أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن عبد اللطيف - الله اللا محدود - مناقشة لمقال سامى لبيب















المزيد.....

الله اللا محدود - مناقشة لمقال سامى لبيب


حسن عبد اللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 21:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتبت تعليقا على مقال الأخ الفاضل سامى لبيب ونظرا لطول ذلك التعليق فقد اضطررت لارساله كمقال

ملخص كلامى باختصار هو أن العالم المادى بكل قوانينه وأبعاده ما هو الا فكرة فى ذهن الخالق .

هذه الكلام تستطيع أن تستشعره فى نصوص الأديان تصريحا وتلميحا

والأخ سامى كمسيحى سابق يعلم أن المسيح عندما أتى الى العالم قالت عنه المسيحية أنه فكر الله وعقله (اللوجوس) وأنه من رآه فقد رأى الآب – وأنه كالكرمة (الشجرة) والناس كالأغصان (باعتبارهم أيضا أفكار) - الكل أفكار فى ذهن الآب (الذى لا يمكن أن يراه أحد من المخلوقات لأننا جميعا أفكار فى ذهنه).

وما دمنا فكرة فى ذهنه فلا معنى للسؤال عمن خلقه ولا عن مكانه بالنسبة الينا !!

عندما نقرأ كلمة (( السماوات )) فى نص من النصوص الدينية فليس المقصود منها فقط الفضاء الخارجى .. وإنما كثيرا ما تأتى بالمعنى المجازى الأعمق وهو عالم الغيب الذى يستمد علوه وقداسته من علو وقداسة الله ذاته – وهو العالم الذى لا يخضع لقوانين الفيزياء المعروفة لنا .. هذا الكلام تجده فى الفكر اللاهوتى المسيحى والاسلامى وهما أهم الأديان المعروفة التى تعنينا هنا.

أنا أتكلم الآن من وجهة نظر إيمانية وليس من وجهة نظر إلحادية.

لهذا عليك ألا تفرض على نفسك وعلى القارىء فكرة بدائية للغاية لم تقل بها الأديان وهى أن الله يقبع هناك على بعد 13.7 مليار سنة ضوئية .. لأن النصوص الدينية الصريحة الواضحة تؤكد أنه يسع المكان والزمان منذ الأزل والى الأبد.

وفى القرآن نجد :
((وسع كرسيه السموات والأرض))
((وهو الذى فى السماء اله وفى الأرض اله))

ثم ان الرقم 13.7 مليار سنة ضوئية هذا (وهو بالمناسبة الرقم الأدق) يساوى قيمة نصف قطر الكون فى الماضى السحيق وليس الآن ، وبالتحديد منذ 13.7 مليار سنة من الآن – أما الآن فلا أحد يعلم قيمة هذا الرقم .. !!!!!!! .. ولا شك أن جميع المجرات الواقعة على هذا البعد السحيق قد ماتت وشبعت موتا منذ مليارات السنين (رغم أننا نراها الآن فى التليسكوبات متألقة وفى عز شبابها) والحقيقة أن لا أحد يعلم ما عليه الوضع الآن ..

والآن - طبقا لمفهومك - هل يتغير موقع عرش الله مع التغير الذى حدث فى الرقم 13.7 ؟؟؟!!!!
وهل كان العرش على نفس البعد 13.7 قبل الانفجار العظيم وأثناءه ؟

يا سيدى فى النصوص الدينية ليس للعرش مكان محدد دون آخر – والقرآن يصرح بأنه (وسع كرسيه السموات والأرض) – وفى المسيحية روح الله يملأ الكون

ثم أنت تعلم والقراء يعلمون أن الفضاء والزمن نفسيهما لم يكن لهما وجود قبل الانفجار العظيم وأنهما تكونا وتمددا مع حدوث هذا الانفجار ...

والأديان تقرر أن الله كان موجودا قبل الانفجار العظيم – وأنه أبدى لا بداية له ولا نهاية.

فإذا تكلمنا من وجهة نظر الحادية – أنت تقول بأنه لا شىء يسمى كن فيكون . .. لا يوجد شىء يتكون من لا شىء – فالطاقة لا تستحدث من عدم

والحقيقة أنه لا يوجد نص دينى يقول بأن هناك ما يسمى - خلق من عدم !!!!!

دائما تجده يقول ( خلقكم من تراب ) – أو من ماء – أو من طين – أو من نطفة … أوأو أو
دائما تجد النصوص تذكر ان الخلق يتم من ((شىء ما سابق))

ومع ذلك – فإن قوانين بقاء المادة والطاقة التى تحتكم اليها فى كلامك لم يكن لها معنى قبل الانفجار العظيم الذى يتفق على حقيقة حدوثه العلماء على نطاق واسع.

فالإله الذى هيأ لحدوث هذا الانفجار الأول لاشك وأنه قادر على فعل أى شىء تتصوره عقولنا الصغيرة بما فيها الخلق من عدم - إذ لا تعريف محدد لهذا العدم فى هذه الحالة .

وعندما ذكرت لك أننا أفكار فى ذهن الخالق يقول لها – كن – فتكون …. فأنا قلت أن مادة الخلق هنا سر من أسرار الله .. وهى ما نراه حولنا من العالم الفيزيقى. وهذا مجرد أدب فى التعبير لأننى لا أجروء مثلا أن أشبه مادة الكون بالنسبة لعقل الله بالخلايا العصبية بالنسبة لمخ الانسان مثلا .. وذلك لكى تكتمل فكرتى .. لكنى اكتفى بالقول انها سر من اسرار الخالق لا أدرى عنه شيئا.

ثم دعنا نرى مدخلا آخر لمناقشة أفكارك .

أنت تتكلم عن المكان وتريد أن تناقش القضية على أساس من الواقع الفيزيقى الذى نحياه – وليس على أساس من المسلمات الغيبية.
والمشكلة التى طرحتها فى مقالك واضحة تماما – وجاء ردى السابق عليك لأبين لك فقط إمكانية وجود إجابات تجعل مسألة لا محدودية الله ممكنة وأيضا تجعل من السؤال عمن خلقه غير ذى معنى .. لكن يبدو أنك لم تستسغ ما قلته لذلك سأطرح عليك إجابة أخرى – وهى تصور سبينوزا للإله ..

نعم – ماذا لو اعتبرنا الإله هو ذلك النظام الكونى العظيم الشاخص أمامنا يملأ المكان والزمان ؟

ما هو اعتراضك على تلك الفكرة بالتحديد ؟

لعل اعتراضك الوحيد هو أننا فى هذه الحالة نكون جزءا من ذلك الإله .. وعندئذ فلا معنى أن يعذب الإله أجزاء منه وينعم أجزاء أخرى ... أليس كذلك ؟

والرد هنا يسير جدا - إذ لماذا لا تلاحظ أن الانسان يكرم أجزاء منه ينظفها ويزينها ويعطرها ويعتنى بها بينما يهين أجزاء أخرى ويتخلص منها كما يفعل مع شعره وأظافره مثلا ؟

يا سيدى الله هو الأبوة الكونية التى طالما اشتاقت وتاقت اليها النفوس البشرية عبر التاريخ بتلقائية وبدون أديان ..

هل ترى صغار العصافير فى العش وهى تفتح مناقيرها والأم من فوقها تقف لتضع فى تلك الأفواه ما التقطته من حبوب أو قطرات ماء ؟

لماذا لا تغلق العصافير مناقيرها وتكتفى بانتظار القادم المجهول ؟ .. كيف عرفت العصافير أن هناك أم – وأن هذه الأم مسئولة عنها حتما ؟

كيف عرفت هذا ولم تمر سوى دقائق قليلة على خروجها من البيض ؟؟

الجواب العلمى على هذا أنه تصرف غريزى تولد به الكائنات .. وأنا أعقب على ذلك بأن الغريزة هنا صادفت استجابة حقيقية من الوجود حولها..
فالعصافير بالغريزة فتحت مناقيرها أملا فى استجابة الحياه لهذا الفعل ... وبالفعل استجابت الحياه ولم يخب ظن الغريزة.

هكذا البشر فى صغرهم – وأيضا بعد أن يكبرون وتنضج عقولهم ..

فبالغريزة هم يتطلعون الى الأبوة الكونية الرحيمة ويتبادلون معها المشاعر التى تملأهم بالأمل وتضىء أمامهم الطرق المظلمة المخيفة ..

ذلك ما أجمعت عليه البشرية فى كافة أرجاء الأرض منذ فجر التاريخ .. بصرف النظر عن كون الأديان الموجودة حقيقية أم مزيفة.

من السهل أن تكون لا دينيا (لا تنتمى لأى من الأديان الموجودة) ..

لكن من الصعب جدا (بل ومن الخطر) أن تتنكر لهذا الشعور الانسانى الجماعى الأزلى القديم بوجود الخالق وتتخذ قرارك بأنه خرافة من صنع الانسان .. ثم تبدأ فى الترويج لفكرتك تلك بالكتابات ليتبعك الآخرون.

مع خالص التحية





#حسن_عبد_اللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لكتاب وكاتبات الحوار المتمدن


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن عبد اللطيف - الله اللا محدود - مناقشة لمقال سامى لبيب