أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة سليم - فارس قرطاج














المزيد.....

فارس قرطاج


أسامة سليم

الحوار المتمدن-العدد: 5346 - 2016 / 11 / 17 - 09:46
المحور: الادب والفن
    


> محمود درويش
راج يجول في أرجاء غرفته ... هي نفسها لم يتغير منها شيئ ... فقط بعض الملابس المتسخة هنا و هناك و بعض أعقاب السجائر و أوراق في سلة المهملات .. كتب مبعثرة في خزانته ... و بعض الأحلام مختفية بين طيات سريره ... تأمل كثير .. قشعريرة إنتابت جسده . أمسك بسيجارته التي كانت مثبتت فوق أذنه ... راح يجول بخياله بعد أن دس راسه داخل معطفه الشتوي , فتح النافذة و راح يتأمل
المساء أحمر بعض الشيء...حزينْ .. الطقس في الخارج يجمّد كل شيئ , الضوء الذي ينحدر من سماء الليل باهتا بين الغيوم يشبه إلي حد كبير شمعة الأمل التي مازلت تضيئ داخل وجدانه , قمر شاحب ينذر بأخر خيباته , السماء تمطر و تحدث قرعا علي بلّور النافذة , يهتز له قلبي , الكلاب في الخارج تعوي و صوت إطلاق رصاص بين الفينة و الأخري , فتاة تحمل محفظتها علي رأسها تخوفا من المطر و تقف في حركة إغرائية كي توقف سائق التاكسي كي يقلها إلي وجهتها , بريق و رعد ,,و ليل شتائي بارد هنا في تونس , و بقايا هباء السجارة يسقط علي يدي فأصحوا من حلمي , مذا أفعل في هذا المكان القذر , تحت هذا السقف المحشو بالنميمة و الكذب و النفاق , أفتقد أصدقائي , حتي رائحة هذه المدينة كريهة للغاية ... لا شيئ يشبه مدينتي سوي في الطيف الحالك الذي يحضنها ليلا , أراقب الشارع المقابل لشرفتي ,,, في حي مونفليري , من جهة مقبرة الجلاز , و من جهة أخري مستودع بلدي مملوء بالسيارات و الدراجات النارية و البضاعة , فتاة تجلس لوحدها تنتظر الباص وسط مضايقات من الشباب , رجل سبعيني يحمل كيس مليئ بالقوارير البلاستيكية , و من جهة أخري , ساحة مليئة ببعض النباتات و القمامة و القذارة ,, يتوسطها طريق يؤدي إلي محطة الميترو الخفيف , مكان هادئ ممزوج بالقذارة , انتظر بفارق الصمت مرور دورية شرطة كي تُفسد ليالي السكاري الهادئة تحت صفاراتها المزعجة ,
مسكت كتابا , حاولت عنوت أن أقرأ منه قليلا, دونما جدوي , هنالك شيئ ينقصني , هنالك فكرة تريدني أن أُفصح عنها لكن لم أجد السبيل إلي ذلك , أجلس علي نفسي الكرسي ,, قبالة نفس الحائط الابيض ,, كم هو غامض ذلك الجدار ,هو أيضا له آذان , لكنه لا يتلكم إبن العاهرة , الأرضية كلها قذراة , بها بعض أعقاب السجائر الرخيصة و بعض الأحلام التي تحطمت و أنا أحملها إلي سريري كي يحميها , أرضية بجليز أبيض تحول لونه إلي اقرب إلي السواد لتاثير السنين الطوال عليه , حاول كثيرا ان يتذكر الفكرة الشيطانية التي داعبة مخيلتها لكنه فشل ,

كعادته ... راح يفكر في فتياة الكلية .. تبا كم هم جميلات ,, إلاهي , كل هذه الجميلات و لا واحدة منهم في قلبي , أجمل الفتياة ,, يتحدثون بلهجة غير لهجتي ... أحادثيهم ممزوجة بلغة مولير.... يحتاسون السجائر و يتحدثون بكلام بذيئ ... يشربون الكحول و يعضون البارسينغ ... لون شعرهم مختلف ,,, ليس من الحنّة إنما من الصبغة ,, راح يناجي مخيلته ,, كم من الوقت حتي يصطاد سمكة ,,, كم من وقت حتي يأسر غزالة,, ظلّ ينظر و يترقب فرصة حتي يسبح مع التيّار ,, لكن السباح الماهر لا يتعلم السباحة من الأمواج الهادئة ..,
كم هو صعب البقاء في هذا المكان القذر ,,.العيش في مكان لا يعني الحياة فيه.... لا شيء جديد .. فقط أنا أكبر كل ليلة مئة ليلة ..هاأنا كالعادة أتعثر في درب الوصول إلي هدفي. لا شيء جديد .. أستمع لنفس الموسيقي كل يوم .. لا يوجد أغاني جديدة .. أشرب القهوة كل صباح منذ شهرين .. ومنذ شهرين و مازال قلبي تعيس ينبض على أوتار موسيقى الحب المنتهي قبل أن يبدأ..."أحمل قلبي مثل برتقالة مضى الموسم ولم تنضج" ... لم أنضج .. لا أنا و لا قلبي ,,, حتي صاحبة العيون الجميلة تركتني لانه بيني و بينها إختلاف كبير و فارق عظيم ...

لا شيء جديد .. فقط أنا وحيد بلا أنا .. أين أنت يا أناي ؟!...



#أسامة_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتاة المروج المنتحرة : الميتال : موسيقي او طقس شيطاني / عبدة ...
- تجميع و توزيع كتب بالسجون التونسية
- الكتابة كجلد للذات
- ظل يكتب بحبر البحر
- الكوميديا السوداء ... داعش : الإبن المدلل للسنة
- 2+2=5 / البروباغندا الإعلامية و ثقافة التدجين الإعلامية
- أسامة سليم : 2+2=5 / البروباغندا الإعلامية و ثقافة التدجين
- أسامة سليم : الفيلسوف الاخير / إبن رشد
- في سجن الصمت
- الكتابة أمر مؤذٍ للغاية وقد تشكّل ضغطاً نفسياً عنيفاً (حوار ...


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة سليم - فارس قرطاج