الرعاية التعليمية

شيرين طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 5361 - 2016 / 12 / 4 - 05:34
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

الرعاية التعليمية
الطبيب لن يعالج كافة المرضى بنفس الدواء وإلا ماتوا جميعًا
بنفس المبدأ أقول لا يصلح أن أضع نفس المادة التعليمية لكافة الطلاب إلا إذا أردت ألا أعلمهم شيئًا أو يخرج جيلا سليمًا.
كما الأم لن تستطيع أن تقدم نفس الوجبة لأبناءها جميعا لاختلاف ذائقتهم
فالوجبة التعليمية دسمة ومنزوعة الفهم لدى أولياء الامور أولاً، المواد عقيمة سياسة الحشو التي محصلتها التقيؤ في الامتحان سواء النصف نهائي أو النهائي والذي يؤدي الى النتيجة صفر.
وأيضًا محتوى المواد الذي لا ينتهي حتى لو تم الامتحان فيه فهو يأتي لهم مرة اخرى وكأنه كابوس ل يستطيعون التخلص منه
الأخطاء في المواد التعليمية لا تعد ولا تحصى.. هل تراجع المناهج من قبل متخصصين لمعرفة مدى سلامة اللغة والمادة العلمية ومدى ملائمة المادة لسنهم مع ملاحظة الفروق الفردية في التحصيل.
ألم يأن الاوان لنعترف بالاطفال الذين يعانون من بطىء التعلم والديسيلكسيا والتوحد والمنغول بالاضافة للإعاقات السمعية والحركية وحق تواجدهم في المدارس الخاصة والحكومية مع تفصيل المناهج لراحتهم فيكفيهم عناء ما يمرون به.
كل منّا درس بهذه الطريقة التي لم تثمر على شيء فالنتيجة اننا ننسى ما تعلمناه بطريقة الحفظ ولنجاح فقط
ان ما تعلمناه واستمعنا به فمازال في ذاكرتنا وان كان صعبًا او عصيا علينا وقتها..
لذا توجب الإجابة على تساؤلات عدة :
أما ان الوقت كي نتوقف عن هذا التعليم ونعطي سياسة جديدة ونختبر قدرات الأطفال والطلبة المتفاوتة ونقدّم لهم ما يستطيعوا ان يسعدوا به بينتجوا اكثر بدلا من ان يستهلكوا المعلومات بطريقة خاطئة؟
أما ان الاوان لكي نتوقف عن تعيين مدرسين ومدرسات غير مؤهلين للتعليم آلا يصح قبل أن يدرسوا للطلبة أن ندرس سلوكياتهم ونفسياتهم كي نأمنهم على اطفالنا فهم نتاج تعليم عقيم ربما لم يستفيدوا بشيء منه؟
أما آن الاوان أن نصلح من تعليمنا كي نفكر في اقتصادنا فيما بعد ونستثمر السنوات الضائعة في حياة ابنائنا في أنشطة ترفيهية بجانب التعليمية ونقدّم لهم وجبات ثقافية شيقة ينتج عنها ترهل فكري؟
أما آن الاوان ان تفكر في العلاقات التي تسوء بين الأبناء والاباء والامهات اثناء فترة الدراسة والتي قائمة على حثه على الحفظ والضغط عليه من اجل الامتحان؟
ألم يحن الوقت لكي نقوم بتصحيح التعليم الذي خرج عن مساره سنوات طويلة وتسبب في إعاقات كثيرة للآباء والامهات قبل الأبناء؟
أرى أن الامر فيما بعد قد يزداد صعوبة وتزداد نوبات الاكتئاب لدى الطلبة وذويهم من جراء تلك المنظومة التعليمية الفاشلة،
ومن ثم يتزايد الضغط على المستشفيات والعيادات التي ستكون مفتوحة خصيصًا لمتضرري التعليم والمتلازمات الناتجة عنه.

#شيرين_طلعت (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل