بويعلاوي عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 5348 - 2016 / 11 / 21 - 17:49
المحور:
الادب والفن
أقصوصة
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
حالة مستعجلة
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
رن الهاتف الثابت : (( رنْ ، رنْ ، رنْ ، رنْ ، رنْ ، رنْ ، رنْ ، ..........))
أفاقت من النوم ، أضاءت المصبـاح ، وضعت نظارتهـا الطبية على عينيهـا
نظرت إلى عشيقها الشاب ، النائم عاريا بجانبهـاعلى السرير، ثم إلى ساعـة
الحائـط ، كان عقربـاهـا الأسودان يشيران إلى الثانية والنصف تقريبـا ، بعد
منتصف الليل ، قالت في نفسهـا : (( من هذا الذي يهـاتفهـا ، في هذا الوقت
المتأخرمن الليل .)) نهضت من السريرمتثاقلـة ، واتجهـت عاريـة ، حافيـة
ومترنحـة نحـوالهاتـف ، نهداهـا الكبيران متهدلان ، رفعـت سماعـة الهاتـف
وقبل أن تنبس ببنت شفة ، جاءها صوت ممرض المستوصف صارخا : ((
أسرعي يا دكتورة ، لدينـا حالـة مستعجلـة ، امرأة حامل ، جاءهـا المخـاض
إنها في وضع حرج ، أسرعي ، أسرعي ،يا دكتورة .)) ردت عليه مزمجرة
: (( تبـا لـك ، أ من أجـل امرأة جاءهـا المخاض ، توقظني من النوم في هـذا
الوقت المتأخرمن الليل ، قم أنت باللازم، سألتحق بك في الصباح )) أرجعت
سماعـة الهاتـف إلى مكانهـا ، وعادت مترنحـة إلى السرير ، لتواصل نومهـا
بجانب عشيقها ، الذي مازال يغط في نوم عميق .
بويعلا وي عبد الرحما ن ( بُويَا رَحْمَا نْ )
وجدة - المغرب
أكتوبر2016
#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟