أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم زورو - و...















المزيد.....

و...


ابراهيم زورو

الحوار المتمدن-العدد: 4810 - 2015 / 5 / 18 - 19:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و...
ابراهيم زورو
قراءة التاريخ ليست بالاحداث الجارية على الأرض رغم اهميتها، وهي أي الاحداث هي من فعل عقل وبمشيئته تجري الأمور بهذا الشكل أو ذلك، حيث أن الحروب سواء كانت صغيرة أو كبيرة هي نتاج فشل منطق العقل، من هنا قراءة التاريخ كما يقول هيغل بمعنى من المعاني، إنما هي قراءة العقل في مختلف مراحله ومفاصله، هنا التاريخ يستقيم، علما أن بعض الأحداث تحاول اخفاء النية أو القصد، او يحاولون أن يبرهنوا عن الطلاق ما بين الحرب والعقل، بمعنى كل شيء يجري حسب رغبة التفكير وإن كان يجانبه الصواب في بعض الاحيان، وكأننا هنا نضفي على العقل قداسة لا تقل عن قداسة الله وهو كلام صحيح، على اعتبار أن لأي فرد في العالم له العقل ويجيد التفكير بهذا الشكل أو ذلك، أليس هذا الوجود كاملاً من كمال الله ذاته؟، بل والأكثر من ذلك ترى في كافة المقدسات المختلفة أفراداً أو جماعات تناوىء بعضها وتناقش حول احقية مقدسهم في الوجود، ولكنهم يتفقون حول وجود العقل لدى كل هذه الجماعات، يمكن أن يكون هذا هو جوهر نظرية ديكارات "أنا افكر فأنا موجود"، إذاً من هنا لا اختلاف حول الوهية العقل وقداسته على مر التاريخ، ويمكن أن يدعم هذه النظرية ما ورد في كتاب العقل والثورة –هربرت ماركيوز- حيث جاء: "...حتى أن افلاطون وارسطو، اللذين كان العقل عندهما-مع اختلاف في كثير من التفاصيل- قوة كونية توجه كل شيء إلى غايته المحددة مقدماً وظلت هذه نظرة الفلاسفة إلى العقل طوال العصور التالية، حتى أصبح من الامور الشبه البديهية أن يقاس ميل الفيلسوف إلى التغيير والدينامية بدرجة دفاعه عن العقل..."
فالكلام هنا عن العرب فهم يعانون جملة من المشاكل الوجودية لا تحل في المدى المنظور، فالمشكل الأول أنهم قرؤوا احتلال العثماني على أنه فتحاً للبلاد العربية ؟!. رغم علم الجميع على ان الرسول عربي والقرآن كذلك، والارض اعتقد هي ايضاً عربية. ما السبب في ذلك ياترى؟!. كيف تنازلوا عن وجودهم لصالح قوم آخر لا يتقن لغتهم ويكونوا اولوّا الامر فيهم ؟! وتناسوا بأن الوجود في الديانة الاسلامية هو أعلى درجات الكمال حسب الاية سورة الاخلاص، ما الذي جعلهم ان يلبسوا وجود الاخرين رغم نواقص هذا الاخر بجميع تفاصيل حياته؟! وهم اي العرب هم اعطوا للعثمانيين شكل مقدسهم وغزوّهم على هذا الاساس؟! لماذا تم التراجع فصار باسم مقدساتهم يغزوهم؟! كيف انقلبت المشكلة رأساً على عقب؟! رغم ان كبرياء العربي في الجاهلية عبر وأدهم لبناتهم ابتعاداً عن العار والمشاكل التي قد تلحق بشرفهم تناقض افعالهم بعد الدين الاسلامي؟! من هنا قد نتساءل هل الدين الاسلامي كان تاجاً غير محموداً للعرب اقصد وجودهم؟! فأي دين او مقدس تضرب عمق الوجود فتحيله بالشكل الذي يرتأيه؟!. ويمكن أن نفهم في الوقت الحاضر لماذا بعض الدول العربية تهاجم الوجود العربي في اقطار اخرى سوريا مثالاً واضحاً، وهذه المرة الغزو الفارسي للعرب بالمرصاد عبر العراق واليمن وسوريا وكذلك لبنان، ولذلك عبر التقسيم العربي بين السنة والشيعة ؟! فكأن الشيعة جذورهم فارسي المنبت، وليسوا عرباً؟ كان على القوميين العرب ان يتداركوا هذه المشكلة التي تعترض الوجود العربي في صميم مناطقهم؟!. لو فكروا سنيا عليهم بالزريبة التركية، والفكر الشيعي هو منتوج فارسي بامتياز بارع، لماذا هذا الشرخ في عقل العربي الذي بقي جامداً لا حراك به مجروحاً منذ قرون طويلة؟!.
جملة هذه الاسئلة المتناقضة من حيث الشكل والمضمون ولكنها مصيرية ايضاً بالنسبة الى الواقع العربي، وتحدياً صارخا لمفكري هذه الامة، لماذا هذا التناقض؟! وعليهم ان يجدوا حلولاً مناسبة لها كي تستقيم الحياة معها؟ ومنذ ذلك الزمن والعقل العربي في ورطة حقيقية بل طامة كبرى له؟ وكأن العقل العربي به ثبات ما، حسب ما ذهب اليه بارمنيدس في المقطع التالي:"أو قل أنه-حسب بارمنيدس-عقلا الذي ربط بين العقل والثبات والسكون الى حد انكار ظاهرة يلمس الانسان اثارها المباشرة وغير المباشرة في كل لحظة من لحظات حياته، وهي ظاهرة الحركة..." هربرت ماركيوز من كتاب العقل والثورة.
ولا يجوز ان نعزو ذلك فقط الى تفسير واحد لنقول ان البنية الاقتصادية في الجزيرة العربية، وانعكاس الطبيعة على نفسياتهم مما صوّغ لاي عربي ان يبحث عن لقمة عيشه والحفاظ على وجوده الفردي بعيداً عن فكر المجموع كشعب او قومية لها ما للامم اخرى من المواصفات التي تميزهم عن الاخرين، وهو الاهم في هذا المنحى. رغم اهمية هذا الجانب ولكنه ليس سبباً وحيداً قد يجوز هناك جوانب اخرى بحاجة الى اختصاصيين كي يجلو غبار القرون الماضية عن عقل اصبح تبريرياً بسيطا ولا يستطيع ان يتناول مسائل كبيرة ومعقدة، كأن العقل في حالة سبات دائم، لذلك تراهم يقولون بمعنى: و...تريد الصحيح !! عبر هذه الجملة يجعل من العقل ذليلاً لا حول له ولا قوة، هنا نحن لا نهجو العرب ابدا ويجب ان لا يفهم ذلك البت، ما اريد ان اطرحه هنا، بأن هذه الظروف الحياتية القاسية جعل منه انساناً يجعل التبرير هدفه من اجل ان يفوز بوجوده الفردي، تراه يكذب ليس لانه محباً للكذب وانما كي يتكيف مع مجتمعه، فأي مخلوق يقوم بوأد ابنته حياً اليس للحفاظ على ناموسه وشرفه ؟!، فهو يحب ان يتخلص من العار قبل ان يصيبه ؟!.
بعض الامثلة التي تعزز فيما تطرقنا اليه، فمنذ سبعينات من القرن المنصرم وحزب البعث يروج حول دول الطوق والحروب القومية ضد اسرائيل؟! بحجة التسليح، فتراه بعد كل هذه السنين يعمل لمصلحته الشخصية؟ وكذلك كل الدول العربية كانت لها مصلحة في استمرار حكمها الفردي وهي متفقة مع اسرائيل جملة وتفصيلاً، الا اننا لم نر الا اصوات قليلة جداً كانت لها مواقف صحيحة لكنها كانت منبوذة من الجميع؟.
طبعاً لو استقام الفكر العربي الصحيح وعمل من اجل وجوده ومصالحة القومية كانت القوميات الاخرى لها مصلحة في تلك المعرفة وبالتأكيد كان سيخفف الضغط عليهم بشكل كاف؟ فهم يضغطون على الاخرين الاقل شأناً كونهم يريدون ان يتوازنوا ويشعروا بوجودهم الكامل بعد ان لا وجود لهم بين دول الاقليمية فما بالك بالدول العالمية منها، هم فقط سوق لتصريف بضاعة الاخرين.



#ابراهيم_زورو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مفهومي الاصيل والدخيل
- كن عاقلا من الآن فصاعداً
- تفسير لغوي لحلم سوري
- الإيزيدية دين مغلق ..... ردا على الدكتور محمد حبش
- الصراع العلوي والسني
- اعطنا نقدنا كفاف ثقافتنا
- سوريا بخير فاتورة مدفوعة التعب
- بالجهل وحده يحيا الشرق
- فلسفة التصريحات في سياسة الرئيس اوباما نموذجاً
- امريكا ليست نفسها


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم زورو - و...