أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى العمري - روح شيوعية بثقافة إسلامية














المزيد.....

روح شيوعية بثقافة إسلامية


مصطفى العمري
(Mustafa Alaumari)


الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 11:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد مقالي الذي كتبته عن كتاب , ذكريات الزمن القاسي , للاستاذ محمد الشبيبي , و بمقارنة بسيطة في استمالة الشيوعيين للشباب لمشروع الموت , ثارت ثائرة الاخوة الشيوعيين , تعليقات خاصة و عامة , الغريب ان بعض التعليقات جاءت بنفس اسلامي خالية من دلالة شيوعية .
منطق الحقيقة المطلقة او الكل المطلق , منطق بات لا يمر دون تفتيش و مداولة صارمة , تحقق المعنى الابستي لصيرورة الكشف عن الذات , وكما يقول فريدرك نتشة , لا توجد مسلمات أبدية و لا توجد حقائق مطلقة . يشير هذا المعنى ان العقل البشري لا يمكنه التوقف على مرحلة زمنية خاصة او إمكانية التشابه في الايمانات التي يعتقد بها الناس .

أعود الى بعض التعليقات فاقول بكل محبة ، الى الذين حاولوا الدفاع عن الشيوعيين و عن الفكر اليساري , عن تراث كارل ماركس و سارتر و سيمون دي بوفوار و غرامشي و لينين , أنتم تدافعون عن نظريات فلسفية و اقتصادية كبيرة , لكنكم كنتم بعيدين كل البعد عن هذه الفلسفة و تلك النظريات .

فبالوقت الذي تدافعون به عن مفهوم كان يمتلك خطابه و نهجه الخاص , أتيتم انتم لتقدموا خطابكم الخاص و بثقافتكم الخاصة , معتمدين في بعض ردودكم كلياً على الخطاب الاسلامي ! الذي يشكل تناقضاً و بدرجة كبيرة مع الفكر الشيوعي !

أنتم قدمتم خطاباً و استشهادات و صوراً لتراث إسلامي , بل هو تناص لما تقدمه الاحزاب الاسلامية و نسخة غير محرفة عن الخطاب الاسلامي المرتجل.

اين خطابكم اليساري و ثقافتكم الشيوعية ؟ جوابكم أضاف لي وضوحا ان بعض المشتغلين في الاحزاب اليسارية غير مدركين عمق الفلسفة التي انبثقت منها تلك الاحزاب . و إلا ماذا نسمي ان يتصدى رجل شيوعي للدفاع عن الشيوعية , مستخدماً خطاباً إسلامياً ! و مستشهداً بتاريخ لم يستطع الى اليوم ان يتخلص منه الاسلاميون انفسهم .

كتب احد الشيوعيين تعليقاً على مقالي ( قراءة في كتاب ذكريات الزمن القاسي ) سأضع فقرةً مما كتب ، لكي يتضح عمق الفجوة بين الفكر و بين من يدعونه.

كتب:
( فهل كان الأمام علي (ع) متهورا عندما قاتل معاوية بن ابي سفيان في حرب صفين، او متهورا عندما خرج لحرب الجمل وفي كليهما قدم الشهداء؟ وهل الشهداء مع علي (ع) مغرر بهم من قبل ابا الحسن. ثم ماذا يسمي استشهاد الحسين واخوته وابنائه وسبي عائلته واصحابه وقتاله الآلاف من اعدائه غير ابه بالنتائج رغم معرفته بها؟ هل كان مجنون ام متهور او مغرر به عندما قال: "لن اعطي يدي اعطاء الذليل واقر اقرار العبيد" رغم كثرة الجيش المحيط به من كل جانب. لماذا خرج الحسين (ع) على حاكمه يزيد بن معاوية، اما كان الأولى به مبايعة يزيد وحفظ دماء ابائه واخوته واصحابه وحفظ عائلته من السبي وما تعرضوا له من اهانة وجوع وحر وبرد الصحراء)

غياب الخطاب الخاص بكم ينبئ عن فجوة كبيرة بين النظرية و المعرفة بها و هذا لعمري لن يقبله الواعون و المفكرون و المثقفون من زملائك الشيوعيون . كان هذا جوابي له.

كتبتُ عن مذكرات الزمن القاسي للاستاذ محمد علي الشبيبي , و حاكيت المؤلف و كأنه ابن التاسعة عشر اي الشاب اليافع , تفاعلت مع الكتاب و بطريقة الاستاذ الشبيبي في صياغة حياته و ذكرياته , لم أتطرق الى الحزب الشيوعي بشكل مفصل , لكن المؤاخذة الكبيرة ان الشيوعيين لا يختلفون عن الاسلاميين في استمالتهم او أدلجتهم للشباب , و أحياناً تركهم فريسة سهلة بين انياب وحش مفترس . ثم ان الشيوعيين في تلك الحقبة سيطر عليهم عقل التضحية و القتال و الصمود ولم يستنجدوا بعقل ماركس المفكر و السياسي و الاقتصادي , فكانوا هشيماً أمام ضربات متتالية .
التحرك الثوري يحتاج الى آليات و خطط و قدرة ثورية , خاصة اذا كان الخصم لا يعبأ بطريقة الاقصاء . غايتي ان ابعد الشباب عن الانسياق خلف أفكار و أدلجة تودي بهم الى الهلاك ، ولو كنت مشرعاً قانونياً سأمنع انتماء الاشخاص دون عمر الثلاثين الى اي حزب.
عندها ستكون بعض الحقائق واضحة أمام الشباب و سيكون معنىً للمثل الذي يقول ( ما هكذا تورد يا سعد الابل )

مصطفى العمري



#مصطفى_العمري (هاشتاغ)       Mustafa_Alaumari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب / ذكريات الزمن القاسي
- جدلية الانسان و الدين .. المسلم أهم من الاسلام
- المسلمون و محنة الانتماء للوطن !
- اشكالية التماهي بين المثقف و المجتمع ..
- أسباب الفشل .. المسلمون و ظاهرة الدعوة
- تأثير الفلسفة العربية في إحياء عقل المسلم
- وهم المعرفة
- غياب العقل النقدي يُحيل العقل الى صخرة ..
- لماذا تقدم الغرب و تأخر المسلمون
- المجتمع العربي و الاندماج مع القديم
- أزمة الأديان بين الدعوة الكونية و الخطاب الضيق .. ج2 مرحلة ا ...
- أزمة الاديان بين الدعوة الكونية و الخطاب الضيق .. ج1
- قراءة نقدية ... لتأريخ اسلامي مخيف
- الاحزاب الاسلامية بين جهاد النكاح و الخدمة الجهادية
- الحديث النبوي و تمزيق الامة … القيود الفكرية في الفكر الاسلا ...
- القيود الفكرية في الفكر الاسلامي 4
- روافد عراقية .. من محافظة الناصرية . مصطفى جمال الدين
- روافد عراقية .. من محافظة الناصرية علي الشرقي 2
- روافد عراقية .. من محافظة الناصرية علي الشرقي 1
- علماء الاسلام . واستحمار المسلمين . قراءة في خطاب الشيخ القر ...


المزيد.....




- تركيا تعلن وقف التعاملات التجارية مع إسرائيل.. ووزير إسرائيل ...
- صحيفة أمريكية تتحدث عن انتصار السنوار في الحرب وهدفه النهائي ...
- الإعلان عن بطلان محاكمة أمريكية في دعوى قضائية رفعها ضحايا - ...
- تكريم سائق الفورمولا واحد الأسطوري آيرتون سينا في إيمولا وفي ...
- حانة -الكتابات على الجدران-.. أكثر من مجرد بار في بودابست
- لمواجهة الاحتجاجات.. الحكومة الفرنسية تمنح رؤساء الجامعات ال ...
- شاهد: مظاهرة وسط العاصمة الباكستانية كراتشي للمطالبة بوقف ال ...
- اليابان في مرمى انتقادات بايدن: -كارهة للأجانب- مثل الصين ور ...
- مسؤول أمني إسرائيلي: بايدن -يحتقر- نتنياهو وواشنطن تقف إلى ج ...
- ألمانيا: تراجع عدد المواليد والزيجات لأدنى مستوى منذ عام 201 ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى العمري - روح شيوعية بثقافة إسلامية