إلى دونالد ترامب : لا تخف... فالشعب السوري لن يأكل آكلي البشر

سيف الدين عفانة

الحوار المتمدن-العدد: 5330 - 2016 / 11 / 1 - 15:33
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

أكل لحوم البشر هو ما سنتحدث عنه. وهو طبعا قمة السلوك الوحشي واللاإنساني والذي اشتقّ من كلمة كاريب الأسبانية التي تصف قبائل (كاريب) الهندية والتي تحدث عنها المستكشف كريستوفر كولومبوس.
من أمريكا اذن ننطلق، حين كان الغزو الوحشي للسكان الأصليين للقارة الجديدة انطلاقة لهذه الدولة التي أصبحت اليوم "غولا" لها يد في كل شبر من هذا الكوكب... والوحشية ملازمة لهذه القارة منذ أزمنة ابعد بكثير حيث أنه من أشهر القبائل التي أشتهرت بأكل لحوم البشر قبيلة (أناسازي) في أمريكا الشمالية...
واسألوا أهل هاواي عن البحار والمستكشف الإنكليزي جيمس كوك ( James Cook)‏ وابحثوا في ذاكرتهم علهم يخبرونك عن طريقة أكلهم له... واسألوا أنفسكم عن العراق منذ 1991 وعن أفعال الولايات المتحدة يوم 4 ماي 2009 بولاية فراه بأفانستان وعن مهامها في ليبيا وسوريا واليمن و.... واسألوا "أبو غريب" الذي يغلق كل العالم عينيه كي لا يفتحها على عجز ها العالم أمام " الوحش الأمريكي"...

هي أمريكا إذن، دولة أصرت أن تكتب تاريخها بالدماء رغم كل ما هو ميسّر أمامها ورغم كل الإمكانيات لتحسين هذا العالم... ولكنها دولة تملك المال الفاسد لذلك لن تكون قراراتها إلا فاسدة... وهذا أمر ليس مستغرب أن تتواصل "طقوس أكل لحوم البشر" من قبل هذه الدولة التي أنفقت سنة 2011 مثلا 711 بليون دولار على صناعة الأسلحة ( The 15 countries with the highest military expenditure in 2011 (table) — http://www.sipri.org)...
واليوم يطلّ علينا من يواصل التّنظير لهذه الطقوس... والمتاجرة بشعب بأكمله من أجل الفوز في انتخاباته... إنه دونالد ترامب. وهو رجل أعمال وملياردير أمريكي ورئيس منظمة ترامب العقارية ويدير عدة مشاريع وشركات مثل منتجعات ترامب الترفيهية، التي تدير العديد من الكازينوهات، والفنادق، وملاعب الغولف، والمنشآت الأخرى في جميع أنحاء العالم مثل برج ترامب الدولي بمدينة نيويورك وتكلفته 300 مليون دولار أمريكي وبرج ترامب العالمي وتكلفته قدّرت بـ 847 مليون دولار أمريكي...
هذا المهووس بالثروة وصاحب كتاب "كيف تصبح غنيا" (2004) وكتاب "فكر مثل الملياردير" (2004) وكتاب " الطريق إلى النجاح " (2007) لا يلام على ثورته – إن كانت قانونية – ولكن حين يترك العقارات ويدخل سوق النخاسة والتجارة بالشعوب يكون أمريكيا كفاية ليثبت أن هذه الدولة "العظمى" لا تهتم إلا بالتجارة بالشعوب وبالأوطان...
فشعار دونالد ترامب الذي يدعو إلى "إعادة أمجاد" أمريكا يدعو فيه حتما إلى مواصلة، بل تكثيف "أكل لحوم البشرية"...
وكيف تعيد أمجاد أمريكا سيدي "الرئيس" ؟
أولا أعتقد أن تغريدة ترامب الابن التالية كافية لإثبات أنكم لا تنتمون للكائن الذي يسمى "انسان"... "إذا كان معي وعاء من حلوى سكيتلز، وقلت لك أن ثلاثا منها فقط ستقتلك، فهل ستأخذ حفنة منها؟ هذه هي مشكلة اللاجئين السوريين لدينا."
ثانيا، بناء حائط يفصل بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أمريكا أمر عجيب... فأنت تعلم أن الكثير من أنشطتكم القذرة تنطلق من هناك... ولو انتفت تلك الدولة وذلك الشعب الذي تؤيد غلق بلادكم عليه لانتفيتم...
وحين يدعو ترامب إلى وقف "كامل وكلي" لدخول المسلمين الولايات المتحدة، قائلا "ليس لدينا أي خيار آخر."ويزعم أن استطلاع رأي أظهر أن المسلمين يكرهون الأمريكيين، وهو ما يشكل خطرا على البلاد. ليصل إلى حل عجيب "الحدود ينبغي أن تظل مغلقة أمام المسلمين حتى يتوصل نواب الشعب إلى فهم واضح لأسباب تلك الكراهية."... أتساءل هنا من يكره من؟ أيصدر لك المسلمين الأسلحة أم إن دولتك هي التي قاربت قيمة تصديرها للأسلحة سنويا 10000 مليون دولار دون اعتبار السوق السوداء؟ أيصدر لك المسلمين أنواع المخدرات التي تخرج من بلادك ؟ أيمتلك المسلمين شركات شراء وتهريب الأطفال مثل التي تزعمون محاربتها ؟
كفاك نفاقا أيها المهرج... فالعالم كله يعرف أن أمريكا هي مصدر الرعب في العالم... ولو لم يقدر كثيرون على قولها بصوت عال...
وأعود إلى لاجئي الحرب السورية... لأعلمك، وأنت تدرك ذلك أن الأربعة ملايين مواطن اللذين هربوا من القتل لن يكونوا عبئا على دولتكم بل على العكس... ولتراجع سجل الجرائم التتي يقترفها الأمريكيين ولتقارنها بما اقترفه السوريين لترى أن شعبك هو المخيف... فهو الذي أنجب السفاح إد جين (Ed Gein أو Edward Theodore Gein) والمجرم جيري هيدنك والشيطانة ليندي إنغلاند (Lynndie England) و آلاف الأمثلة غيرهم...
ولا تفرح كثيرا... فحين تتعرى أمريكا... ولا يبصر أحد عورتها لا يعني أن حقيقتكم لن تؤدي إلى اندثاركم...
ثم ان الشعب السوري ممتلأ حضارة... وشعب يخشى على نفسه حتى من ريح أمريكتكم... وسيعود يوما كل لاجئ سوري إلى بلاده... وسيرجع السلام وسيعمّ... كل ما في الأرض سيتغير... إلا بلادكم... لأني أؤمن بالتغيير مثل إيماني بأن آكلي لحوم البشر مثلكم لن يتوبوا عن ذلك.

#سيف_الدين_عفانة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات