أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - النص الساخر في قصة -النباح- عصام الموسى














المزيد.....

النص الساخر في قصة -النباح- عصام الموسى


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5348 - 2016 / 11 / 21 - 22:22
المحور: الادب والفن
    


النص الساخر في قصة
"النباح"
عصام الموسى
ليس المهم الحديث عن الفساد والسواد، بقدر طريقة تقديمه، فالمتلقي ليس بصدد تقديم صورة/مشاهد/أحداث تزيد من همه وتسبب له الألم والوجع، فواقعنا ينضح بالمآسي، إن كانت على صعيد الأفراد أو الجماعات والأوطان، من هنا يكمن أهمية الشكل الذي تقدم فيه المادة السوداء، فلكي يكون أثر هذا التقديم ايجابي علينا، لا بد من الحفاظ أولا على حالتنا النفسية، فلم نعد نقدر سماع المزيد من المآسي/نا، وهنا مربط افرس، هناك العديد من الذين يتناولون واقعنا البائس، لكن القليلين منهم ينجح في إيصال فكرته بشكل غير مؤذي للمتلقي، بشكل لا يزيد من حالته البائسة، بل يخفف عنده بهذا التقديم، "عصام الموسى" في هذه القصة استطاع أن يقدم مادة سوداء بشكل ساخر، بشكل يحمل شيء من الفنتازيا، وهذا ما جعل هذه القصة النجمة في مجموعته القصصية "القفز في العينين" الصادرة عن أمانة عمان، الطبعة الأولى 2001.
القصة تحكي عن سيدة تتحدث مع صديق لها على الهاتف عن خروجها من المستشفى، فيتم الحديث بشكل عادي إلى أن يأتي ذكر كلبها، ويبدا الرجل في تركيب افكار جديدة عن الكلاب، بشكل فكاهي أول الأمر عندما يقول لها:
"ـ وهل تنبحان معا؟" ص13، فترد عليه
"ـ أجل، طبعا، انبح عليه، وينبح علي" ص13، وبما أن المرأة عاشت في الغرب وتعرف كيف يعامل الكلب هناك، فقد اقترح الرجل أن يكون هناك رابطة للكلاب، وهنا تأخذ لقصة شكل الفانتازيا والسخرية في ذات الوقت، فترد على اقتراحه بتشكيل الرابطة للكلاب:
" لكي ننبح معهم أم عليهم" ص13، تبدأ الفكرة بالنضوج أكثر بحيث يتم الحديث عن هيئة ادارية وتسجيل الرابطة في الدوائر الرسمية، ويتم بحث عمل هذه الربطة من خلال تساؤل المرأة عمل الرابطة :
"وهل سنكتب أيضا قصائد ومقالات فيها نباح؟" ص14
يرد عليها الرجل بهذا الشكل الساخر:
"...لقد شاركت في لجان وجمعيات ومؤتمرات كثيرة، واستمعت إلى كثير من النباح فيها، خاصة حين كان النقاش يحتدم بين المشاركين، الكل عندها يأخذ بالنباح، يا له من شعور ممتع" ص14، وعندما أخذ المتحدثة بالضحك، وتجاوزت حالة مرضها، أخذ يسترسل في حديثه :
"ـ كانت امتع اللحظات حين يشترك الجميع بالنباح، مثل كلاب آخر الليل، ينبح واحد، فترد عليه البقية، طبعا دون أن يفهم الواحد على الآخر شيئا" ص14، بهذا الشكل يتم نقد وتعرية الحوارات/المناقشات التي نتقوم بها في جلساتنا، الكل يريد أن يقول ولا يريد أن يسمع، فنحن أمة القول أولا.
بعد هذا الحديث يتم تطوير الفكرة بحيث يقترح استحضار كلاب غربية لأن لها "خبرة في مضمار النباح وفنية لإغناء هذه الاجتماعات" ص14، ويتم البحث في تسمية الرابطة "رابطة آل جرو" ذلك يعزز مفهوم العشيرة على الأقل" ص15، وهنا يعري الراوي احدى المفاهيم المتخلفة في مجتمعنا، رابطة القبيلة والعشيرة التي يعدينا إلى عصر الاقتتال والنزاعات.
بعد هذا الحديث تأخذ القصة شكل الفانتازيا تماما، بحيث ينسجم كل من المتحدث والمتحدثة في حديثهما، حيث تأخذ السيدة بالنباح، "سمعها تنبح، وسمع الكلب ينبح بطلاقة وبلاغة، امتلكته رغبة في النباح" ص15 وهنا يتم الدخول في عالم نباح كلاب، هي تنبح وهو ينبح والكلب ينبح، ثلاثتهم يمارسان النباح، "ونبح، ولدهشته رد الكلب على نباحه، أحس بفرحة غامرة." ص15، لكن هل تنتهي القصة عند هذا الحدث، بنباخ الرجل والمرأة والكلاب واستمتاع كلا مهم بمساع بناح الآخر؟
الراوي يضع جملة تجعل فعل النباح دائم من خلال هذه الفقرة:
"كانت تلك بالتأكيد بداية مرحلة تاريخية جديدة" ص15، عدم تحديد لمن هذه المرحة ومن هم المعنيين بها، يجعل النهاية مفتوحة واوسع تتعدى المكان والزمان والأفراد.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحيرة في قصيدة -حرف على الهامش- وجدي مصطفى
- النص الجديد في ديوان -بائع النبي- سلطان القيسي
- الابداع والتألق في ديوان -المسرات- مازن دويكات-
- روح الشباب في قصيدة -جنة الله بقرار ثوري- مصباح حج محمد
- مداخل إلى ديوان -نهر الهوى- جاسر البزور
- سرد الوقت في رواية -آخر الحصون المنهارة-
- أثر الجنس في العقل الباطن للسارد قي رواية -آخر الحصون المنها ...
- تعرية المحتل في رواية -آخر الحصون المنهارة- مشهور البطران
- الأرض في قصة -رسول الإله إلى الحبيبة- أسامة العيسة
- السواد في قصيدة -مديح متوحش- كاظم خنجر
- الأديب المفكر الصهيونية في كتاب -بيان الوعي المستريب- إلياس ...
- المقدس الفني
- الضياع الادبي في رواية -أوديستي- أحمد سليمان العمري
- رواية السماء قريبة جدا (كاملة) مشهور البطران
- النص الملحمي في قصيدة -صدى الإنسان- منصور الريكان-
- القبيلة والتنوع في رواية -السماء قريبة جدا-
- جمالية النص في رواية -السماء قريبة جدا- مشهور البطران
- حيوية النص في ديوان -خربشات على جدار ميت- منصور الريكان
- حضور المرأة في ديوان -88- خالد درويش
- الكتابة النادرة -سيرة مدينة- عبد الرحمن منيف


المزيد.....




- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - النص الساخر في قصة -النباح- عصام الموسى