أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم زورو - في فلسفة الإقلاع عن الكتابة














المزيد.....

في فلسفة الإقلاع عن الكتابة


ابراهيم زورو

الحوار المتمدن-العدد: 5378 - 2016 / 12 / 21 - 14:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


السفسطائية خير دليل على انطباقية الفلسفة فأنها تكثر من الإيجاز، وهي تلك الحركة النابعة من البارمندسية التي تقر:إن الوجود هو كل ما يمكن أن يكون موضوع قول منطقي متماسك، وإلا فهو عدم.

إذن هناك تطابق بين القول, والفعل بين الوجود والخطاب، فهم يؤكدون بأولوية الخطاب على الوجود، فالخطاب في رأيهم هو الذي يضفي الحقيقة على الوجود .

برأي هذا كلام جميل، إذا ما عرفنا بأنه لن يكون عكس المادية، لنترك هذه القضية جانباً, بل الشيء الذي يهمنا في هذا المجال أنه قول منطقي متماسك, كم نحن بأمس الحاجة لتطبيقه عملياً, أي عندما يكون المرء نفسه في موضوع ما, ولم يبرح ذاته إلا سهواً، فيما إذا أخذنا بعين الاعتبار بأن الإنسان هو الكائن الأهم في الوجود، بصفته الناطق والمتلقي للكلام, وهو الذي يسيّر المواضيع الأخرى ويفهمها، فإذا أحس بعجز ما في فهم ما يتلقاه من كلام فانه لن يكون قولاً منطقياً, عليه أن يفهم ويبحث عن ذلك، والبشرية لن تطرح سؤالاً إلا كان له جواباً، بمعنى إن أي قبول بغير ذلك لهو لغو، ولكن القبول بالقمع, وما يرافقه : من استفزاز وتدمير للذات الإنسانية، هو أيضاً ليس قولاً منطقياً كون الذي يقوم بهذا القمع فأنه يعاني نقصاً في معرفته، وخصوصاً تلك التركة من المعرفة التي تركتها البشرية على مر القرون، فإن القفز من فوق هذه التركة هو أيضا مشكلة فلسفية ينبغي العمل على تفاديها، كون القفز يعني أن المعرفة قد تركته يرعى خارج أسوارها, ومثل هذه الجهالة بالموضوع قد أسقطت كل من الذات, والموضوع من حساب القضية المعرفية, لأن الثقافة هي كلية لا تتجزأ, فأي عمل من شأنه التفرقة بين الذات, والموضوع أو القول بأن الثقافة مجزئة هو قول اعتباطي لا يستند إلى أي مقومات الفكر القويم, وهو قول بأن الوجود قد لا يكون قولاً منطقياً متماسكاً, وهو بذلك قد دخل في مشكلة العدم بالمعنى الشارعي, ولأن العدم هو في نهاية المطاف مقولة فلسفية, وفكرية, و لا تحمل الجانب المشار على أنه قول غير منطقي، ولكنه متماسك في بنيته الشارعية، وهذا الكلام يطلق عليه هيغل (مثقف الشارع).

إن أي ابتعاد بين الذات والموضوع هو ضروري بنظرة أولية، وتبقى الذات متدلية صفحة بيضاء حين يكون الموضوع خارج أسوارها، ومتى ما كانت الذات قد أهملت موضوعاتها فأنه, والحالة هذه قد حرمت نفسها من السير في منطق سليم، وهذا ما لا يقر به أحد، والموضوع هنا يصبح ذاتاً عندما يكون الموضوع في قبضة الذات المفكرة, هذه الوحدة بينهما إنما وحدة ضرورية في وهلتها الأولى، وعلى الذات أن تتخلى عن موضوعها سواء أثمرت, أو لم تثمر، لأن بقاء الذات في وحدة مستمرة مع الموضوع لهو ضرب من المعرفة المبتذلة, وهنا قد ندخل في مشكلة، على أن الذات كانت، قبل أن يكون الموضوع, وهو فكر قد تفادينا الخوض فيه، كون أن أوغست كانط قد فصل في هذا الأمر منذ انطلاقته كفيلسوف حول الفكر الميتافيزيقي، ومنذ ذاك الوقت أصبحت المشكلة هي مشكلة المعرفة، واشترط فيها بصيانة أدوات التفكير, وسؤاله قبل الخوض في أي نقاش جدي، حول ما إذا كان بإمكانه أن يضيف الجديد على حل المشكلة، أو طرح سؤال جديد حول ذلك, أو أي شيء من شأنه أن يشارك بإضاءة الموضوع, ولو قيد شعره، وكأن الذات, والموضوع في وحدة مستمرة, والموضوع هنا كل شيء متعلق بالفكر الإنساني عدا جانبه الروحي، وهو منفصل عنه تماماً، كانفصال الأيمان عن العقل، وقد يكون جزءاً من الذات موضوعاً للذات القائمة بالنقد عندما تتحرك ملكة النقد لتصحيحه .

إذن كل شيء وكأنه بات في حكم قول منطقي متماسك، وهو قول صحيح كونه أن ملكة التفكير تمتزج به فتبدو الاثنتان, وكأنهما شيء واحد, وبدون أن يكون ظاهراً على مستوى الفيزيقي، لان التفكير كان غائباً عند الحديث، تبقى وكأن المعرفة في الهواء لا تمسها أي شائبة في الواقع، لهذا فأن اغلب الناس يتركون الكلام الممتلئ، ويستعملون في كتاباتهم الكلام الفارغ الذي ما هو إلا الاعتناء بالشكل دون المحتوى لذا فأنه لا شيء يوجد في الكلام الفارغ سوى الاستهتار بالكلمات, وإهدار للوقت، وإضاعة للوقت القارئ, ويشل تفكيره دون أن يحصل على فكرة, وهم يلعبون باللغة هكذا, أو يأخذونها تسلية .

وعلى الرغم من أن السفسطائية تحبذ الكلام الفارغ, ولكنها لا تأخذ بها كون أن يكون التفكير فناً يمارس بإتقان شديد, وأن يكون قول منطقياً متماسكاً, لهذا فأن اغلب الكتاب الذين لم يعد بإمكانهم إعطاء الجديد عليهم أن لا يجتروا، والأولى بهم أن يحترموا أدوات التفكير كما قال كانط, ويقلعوا عن الكتابة كي يبقى إرثهم ناصع البياض.



#ابراهيم_زورو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة السياسي إبراهيم زورو خلال مؤتمر سميرأميس للمعارضة في دم ...
- شايلوك وإسطبلات أوجياس
- ترامب مقياس غبائكم
- فلسفة اوباما
- برسم تهنئة اردوغان
- اردوغان سكايبياً( ناشط اعلامي)
- ارهاب داعش بين الواقع والخيال
- التجار فقط من يبكون-حالة السورية نموذجاً
- ضاحية الفكر
- وحدانية لوط واحزانه
- قدسية الهجوم الروسي
- و...
- في مفهومي الاصيل والدخيل
- كن عاقلا من الآن فصاعداً
- تفسير لغوي لحلم سوري
- الإيزيدية دين مغلق ..... ردا على الدكتور محمد حبش
- الصراع العلوي والسني
- اعطنا نقدنا كفاف ثقافتنا
- سوريا بخير فاتورة مدفوعة التعب
- بالجهل وحده يحيا الشرق


المزيد.....




- أخذ -منعطفًا خاطئًا-.. سيارة رجل مسن تعلق على السلالم الإسبا ...
- الموقف من -اغتيال خامنئي وقلب نظام إيران-.. الكرملين يعلق بر ...
- طاقم CNN يرصد نشاطًا جويًا متزايدًا في سماء طهران.. شاهد ما ...
- عشرات القتلى في غزة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة
- تحديث مباشر.. نتائج ضربة إيران بإسرائيل وتصريح جديد لنتنياهو ...
- أثناء استعراض مراسل CNN لأضرار هجوم إيراني على الهواء.. سقوط ...
- ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع ال ...
- موقف ألمانيا من نزاع إسرائيل وإيران في ضوء القانون الدولي!
- بيسكوف: الحديث عن اغتيال خامنئي أمر غير مقبول
- نهاية العالم بين -أم الحروب وأم أمهات القنابل-!


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم زورو - في فلسفة الإقلاع عن الكتابة