أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان يوسف يوسف - خدام يحرج النظام والمعارضة















المزيد.....

خدام يحرج النظام والمعارضة


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1426 - 2006 / 1 / 10 - 10:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بينما شعوب العالم تحتفل بتوديع عام مضى وباستقبال عام قادم (2006)،ودع نائب الرئيس السوري(عبد الحليم خدام) (النظام البعثي) الذي كان (خدام) أحد أركانه، بكلمات نارية عبر (الفضائية العربية) التي أجرت حديث مطول مع نائب الرئيس من منفاه الباريسي الاختياري مساء يوم الجمعة ( 30-12-2005)، أطلق خلالها تصريحات ضد النظام القائم،بدت وكأنها (قنبلة سياسية)لتفجير الوضع السياسي السوري عن بعد.
ما من شك، بأن أهمية ما أعلنه (عبد الحليم خدام) للعربية، لا تأتي فقط من المحتوى والمستوى السياسي لحديثه، ومن (الموقع القيادي) الهام الذي كان يشغله خدام في السلطة والحزب على مدى أكثر من ثلاثة عقود،وإنما أيضاً من دقة المرحلة التي جاءت فيها هذه التصريحات،حيث المنطقة تشهد توترات سياسية على أكثر من جبهة وسوريا تمر في أصعب ظروفها ونظامها في أشد أزماته.وبالرغم من أن حديث نائب الرئيس للعربية لم يحمل أي جديد حول الفساد السياسي والمالي والإداري المستشري في البلاد،لكن ثمة تساؤلات كبيرة وكثيرة وسجالات حادة تركها خدام في (الشارع السوري) باعترافاته وتصريحاته النارية هذه وبانقلابه على شركاءه في الحكم.أبرز هذه الأسئلة: هل استبق خدام أحداث وتطورات سياسية محتملة في الساحة السورية وبالتالي أراد صك غفران من الشعب السوري، تجنباً للمساءلة والمحاسبة القانونية عن الفساد والأزمات التي تحدث عنها باعتباره جزء من المرحلة السياسية السابقة؟،أم أن تصريحات خدام ليست أكثر من سلوك انتقامي من النظام بعد إقصائه من مسؤولياته وابعاده عن مركز السلطة والقرار في سوريا من قبل الحرس الجديد المقرب من الرئيس بشار الأسد..؟أم أن تحرك خدام مقدمة لسيناريو التغير في سوريا بالتنسيق مع قوى إقليمية ودولية يعود بـ(خدام) فاتحاً الى دمشق..؟..!.بعيداً عن كل هذه الأسئلة والتكهنات وبغض النظر عن مدى المصداقية والشعبية التي يتحلى بهما خدام في الشارع السوري سيكون لاعترافاته وانشقاقه عن حلفاء الأمس وتصعيده من لهجة التحدي للنظام تبعات وتأثيرات سياسية كبيرة وهامة على (الحياة السياسية) السورية وعلى مستقبل النظام وحزب البعث الحاكم ولو بعد حين، أقلها أنه أحرج النظام في الخارج أمام المجتمع الدولي وأضعفه في الداخل وقد تتعمق أزمته الداخلية لاحقاً، كما أن خدام بانقلابه على الحكم أنهى الركود وكسر الجمود الذي يخيم على الحياة السياسية السورية منذ عقود طويلة بسبب انفراد البعث بالسلطة واحتكاره للقرار السياسي في البلاد.واللافت في حديث خدام أنه أظهر موقفاً ايجابياً من حركة (الأخوان المسلين) ودعا الى اشراكهم في الحياة السياسية الى جانب بقية قوى المعارضة الوطنية في سوريا. وفي مقابلة له مع جريدة الشرق الأوسط يوم أمس(6-1-2006) قال: (( أنه لم يكن هناك شخص ذو وزن يمكن أن يقف بوجه النظام. المعارضة السورية تعرف مواقفي وأنا كنت على اتصاله بها حتى كنت في سوريا. المقابلة (مع العربية) زادت من ثقة المعارضة بنفسها وهي ستلتحم مع بعضها البعض بكل أطرافها وأنا أسعى لذلك..)).ويبدو أن خدام بكلامه هذا أحرج المعارضة السورية في الداخل التي سارعت بعض شخصياتها( ميشيل كيلو و ورجاء الناصر) الى نفي ما قاله خدام حول اتصالاته وتنسيقه معها،في حين كانت المعارضة قد رحبت بداية باعترافات خدام،وإن بتحفظ شديد، على لسان الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي المعارض (حسن عبد العظيم) الذي قال لجريدة (البيان): ((ان حديث نائب الرئيس مهم من حيث المضمون وخطير من جهة التوقيت.وأضاف أن باب المعارضة (اعلان دمشق) مفتوح لأهل النظام ولأهل الحزب الحاكم ممن لديه رؤية للتغير الديمقراطي..)).طبعاً،وخلافاً لتوقعات البعض، في ظل إمساك النظام الحالي بزمام الأمور وتشديد القبضة الأمنية على المجتمع السياسي،يستبعد أن يحدث، الارتداد السياسي لخدام وانشقاقه عن النظام،تصدعات في مؤسسة السلطة وداخل الحزب(البعث) الحاكم،أو أن تنتج اصطفافات سياسية جديدة في المجتمع السوري، كما يستبعد حصول تغييرات جوهرية،سريعة ومباشرة، على الخريطة السياسية السورية الحالية، خاصة وقد تخلت المعارضة السورية عن حقها في (السلطة) بسبب عجزها وضعفها لصالح النظام القائم أملاً بإصلاحه.
و بلا ريب، أن تصريحات خدام التي كشف فيها عن تعرض رئيس وزراء لبنان الأسبق (رفيق الحريري)الى ضغوط قوية وتهديدات خطيرة من قبل جهات وشخصيات قيادية في لبنان و سوريا منها الرئيس (بشار الأسد) قبيل اغتياله ستؤثر على مجريات التحقيق في قضية اغتيال الحريري، وستزيد الموقف السوري ضعفاً وارتباكاً أمام المجتمع الدولي في هذه القضية.فبعد تصريحات خدام سارعت (لجنة التحقيق الدولية) الى تقديم طلب الى السلطات السورية من أجل اللقاء مع الرئيس بشار الأسد ومع وزير الخارجية فاروق الشرع.
وليس أدل على حالة الارتباك والقلق السياسي لدى النظام في سوريا، التي سببتها تصريحات خدام للعربية، من إسراع (مجلس الشعب) السوري الى عقد جلسة خاصة وصاخبة لإدانة وشجب تصريحات خدام والطريقة البدائية والانفعالية في مقاربة النواب لهذه الأزمة (الخبطة السياسية)الجديدة.فبدلا من ان يناقش النواب وبروح من المسؤولية الوطنية وبشكل ديمقراطي تصريحات نائب الرئيس للوصول الى رؤية موضوعية وعقلانية تبنى عليها الخطوات السياسية اللاحقة لاحتواء الموقف وتجنيب سوريا المزيد من الأزمات والتصدعات.نجدهم اكتفوا باتهام خدام مع أفراد اسرته بالفساد، وانتقدوا دوره في لبنان عندما كان مكلفاً بالملف اللبناني وحملوه مسؤولية الأخطاء السورية في لبنان،والطلب من وزير العدل بالشروع في تحريك الدعوة العامة لمحاكمة خدام بجرم (الخيانة العظمى).فمشهد النواب تحت (قبة البرلمان)،أثار شفقة السوريين عليهم من جهة كما أنه أشاع نوع من (الحزن السياسي) في الشارع السوري من جهة أخرى،وهم يتسابقون بكيل أشد التهم وبأقسى تعابير التكفير والتخوين الوطني لخدام المثبتة في قاموسهم الخطابي الجاهز دوماً لإلقائه في وجه كل من ينتقد السلطة وممارساتها الخاطئة.هذه هي (السياسة)في الدول التي تختزل الوطن بأشخاص السلطة وينظر له بدلالات النظام وتعبيراته ووفقاً لمصالحه. فبالأمس كان (عبد الحليم خدام) نائباً للرئيس وشخصية وطنية وقومية بارزة ومحترمة،مخلصة لقضايا الوطن والأمة،واليوم عميلاً كبيراً متآمراً متهم بجرم (الخيانة الوطنية) الكبرى، بعد أن أعلن انشقاقه عن النظام القائم، وكأن العمالة والخيانة الوطنية لشخص تأتي بين ليلة وأخرى.
قطعاً ليس دفاعاً عن خدام، ويخطئ بحق الوطن والشعب السوري كل من يدافع عن خدام وعن أمثاله من رمز الفساد، فهو أحد المسئولين الكبار عما وصلت اليه البلاد من مفاسد ومظالم وانتهاكات لحقوق الإنسان، وخدام الذي تحدث للعربية عن غياب الحريات السياسية والديمقراطية في سوريا، كان واحداً ممن وقفوا في وجه منتديات ربيع دمشق وتسبب في اعتقال ناشطيها.لكن ألا يرى (مجلس الشعب) بأنه يدين نفسه بعرض فضائح الفساد الكبيرة لنائب الرئيس وأولاده، أبرزها(تهريب النفايات النووية ودفنها في صحراء تدمر)؟.وإذا كان من حق النواب التشكيك في نوايا وأهداف تصريحات خدام في هذا التوقيت..؟. يبقى من حق المواطن السوري أن يتساءل أيضاً: لماذا سكت السادة النواب على فضائح خدام وأولاده طيلة هذه المدة، طالما لديهم كل هذه القرائن والأدلة على خدام وغيره من رموز الفساد؟ولماذا انتظر النواب لأن يخرج خدام من البلاد ويهرب أمواله وينشق عن النظام..؟.كان حرياً بالنواب،ان يطالبوا، ومنذ أن اكتشفوا أمر خدام كأحد رموز الفساد، بمحكمة وطنية مستقلة ومحايدة وعلنية للتحقيق معه ومع جميع شركاء خدام ورموز الفساد في البلاد، ممن هم في السلطة وخارج السلطة، طالما هم تحت أعين النواب، أم أن ملفات المفسدين والفاسدين لا تفتح إلا عندما يتمردون على النظام وينقلبون عليه.أمام هذه السابقة الخطيرة في الحياة السياسية السورية المتمثلة بالسكوت الفاضح لمجلس الشعب على أحد رموز الفساد في البلاد وتقصيره في ملاحقة ومحاسبة المفسدين، يتوجب حل (مجلس الشعب) الحالي وإحالة المتسترين منهم على خدام وغيره من رموز الفساد الى القضاء، واجراء انتخابات نيابية حرة وديمقراطية، تشترك فيها جميع القوى الوطنية،بما فيها قوى المعارضة العربية والآشورية والكردية.
سليمان يوسف يوسف....كاتب سوري
عضو مكتب سياسي في المنظمة الآشورية الديمقراطية- سوريا
[email protected]



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المشهد السياسي السوري
- لبنان لم يعد لبنان
- الحوار المسيحي الإسلامي ولأفق المسدود
- الخطأ والخطر في اعلان دمشق
- معركة الدستور في سوريا .. رؤية آشورية
- سوريا على المحك
- سوريا باتجاه المجهول
- ميليس والخيارات الصعبة أمام دمشق
- المسيحيون بين التعريب والتهميش السياسي
- غزوة مانهاتن والحرب على الإرهاب
- ماذا بقي لحرية الراي في سوريا
- وقفة مع حديث الأسد لمجلة دير شبيغل الألمانية
- نعم ياقداسة البطريرك..زكا
- لا...يا قداسة البطريرك زكا عواص
- الحركة الآشورية السورية بين السلطة والمعارضة
- المستقبل السياسي لمسيحيي سوريا
- لبنان الرسالة يهتز من جديد
- البعث السوري مدد ولايته حتى اشعار آخر
- فوبيا التغيير في سوريا
- تسونامي كردية في القامشلي وغزو عربي لأسواق المدينة


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان يوسف يوسف - خدام يحرج النظام والمعارضة