أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن عبد اللطيف - رسالة الى الدكتور أحمد صبحى منصور














المزيد.....

رسالة الى الدكتور أحمد صبحى منصور


حسن عبد اللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 5391 - 2017 / 1 / 3 - 01:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سيدى الفاضل .. تحية طيبة واحتراما

أتقدم لسيادتكم فى هذه المرحلة من عمركم المديد وبعد سنوات عديدة من الجهاد الفكرى والانتاج العقلى الثورى- المبدع - الملهم - سعيا وراء إحياء الدين وتجديده وتنقية صفحته .. أتقدم بطلب والتماس أتمنى أن يلقى منكم صدرا رحبا .. ولسوف أضعه بين أيديكم باختصار شديد على النحو الآتى :

فلنفرض أن المسلمين لم ينقسموا شيعا ولم تظهر فيهم أديان أرضية .. ولنفرض أيضا أنهم تمسكوا منذ فجر تاريخهم بالقرآن وحده .. (( وأكرر - القرآن وحده ) .. ونبذوا ما سواه ... مجرد فرض نظرى

السؤال هو:

لو أن هذا قد حدث هل كنا نتوقع أن نرى المسلمين اليوم أقوى شعوب الأرض وأعلاهم خلقا وأكثرهم تحضرا وتقدما فى شتى المجالات ؟

هل كانت بلادهم على مر التاريخ ستتفوق على سائر بلدان العالم فى أعداد من أنجبتهم من العلماء والفلاسفة والمفكرين والأدباء والفنانين العظام ؟

هل كانت شعوبهم ستتمتع اليوم بكافة الحقوق السياسية فى ظل حكومات ديمقراطية نزيهة خاضعة لإرادة الشعب ورقابته الصارمة ؟

وهل ... وهل

والسؤال بصياغة أخرى - هو ..

هل بذور الحضارة ومقدماتها بالمفهوم الحديث موجودة فى القرآن ؟

أتكلم عن الحضارة بالمفهوم الحديث بالتحديد

أم أن العكس هو الصحيح كما يشاع فى زماننا هذا على نطاق واسع شاسع ؟؟!!

هل اتباع القرآن (( وحده .... !! )) منذ العصر الاسلامى الأول كان سيؤدى بنا وبمرور الأزمان للوصول للحضارة بمفهومها الحديث يا دكتور أم كان سيؤدى الى ما نحن عليه اليوم من تخلف وانحطاط وانهيار على كافة الأصعدة ؟

وثمة سؤال آخر شغلنى كثيرا :

ماذا عن الفلسفة فى القرآن ؟ هل يحتفى القرآن بالفكر الفلسفى ؟

لقد ساهم ظهور الفلاسفة الأوروبيين وكثرتهم فى القرون الخمسة الأخيرة وتعدد مناهجهم فى الارتقاء بالحركة العلمية وتقدم مناهج البحث

فهل كان اتباع القرآن وحده كفيلا بازدهار الفكر الفلسفى فى أمتنا ؟

وماذا عن الفن بمعناه العميق ... ؟ ماذا عن الموسيقى السيمفونية والابداع المعمارى والفنون التشكيلية والمسرحية والأدبية وغيرها ؟

كلها مقدمات نعلم مدى حتميتها فى عملية انضاج الحضارة وتوسيع أفق العقل الانسانى عبر الزمان وبغيرها ما كان يقدر لهذه الحضارة أى نضوج أو ظهور ؟

فهل احتفى القرآن بتلك المقدمات أو دعى اليها الناس ولو بالتلميح .. ؟

هل يحتفى القرآن بالفلسفة والتجريب العلمى وحرية التعبير الفنى الجرىء بكافة صوره ؟؟

هل يحتفى بالتحرر العقلى الذى يقنن القواعد ويضع المناهج فى شئون البحث العلمى والنظم الاجتماعية والاقتصادية ؟

ثم هل يحتفى القرآن بحق الشعب فى الثورة على الطغاه وانتزاع حقوقه وإخضاع حاكميه لحكمه وإرادته .. الخ ؟

فلئن كانت الإجابة على هذا كله بنعم أيضا – فإننا نطالب أهل القرآن بإثبات ذلك بالأدلة !

نطالبهم باستنباط ذلك كله من القرآن وأن يبدأوا العمل فى هذا الاتجاه – فهو حرى بأن ننفق فيه الأعمار والطاقات من أجل تأمين مستقبل الاسلام فى هذا العالم !

أما ان كانت الاجابة بلا – فهذه إجابة بها قدر كبير من الجرأة وعلى صاحبها القيام بمراجعة شاملة لما عنده من مسلمات .. وفى الحالتين نحن أمام ثورة

أخيرا أقول :

جرت سنة الله فى الخلق أن يكون للفكر رواد يخرجونه من طى العدم الى حيز الرؤية والمشاهدة على صورة نظريات فكرية متكاملة – ثم يأتى أتباع هؤلاء الرواد وتلامذتهم لينفقوا أعمارهم فى شرح وتطبيق تلك النظريات.

وإنى أزعم بقوة أن استخراج عوامل النهوض الحضارى من القرآن هو اكتمال البناء النظرى الذى يقوم عليه الدكتور أحمد صبحى منصور اليوم .. لكن ما يقلقنى بشدة هو انشغاله الكامل بالتطبيق دون أن يكترث بإتمام الأساس النظرى لمشروعه

هذا الأساس النظرى من وجهة نظرى المتواضعة قد حاولت بيانه من خلال ذلك المقال البسيط .. ويتلخص فى ضرورة استخراج الدلائل على احتفاء القرآن بالمقدمات الحتمية الكفيلة بظهور الحضارة الانسانية بمفهومها الحديث .. أو ... نفى ذلك عن القرآن ومن ثم إعادة النظر فى مقولة صلاحية القرآن لكل مكان وزمان ككتاب يصوغ للبشر فى كل مكان حياتهم وينظم لهم شئونها.

مع خالص التحية وعظيم الاحترام











ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وبهذا تصبح العلمانية فريضة اسلامية .. وعلى القرآنيين تعديل ا ...
- حول مناظرة ريتشارد دوكنز مع جون لينوكس عن وجود خالق للكون
- الله اللا محدود - مناقشة لمقال سامى لبيب
- دعوة لكتاب وكاتبات الحوار المتمدن


المزيد.....




- الجمعيات الإسلامية في بوركينا فاسو تدعو لمكافحة خطاب -الكراه ...
- حرب غزة ومعضلة الهوية في المجتمع اليهودي بالولايات المتحدة
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات.. متع طفلك الأن
- مشروع -الرقعة اليهودية- ينهي حلم الدولة الفلسطينية
- الرئاسة الروحية للدروز بالسويداء: نرفض دخول الأمن العام إلى ...
- دمية عالم سمسم تثير الجدل على إكس وتدعو إلى تدمير اليهود
- الاحتلال يجبر مواطنا على هدم منزله جنوب المسجد الأقصى
- أولمرت: يهود يقتلون فلسطينيين في الضفة ويرتكبون جرائم حرب
- في ذكراها الثامنة.. كيف يمكن استلهام تجربة هبّة الأسباط لحما ...
- العمود الثامن: الثورة ومعارك الطائفية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن عبد اللطيف - رسالة الى الدكتور أحمد صبحى منصور