أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر حسين سويري - ضحايا صراع العروش والكروش














المزيد.....

ضحايا صراع العروش والكروش


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 5340 - 2016 / 11 / 11 - 22:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضحايا صراع العروش والكروش
حيدر حسين سويري

حب التسلط، وإستعباد الناس فالتحكم بمصائرهم، هو مرض أغلب الحُكام، حتى باتوا يبذلون في سبيل الوصول إلى إسكاتِ آلامهِ، أرواحهم وأموالهم وأهلهم وذراريهم، ولكن هيهات أن تسكتَ تلك الآلام أو تهدأ، فهم كمدمن المخدرات، كلما إعتاد عليها، زاد شغفاً وطلباً لها...
فهمتْ الشعوب في جميع بقاع الأرض، مرض الحكام، فتركتْهم في سكرتهم يعمهون، وأهتم الشعب بحقوقهِ والمطالبةِ بها، وتمكنت كثير من الشعوب من نيل ما تريد(وخصوصا الغربية منها)، فغدا الحكام يقتل بعضهم بعضا، بالجهر تارة، وبالسر تارة أُخرى، ليس لشئٍ سوى لمتعة النصر الموهوم...
بقيت المصيبة لدينا نحن العرب، وفي العراق بصورة خاصة، فبعد أن إستطعنا إيجاد نهاية تقريباً لصراع العروش، ظهر لدينا صراع من نوع آخر، هو صراع الكروش، كروشٌ مفجوعةٌ لا تشبعُ ولا تقنع، حتى ضُربَ بها المثل بـ(قارون)، فلم تمتلئ من نهب أموال الشعب، تحت عنوانين متهرئة، ولم تجد تخفيفاً لآلامِ مرضها أبداً، وما عليك لتعرف المصاب منهم، سوى أن تسمع منه عبارة( أين حصتي؟!)
المسؤول عندنا، مهما أخذ من راتب ومخصصات منصب، لا يكتفي ولا تهدأ آلامهُ إلا بأخذ الرشوة، أو حسب تعبيرهم(الكومنشنات)، بل ويستلذُ بها...
يروي لي أبن عمي حكاية، يقول: كان لي شريك في تجارة، وكنا نربح منها كثير من الأموال، وكنتُ أبعثُ في يدهِ أحياناً، أموالاً للذين نتعامل معهم، وذات مرة إشتكاه لي أحد الزبائن، قائلاً: إن الأموال التي تبعثها مع شريكك، تأتي ناقصة بعض الأوراق من كُل رزمة... فأستغربتُ وأخبرتهُ بأني سأتابع الموضوع، فأخذت أموالاً وأعطيتها لشريكي، وقلت لهُ إبعثها إلى فلان، ثم قلتُ له: تعال معي ليوصلك السائق ما دام طريقنا واحد، ثم أذهب أنا، فجلستُ جنب السائق، وجلس شريكي في الخلف، وبدأت أُراقبهُ في المرآة، فرأيتهُ يسحب الأوراق من الرزم، فألتفتُ إليه، وسألتهُ: لماذا تفعل هذا؟! إننا نربح الكثير، فلماذا السرقة؟! فقال: يا صديقي لا أستلذُ أبداً بالأرباح، مهما كانت، ولكن أستلذ وأهدأ بهذه، فقلت له: إذن فهذا فراقُ بيني وبينك...
بقي شئ...
أصحاب الكروش معروفين للشعب، ويعرفهم المسؤول الشريف، فأما أن يقول لهم: هذا فراقُ بيني وبينكم، وإلا فهو واحدٌ منهم.
.........................................................................................
حيدر حسين سويري
كاتب وأديب وإعلامي
عضو المركز العراقي لحرية الإعلام / رابطة المحللين السياسيين
عضو رابطة شعراء المتنبي
عضو النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين
البريد الألكتروني:[email protected]



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة النساء وصراع الرئاسة الأمريكية
- نشأة الكون بين التسليم والإلحاد2
- موظفوا الخدمات وحرب الإدارات
- ثأرُمَجرُوحٍ
- أردوغان: هل هو حمار السياسة أم حصانها الجامح؟
- لا تستعجل
- شعر شعبي - اردوغان -
- دبابيس من حبر16
- أدوار
- توبة متأخرة
- متسولة
- فساد الحاكم
- إلى وزارة التربية: دبابيس من حبر15!
- الحكيم ومصيبة التحالف الوطني
- المُعلمُ وظلم الوساطات والمحسوبيات
- جَهلٌ
- دبابيس من حبر14
- كابوس
- قصيدة -تجارة-
- قصة قصيرة جداً


المزيد.....




- الناشط الفلسطيني محسن مهداوي يوجه رسالة قوية لترامب وإدارته ...
- -تيم لاب- في أبوظبي.. افتتاح تجربة حسيّة تتجاوز حدود الواقع ...
- كأنها تجسّد روح إلهة قديمة.. مصور كندي يسلط الضوء على -حارسة ...
- المرصد السوري يعلن مقتل 15 مسلحا درزيا الأربعاء في -كمين- عل ...
- الأردن.. دفاع المتهمين بـ-خلية الصواريخ- يعلق لـCNN على الأح ...
- ثلاثة قتلى جراء غارة إسرائيلية على سيارة في جنوب لبنان (صور) ...
- خشية ملاحقتهم دوليا.. إسرائيل تكرم 120 جنديا دون كشف هوياتهم ...
- ماذا تخبرنا الفيديوهات من صحنايا وجرمانا في سوريا عما يحدث؟ ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر ناهز 116 عاماً
- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر حسين سويري - ضحايا صراع العروش والكروش