أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم إيليا - ذهان رويدة سالم على منهج الأورغانون














المزيد.....

ذهان رويدة سالم على منهج الأورغانون


نعيم إيليا

الحوار المتمدن-العدد: 5397 - 2017 / 1 / 9 - 15:43
المحور: الادب والفن
    


ا- إيساغوجي:
إذا كان الله مات، في مِلّة فريدريش نيتشه، فهل يُرذِل موتُه فكرةَ وجود خالق؟
كلا، أبداً! ليس للمرء مفر من الاعتقاد بوجود خالق على هذه الصورة أو تلك؛ فإن الحياة مثلاً - وإن لم يوجد الله - مخلوقةٌ، وخالقها جملةٌ متفاعلة متمازجة مؤتلفة من العناصر المادية. وكذا النص أيّ نص، فإن خالقه لا يموت، وإن اعتقد بموته دارسٌ مترف من هنا، وآخر لاهٍ من هناك.
فإنّا إن اعتقدنا بموت المؤلفة – الموت هنا بمعناه المجازي الاستعاري؛ وهو استبعاد شخصية المؤلف من النص لدى دراسته أو نقده – فكيف سيتحقق لنا أن نفهم قصتها (ذهان) كل الفهم بأبعادها الفكرية والنفسية والاجتماعية والفنية!؟
ربما استطعنا أن نفهم غير قليل من أفكارها، ربما استطعنا أن نفهم ما بين أفكارها ولغتها من علاقات وطيدة أو مفككة بليدة، ربما استطعنا أن نستبين خصائص ألاعيبها السحرية الفنية، ربما استطعنا أن ننشئ فوقها أو بجوارها بناء أدبياً خاصاً بنا نستمد عناصره من ألوان مضامينها الفلسفية والجمالية والنفسية. ولكننا لن نستطيع، على الأغلب، أن نفهم أبعادها كما يجب أن نفهمها باتساع ودقة وشمول... لن نستطيع أن نفهم لماذا هي كذلك في مظهرها الخارجي والداخلي: بجدرانها، وطلائها، ونوافذها، وأبوابها، ومنافذها، وسقفها، وأرضها، وأثاثها، وسور حديقتها... ما لم نعرف رويدة سالم.
فمن هي رويدة سالم التي ينبغي أن نعرفها لنفهم قصتها قصةَ (ذهان) كما يجب أن نفهمها؟
رويدة باختصار: عقلٌ راجح الوزن. وإنه، إذا رمت تشبيهه، لأشبه بلبوة تفرِّس الأفكارَ تفريساً! ولا أزيد.
أتراني أمدحها ههنا؟ قد ربما... ولكنّ مدحي، لا يخلو أن يكون مشوباً غير خالص. ربما تخلل مدحي شيءٌ من لا مدحٍ – وأنأى عن القول: تخلله شيء من قدح أو ذم أو عيب أو تعريض أو نقيصة أو إشارة فظة – فإن الأديب، حين يكون وُكدَه إظهارُ أفكاره وهمّه العناية بها.. حين يسرف الأديب في الاعتماد على عقله والركون إليه، قد لا يأمن من أن يوقِع بأدبه، من حيث إن أدبه فن وخيال ومتاع ودفق من شعور، بعضَ الحيف. ولعل في قوة عقلها، في زَخْم فكرها ونشاطه المتوثب، ما يفسر ميلها إلى البحث والتنقير وتحميج النظر في التاريخ والعقائد والسياسات واللغات، ويفسر أيضاً بطء حركة الأحداث وتثاقلها في بعض أعمالها وتوسطها عدداً بين التقتير والإفراط .
فأما قصتها (ذهان) فإنها، وإن زخرت أفكارُها كما تزخر طنجرةُ الجدة على نارها الحامية، لم يعرض لها – وليراعِها اليقظِ الحمدُ - أن نالها من ذلك ضُرّ أو مسّها ضيم. فأما أحداث قصة ذُهان فكثيرة – نسبياً - وفيرة، وهي وإن كثرت كثراً، ووفرت وفراً، ما ضاق عنها وبها رداء قصة الذهان على قصره... واقعيةٌ تمور بها الحياة الاجتماعية والسياسية في تونس وتصطخب. منها القديم الذي يكاد أن يكون ثابتاً رغم رثاثته، ومنها الجديد الطارئ المولَّد.
ولكأن أفكار (ذهان) السابحة في فضاء أحداثها، كواكبُ تدور بقوة الجاذبية حول نجم كبير عظيم أوحد. وعسى ألا يذكر هذا الوصفُ بوصف نابغة بني ذبيان للملك النعمان؛ إذ لا اشتراك للوصفين في وجه واحد من وجوه التشبيه!
ولكنْ إمَّا كان النجمُ، نجمَ النابغة، وإما كانت الكواكبُ كواكبَه، فما هو هذا النجم الذي ههنا، وما هي كواكبه؟
في الجواب، فإني أقول: فأما كواكبه فهي أفكار متفرقة، وسيأتي ذكرها وإفرادها في إبانها في الموضع المعقود لها. وأما النجم، فهو الفكرة العامة الرئيسة الأولى التي تدور حولها تلك الأفكار دوران الكواكب. وهي فكرة لبُّها وغلافها قضيةُ المرأة الشرقية، ولكنْ في محنتها الصارخة، وفي حال شقائها الراعف.
وإذا كنتُ وضعت لمحتي الأولى إلى القصة تحت (إيساغوجي) الذي هو في الأصل عنوان كتاب لفورفِوريوس السوري وجعلته مدخلاً، فلأنه، وإن لم يكن جزءاً من الأورجانون للمعلم الأول أرسطوطاليس، يعد ملحقاً به.

ب – كاتيغورياس:
يتبع



#نعيم_إيليا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرقيون
- حلم فرانتس كافكا
- محاورة المؤرخ شلومو زاند
- حديث الروح والمادة
- ديالكتيك الدين والدَّيِّن
- خابية الكنز المفقود 9
- خابية الكنز المفقود 8
- خابية الكنز المفقود 7
- خابية الكنز المفقود 6
- خابية الكنز المفقود 5
- خابية الكنز المفقود 4
- خابية الكنز المفقود 3
- خابية الكنز المفقود 2
- خابية الكنز المفقود 1
- سِخابٌ بجِيْد الزَّمان
- ذكرى جدال
- في الطريق إلى فلاديفوستك. المشهد الأول
- ما بين نظرية الوجود لأفلوطين ونظرية الانفجار العظيم
- شرح مختصر على مبدأ الهوية
- استحالة لاودي عن سنخه إلى إنسان


المزيد.....




- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم إيليا - ذهان رويدة سالم على منهج الأورغانون