أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة سليم - تائه في المنفى














المزيد.....

تائه في المنفى


أسامة سليم

الحوار المتمدن-العدد: 5353 - 2016 / 11 / 26 - 20:55
المحور: الادب والفن
    


“انت ما عليه الان و الباقي سراب”

(حيدر حيدر)


شعور بالدهشة يعتريه…. كأن هذه الرؤيا قد مرت عليه سابقا في مكان اخر,,,, كأنه البرزخ ,,, الناس تطوف يسارا و يمين ,,,الالهة غاضبة و الطقس ينفذ تعليماتها ,, مطر مطر مطر …. جموع تتغافر تحت محطة الباص و في الحانة الرخيصة و في المقاهي الشعبية ,,,,, بحّ صوت بائع المحارم و لم يبع علبة محارم بعدُ ,, انتشري ايتها الانفنوانزا الجميلة ,,, اطفاله جائعون,,, صنبة بورقيبية بكل شموخ تحيّ المارين ,,, اما ابن خلدون فلا عزاء له ,, يفتح كتابه المقدمة او ما بقي منه بعد ان سرق اعوان الشرطة اوراقه كي يلفوا بها سجارة حشيش ,,,, شاب عشريني يعود ادراجه لكن إلي أين ؟؟ إلي الرحم الذي ولد منه ,, إلي مدنين ,,, انا صغير و خائف لذلك امشي إلي الشارع المؤدي إلي محطة باب عليوة كي اعود ادراجي ,, اذهب إلي منزلي ,,, حين كنت صغيرا و خائفا كنت انام في غرفة الصالون التي بها جهاز التلفزيون,,, لكن الآن,, كنت أكبر مع كل خطوة وحين أصل إلى الباب كنت قد بلغت من العمر ما لا يسمح لي بالدخول.. فعدت أدراجي. وبينما كنت أمشي في طريق العودة إلى غرفتي، كانت أصغر مع كل خطوة. و حين وصلت إلي غرفتي كانت يدي لا تستطيع أن تطال مقبض الباب .,,,.العاصمة , اللعنة عليها ,,الجميع هنا ,, رجالا و نساء يدخنون ,, هنالك فتاة حزينة تشتغل بالبوتيك بعد ان تحرش بها مديرها ,,, العاهرات ,, الجزائريون,,, جميعا يكونون خليطا متجانسا من القذارة,,, انا هنا منذ اسبوعين .. انا تائه بعيدا عن عيناكي … لا اعلم مالحل ,,, مسك بصحيفته اليومية و قرأ في ركن الابراج « الحظ يقف إلي جانبك … مال وفير في الطريق إليك« لقد اكتمل النصاب ,,, لقد ثبتت الرؤيا ,,, يجب عليّ ان احرق البخور و أقيم الولائم .. الحظ يقف إلي جانبي ,,, ماوراء البحار سأكتشفه ,,, هناك حيث لن يتم تصنيفي حسب ثروتي و مكانتي و عملي و انتمائي ….
يجيبه الصدي من وراء البحار و من أعماق الكهوف
عليك ألّا تهاجر. إنهم يحاولون إبعادك عمّا خُلقت لأجله الوطن بحاحتك إن رحلت لن يتبقى لخدّام الوطن أي دمى ليتفننوا بمسخها ستقل الأهداف و سيفقد القناص متعته.. أيرضيك ترك قناص شاب تحت رحمة الملل؟ إن رحلت لن تكون مائدة عارية غافية على رصيف الوطن الغالي.. سيضطر من كانوا يأكلون فوق عظامك على إيجاد مائدة جديدة لا تليق بهم إن رحلت فمن سيسقي ياسمين الوطن بالدم؟ لا تذهب لا تدع الوطن العجوز الذي اعتاد السادية يأكل ذاته
مطر مطر مطر … جسد الفتاة يثير جنونه ,,, ببطئ تتقدم و بكل ثقة في النفس ,,لا يعلم ماذا يفعل ,, عليه ان يبتسم ,, المطر يثير جنونه و يزيد من ارتباكه كم ناج مخيلته للهروب من الواقع آه
ليتني قطرةُ المياه تلك التي تنسال ببطئ من ناصيتك الى أخمص قدميك, لأرتوي من كل إنشٍ تنساب عليه من جسدك, وأنتشي مع كل بروز ترتحل من خلاله, وأرسم كل مَعلم يخلدُ على كل مسامة طاهرة منه, أهناك ما هو أعظم حظاً من هذه القطرة ؟
عليه ان يكون ثوريا و شيوعيا ,,, هو يبلي بلاء حسنا في هذا الأمر ,,, رائحة انفاسه تملؤها السجائر الكريهة ,,, و لم يستحم منذ اسبوعين ,,, اصبح يترك شعره مهملا و يندر ان يحلق ذقنه ,,, يحتسي سجائر الكريستال بنهم كبير و لا يقتطع تذكرة حين يركب في الميتور ,,, يتنبؤ بأشياء غريبة ,,, يقول بأن النملة ستأوي الصرصار ببيتها في الشتاء القاحل ,,, ان النعجة ستقع في غرام الذئب ,,, ان النشكاء سيشربون زجاجة بيرة رفقة الوزراء و يرفعون نخب هذا الوطن الكئيب ,,, لقد اصبح شيوعيا ,,, لكن الرفاق تركوه وحده بالبرزخ ,,,, آه من وطن يقتلي ,,, اه من أعين تفتنني ,,, أه من مدينة تكرهني



#أسامة_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- « العصافير لا تطلب تأشيرة دخول »
- التوتاليتارية الدينية
- فارس قرطاج
- فتاة المروج المنتحرة : الميتال : موسيقي او طقس شيطاني / عبدة ...
- تجميع و توزيع كتب بالسجون التونسية
- الكتابة كجلد للذات
- ظل يكتب بحبر البحر
- الكوميديا السوداء ... داعش : الإبن المدلل للسنة
- 2+2=5 / البروباغندا الإعلامية و ثقافة التدجين الإعلامية
- أسامة سليم : 2+2=5 / البروباغندا الإعلامية و ثقافة التدجين
- أسامة سليم : الفيلسوف الاخير / إبن رشد
- في سجن الصمت
- الكتابة أمر مؤذٍ للغاية وقد تشكّل ضغطاً نفسياً عنيفاً (حوار ...


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة سليم - تائه في المنفى