أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - احمد عبد الستار - ترامب العلني في الكراهية














المزيد.....

ترامب العلني في الكراهية


احمد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 5344 - 2016 / 11 / 15 - 00:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


فاز ترامب بالانتخابات وصار رئيسا للولايات المتحدة الامريكية ، بعد عام من السباق الانتخابي المثير للجدل والكثير من التوقعات إلا قلة من الناس والمتابعين توقع فوز ترامب ، كانت اغلب التوقعات تشير حسب المعهود من تقاليد الانتخابات الامريكية الى ترجيح كفة هيلاري كلنتون على ترامب لكن وقائع الانتخابات ونتائجها اجابت خلاف التوقع الاول وفاز ترامب مع ضجيجه الصاخب.

فوز ترامب يعني في جملة مما يعنيه هذا الحدث ، فوز للشعبوية والكراهية وكل ما تعنيه فجاجة رأس المال الامريكي وسعيه اللامحدود والمحموم للاستحواذ ومصادرة الاخرين ، يعني نجاح للمنهج المرسوم الذي عدته الرأسمالية العالمية بقيادة امريكا بتغليب خطاب الكراهية والتفرقة ، والمقصود والمستهدف بالدرجة الاساس جماهير بلدان الانظمة الرأسمالية الكبرى والولايات المتحدة مع حادثة ترامب تعد مثلا مبرزا هذه الايام لنجاح الخطة وتصارع المجتمعات بينها بصراعات ثانوية مبتعدة عن صراعها الاساس مثلما خرجت فور فوز ترامب تظاهرات حاشدة في مدن امريكية عديدة مناهضة له ولخطابه ، وتصوير هذا الصراع كأنه هو الصراع الاساس وجعل الصراع الطبقي امرا منسيا يحتل مرتبة لا تتمتع بأي اهتمام من لدن الاعلام الرأسمالي والواثقين به.

ومثلما فاز ترامب في امريكا بناءً على تنامي الروح الشعبوية والكراهية للمهاجرين والاجانب والمسلمين في هذا البلد عندما نادى طوال مدة الدعاية رافعا الشعار الصريح بالعداء والكراهية للآخرين ، تنامت الى حد بعيد في عموم اوروبا روح التعصب وكراهية المهاجرين والاجانب واعتبارهم ارهابيين جاءوا لغزو اوروبا وتدمير الثقافة والحضارة الاوربية ، ونرى يوميا ملامح هذا التيار تيار التعصب والكراهية في تنامي متزايد في اوروبا من خلال التظاهرات وتشكيل احزاب يمينية وارتفاع صوت الخطاب الشعبوي متغلبا على صوت الصراع الطبقي والمطالب العمالية والاجتماعية الساعية لتغيير حياتها عبر تغيير الواقع الاقتصادي القائم على سلطة رأس المال.

القول بأن فوز ترامب هو قرار من قبل الشعب الامريكي وقرار الناخبين الامريكيين هو قول متهافت لا يمكن ان يعتمد على وقائع مقنعة ، فالناخبون الذين انتخبوا ترامب هم شرائح الفئات الوسطى من الطبقة البرجوازية الذين تضررت اعمالهم بسبب الازمة الاقتصادية التي يمر بها الرأسمالية العالمية وخصوصا داخل امريكا ، وصورها الاعلام بسبب المهاجرين والاجانب ، أي تغذية السخط وتوجيهه على الاخرين وليس الى تسمية العيب باسمه ، كيف يمكن للعمال والفئات الفقيرة الكادحة الاخرى في المجتمع الامريكي الساعين لضمان العيش الكريم يكفل احترام الانسان وتوفير فرص العمل والتمتع بالرفاه ، الموافقة على الشعارات الانتخابية لترامب ، كيف يمكن لعامل او انسان فقير ان يوافق على الغاء قانون التأمين الصحي ، أو تأييد حيازة الاسلحة النارية ، او قوانين الاجهاض ، وطرد العمال المهاجرين غير الشرعيين كما يطلق عليهم ، هذه القوانين قوانين لا تخدم ولا تهم سوى البرجوازية الكبيرة او الصغيرة التي هرعت مستجيبة لخطاب الكراهية لدى ترامب .

لقد فاز ترامب بناء على الجعجعة والصخب الذي اطلقه لمدة عام تقريبا ، ورفع الشعارات الكثيرة ، منها المسوق للداخل ومنها للخارج المناهض لدول الخليج او الصراع في سوريا وفي فلسطين او مع روسيا واوروبا ومناطق كثيرة من العالم ، الشعارات هذه سوف تجمد في مجمدات السياسة الامريكية ولا يطبق منها في ارض الواقع شيء يخالف المنهج الامريكي المعمول به منذ عقود طويلة ، لان التقاليد التي تعتمدها الديمقراطية الامريكية تخبرنا بالملموس بأنها تعاني من الفصام الحاد والعلني بين الشعارات والدعايات الانتخابية وبين الواقع السياسي المسلوك وغير ممكن الحيد عنه ، اين شعارات اوباما قبل 8 سنوات ألم يتعهد بغلق سجن كواتنامو وتوفير الوظائف وغيرها من التعهدات الطنانة ، اين هي الان؟

سوف لا يتغير شيء بالسياسة الامريكية سوف يركن جانبا السيد ترامب وتقوم مؤسسات حكومية بإدارة البلد داخليا وخارجيا ، ومن المحتمل ان تزداد الاوضاع سوءا لناخبيه الواثقين بقدراته عند الانتخابات اذا ما بقيت الاوضاع هي نفسها ، ماذا يفعل للاقتصاد كيف يطوره ويحسنه اذا الازمة الاقتصادية لم تتزحزح من مكانها من 10 سنوات ، الذين انتخبوا ترامب والسياسيين الاوربيين هم وحدهم من يصوره على انه صاحب ارادة وقدرات تتجاوز الواقع السياسي الامريكي.



#احمد_عبد_الستار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظة حول تجدد الاحتجاجات المطالبة بالعمل في تونس
- لأجل من دموعك يا اوباما؟
- فنزويلا : -خرج الحزب الحاكم-!!
- الاقتصاد في العراق : القادم أسوء!
- حادثة مجلة شارلي ايبدو، شرارة اخرى لإشعال صراع الحضارات
- وحدها شجرة الرمان ووحده الحزب الشيوعي العمالي
- نهاية العالم.. أم استنفاد الرأسمالية وسائل بقائها ؟!
- مع كأس أمم أوربا .. وأزمة اليورو !!
- المالكي يختزل الطبقة العاملة إلى شريحة ، ولا يقبل باللافتات ...
- من الإدارة بالأزمة إلى الإدارة بالفوضى ، تطور الإستراتيجية ا ...
- فتوى البابا بندكتس السادس عشر بأن - الماركسية أصبحت غير واقع ...
- أسلمة الثورات العربية .. ثورة مضادة !!
- مصادرة الحقوق الفردية للمواطنين بين الحظر التعسفي والعبوات ا ...
- مَنْ ينتخب عمال العراق
- مرور عام على تنصيب أوباما والانتخابات النيابية في العراق!!
- هل تعبأ الرأسمالية حقاً بنقاذ الارض !!
- الانتخابات- الصورية آلية من آليات الاحتلال والرجعية
- تظاهرات اليونان وقبلها عمال أمريكا رأس الجبل الجليدي الغاطس
- طبقية العنف ضد المرأة
- حول الأزمة الاقتصادية العالمية ودور الطبقة العاملة


المزيد.....




- العفو الدولية تطالب نيجيريا بمحاسبة قتلة المتظاهرين
- ماذا تعرف عن الاشتراكي الأخير في بكين الذي يحارب الديمقراطية ...
- العدد 615 من جريدة النهج الديمقراطي
- تـحـيـة وتـهـنـئـة حزب الشعب الفلسطيني في الذكرى الـ 90 لا ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين بتل أبيب
- بيان مشترك.. لفصائل المقاومة الفلسطينية
- كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي في تأبين الر ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28يوليوز 2025
- -الشيوخ- الأمريكي يحبط محاولة بيرني ساندرز لمنع بيع الأسلحة ...
- بلاغ الكتابة التنفيذية للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - احمد عبد الستار - ترامب العلني في الكراهية