رحلة الى أعماق التمرد

مي القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5364 - 2016 / 12 / 7 - 15:21
المحور: الادب والفن
    

عَلَىَ شُرُفَاتِ المَسَاءِ
أَعْزِفُ لَحْنَاً حَزِيْنَاً
يُوقِظُ شَبَحَ الشُّجُونِ مِنْ أَعْمَاقِي
أنْسُجُ مِنْ نَسَمَاتِ الهَوَاءِ
غِطَاءً لِجَسَدِي
بَعْدَ أَنْ مَزَّقَ رِدَائِي شُحُوبُ القَمَر
هَذِهِ الَّليْلَةُ
سَأَشْهَدُ سُقُوْطَ النَّجْمَاتِ مِنْ كَبِدِ الحُلُم
سَيُعْلِنُ طَائِرُ الجَنَّةِ هِجْرَتَهُ
مُوَدِّعَاً عُشَّهُ المَنْكُوبَ
وَسَطَ غَابَاتِ الجمَالِ
إِلَىَ جَزِيْرَةِ اللَّاعَوْدَةِ
سَيُسَطِّرُ التَّارِيْخُ مَلْحَمَةَ الفَزَعِ
مِنْ مَحْبَرَةٍ مَلِيْئَةٍ بِالدُّمُوعِ
وَيُجْهِضُ رَحْمَ الأَمَلِ
آخِرُ سُلَالَةٍ مُنْقَرِضَةٍ
تُرْمَىَ عَلىَ قَارِعَةِ الليْلِ
عَلَىَ نَغَمَاتِ مَعْزُوْفَتِي
أَبْدَأُ رَقْصَتِي
يُطَوِّقُنِي ذِرَاعُ الوحْشَةِ
وِمَعَ آخِرِ لَحْنٍ
تَتَلَاحَمُ الخُطُوَاتِ
لِتُعْلِنَ وَقْفَتَهَا الأَخِيْرَةَ
سُكُوْنٌ يَتَحَرَّقُ شَوْقَاً لِلْضَجِيْجِ
وَحْدَهَا قَنَادِيْلُ الشَّارِعِ
تُكَابِدُ الظَّلَامَ
تَحْتَ الشَّنَاشِيْلِ القَدِيْمَةِ
أُحَاوِرُ الطَّرِيْقَ المُعْتِمَ
مِنْ خَلْفِ خِمَارْ
فَيَتَنَاثَرُ زُجَاجُ النَّوَافِذِ المُوْصَدَةِ
لِتُشَوِّهَ مَلَامِحِي شَظَايَا الزَّمَنْ
هَذِهِ الليْلَةُ
سَأَضَعُ ثَوْبَ القَدَاسَةِ جَانِبَاً
لأَغُوصَ فِي أَعْمَاقِ التَّمَرُّدِ
أَسْرِقُ مِنْ جَوْفِ البَحْرِ سَحَابَةَ صَيْفٍ
أَسْتَرِقُ السَّمْعَ لِهَمْسِ العُشَّاقِ
أَطَأُ أَرْضَاً مُحَرَّمَةً عَلَىَ كُلِّ البَشَرِ
أُرَاوِدُ الفَرَحَ عَنْ نَفْسِهِ
أَغْتَصِبُ مِنْهُ سَعَادَةً وَلَوْ لِثَوَانِ
أَنْبُشُ قُبُورَ الكَلِمَاتِ
وَأَضْحَكُ بِنَبَرَاتٍ مُنْتَحِبَةٍ
يَتَقَمَّصُنِي الثَّأْرُ لِنَفُسِي
فَأُضْرِمُ النِّيْرَانَ فِي حُقُولِ الوَهْمِ
بَعْدَ أَنْ نَثَرْتُ بُذُورَ الصِّدقِ
دَاخِلَ مَتَاهَاتٍ مُسْتَحِيلَةٍ
فِي المَشْهَدِ الأَخِيرِ
يَحْتَضِرُ الأَمَلُ عَلىَ أَعْتَابِ المَشَانِقِ
يَقِفُ ذَوُوْ الأَقْنِعَةُ المَلَائِكيَّةِ
يُخْفُوْنَ ابْتِسَامَاتِهِمُ الصَّفْرَاءَ خَلْفَ نِقَابٍ زَهْرِيّ
تُقْرَعُ الأَجْرَاسُ
يَنسَكِبُ العِطرُ مِن قارورَة الوَفاء
يَرْفَعُ السَّيَافُ يَدَهُ
يَهْوِي بِسَيْفِهِ لِيَتَدَحْرَجَ رَأسُ الحَقِيْقَةِ .

#مي_القيسي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل