أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - الكلمة أبداً..














المزيد.....

الكلمة أبداً..


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5361 - 2016 / 12 / 4 - 21:16
المحور: الادب والفن
    


على درجة عالية من النماذج المشوّشة والمضطربة، وهذا الشيء الذي صنعناه هو جزء مما شُيّد وما تساقط من الورق المطبوع والكلمات المغنّاة وما توارثناه من جمال على الشفاه، ومن فضل ما فعلته الكلمة لغزارة ثورات السياسة والفكر والحب والجنس ورفض ما هو موروث من بقع داكنة تتلف العقل البشري، وما هو واقع لمباغتة الدكتاتوريات لحياتنا في ظروف قلقة متعاقبة مستثناة من العقل والمنطق، تتكفل الآن الكلمة، قسط محاولة بناء ما هدمه الزناة لصروح استثناءات بطولية مقدسة أقامها قبلنا بُناة الخصوبة والعطاء.
ليس ثمة من شيء ذا قيمة، وأنه لباطل وعبث، أن نغرد بعيداً عن سرب الممدود الفسيح لمحفل كون الكلمة الأمينة التي تضم ألوان الطيف لما مكتشف ولما بعده في سر وجود الانسان والأهمية. الإنسان المتحايل على العوز ووزر العطش المرّ، وما تحدثه القيود المُكبِلة من حزوز، لاستقبال روح الكلمة المقاومة الشديدة الالتصاق بالحياة والانتماء للآخر المجيد.
كم قرون من الخطى، وكم من مدارج، وكم سفن لأرواحنا راحت تمخر العباب لسجالات من النشاط والتناغم وأحيانا في تقاطعها وتقلبها من حال لحال، صعوداً وهبوطا، انتصاراً في ثغور واندحاراً في ثكنات، كل ذاك، لتصالح الشوامخ والقمم وربما المضائق لتصل بالإنسان إلى اسمائه العريقة ولمنابعه الحقيقية التي تستحق تلألؤ الرايات، وامتداد ربوات الأحمر والاخضر والاصفر والابيض، وما يستولد من ثنائي الحزن والفرح.. إلى ما يحيي ولا يميّت.
ثمة أبواب لا تنفتح للشمس، لا لكونها من الخشب وحده، إنما من كلمات تصنع لنا شخوصاً وعوالم حقيقية تتعايش مع الأرض، أو كما نتمنى، حين تكون متخيلة، أن تكون ضمن حلقة الكون الواسع مجدّة لبناء سعادتها ورقيّ الحياة.
قبل قرون عديدة، وكما في أعوام ليست بعيدة، وحتى في لحظات ما قبل الآن، جاهدت الكلمة أن تكون مفتاحاً لخزائن الحقيقة والحلم، أن تكون كما تمارين رياضية، في حيطة بلا خوف، من ضلوع وأوتار، محملة بالفاخر والسلس وبألوان السحر والعذوبة، وطبق الأصل عن وقع أقدام حافية، أو على شكل مناديل وخصور ومقتربات وأوسمة فخار، بعثها في طرود معرضة دائما للشمس والهواء، كتابٌ ورسامون وشعراء ومفكرون ومغنوّن، من كل جهات العالم، ومن صناع قليلا ما يتعثرون بالمهلهل وبالسموم، لتصل اسماعنا وعيوننا وأفئدتنا، لينمو فينا الحلم والخصب، ومع الطمأنينة سر وجواب الحقول وما يتلوى في الظلال.
ها أنا، اللحظة، ألتقط استقبال نظري الممدود بعيداً، برباطة جأش لكتابة أغنية مرتفعة الترديد، مجنونة من الغبطة والنجوم المتلألئة، وكأنني أمام قطعة موسيقية متصابية وراشدة معاً، سأبدأ من حيث إنها الحقيقة القديمة المخلوقة أبدا من مشاريع وهمسات ومقابض بديعة الصنع، يرافقها جلال الارواح، وما يترسب تحت القاع من مُثل وعواصف تدوي في رعد النفوس للخلاص من المحن ومن صفقات وعاظ السلاطين وسماسرة السياسة الخائنة والشعر الرخيص والأدب الفج. وإلى سبيلها حين تشد الأشرعة لعالم سعيد وأفضل، ولكلأ الأماكن الجليلة، لفضاء لا تلوثه خطب الفئات القاهرة والمستبدِة، ولا مناهج المقت والعداوات والاستهبال، بل ما تُشيّده كلمة الحب الأبدية من حضور وفصاحة.



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزمة اعتياد ورغيف..
- لمائدة الليل والزعفران..
- أنت.. ومزيج الأشياء !
- وجهكِ فقط !...
- الصوت فقط...
- ما تحت الجلد !...
- يا صاحب البحر..
- خلاصة خرافة !..
- قبل رحلة أخرى !..
- لانبعاث آخر ...
- لتكرار المحسوس !..
- لانبعاث آخر..
- في أحيان كثيرة، هو المنعطف !..
- بين حين وحين !..
- أتساع...
- التسيار القصي...
- براويز..
- أتقطّرُ أنفاساً!
- زنبقة من غرام...
- القفل قصة قصيرة


المزيد.....




- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - الكلمة أبداً..