أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عطا درغام - حب الوطن بين غياب الوعي وتزييف الواقع














المزيد.....

حب الوطن بين غياب الوعي وتزييف الواقع


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 5381 - 2016 / 12 / 24 - 14:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سيجيب التسعون مليون ..نعم نحب مصر، فهي الأم وهي الوطن.. وهي أرض الحضارة ومهبط الأنبياء والرسل. ويجب علينا أن نتجه إليها بالحب والعمل والإخلاص والتفاني وغيرها من القيم الجميلة كي نجعلها في مصاف الدول المتقدمة.
ما أسهل أن نقول ذلك بالكلام وبالأغاني التي تتحدث عن الوطن وحب الوطن وبطولاته. ومع الأسف ، فالواقع له رأي آخر ؛ إذ سيطرت علي الناس سلوكيات عشوائية كالأنانية والمصلحة الشخصية والفوضوية والسلبية واللامبالاة جعلتهم يسيئون إلي الوطن بأفعالهم ويرجعون به إلي الوراء عشرات السنين، وضاعت معها كل محاولات المفكرين وعلماء الدين للمواجهة والإصلاح.
وغابت القيم الجميلة التي كانت من أهم مقومات الشخصية المصرية ، وسمات حضارة السبعة آلاف سنة ، كالتدين والتضحية والتعاون والالتزام والأصالة والإخلاص وغيرها من القيم الجميلة التي حافظت علي هذه الحضارة كل هذه المدة.
وشيئًا فشيئًا اندثرت هذه القيم الجميلة وضاعت الشخصية المصرية بعد أن انبهرنا بكل ما هو زائف، وتعلقنا بزخرف هذه الحياة ، وابتعدنا عن تعاليم الدين السمحة التي تدعو إلي التيسير بين الناس وحفظ حقوقهم وممتلكاتهم وعدم التعدي عليها وإعطاء الطريق حقه كما أوصانا رسولنا الكريم ( صلي الله عليه وسلم). فأدي كل ذلك إلي انتشار الفوضي في تعاملاتنا والتعدي علي حقوق غيرنا.
سر في شوارع مصر أو سوق من الأسواق، فلن تستطيع السير لسيطرة الإشغالات والتعدي علي الأرصفة ، مما يؤثر علي سير المرور والازدحام والفوضى التي لا تليق في صورة غير حضارية. وذلك لسيطرة الأنانية والجهل والمصلحة الشخصية علي حساب الناس، فيفقدهم أي قيمة جميلة.
وقد يقع بصرك علي جدران العمارات ستجدها مشوهة بالملصقات والإعلانات وذلك لفقدان الإحساس بالجمال ، وإذا ساقتك قدماك إلي اتخاذ وسيلة من وسائل المواصلات ، ستجد أن الكراسي لم تسلم من أيدي العابثين ، ولن يفوت السائق أن يطربك بأغنية هابطة دون مراعاة لذوق..كلاكسات متبادلة بين السيارات في صورة غير حضارية فجة..إتلاف الطلاب لمقاعدهم..سباب وألفاظ قبيحة في الشارع أو في مباراة رياضية .
وقد تقوم في ساعة متأخرة من الليل منزعجا علي صوت كاسيت سيارة دون مراعاة لمشاعر الناس ، وعندما تلوم علي ذلك يكون الرد: ( وأنت مالك)
أصبح الناس مشغولين بالسعي وراء المادة التي جعلتهم ينسون الحقوق والواجبات .فهذا التاجر يتسابق مع جاره في توسيع تجارته ، ولو أدي ذلك إلي الاستيلاء علي الشارع، وهذا يتفاخر بسيارته الفارهة التي يقودها بسرعة جنونية ضاربًا بقواعد المرور عرض الحائط ، وهذا في سباق مع زميله للفوز بأكبر عدد من الزبائن دون أدني اهتمام بالمارة.
ونتساءل ...هل نحن متخلفون حضاريا...؟ ومن المسئول...؟..هل كل هذه الأفعال تليق بالوطن....؟
بالطبع لا... لقد سيطرت علينا اللامبالاة التي أصبحت تسيطر علينا في كل تصرفاتنا ،وذلك لفقدان الشعور بفقدان الإحساس بالمستقبل واختلاط المفاهيم لديهم.
أصبحنا محاصرين بالمشكلات ومنشغلين بهموم الحياة، فصحب ذلك الكبت النفسي الذي يخرج من خلال أعمال تخريبية إلي جانب الأفكار الخاطئة من الخارج من سوء الفهم وانعدام معني الحياة ، ويؤدي ذلك إلي الشعور بالسطحية وعدم الأهمية؛ فتتولد مثل هذه السلوكيات.
ويدفعنا أن نتساءل أين الأسرة التي تبث في الأطفال القيم الإنسانية وحب الخير وحب الناس ومساعدتهم واحترام حقوق الناس ، والحفاظ علي الممتلكات العامة وعدم إتلافها.انشغلنا عن تربية الأبناء بأعباء الحياة، وتركت الأولاد فريسًة للشوارع والدروس الخصوصية؛ فتولدت لديهم مظاهر سلوكية سيئة وانعكست بصورة سيئة علي المجتمع. وضاعت المدرسة بمناهجها العقيمة التي تعتبر الطالب مجرد آلة للصم وحفظ المعلومات فقط لا تركز علي الإبداع والابتكار.وإن كان يجب عليها أن تعمق في طلابها جب الوطن وأنه ملك لنا جميعًا وعلينا أن نحافظ عليه كما نحافظ علي ممتلكاتنا الخاصة.
وتقع علي عاتق وسائل الإعلام الدور الأكبر في إهمال علاج هذه المظاهر السلبية لدي الناس عن طريق الإعلانات الإرشادية ،واتي كنا نراها في التلفزيون وتحثنا علي النظافة والحفاظ علي الحدائق والمواصلات العامة بدلًا من التركيز علي سلوكيات خاطئة تؤثر علي الناس في مسلكهم الخاطيء في الحياة.
فلذا يجب أن تتكاتف جميع الوسائط التربوية ن كالأسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة في تبصير الشباب والناشئين بالمفاهيم المعاصرة علي حقيقتها وأن نأخذ منها ما يتوافق مع ثقافتنا العربية والإسلامية.
ولا يمكن أن ننسي دور القانون، فغياب الرقابة والعقاب يشجعان علي التمادي في الفوضي وتطبيق القانون بصورة صحيحة وعادلة علي الجميع....الكبير قبل الصغير ، وأن تُفرض الغرامات علي المتسبب في الفوضي حتي يعود الالتزام والانضباط ويعرف الجميع ما له وما عليه. وبذلك تتحقق العدالة بين الجميع وتعود الثقة للمواطن في المجتمع والمؤسسات الحكومية.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البانجو خطر يهدد الشباب
- المسرح والسلطة في مصر من منتصف القرن التاسع عشر وحتي ثورة 19 ...
- فلسطين في المسرح المصري: قراءة في النص الدرامي
- التعليم في مفترق الطرق
- التعليم الصناعي ..إلي أين...؟
- السلوك الُمحير للطلاب بين القبول والرفض
- سلطانة الطرب..أول ممثلة مصرية
- موليير مصر.. يعقوب صنوع
- كرامة المعلم
- عجيبة هي كرة القدم ....!!!
- أكبر مشروع علمي عن الإبادة الأرمنية في العالم
- نفي الآخر: جريمة القرن العشرين للدكتور محمد رفعت الإمام
- مئة ..وتستمر الإبادة
- مذكرات نوبار باشا
- أرمينية من الفتح الإسلامي إلي مستهل القرن الخامس الهجري
- الأرمن في مصر في العصر العثماني
- ( تاريخ الأرمن في مصر الإسلامية في مائة عام هجرية )
- الإبادة الأرمنية في الذاكرتين الألمانية والنمساوية
- قافلة المقريزي علي أون تي في
- الإبادة الأرمنية في الصحافة البريطانية والأمريكية 1915 للدكت ...


المزيد.....




- سفارة أمريكا في القدس تُجدد تحذير رعاياها بعدم قدرتها على مس ...
- السعودية.. ظهور جديد لسعود القحطاني.. وتركي آل الشيخ يُعلق
- وسائل إعلام إيرانية رسمية: طهران تُسقط مسيرة إسرائيلية بالقر ...
- هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك ...
- ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون بسبب تصريح -وقف إطلاق النار ...
- رفع مستوى التأهب الأمني في منشآت القيادة الأمريكية بمنطقة ال ...
- إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟
- DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل ...
- هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
- الدفاع الروسية: إسقاط 147 مسيرة أوكرانية بينها اثنتان فوق مو ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عطا درغام - حب الوطن بين غياب الوعي وتزييف الواقع