أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مهدي كاكه يي - إمارة بابان (1649- 1851) (القسم الثالث)















المزيد.....

إمارة بابان (1649- 1851) (القسم الثالث)


مهدي كاكه يي

الحوار المتمدن-العدد: 5346 - 2016 / 11 / 17 - 19:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان يُستعمل إسم (بابان) في القرن االسادس عشر الميلادي كإسم للعشائر الساكنة في المنطقة المحصورة بين نهر الزاب الصغير ونهر سيروان وتمّ ذكر بعض الأماكن ضمن هذه المنطقة، مثل پشدر ومرگه وسورداش وسرچنار وشارباژێر وشارَزور وقرَداخ1.

تأريخ إمارة بابان منذ نشأتها الى إختفاائها ليس تأريخاً مسجلاً بالتعاقب1. كما أن سلسلة الأسرة الحاكمة لِإمارة بابان، تمّ تغييرها وتحديثها لمرات عديدة بسبب إنعدام الخلف للحكام وبسبب قتلهم2. كانت إمارة بابان كبيرة قبل أن يصبح (سليمان پاشا الكبير) والياً على بغداد، حيث كانت تمتد حتى زنكباد ومندلي وكانت أربيل وآلتون كو پري تحت حكمها، حيث كانت حدود إمارة بابان تبدأ من كركوك غرباً الى قصرشيرين شرقاً وحتى مناطق خانقين ومندلي وبدرة وجصان جنوباً و أربيل ومناطق الزاب الأسفل شمالاً.

الحدود الجغرافية لإمارة بابان، كما يذكرها مستر(ريچ)، وكما ينقل عنه العلامة محمد أمين زكي في كتابه (تاريخ السليمانية وأنحائها) تبدأ من حدود بغداد وشملت كلاً من الداوودة، كفري، دلو، زنگنه، كوم، زندآباد، شيخان، نوره، چمچمال، چياسور، كوجماله، شوان، جبوق قلا، عسكر، قلاسيوكه، كردخير، بازيان وأنحاء قره داخ والذي يشمل باني خيلان، سرچنار، سورداش، مرگه، پشدر، گلاله، شنيك، ماوەت، آلان، سيوەيل، سرآو، ميرآو، بالخ، كابيلون، بازار، بركيو، سروجك، گولعنبر، حلبجه، شميران، قزلجة، ترتول، قرە حسن، ليلان)1.

المرحلة الثانية من حكم إمارة بابان
تبدأ هذه المرحلة إعتباراً من سنة 1650 ميلادية عندما قام فقي أحمد بِتأسيس الأسرة البابانية الحاكمة، والذي كان من سكان (دارشمانه) ومن عشيرة نورالديني في منطقة پشدر (منطقة قَلادزه الحالية)3.

بدأ الكورد نشاطهم السياسي في مطلع القرن التاسع عشر من خلال الحركة التي قام بها عبد الرحمن باشا بابان، حيث أنه في سنة 1803 ميلادية، أصبح عبد الرحمن پاشا أميراً على إمارة بابان وأخذ يقوم بِتقوية سلطته وتوسيع إمارته4.

رغم معارضة والي بغداد (علي پاشا) لِحكم عبد الرحمن پاشا، إلا أنه إستطاع خلال فترة قصيرة من ترسيخ دعائم حُكمه، مستغلاً العلاقات المتأزمة التي كانت قاائمة بين الإمبراطورية العثمانية وإيران، حيث أخذ يحاول إيجاد حلفاء خارجيين له، فإتّصل بِحُكّام الإمارات الكوردية المجاورة و بِحاكم كرماشان، محمد علي ميرزا5.

في سنة 1806 ميلادية، تحالفَ الأمير الباباني عبدالرحمن پاشا مع حاكم كرماشان، محمد علي ميرزا الذي أعلن الحرب ضد والي بغداد، علي پاشا، فإنضّم هو وقواته إلى جيش حاكم كرماشان. خلال الفترة التي تلت هذا التحالف، أصبحت إمارة بابان تتعرض لتدخلات في شئونها الداخلية من قِبل كلِ من والي بغداد ونائب شاه إيران. بالرغم من الخلافات التي حدثت في بعض الأحيان بين الأمير عبدالرحمن پاشا مع كلِ من والي بغداد الجديد، عبدالله پاشا وحاكم كرماشان، إلا أن الأمير الباباني إستطاع بِحكمته أن يقوم بِتعزيز سلطته وتوسيع نطاق نفوذه في المنطقة. في سنة 1812 ميلادية، حدث قتال عنيف في مدينة كفري بين القوات البابانية وقوات والي بغداد، داود پاشا ومُنيت القوات البابانية بِهزيمة كبرى ومن جرّاء هذه الهزيمة تعرّض سكان منطقة (شارزور) لِمآىسٍ وويلات كبيرة. إضطر الأمير عبد الرحمن پاشا أن يلجأ الى إيران ويطلب الحماية من حكومتها، حيث إستجابت الحكومة الإيرانية لِطلبه وقامت بِشنّ غارات على المناطق العثمانية الحدودية المتاخمة لإيران6.

توفي الأمير عبدالرحمن پاشا في سنة 1813 ميلادية وإستلم سليمان پاشا حُكم إمارة بابان7. في سنة 1838 ميلادية توفى الأمير سليمان پاشا وخلّفه في الحُكم إبنه احمد پاشا الذي قام بِتقوية الإمارة، حيث قام بتأسيس جيش منظم ومسلًح بأسلحة حديثة ليكون قادراً على حماية إمارته من النفوذ الأجنبي وأن تستقل إمارة بابان وتُنهي سيطرة ولاة بغداد عليها. كاد الأمير الباباني أن يحقق هدفه في الإستقلال، إلا أن تدخّل بلاد فارس ودعمها لِعلي بن محمد بن عبدالرحمن بابان الذي إعتنق المذهب الشيعي والذي كان يدّعي أحقيته في الجلوس على عرش الإمارة، حال دون ذلك، حيث أن الأمير أحمد پاشا ترك الحُكم لمدة سنة واحدة (1841 – 1842م)، وتولى الحُكم عمّه محمود پاشا بِمساعدة القوات الفارسية. بعد مرور حوالى سنة واحدة، إستطاع الأمير أحمد پاشا طرد عمّه محمود پاشا عن طريق القوة العسكرية وإستعاد حُكمه من جديد في سنة 1842 ميلادية7.

تشير بعض النصوص الأدبية إلى إن الإمارة كانت في فترة من الفترات مستقلة تماماً عن النفوذَين الفارسي والعثماني إستناداً إلى قصيدة مشهورة للشاعر الكوردي المعروف شيخ رضا طالباني (1835 - 1909)8 المشهور بإسم (شێخ رەزاى تاڵەبانى). هنا نقتطف من قصيدته المذكورة المقطع التالي:

له بيـــــرم دێ سوله‌يمانی كه دارولمولكی بابان بوو
نه مه‌حكوومی عه‌جه‌م، نه سوخره‌كێشی ئالی عوسمان بوو
له‌به‌ر قاپی سه‌را سه‌فيان ده‌بةست شێخ و مه‌لا و زاهيد
مه‌تافی كه‌عبه بۆ ئه‌ربابی حاجه‌ت گردی سه‌يوان بوو
له‌به‌ر تابووري عه‌سكه‌ر ڕێ نه‌بوو بۆ مه‌جليسي پاشا
سه‌دای مۆزيقه‌وو نه‌قاره تا ئه‌يوانی كه‌يوان بوو
درێغ بؤ ئه‌و زه‌مانه، ئه‌و ده‌مه ، ئه‌و عه‌سره ، ئه‌و ڕۆژه
كه مه‌يدانی جريدبازی له ده‌وری كانی ئاسكان بوو

الترجمة العربية للمقطع الشعري
أتذكر السليمانية عندما كانت بيتاً ومُلكاً لِلبابانيين
لم يكونوا تحت حُكم الفرس ولم يخدموا آل عثمان
كان الشيوخ والملالي والزاهدون يصطفون أمام باب الحكومة
كان تل سَيوان قِبلة أرباب الحاجات
بسبب طوابير العساكر، لم يكن هناك طريق سالك الى مجلس الپاشا
كان صدى الموسيقى والطبول يصل الى بهو كَيوان
أسفاً لذلك الزمان، لذلك الوقت، لذلك العصر ولذلك اليوم
الذي كان ميدان الألعاب حول نبع الغزلان

بناءً على أوامر السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1876 – 1909م)، قام والي بغداد، نجيب پاشا في سنة 1896 ميلادية بالهجوم على إمارة بابان والقضاء عليها وبذلك سقطت هذه الإمارة الكوردية وإختفت.

المصادر

1. كلوديوس جيم ريچ (2008). رحلة ريج؛ المقيم البريطاني في العراق عام 1820 إلى بغداد - كردستان- إيران. ترجمة بهاء الدين نوري، الدار العربية للموسوعات.

2. نەوشیروان مستەفا (1998). میرایەتی بابان لە نێوان بەرداشی ڕۆم و عەجەمدا. چاپی دووەم، چاپەمەنی خاك، سلێمانی، لاپەڕە 36.

3. المصدر السابق، صفحة 45.

4. مەحەمەد حەمە باقی (2002). میرنشینی ئەردڵان، بابان، سۆران لە بەڵگەنامەی قاجاریدا 1799 – 1847 ز. چاپی یەكەم، چاپخانەی وەزارەتی پەروەردە، هەولێر، لاپەڕە 42-46.

5. المصدر السابق، صفحة 69.

6. المصدر السابق، صفحة 69-118.

7. عبد القادر رستم الباباني (1871). تاريخ وجغرافية كردستان- سير الأكراد. صفحة 151 (باللغة الفارسية).

8. شێخ محمدى خاڵ و ئومێد ئاشنا (2003). دیوانى شێخ رەزاى تاڵەبانى.



#مهدي_كاكه_يي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمارة بابان (1649- 1851) (القسم الثاني)
- إمارة بابان (1649- 1851) (القسم الأول)
- محاولة تركيا خلق واقع جديد لِفرضه على الخارطة الجديدة للشرق ...
- تركيا في طريقها نحو الإنهيار والسقوط (4) (القسم الأخير)
- تركيا في طريقها نحو الإنهيار والسقوط (3)
- تركيا في طريقها نحو الإنهيار والسقوط (2)
- تركيا في طريقها نحو الإنهيار والسقوط (1)
- مستقبل شعب كوردستان في ظل الظروف الذاتية والإقليمية والدولية
- خطورة إنتشار الفكر الإسلامي المتشدد في إقليم جنوب كوردستان و ...
- الديانة الإيزدية وغيرها من الديانات الكوردية الأخرى هي من إب ...
- الإيزديون في ظل التنافسات الحزبية الكوردستانية والصراع الطائ ...
- الإيزديون هم جزء لا يتجزأ من الشعب الكوردي
- مستقبل شعب كوردستان بعد إنهيار إتفاقية (SYKES -PICOT سايكس – ...
- مستقبل شعب كوردستان بعد إنهيار إتفاقية (SYKES -PICOT سايكس – ...
- مستقبل شعب كوردستان بعد إنهيار إتفاقية (SYKES -PICOT سايكس – ...
- مستقبل شعب كوردستان بعد إنهيار إتفاقية (SYKES -PICOT سايكس – ...
- مستقبل شعب كوردستان بعد إنهيار إتفاقية (SYKES -PICOT سايكس – ...
- مستقبل شعب كوردستان بعد إنهيار إتفاقية (SYKES - PICOT سايكس ...
- مستقبل شعب كوردستان بعد إنهيار إتفاقية (SYKES - PICOT سايكس ...
- ميديا بعد سقوط إمبراطوريتها (6)


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مهدي كاكه يي - إمارة بابان (1649- 1851) (القسم الثالث)