أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار نوري - ديستوفيسكي وروايتهُ - الأخوة كارامازوف - / رؤى في مفهوم الخير والشر















المزيد.....

ديستوفيسكي وروايتهُ - الأخوة كارامازوف - / رؤى في مفهوم الخير والشر


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5401 - 2017 / 1 / 13 - 13:15
المحور: الادب والفن
    


دوستوفيسكي في "الأخوة كارامازوف" / رؤى في مفهوم الخير والشر
*عبدالجبارنوري
دوستوفيسكي واحدٌ من أشهر الكتاب الروس ، وأفضل الكتاب العالميين ، الذي تركت أعمالهُ أثراً بليغاً ودائماً على الأدب في القرن العشرين ، ورواياته تحوي فهماً عميقاً للنفس البشرية ، تفرّس وتأمّل في نفوس ورغبات البشر أحلامهم طموحاتهم ، وتلك الصراعات الداخلية بين الأنسان ونفسهُ وبينهُ وبين الآخرين كما قدم تحليلاً ثاقباً للحالة السياسية والأجتماعية والروحية لروسيا في ذلك الوقت ، والعديد من أعمالهُ المعروفة تعد مصدر ألهام للفكر والأدب المعاصر ، فهو كاتب قدير وعالم نفس محترف وفيلسوف فهم سايكولوجية أعماق النفس البشرية في زواياه المظلمة ، ورجل دين لاهوتي ومخابراتي بوليسي كما ظهر في روايته " الجريمة والعقاب " ، ففي عالم دوستوفيسكي تتصارع الأضداد الخير مع الشر ، الحقيقة مع الزيف ، الرحمن مع الشيطان الخلود والحرية ، والعدالة السماوية والأنسانية والغريزة ، الجنون والتعقل ، الأضطراب والأعتدال وبين الجن المارد الشرير والجن الملائكي المسالم ، وبين الأنسان السوي والمراهق ، وبين الأهبل والعاقل السوي وكل ذلك في أعماق نفس الأنسان ، وهكذا هو الأمر في الأرض والسماء ، لذا أن قراءة ديستوفيسكي تتطلب الأنصاف والتأمل وذلك من أجل الدخول إلى الروعة الكامنة في أعماق الواقع ، فهو يدفع الأنسان بأن يميّزْ بين الخير والشر ، ويرى أن نهب محبتنا للرب أحراراً دون أن ننصاع لهُ عبيداً ، يقول فيه ( فرويد ) تعلمتُ سلوك النفس البشرية من روايات ديستوفيسكي ، وقال فيه الفيلسوف هيكل :( يمكن أن يكون في موقع النبي المصلح) ، وأمتدحهُ الفيلسوف الوجودي " مارتن هديجر " وعالم الرياضيات الحديثة " لودويك ، وعالم الفيزياء " أنشتاين " أذاً فهو أستاذ كل الأزمنة ، دوستوفيسكي ذلك الروائي الروسي عليم بميتافيزيقيا الكينونة البشرية وبنهايات ممزوجة بالبراكماتية مطابقة للواقع ، تمكن من فك شفرة الأنسان والغوص في أعماقه ، تمكن من أن يلخص البشرية بأكملها ضمن صفحة واحدة فقط ، أي عقلٍ أي روحٍ أية أمكانياتٍ وأي أيمانٍ وأية طاقة وووأي فكرٍ يحملهُ هذا الرجل ؟؟؟ في صراعات البشرية جميعها تتجسد بعوالم يصنعها على الورق لشخوص خيالية بقدر ما هي واقعية ، من أعماله الثرة { المساكين ، الشبيه ، بيت الموتى ، الجريمة والعقاب ، المقامر ، الأبله ، الشياطين ، الزوج الأبدي ، مراهق ، حلم رجل مضحك ، مذكرات كاتب ، زوجة رجل آخر وزوج تحت السرير} وتعتبر رواية " الأخوة كارامازوف" قمة أعماله وواحدة من الأنجازات العليا في الأدب العالمي بشهادة عظماء الفلاسفة والباحثين والمفكرين من أعلى القمة الهرمية للأدب العالمي ، ولد في موسكو عام 1821 – وتوفي عام 1881م .
الأخوة كارمازوف رؤى في مفهوم الخير والشر
الأخوة كارمازوف رواية الكاتب الروسي " فيدور دوستوفيسكي " تعتبر تتويجاً لأعمالهِ الأدبية العملاقة ، وتتكون من أربعة أجزاء لتبقى ملحمة أسرة ريفية صغيرة مشتتة الأفكار مختلفة الآيديولوجية ، كلٌ منهم عالم خاص بذاتهِ ، وظاهرة أدبية فريدة في الأدب الروسي والعالمي ، أمضى قرابة عامين في كتابتها عالج فيها الكثير من القضايا التي تتعلق بالبشر كالروابط العائلية وتربية الأطفال والعلاقة بين الدولة والكنيسة مسؤولية كل شخص تجاه الآخر، تنقل المتلقي إلى صراع عائلي محتدم بين الأب و ثلاثة أبناء وربما أبن رابع لقيط غير منسوب لهُ ، صراع يدور حول المال والشهوة والوجود والألحاد ومشاكل الكنيسة الأرثدوكسية ونقل تلك الخلافات الفكرية إلى الأسرة المفككة على مسألة تتقبل الجدال اللاهوتية أم رهبانية أم تنظيمية ؟ والمناكفات الشديدة بين الوجودية المتمثلة ب(أيفان) ) والأبن الثالث ( أليوشا ) المسالم ، فهذه التيارات المتصادمة والمحتدمة تعصف بالأسرة إلى المجهول والضياع ,بنهاية تراجيدية مأساوية ، بالأضافة إلى كون رب الأسرة ( فيودوركارامازوف ) رجل فاسد متصابي فظ كاذب ومهرج شهواني فهو الجانب الشيطاني من الأنسانية كان في صراع مرير وتنافس محرم في الأشتراك مع أبنه الثاني الكبير ( ديمتري ) في علاقة غرامية مع غروشنكا تلك المرأة العاهرة تصل أحياناً إلى العراك والصخب والتهديد بالقتل ، وفعلا قُتل الأب بيد ( سميردياكوف ) الأبن الغير شرعي والمصاب بالصرع لتخليص الأسرة من شروره ، وآلت تلك الأسرة إلى المجهول ، والمحكمة حكمت على( أيفان) البريء بالمؤبد ظلما ، ولم يتحمل الصدمة أصيب على أثرها بالجنون والهذيان ، والرمزية في الرواية هنا يقصد الكاتب فساد (القيصر) الذي هو على رأس السلطة القيصرية المستبدة بالأشارة إلى تيودور كارامازوف، وضياع وتشتت الشعب الروسي ، وأتهم بالهرطقة وهي التهمة الجاهزة لدى الكنيسة ، ونفي إلى سايبيريه .

رؤى شخصية في تجليات نزعة الخير والشر في رواية الأخوة كارمازوف
الرواية عمل أدبي مكتمل فنياً فرض وجودهً بقبول ورضا فلاسفة عصره وكتابهم وباحثيهم ، وتمكن بجدارة أن يدخلها في خانة (التراث الأنساني ) وبصفوف الأعمال الخالدة الأنسانية الضخمة : كوميديا دانتي ، الفردوس المفقود لملتون ، تراجيديات شكسبير ، الحرب والسلام لتولستوي ، وهي خلاصة فكر ديستوويفسكي بأكمله ، والغريب الذي لمسته في الرواية كأني أمام فرويديات الهوس الجنسي ، ووجوديات أندري جيد ، وفلسفة معرة النعمان ( المعري ) بالكتابة على رمسه " هذا ما جناه علي أبي ولم أجني على أحد يقصد أرث جينات الجدري ، فكانت سياط جلد الذاتي على ظهرالأب (فيودوركارامازوف ) المصاب بالصرع ونقل جيناتها لأبنه الصغير ومات أثرها .
وحول الرواية ببراعة سحرية إلى رواية بوليسية جعل القاريء لا يهتم بالقاتل أكثر مما يهتم بالأسباب والدوافع بالوجود الأنساني وتعريتها من جلبابها المزيف بتحليل وثيق لكل شخصية فأوصى بنظرية سايكولوجية { أن مقياس درجات الرذيلة هو مقياس واحد بالنسبة للجميع وحتى أن أختلفت بالدرجات لأن لطخة السوء تبقى } فديستوفيسكي أسس لنظام طبقي طوباوي شبيه بالمدينة الفاضلة الفنتازية الخيالية ، الذي لا يقوم على عرق أو دين بل على الأخلاق ، وكان محور البناء الفني للرواية هو الخير والشر في نزاع شرس وقتال دموي بكافة الأسلحة المحرمة لينتصر أحدهما ، فأوهم الشر نفسه أنهُ المنتصر في الرواية بقتل الأب وسجن الأبن مؤبد في سيبيريا ، وموت الأبن الغير شرعي القاتل الحقيقي بمرض الصرع ، وضياع الأسرة ، لكن بقاء الأبن الصغير ( أليوشا ) البراءة والطيبة والجمال فهوالأخ الورع النقي والمسالم الشمعة التي تضيء دروب الأسرة المظلمة وهذا يعني بقاء الخير والسلام والوئام وقبول الأخر هو المنتصر في النهاية .
أن الصراع بين الخير والشر أزلي تأريخي بين قابيل وهابيل ، أنتصر الجلاد قابيل بقتله أخيه هابيل ولكن الضحية هابيل أنتصر بحصوله علىرضا الرب ووسام الذكر الحسن ، كذلك الشخوص القيادية الدكتاتورية قد تحكموا برقاب العباد لفترة من الزمن مثل نيرون هتلر جاوجيسكو صدام لأرتفاع نسبة الشر في دمائهم حد البلازما فلطخوا بدرجات من الرذيلة التي تنبأ بها مؤلف الرواية العبقري ديستوفيسكي .
وقد يزول الظالم الشرير كما زال في العراق بيد أن الظلم بقي بعد 2003 لسيطرة بعض أصحاب القرار الأشرار الذين مزقوا الشعب وباعوا الوطن وفتحوا أبوابه أمام عصابات الكراهية والموت وبرابرة خارج الزمن العصابات الداعشية وتحكمها في رقاب العراقيين والسوريين وتكفير جميع من في الأرض ولكن سرعان ما أن يزولوا كأشرار وقتلة أمام المحررين الأخيار والحوارالفكري في حب الخير ونبذ الشر وتكريس السلام وقبول الأخرين-----
المصادر والمراجع-تأريخ الأدب الروسي – تحرير تشارلز موزر جامعة كامبرج – ترجمة د/شوكت يوسف 2012- كتاب الأخوة كارامازوف – ترجمة سامي البارودي2010 .- دوستوفيسكي – ميخائيل باختين – ترجمة جميل نصيف التكريتي المغرب 1986 .مذكرات دويستوفيسكي للرواية " الأخوة كارامازوف " مترجم
*كاتب وباحث عراقي مغترب





#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرزالمرْ/ لعبة المحاور في تحريك البيادق
- النسبية / بمفهوم السياسي المتأزّمْ
- - حلب - أيقونة الماضي والحاضر/وكرنفال القدود الحلبية
- البرلمان --- مطلوب عشائرياً !!!
- أرقام مرعبة لها دلالاتها !!!
- الأعلام السالب ---- سلاح تدميري
- كاسترو..صانع جمهورية كوبا ومروّضْ أمريكا .. وداعاً
- ماركريت ميتشل- في روايتها ذهب مع الريح/ أنتِ فين والحب فين !
- فوز ترامب/ عاصفة ترامبية ستمطر السعودية
- الأيزيديون / مشاريع -- للموت -- المجاني-- الصامت
- تلعفر --- وتساقطتْ أوراق التوت !!!
- ثورة أكتوبرالبلشفية 1917 / دُقتْ لها الأجراس!!!
- رسالة الحقوق للأمام زين العابدين / قراءة في الأنسنة وتحقيق ا ...
- غزوّة برلمان قندهار / للعرك !!!
- سيلفي ----- النصرْ!!!
- أتفاقية لوزان / هلوسة وهذيان لدى السلطان !!!
- أردوغان / ذاكرة العثمنة المنقرضة!!!
- ناتو الخليج----- وموت الضمير العالمي !!!
- المحكمة الأتحادية / حتى أنت يا بروتس؟!
- من زهور الواحة الهاشمية الوارفة / السيد علي بن الحسين


المزيد.....




- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار نوري - ديستوفيسكي وروايتهُ - الأخوة كارامازوف - / رؤى في مفهوم الخير والشر