أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مهدي كاكه يي - إمارة بابان (1649- 1851) (القسم الرابع)














المزيد.....

إمارة بابان (1649- 1851) (القسم الرابع)


مهدي كاكه يي

الحوار المتمدن-العدد: 5348 - 2016 / 11 / 21 - 18:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أسباب سقوط إمارة بابان

إن السبب الرئيس لسقوط إمارة بابان و الإمارات الكوردية الأخرى، هو عقد معاهدة أرضروم بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية. بعد إبرام الإتفاقية المذكورة، أوعزت السلطات العثمانية إلى والي بغداد رشيد پاشا الملقب ب(كويزلكي) الذي يعني (صاحب النظارات) باللغة التركية، بإبعاد الأمير الباباني (أحمد پاشا) إلى الإستانة ونفي جميع أفراد الأسرة البابانية الحاكمة الى المناطق التركية من الإمبراطورية العثمانية للحيلولة دون محاولتهم إستعادة حكمهم وسلطتهم من جديد وبالتالي إحياء إمارة بابان.

أما العوامل الأخرى التي لعبت دوراً مهماً في انهيار هذه الأمارة فتتمثل بالصراعات الداخلية بين الأمراء البابانيين، وكذلك ظهور عوائل وعشائر قوية أخذت تنافس الأسرة البابانية في السلطة. كما أن القوى الخارجية المتمثلة بالفرس والأتراك كان لها دور في إضعاف نفوذ إمارة بابان وساهم بشكل كبير في سقوطها، حيث تمكن العثمانيون من إستقطاب عشائر كوردية كبيرة من خلال إستغلال الدين الإسلامي بالإدّعاء بأنّ الأتراك هم خلفاء المسلمين وظل الله في الأرض، ولذلك يجب أن تتمّ إطاعتهم، حيث أن أيّة معارضة لهم تعني عدم إطاعة الله ومخالفة الشريعة الإسلامية. لهذا السبب إصطفّ معظم رجال الدين الكورد الى جانب الدولة العثمانية ومقابل ذلك منحت الحكومة العثمانية الشيوخ والإقطاعيين المؤيديين لهم والمتحالفين معهم بعض الإمتيازات التي ساهمت في كسب نفوذهم الى جانب العثمانيين. كما أنّ لغة الترهيب التي إستخدمتها الدولة العثمانية ضد بعض العشائر الكوردية، ساهمت أيضاً في إضطرار قسمٍ من هذه العشائر الى تأييد ودعم الحكومة العثمانية. هكذا تحالفت عشائر كوردية كبيرة مع العثمانيين، مثل عشيرة الجاف والبلباس وكان لهذا التحالف دوراً كبيراً في إسقاط إمارة بابان.

من الأسباب الأخرى لسقوط الإمارة، هو قيام بعض الأمراء البابانيين بإنشاء جيش عصري كبير، يمتلك أسلحة متطورة قياساً بذاك الوقت، واستعانتهم بِخبراء أجانب من الروس والفرنسيين لتنظيم هذا الجيش وتدريب أفراده، وإنشاء معامل لصنع الأسلحة والمعدات والذخيرة الحربية. هذه التطورات العسكرية أقلقت الحكومة العثمانية وولاة بغداد، ولذلك قرروا إلغاء الإمارة. كما أن الأزمة الإقتصادية التي كانت الإمارة تعاني منها والمتسببة من الأوضاع السياسية غير المستقرة فيها، كانت عاملاً آخراً، ساهم في إنهيار إمارة بابان وسقوطها.

هكذا سقطت الإمارة البابانية التي حكمت شرق كوردستان لمدة تبلغ 194 سنة (1202- 1396 م) وحكمت جنوب كوردستان بصورة متقطعة لمدة 300 سنة (1550-1850م).

مراكز إمارة بابان1، 2
إنتقلت مراكز إمارة بابان قبل إستقرارها في مدينة السليمانية الى أماكن عديدة، وكانت أهم هذه المراكز هي:

مدينة مريوان: تمّ إتخاذ هذه المدينة مركزاً لإمارة بابان في الفترة الممتدة بين سنة 1202م و 1396م، وذلك في عهد الأمير حمزة پاشا بابان والأمراء الذين حكموا بعده.

مدينة درياس: خلال حكم الأمير سيف الدين موكري.

مدينة أورميه: أثناء حكم الأمير صارم سيف الدين موكري.

مدينة سابلاخ (مهاباد): أيام حكم الأمير بوداق بن شير بگ.

مەرگه: كانت مركز إمارة بابان حوالي سنة 1596 م. في الوقت الحاضر وهي قرية كبيرة تابعة لمحافظة السليمانية.

دارەشمانه: كانت مركز الإمارة في عهد الأمير (فقي أحمد)، مؤسس الأسرة البابانية الأخيرة. إستمر فيها الحكم الباباني الى سنة 1608 م. الآن هي عبارة عن قلعة كبيرة في مدينة (قلادزه).

ماوەت: كانت مركزاً للإمارة من سنة 1608م الى 1619م. في الوقت الحاضر هي مركز لناحية تابعة لِ(شارباژير) في محافظة السليمانية.

قەلاى بكراو: إستمر فيها الحكم كمركز للإمارة الى سنة 1627م.

قەلا چواڵان: إتُخذت مركزاً للإمارة في فترة حكم محمود پاشا وذلك خلال الفترة الممتدة بين سنة 1669 - 1784 ميلادية.

مدينة سنه (سنندج): تقع في إقليم شرق كوردستان. كانت مركز حكم الإمارة في سنة 1719 - 1730 م خلال حكم كل من سليمان پاشا ببه ومحمد پاشا وغيرهما.

السليمانية: مركز الإمارة خلال سنة 1847- 1850 م، حيث أنها أصبحت عاصمة للإمارة بعد بنائها وحتى سقوط إمارة بابان.

نظراً لضيق مدينة (قەڵا چواڵان) التي كانت عاصمة إمارة بابان قبل إنتقالها الى مدينة السليمانية، و لموقعها المنزوي خلف جبل (گوێژە) )، ولقربها من الحدود الإيرانية وتعرضها لهجماتها المستمرة، قام إبراهيم پاشا بابان بإنشاء مدينة السليمانية التي تم إكمال بنائها في سنة 1784 ميلادية و أصبحت عاصمة الإمارة البابانية. إستناداً الى دراسة مستر ريچ3، كان عدد سكان مدينة السليمانية في سنة 1920 ميلادية حوالي 15000 نسمة، منهم 800 يهودي، و100 مسيحي. كان عدد بيوت السليمانية في ذلك الوقت 2144 بيتاً، بضمنها 130 بيتاً يهودياً و9 بيوت كلدانية و5 بيوت للأرمن وكنيسة خاصة بالمسيحيين. كما أنه آنذاك كانت في مدينة السليمانية 5 خانات و5 حمّامات و5 مساجد وحمّام خاص للحاكم، الى جانب عدد من المباني الخاصة بِدار إمارة بابان نفسها. قام البابانيون بِبناء المدارس في كوردستان، كما أنهم بنوا المكتبات في مناطق عديدة من الإمارة، من ضمنها في (قەڵا چواڵان).


1. جمال بابان (1993). بابان في التاريخ ومشاهير البابانيين.

2. حسين ناظم بك (2001). تأريخ الإمارة البابانية.

3. كلوديوس جيم ريچ (2008). رحلة ريج؛ المقيم البريطاني في العراق عام 1820 إلى بغداد - كردستان- إيران. ترجمة بهاء الدين نوري، الدار العربية للموسوعات.



#مهدي_كاكه_يي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمارة بابان (1649- 1851) (القسم الثالث)
- إمارة بابان (1649- 1851) (القسم الثاني)
- إمارة بابان (1649- 1851) (القسم الأول)
- محاولة تركيا خلق واقع جديد لِفرضه على الخارطة الجديدة للشرق ...
- تركيا في طريقها نحو الإنهيار والسقوط (4) (القسم الأخير)
- تركيا في طريقها نحو الإنهيار والسقوط (3)
- تركيا في طريقها نحو الإنهيار والسقوط (2)
- تركيا في طريقها نحو الإنهيار والسقوط (1)
- مستقبل شعب كوردستان في ظل الظروف الذاتية والإقليمية والدولية
- خطورة إنتشار الفكر الإسلامي المتشدد في إقليم جنوب كوردستان و ...
- الديانة الإيزدية وغيرها من الديانات الكوردية الأخرى هي من إب ...
- الإيزديون في ظل التنافسات الحزبية الكوردستانية والصراع الطائ ...
- الإيزديون هم جزء لا يتجزأ من الشعب الكوردي
- مستقبل شعب كوردستان بعد إنهيار إتفاقية (SYKES -PICOT سايكس – ...
- مستقبل شعب كوردستان بعد إنهيار إتفاقية (SYKES -PICOT سايكس – ...
- مستقبل شعب كوردستان بعد إنهيار إتفاقية (SYKES -PICOT سايكس – ...
- مستقبل شعب كوردستان بعد إنهيار إتفاقية (SYKES -PICOT سايكس – ...
- مستقبل شعب كوردستان بعد إنهيار إتفاقية (SYKES -PICOT سايكس – ...
- مستقبل شعب كوردستان بعد إنهيار إتفاقية (SYKES - PICOT سايكس ...
- مستقبل شعب كوردستان بعد إنهيار إتفاقية (SYKES - PICOT سايكس ...


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مهدي كاكه يي - إمارة بابان (1649- 1851) (القسم الرابع)