أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - الأوقات














المزيد.....

الأوقات


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 5376 - 2016 / 12 / 19 - 12:26
المحور: الادب والفن
    


(الأوقات)
مراد سليمان علو

لا توجد سنة جديدة، ولايوجد عام قادم، إنما هي فصول تتوالد، وأوقات تتعاقب.
الإنسان بطبيعته يحبّ التكرار، ويميل إلى الرتابة.
الإنسان يحبّ الأختصار، ويحنّ إلى الذكرى.
فأنت ترى اليوم: نهار وليل، أو صباح ومساء.
أنت ترى الصباح بداية يوم جديد، وهو لديك الجزء الأول من اليوم، والمساء نهاية يوم مضى.
وأنا أراه صباحا كاملا لا يمت بصلة لوقت ما قبل الظهيره الذي يليه، فهو وقت لوحده أغوص فيه لوحدي.
الشروق عندك هو لحظة ظهور الشمس من مخبأها. شروقك ظاهري.
وشروقي حقيقي؛ لأن ذاتي تشرق مع الشمس، ونفسي توّاقة للخروج من مخابها.
أنت ترى الظهيرة وقت غداء وقيلوله، وأنا اراها لجّة من الذهب عند فوران الشمس.
المساء عندك وقت وداع لنهار آخر قد مضى، وبداية تحضير لليل مكرر.
والمساء عندي حلم حافل بالقصائد يبحث عن شاعر في مرفأ بعيد؛ ليقرأها على العشاق في الشرفات على ضوء القمر، وعلى أنغام دقات القلوب لمآتي السهر.
الغروب لديك هو الوقت الذي تختفي فيه الشمس تحت خط الأفق وتتجه غربا على مرمى النظر.
والغروب لديّ هو آوان ظهور القمر ورقص النجوم في كل مكان، وتزداد لغط الهلوسة، ويشتدّ الهذيان، ويصل ارتباكي اوجه أمام هدوءه.
ليلك لا أول له ولا آخر تحيله نهارا بالأضواء، وتطلب الرقاد عند التعب.
وليلي هو: مساء احلم معه، وأعزف له. وغسق ألاطفه وألاعبه. وشفق أراقبه واتأمله. وغروب أراقصه. وليل اناجيه.
ومن هذه الأوقات الساحرة يولد الربيع ومن الربيع ينبثق الصيف ومن الصيف يخرج الخريف ليترك وراءه الشتاء بفرح.
ففي الربيع كلّ شيء يغني.
فأراني أغني مع الأشجار وهي تلبس حللها الخضراء.
ومع الأزهار وهي تتراقص مع النسائم.
ومع الطيور وهي تشدو.
ومع الفراشات وهي ترفرف.
ومع الزنابق وهي تعانق الندى.
ومع الغدران وهي ترجع صدى نقيق الضفادع.
ومع الحقول وهي تستقبل خرير الجداول بلهفة.
ومع المراعي وهي تبتسم للرعاة.
أغني مع رقص البجع في البحيرات تحت المطر.
ومع ثغاء الأنعام وهي تغادر المراعي في المساء.
في مهرجان الوان الربيع احيي عيد اكيتو فالربيع في قلبي نابض.
ربيعي يجنّ بطوفان الاخضر.
أغني مع جنونه في كل مكان من اجل كل المخلوقات التي تعج بالحياة في الربيع.
وعندما اشعر بتعب الغناء أحلم فأعلم بقدوم الصيف.
احلم بالسنابل الممتلئة بالزاد.
احلم بالمعاصر وهي تعجّ بالأعناب.
احلم بعيون الماء المتفجرة.
احلم بظلال التين الوارفة.
واستيقظ من حلمي عند هجر أول سرب من الطير فقد أتى الخريف.
وفي الخريف اهاجر مثل الطيور، ومثل الدلافين والأسماك.
اهاجر انا الإنسان حتى تشعر عظامي بالبرد وأعلم بمجيء الشتاء.
عند الشتاء اسكن كهوف الحبّ المضيئة.
عند الشتاء لا أنشد الدفء مثل الدببة.
عند الشتاء لا أنشد الوحدة مثل الثعالب.
عند الشتاء أنشد الحكمة مثل البوم، فالقوة التي تأتيني لازيح الاغطية والدثار صباحا هي قوة الحبّ.
عند الشتاء كما في الخريف والصيف وكذلك الربيع اكرر تجربة الحبّ ولا أملّ من التجارب.
يا صديقي فلماذا عندما يقبل الربيع لاتغني فيه؟
واذا جاء الصيف لماذا لاتحلم؟
وفي الخريف لماذا لاتهاجر؟
ولماذا تستسلم للدفء في الشتاء؟
يبدو انك لا تعلم ما يفوتك أيها الإنسان!



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأيزيدي الهائم
- حروف مبعثرة
- الصداقة
- الأعداد
- نزهة
- بتلات الورد/الجزء الثالث (75)
- وجها لوجه مع داعش 3
- وجها لوجه مع داعش 2
- الصعود
- بتلات الورد/الجزءالثالث (73)
- الوجهة
- وجها لوجه مع داعش
- للأيجار
- موعد الحقيقة
- ليل القمر
- الولادة
- روح الشاعر
- احكام عرفية
- هذا الخريف
- دعاء لرئيس الملائكة


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - الأوقات