البيرة المغشوشة التي يشربونها في تلك الملاهي الصاخبة.
ظاهرة مغنيات منفذ طربيل ، ظاهرة عجيبة وغريبة ، فأحدى قنواتها والتي تسمى قناة الشباب وهي تحمل ذات (اللكو) الذي كانت تضعنه قناة الشباب التي تم تأسيسها في تسعينيات القرن الماضي لتشارك في البث اليومي القناة العراقية الاولى والثانية وفضائية العراق ، وهذه القناة التي مقرها عمان تتصرف بشكل غريب عندما تحجب تلك الاصوات النشاز عن شاشتها بدءا من الاول من محرم وحتى اربعينية الحسين ع ، فلا تبث سوى ردادت وقصائد باسم الكربلائي ومحاضرات الدكتور الوائلي وفي ليل محنة ابي الفضل طوال اليوم يصدح الرادود المرحوم وطن برائعته الشهيرة ( انا ام البنين ودهري ذبني ).
وبعد الاربعين تعود هذه القناة الى سابق عهدها مع صاحبات الكروش والحناجر الصدئة .
صورة النقيض هذا آتية من صورة المتغير العراقي ومتناقضاته وغياب الرقيب الفني الذي يجيز للاصوات الجميلة لتؤدي اغانيها فيما ترمى بقية الاصوات الرديئة الى خيام العجر خارج حدود المدن او يذهبوا لأنس السكارى ...!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمامة في سوق في المنامة
- الاحزمة الناسفة والواح الطين السومرية
- الهايكو المندائي
- كافافيس وجارتنا المندائية
- رواقٌ في المندي المندائي
- الأنكليز وذكريات ديانا سبنسر
- داود أمين الوردة المعطرة باليسار السومري
- عبد الله الصغير الذي سيتكرر كل عام
- الكنز ربا ( جواز سفر المندائي )
- المندائية في بطاقة التموين
- الأشتياق عبر الذاكرة المندائية
- شيء عن الاحمر المثير
- فالح باشا السعدون .. المتصرف الثاني
- فرقة طيور دجلة أجنحة العراق في غربته
- الثريا المندائية ، زيوا وأنوثة الضوء
- قصة الناصرية مع فيدل كاسترو
- منقبة في حفلِ لأم كلثوم ( أروح لمين )
- الموصل ثلاثية الخوف من المجهول
- شيءٌ عن المندائية العراقية
- داعش ( ماما زمنها جاية )


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مغنيات منفذ طربيل الحدودي