أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدلي جندي - الإخوان والوهابية بخير (منقول)














المزيد.....

الإخوان والوهابية بخير (منقول)


عدلي جندي

الحوار المتمدن-العدد: 5383 - 2016 / 12 / 26 - 13:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حكايتي مع الحجاب .. قصة قصيرة
في أوائل السبعينات اقتربت كثيرا من خطيب المسجد القريب من المنزل بسبب أسئلتي الكثيرة التي كانت تفتح شهيته للحديث ، وكان صوفي النزعة ذو ثقافة دينية موسوعية ، ثم توطدت علاقتي به أكثر عندما طلب مساعدتي في الإستعداد لامتحان اللغة الإنجليزية الضروري للإعارة لإحدى الدول الإفريقية.
ذات يوم وجدته مكتئبا غاضبا من ابن عمه وصديقه (إمام مسجد أيضا) متهما إياه بالنفاق لأنه يعمل في إعداد كشوف المكافآت الشهرية والإعارات في سفارة "الأبالسة" ويرفض إدراجه في تلك الكشوف لأنه لا يقول ما يريده الأبالسة ... يريدون أن ننسى ما تعلمناه في الأزهر وننشر أفكار الوهابية ، يريدون أن ندعو إلى فرض الحجاب على النساء.
قلت وما الذي يغضبك في هذا وأنت دائما تنتقد الكاسيات العاريات في خطبك ؟ ... قال : ننتقد ونعظ ولكن لا نفرض على الناس ما لم يفرضه الله. الحجاب فرض على نساء النبي فقط وهن لهن أحكام خاصة ، ولو شاء الله لفرضه على جميع النساء ، ولكنه لم يفعل ، فكيف نتبين المحتشمة من غيرها إذا ألزمنا جميع النساء بزي واحد ؟ إن للمرأة في الإسلام عورتان : عورة مغلظة داخل الصلاة وهي جميع البدن عدا الوجه والكفين ، وعورة مخففة خارج الصلاة تركت للعرف والأخلاق وهي مناط الوعظ والإرشاد ، هم يريدون أن تسير النساء في الشوارع بزي الصلاة كما هو الحال في بلادهم وهذا ابتداع في الدين ، فكيف ألقى الله وقد ابتدعت في دينه ؟
قلت يمكنك أن تزيد من انتقادك لملابس النساء العارية وبهذا ترضيهم ولا تبتدع . قال لا ياسيدي هم يريدون استخدام لفظ الحجاب بصفة خاصة وتكراره في كل خطبة ، كما يفعل الشيخ كشك وغيره من مشايخ الإخوان الذين نجحوا في استقطابهم ، والغريب أن وزارة الأوقاف تمكنهم من المنابر بعد أن خرجوا من السجون.
قلت أظنك تبالغ في تضخيم المشكلة إن هو إلا لفظ ، قال أنت لا تفهم ، الواضح أن الحجاب هو رمز لدخول الوهابية مصر ، وما يعنيه ذلك من القضاء على عقيدتنا الأشعرية والمذاهب الإسلامية ، وإن نجحوا سوف نصبح حنابلة وهابية ، ولو قرأت تاريخ الوهابية ستعرف أن مصر إن أصبحت ولاية وهابية فسشهد معارك تشدد وعنف وتكفير ولن تعود أبدا مصر التي نعرفها.
وبعد أسابيع فوجئت بصديقي الشيخ يدعوا لارتداء الحجاب في خطبته ، فذهبت إليه وقلت : هل اقتنعت أنك كنت مبالغا في تقدير المشكلة ، فنظر إلى بأسى قائلا : الله غالب يا أخي ، لقد جاءوا لنا بالشيخ كشك الإخواني في الإدارة بالوزارة ليعلمنا ديننا ، وأن حال البلد لن ينصلح إلا بإصلاح حال النساء وفرض الحجاب عليهن ، وعندما حاول بعض إخواننا مناقشة هذا الكلام قام وكيل الوزارة بتوبيخهم واتهمهم بالتساهل مع الفسق والإنحلال ، وأعلن أن الوزارة سترسل لنا إرشادات واجب الإلتزام بها في الخطب والدروس المسائية في المساجد ، التيار قوي جدا والدولة نازلة بتقلها ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها وأنا مجرد خطيب مسجد.
تزامن هذا مع نشاط المستشار الثقافي للرئيس السادات محمد عثمان إسماعيل في الجامعات (كتب كثيرا عن هذا الدور) ، حيث دعا الطلاب لحضور اجتماعات تثقيفية في مقر الإتحاد الإشتراكي حضرها مساعدوه ومشايخ كثر ، وكان ملخص الإجتماع ضرورة التصدي للشيوعيين الملحدين في الجامعات وإفساد اجتماعاتهم بالطلبة ومنع الحفلات الفنية (الوسخة) التي يقيمونها ولو بالقوة ، والإنضمام للجماعات الدينية التي ستنشأ في كل كلية ومقاومة انتشار الملابس العارية بدعوة الفتيات لارتداء "الحجاب". فانكشفت الخطة ولم نعد ثانية لهذه الإجتماعات.
عندما أخبرت صديقي الشيخ بما دار في هذا الإجتماع ، ابتسم ابتسامة يائسة وقال : ألم أقل لك يا أخي الدولة نازلة بتقلها ، ويبدو أنه قد قضي الأمر ، حتى مشيخة الطرق الصوفية التي تمثل 15 مليون صوفي يقومون بتهدئتنا ويطالبوننا بعدم مواجهة الوزارة والإلتزام بإرشاداتها ، وعلمنا بعد ذلك أن شكاوي المشيخة قد عادت بتعليمات سيادية أمنية بضرورة الإلتزام بتوجيهات وزارة الأوقاف واعتبارها مسألة أمن قومي.
قلت متشككا هل تظنهم سينجحون ؟ قال الأموال المرصودة تفوق الخيال ، ولا حديث للمشايخ هذه الأيام إلا عن الشيخ الذي قبض كذا ، والشيخ الذي أصبح يمتلك سيارة وهكذا ، حتى مشايخ الصوفية بدأوا يأخذون منهم ، إنهم يريدون تحويل مصر بالمال إلى ولاية تابعة لهم والحجاب هو الرمز وكلمة السر..
لماذا الحجاب ؟
إن فك الإرتباط بين الدين ورمز الإسلام السياسي (الحجاب) في ذهنية المواطن ًهو الخطوة الأولى نحو التحرر من سطوة المؤسسات الدينية التي تصب في مصلحة السلطة الحاكمة ، كما إنها الخطوة الأهم في التحرر من الإحتلال الوهابي الذي يعمل على القضاء على قوة مصر الثقافية وإلى إلقاء مفكرينا ومبدعينا في السجون.
لهذا نقول ونكرر اليوم : أن الإخوان بخير ما دام حجابهم بخير.
إسماعيل حسني



#عدلي_جندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيئة الدفاع عن المجرم بشهود الزُّور ..حدوتة تتكرر ..
- الجٓهٌر ليس إلا بالإنسان...
- مفارقة :سياسية ..إسلامية ..
- ظروف محمد والإرهاب الديني ..!!!!!
- الشعوب الإسلامية تبذل الغالي والنفيس علي الدين والنتيجة..!!! ...
- تعرّٓفْ علي إسلام اليوم ..!!
- قد جاوز المغيبين المدي (مراسم عزاء في العقل المصري).
- قد جاوز المغفلين المدي.
- قالوا عن ..الشيخ الشعراوي رضي الله عنه...!
- اللي علي راْسه داعش ..يحسس عليه..!
- مصائب قومُ عند قوم إسلام.
- مسرح عرائس..!!(الإسلام)
- وظيفة لله.. (الإسلام)
- لو لم يكن رسول لله.. هو ....!!
- الإسلام الشارد
- ترامبيزم( فيلم أمريكي)
- شرشحة إله ورسوله وأتباعهم..!!
- التبرير عقيدة ..(الإسلام).
- إسم داعش يختفي ..يبقي الحلم...؟
- يا ....أكّذبٓ خلق الله ؟


المزيد.....




- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...
- فرنسا.. 5 سنوات على حريق كاتدرائية نوتردام


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدلي جندي - الإخوان والوهابية بخير (منقول)