أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مراد سليمان علو - وجها لوجه مع داعش 3














المزيد.....

وجها لوجه مع داعش 3


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 5342 - 2016 / 11 / 13 - 13:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


وجها لوجة مع داعش/3
مراد سليمان علو

...تقارب المحاور، واستخدام افتك الأسلحة، ورغبة جنونية لا مثيل لها في الأندفاع بغية التضحية بالنفس من اجل خرافات الفوز بالجنّة والحواري وشرب الخمر ـ لابد أن عقاقير الهلوسة وغسيل الدماغ الذي يستخدم في هذا المجال يأتي بثماره ـ كلّ هذا لم يمكّن الدعواش من اجتياح قرية (سيباى) لبأس رجال عشيرة القيران فيها ودفاعهم بشجاعة قلّ نظيرها لو لا نفاد ذخيرتهم وعتادهم وعدم وصول النجدة والأمدادات من أية جهة، فتم خرق المحور الجنوب الشرقي واستشهد على الساتر البطل (خدر علو) وعدد من رفاقه بعد أن منعوهم من التقدم والدخول إلى القرية طوال الليل في معركة غير متكافئة دامت قرابة الخمس ساعات بين هجوم وقصف مستمر للدعواش وصدّ لتلك الهجمات وافشال محاولاتهم؛ لعبور الساتر.
وخدر علو من مواليد 1972 وبعد سقوط محافظة نينوى بيد داعش في حزيران 2014 كان يشعر بأن كارثة ما ستحل بالمنطقة وخاصة قريتنا، وكان حدسه في محله، فكان يذهب مساءً حاملا سلاحه الشخصي، وبسيارته الخاصة مع اخوته، وأقرباءه، واصدقائه الى اطراف القرية من اجل حمايتنا، وفي مساء الثاني من آب2014 ذهب كالعادة مع عدد من انصاره، وكان معه هذه المرّة الشاعر الكبير صديقي حجي قيراني، وقرر أن لايترك الساتر حتى الرمق الأخير.
وبعد استشهاده سمعت من شقيقه (صديقي الكاتب والصحفي خيري علو) الذي كان معه، وبعض الشهود من المقاتلين معه وحتى اللحظات الاخيرة قالوا وأكدوا بانه كان يحمل سلاح بي كي سي BKC وتمكن من تفجير سيارتين للدواعش وقتل اكثر من 15 من المهاجمين الدواعش وانه في اللحظات الاخيرة وبعد نفاد ذخيرته ويأسه من وصول الأمدادات كانت لديه طلقة واحدة احتفظ بها لنفسه كي لايقتل بيد اولائك القذرين .
إيثار، وبطولة، ومأساة قلمّا نجدها تتجسد في موقف مماثل. ولولا مقاومة خدر علو والمجموعة التي معه لما تمكّن اي شخص من الاهالي في المنطقة الجنوبية والجنوبية الشرقية من سيباى الخروج سالما والنزوح الى الجبل.
كان الخوف على النساء والأطفال والتعب والسهر قد أخذ منا كل مأخذ وحوالي الساعة السابعة صباحا خرجنا جميعا دون أن نلتفت لشيء لدرجة نسياننا لبعض مستمسكاتنا الضرورية وتركها ـ بعد وصولنا إلى كردستان ومحاولة الحصول على مستمسكات بديلة كان بعض الموظفين الذين لا يقلون رعونة وخبثا عن الدعواش يقولون لنا: "ولماذا نسيتم مستمسكاتكم؟" ـ ومن اندفاعنا لننجوا بأنفسنا تركنا حتى الطبّاخ الغازي في مطبخ شقيقي مشتعلا فكانوا يرمون تهيئة فطور للأطفال، ولكن حصل كلّ شيء بطريقة جنونية، وعرفنا كيف تكون الفرمانات(1) وعلى هذا الأساس كانت كلّ فرماناتنا السابقة: قتل الرجال وسبي النساء واستعباد الصغار واجبارهم على الدخول في اسلامهم.
خرجنا من البيت كالمجانين ممسكين بيد الصغار وما أن وصلنا مفرق الشارع القريب من بيتنا حتى توقف أحد اقربائنا المدعو (حجي) بسيارته من نوع (الكيا) والتي تسع لأثني عشرة راكبا، ولكن كان على متنها أكثر من ثلاثون والبعض صعدوا إلى سطحها.
حشرنا ابنة اخي المريضة وولديه وابنتي الصغرى وصعدت انا إلى سطح السيارة أما بقية عائلتي فقد رافقهم شقيقي مع بقية عائلته وساروا على الشارع دون التفات.
ما كنّا نحن الخمسة سننجو بأية حال لو جربنا الخروج مشيا أو ركضا لأمراضي المزمنة التي تلازمني، ومرض ابنة شقيقي المفاجيء، ولصغر سن الآخرين.
انطلق الجميع مشيا وسبقونا ولكن بقينا واقفين في مكاننا، فقد نسي والد سائقنا العم (قاسم) كيس تبغه الأثير، وأصرّ على الرجوع إلى البيت مشيا لجلبه وانتظرناه ما يقارب العشرة دقائق وكانت أطول وأثقل الدقائق في حياتنا جميعا فقد دخلت داعش القرية...
يمكن الأطلاع على الجزءين الأول والثاني من وجها لوجه مع داعش في الحوار المتمدن على الرابطين ادناه:

يتبع...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفرمان: والفرمان لفظ فارسي جمعه (فرمانات، وفرامين) وفي الاستعمال التركي الفرمان (بفتح الفاء وتسكين الراء) هو قرار، أو قانون، أو حكم بأمر من (الباب العالي) أي السلطان العثماني نفسه، ويكون نافذا دون رجعة، ومنها الفرمانات ضدّ وجود، وتواجد الأيزيدية كمجتمع غير مسلم يحق للمسلم (الجيش العثماني) أن يستبيح دمه، ويسبى نساءه، ويستعبد أبناءه، ويستولي على أمواله، وأملاكه، وهو بذلك وإلى حد بعيد يشبه الفتوى الدينية للمراجع، والأئمة في الوقت الحاضر إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار إن السلطان كان يجمع السلطتين الدينية والدنيوية في حكمه.




#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجها لوجه مع داعش 2
- الصعود
- بتلات الورد/الجزءالثالث (73)
- الوجهة
- وجها لوجه مع داعش
- للأيجار
- موعد الحقيقة
- ليل القمر
- الولادة
- روح الشاعر
- احكام عرفية
- هذا الخريف
- دعاء لرئيس الملائكة
- خيال
- شراكة
- بتلات الورد/الجزء الثالث (72)
- أنا والخيمة وعينيك
- قصائد إلى نادية
- مدن وقرى وحبّ
- بتلات الورد/الجزء الثالث (71)


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مراد سليمان علو - وجها لوجه مع داعش 3