أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - عمليّا ، سلامة كيلة مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي فى العديد من تصوّراته ؟ - النقطة 5 و 6 من الفصل الثاني من كتاب - نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية















المزيد.....



عمليّا ، سلامة كيلة مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي فى العديد من تصوّراته ؟ - النقطة 5 و 6 من الفصل الثاني من كتاب - نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 5326 - 2016 / 10 / 28 - 01:42
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عمليّا ، سلامة كيلة مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي فى العديد من تصوّراته ؟ - النقطة 5 و 6 من الفصل الثاني من كتاب -
نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
( عدد 30 - 31 / ماي- جوان 2016 )

" هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".

( كارل ماركس : " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).

====================================

" قد كان الناس و سيظلّون أبدا ، فى حقل السياسة ، أناسا سذجا يخدعهم الآخرون و يخدعون أنفسهم ، ما لم يتعلّموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير و البيانات و الوعود الأخلاقية و الدينية و السياسية و الإجتماعية . فإنّ أنصار الإصلاحات و التحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كلّ مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء . "
( لينين – مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة )
---------------------------
" يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع ."
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
---------------------------------
" أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية، فى الدعاية لها ، فى تقريبها . هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ."
( لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ، دار التقدّم موسكو، الصفحة 68-69 ).
-------------------------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "

( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "
12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )

-------------------------------------

إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى . و هذا المبدأ الماركسي-اللينيني المتعلّق بالثورة صالح بصورة مطلقة ، للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ السواء.

( ماو تسى تونغ " قضايا الحرب و الإستراتيجية " نوفمبر- تشرين الثاني 1938؛ المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني)



كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية .
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).
مقدّمة :
ما من شكّ فى انّ سلامة كيلة صار منذ سنوات قامة من أهمّ قامات " اليسار الماركسي " وقد لمع نجمه حتّى أكثر فى المدّة الأخيرة ليغدو إلى حدود من الوجوه الإعلاميّة البارزة فى الحوارات و المداخلات على الفضائيّات سواء عربيّا أم عالميّا ، هذا فضلا عن كونه ينشر المقالات فى صحف و مواقع أنترنت لها باعها و صيتها و يلقى المحاضرات فى عدد لا يحصى من المنابر الفكريّة و الثقافيّة .
و قد تابعنا كتاباته لفترة طويلة الآن و إن بشكل متقطّع أحيانا ، لا سيما على موقع الحوار المتمدّن ، و كنّا من حين لآخر نشعر بالحاجة إلى نقاش مضامين مقالاته و كتبه و نهمّ بالقيام بذلك إلاّ أنّنا فى كلّ مرّة نكبح هذا الإندفاع لسببين إثنين متداخلين أوّلهما أنّنا لم نكن على إطّلاع كافى شامل و عميق بأطروحات هذا المفكّر و خشينا أن نسقط فى مطبّات و نفقد خيط الحقيقة التى عنها نبحث على الدوام أو أن لا نفيه حقّه و ثانيهما أنّ الرجل غزير الإنتاج و له عدد لا بأس به من الكتب و الحوارات و المقالات ما يقتضى دراسة أو دراسات معمّقة للإحاطة بها و الإلمام بمضامينها و من ثمّة ضرورة تخصيص حيّز زمني قد يمتدّ لأسابيع و أشهر للقيام بذلك و نحن لم نكن نملك مثل هذه الفسحة الزمنيّة . لذلك كان مشروع النقاش الجزئيّ أو الأشمل يتأجّل المرّة تلو المرّة ، دون أن نكفّ عن متابعة ما يؤلّفه سلامة كيلة و أن نسجّل ملاحظات عدنا إليها فى الوقت المناسب .
و عندما حان وقت العمل على نقاش أطروحات هذا المفكّر إنكببنا على النهوض بالمهمّة بحماس و بنوع من التهيّب فى البداية و دام الإشتغال على هذا النقاش أشهرا – تخلّلتها تقطّعات – و كنّا و نحن نتوغّل فى هذا الحقل نزداد يقينا بأنّ ما ننجزه ضرورة أكيدة ذلك أنّنا نحمل و ندافع و ننشر و نطوّر مشروع الإطار النظري الجديد للثورة البروليتارية العالمية أي الخلاصة الجديدة للشيوعية ، الروح الثوريّة الماركسية – اللينينية – الماوية المطوّرة و المركّزة على أسس علميّة أرسخ ، شيوعيّة اليوم ، و هذا المشروع يتعارض موضوعيّا مع مشروع سلامة كيلة لتجديد الماركسية و لم يكن من الوارد و المحتمل وحسب بل من الأكيد ، فى تقديرنا ، آجلا أم عاجلا ، أن يتواجه هذان المشروعان ( و غيرها من المشاريع ) فى إطار نقاشات و حتّى جدالات و صدامات فكريّة ليس بوسعنا توقّع مدى حدّتها الآن فالرهان ليس أقلّ من مستقبل الحركة الشيوعية العربيّة فى إرتباط عضوي بمستقبل الحركة الشيوعية العالمية .
و قد أنف لنا أن خضنا الصراع مع تيّارات متباينة تدّعى الشيوعية فى مقالات و كتب نشرناها على موقع الحوار المتمدّن و بمكتبته و قد شملت البلشفيّة الجديدة و الخطوط الإيديولوجية و السياسيّة لعدّة أحزاب كحزب الوطنيّين الديمقراطيين الموحدّ و الحزب الوطني الإشتراكي الثوري و حزب الكادحين الوطني الديمقراطي و حزب العمّال التونسي ، كما ساهمنا فى دفع صراع الخطّين صلب الحركة الماويّة العالمية و العربيّة بمقالات و كتب نقدت رؤية آجيث لعلم الشيوعية و تعرّضت بالنقد لخطوط مجموعات ماويّة سقطت فى مستنقعات القوميّة و الديمقراطيّة البرجوازيّة و الدغمائيّة . و تصدّينا لتشويه الماويّة و روحها الشيوعية الثوريّة على يد فؤاد النمرى و عرّينا جوانبا هامة من مشروعه البلشفيك إلخ. و نواصل فى هذا الكتاب الذى نفرده للخطّ الإيديولوجي و السياسي لسلامة كيلة ، مشوار إبراز حقيقة جعلناها عنوانا لنشريّتنا " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " و الروح الثوريّة للماويّة كمرحلة ثالثة فى تطوّر علم الشيوعية المطوّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم .
و " تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "( " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .)
فى هذا الإطار بالذات يتنزّل إذن عملنا هذا و ليس فى أيّ إطار آخر قد يخترعه البعض و يلصقونه بنا قصد تشويهنا و تشويه مقالاتنا و كتبنا . غايتنا هي المساهمة قدر الإمكان فى نشر علم الشيوعيّة و تطبيقه و تطويره للمساهمة فى القيام بالثورة البروليتاريّة العالميّة بتيّاريها و حفر مجرى جديد للتقدّم و تحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي ببلوغ هدفنا الأسمى ألا وهو الشيوعيّة على النطاق العالمي . و قد نأينا و ننأى بأنفسنا عن التهجّم على الأشخاص أو كيل التهم و الشتائم أو النقاش من أجل النقاش إن صحّ التعبير . جهودنا تنصبّ على تسليح الرفاق و الرفيقات و المناضلين و المناضلات و الجماهير الشعبيّة الواسعة بسلاح علم الشيوعية للتمكّن من تفسير العالم تفسيرا علميّا صحيحا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا .
و لنا حقّ النقد ولن نتنازل عنه فالتنازل عنه يعنى ضمن ما يعنيه التنازل عن الماركسية بما هي ، فى جانب من جوانبها ، فكر نقدي . إلاّ أنّنا نسعى قدر الطاقة أن يكون نقدنا ملموسا ، دقيقا و علميّا معتمدين البحث عن الحقيقة مهما كانت مزعجة لنا و لغيرنا فالحقيقة وحدها هي الثوريّة كما جاء على لسان لينين و صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي المحدّدة فى كلّ شيء كما ورد على لسان ماو تسى تونغ .
و فى نقاشنا هذا ، لا مندوحة من عرض آراء سلامة كيلة عرضا مطوّلا فى بعض الأوقات يخوّل حتّى لمن لم يقرأ ما ألّف مفكّرنا تكوين فكرة و لو أوّليّة عن مواقفه لمتابعة النقاش ( و نحن بطبيعة الحال ندعو إلى دراسة تلك الأعمال دراسة جدّية )، و لا مندوحة من تناولها بالنقد باللجوء إلى التحليل النقدي و التلخيص و تقديم البدائل طبعا باللجوء فى الكثير من الأحيان إلى مصارد ماركسية كلاسيكيّة و حديثة و هو ما سيجعل فصول الكتاب تزخر بالمقتبسات و الإستشهادات التى ليس من الممكن الإستغناء عنها فى مثل هذه الجدالات ؛ لذا نعوّل على سعة صدر القرّاء و نرجو منهم التركيز قدر المستطاع لأنّ التمايزات تخصّ من حين لآخر مصطلحات و جملا و صيغا و فقرات فى منتهى الأهمّية . و مثلما قال لينين فى " ما العمل ؟ " :
" ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له . فعلى توطد هذا " الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] الروسية [ العالميّة ] لسنوات طويلة ، طويلة جدا."
و يتضمّن كتابنا هذا ، أو العدد 30 و 31 من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " ، على الفصول التالية ، إضافة إلى المقدّمة و الخاتمة :
الفصل الأوّل :
" الإشتراكية و الثورة فى العصر الإمبريالي " أم عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ؟
1- تحديد مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي لعصرنا الراهن
2- تشويه سلامة كيلة لتناقضات العصر
3- الأممية البروليتارية ليست التضامن بين بروليتاريا مختلف الأمم ولا هي" إتّحاد الأمم وتحالفها "
4- المنطلق الشيوعي : الأمّة أم العالم أوّلا ؟
5- من هو الشيوعي و من هي الشيوعية اليوم ؟
6- خطّان متعارضان فى فهم الإشتراكية
الفصل الثاني :
" الماركسية المناضلة " لسلامة كيلة أم الروح الثوريّة المطوّرة للماركسية – اللينينية – الماوية ؛ الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
1- " ماركسية مناضلة " نكوصيّة و مثاليّة ميتافيزيقيّة
2- الماركسيّة منهج فقط أم هي أكثر من ذلك ؟
3- المادية الجدليّة وفق رؤية سلامة كيلة أم المادية الجدليّة التى طوّرها لينين و ماو تسى تونغ و أضاف إليها ما أضاف بوب أفاكيان
4- الماركسيّة ضد الدغمائيّة و التحريفيّة : نظرة سلامة كيلة الإحاديّة الجانب
5- عمليّا سلامة كيلة مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي فى العديد من تصوّراته ؟
6- تضارب فى أفكار سلامة كيلة : " حقيقة هنا ، ضلال هناك "
الفصل الثالث :
تقييم سلامة كيلة المثالي لتجارب البروليتاريا العالمية أم التقييم العلمي المادي الجدلي الذى أنجزته الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
1- غياب التقييم العلمي المادي الجدلي لدى سلامة كيلة
2- سلامة كيلة يتلاعب بلينين
3- سلامة كيلة يشنّ حربا تروتسكيّة و خروتشوفيّة ضد ستالين
4- سلامة كيلة يغفل عمدا حقائقا جوهريّة عن الثورة الديمقراطية الجديدة الصينية
5- سلامة كيلة يشوّه الماويّة ماضيا و حاضرا
6- مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة و إضافات الخلاصة الجديدة للشيوعية
الفصل الرابع :
عثرات سلامة كيلة فى قراءة واقع الصراع الطبقي و آفاقه عربيّا
1- فى المعنى المشوّه للثورة و تبعاته
2- سلامة كيلة و الفهم المثالي اللاطبقي للديمقراطية
3- الثورة القوميّة الديمقراطية أم الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية ؟
4- ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للإنتفاضات فى تونس و مصر
5- ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للصراع الطبقي فى سوريا
6- عن تجربة سلامة كيلة فى توحيد" اليسار "
خاتمة الكتاب
المراجع

الملاحق (2)
=============================================================
الفصل الثاني
" الماركسية المناضلة " لسلامة كيلة أم الروح الثوريّة المطوّرة للماركسية – اللينينية – الماوية ؛ الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
===============================================
" نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتّب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخّروا عن موكب الحياة ."

( لينين ، " برمامجنا " )
-----------------------------------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "

( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "
12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )


لسلامة كيلة رؤية ماركسيّة خاصّة مرّت بنا بعض ميزاتها ، وهو لم يكفّ هنا و هناك فى كتاباته يدعو إلى " ماركسية جديدة " فحسب رأيه " نحن في مرحلة تفرض إعادة بناء الفعل السياسي ، حيث تبدو الأحزاب " الشيوعية " و" الاشتراكية " و" الماركسية " في حالة موات طويلة الأمد "( " نحو تأسيس ماركسي جديد ") و الماركسية القديمة أفلست تمام الإفلاس حيث " كانت لاماركسية فى جوهرها ، وإن كانت تكرّر بعض المصطلحات و المفاهيم و المواقف الماركسية ." و " كانت مشكلة الخط الشيوعي التقليدي أنّه لم يستطع تحليل الظروف الواقعيّة بسبب الجمودالنظري الذى إستشرى " ( " بصدد الماركسٌية " ، ص 8) لذا " يجب نقد الخطّ الشيوعي التقليدي بهدف إعادة الروح العلمية للماركسية ضد الجمود و إعادة الروح الثوريّة لها ضد الإصلاحيّة، و الروح الديمقراطية ، روح البحث والدراسة ، النقد و النقاش " ( نفس المصدر السابق ، ص 10 ) و ذلك بغاية " تأسيس الحركة الماركسية من جديد، على أنقاض وفي تجاوز للحركة القديمة، و انطلاقاً من إعادة بناء التصورات والأفكار، وتحديد رؤية الحركة بمجملها وفي تجاوز لكل إشكالات و تخبطات الحركة القديمة." ( " بصدد رؤية مختلفة للعالم الماركسية والصراع الطبقي الراهن " ).
صحيح بوجه عام أن الأحزاب القائمة التى تدّعى الشيوعية وصلت إلى طريق مسدود و أنّ المجموعات و الفرق الماركسية منتشرة كالفطر و أنّ فى بعض الأحيان ، إنقلب مديح بعض المثقّفين للشيوعية ذمّا لها و تعرّضت الشيوعية إلى موجة عاتية من الانتقاد و حتّى التشفي و بدت المسألة وكأنها مسألة " فرار من مركب يغرق " للإلتحاق بجوقات التطبيل للإمبريالية و الرجعيّة والديمقراطية البرجوازية التى باتت فى نظر التحريفيين تجترح المعجزات و اضحى الكثير منهم من المقاولين المنادين بالديمقراطية البرجوازية لا غير و يدلون بأحاديث جيّاشة عنها . وهذا إنّما ينمّ عن مدى عمق و إتّساع الأزمة التى تشهدها الحركة الشيوعية العالمية و طبعا منها الحركة الشيوعية العربيّة .
و نحن أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية لنا مشروع إطار نظري جديد للمرحلة الجديدة ( الثانية ) من الثورة الشيوعية يجلعنا طليعة للمستقبل و ليس بقايا الماضي . و قد شرحنا المقصود بالإطار النظري الجديد والمرحلة الجديدة و طليعة المستقبل فى أكثر من مناسبة منها كتبنا " صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربيا " و " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطير علم الشيوعية " و " لا لتشويه الروح الثوريّة للماويّة : كلّ الحقيقة للجماهير... " و خاصة الفصل الأوّل " الخلاصة الجديدة للشيوعية و تطوير الإطار النظري للثورة البروليتارية العالمية " من كتاب " صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربيا ".
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
5- عمليّا ، سلامة كيلة مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي فى العديد من تصوّراته ؟
يجتهد سلامة كيلة ليقدّم نفسه على أنّه " جدلي مادي " يطبّق الجدليّة بإقتدار فى تحليل لطيف واسع من القضايا الشائكة بيد أنّ المتأمّل فى دقائق تحاليله و إستنتاجاته يعثر على جمل و فقرات لا تنمّ عن فهم مادي جدلي للواقع بقدر ما تنمّ عن فهم مثالي ميتافيزيقي لعديد قضاياه و تناقضاته . وفضلا عن المواقف التى أنفت معالجتها و أنف تبيان مثاليّتها و ميتفيزيقيّتها ، أو التى سنتناولها بالنقد المفصّل لاحقا من مثل الفصل بين السياسي و الإقتصادي و زعم أنّ الدول العربيّة مستقلّة بينما هي مستعمرة إقتصاديّا ( فى " أطروحات من أجل ماركسية مناضلة " ، " ...((الدول)) العربية قد استقلت سياسياً، فإن سيطرة اقتصادية لازالت قائمة، بل أنها تترسخ، حيث أن الوطن العربي، لازال جزءاً تابعاً في إطار النظام الإمبريالي العالمي")، إليكم جملة من الأمثلة التى تزيد من تأكيد صواب حكمنا لتقوقع كاتبنا العربي فى إطار ضيّق من المثاليّة الميتافيزيقيّة.
أ / مبالغات تشوّه الحقيقة المادية الموضوعيّة :
- وهو يدوس العلاقة الجدلية بين الخاص و العام كما سبق لنا شرح ذلك أعلاه ، يطلق سلامة كيلة كلاما يشدّد على الكلّ و يلغى الجزء : " لا يبدو ممكناً تحقيق تقدم حقيقي (جذري) في منطقة بمعزل عن الوطن كله " " و أي انطلاق من الجزئي لا يفعل سوى الدوران في حلقة مفرغة، وتشتيت القوى الذاتية، دون تحقيق أي من المهمات، سواء العامة، أو التكتيكية (الخاصة)." ( " أطروحات من أجل ماركسية مناضلة " ) و لعلّكم لاحظتم معنا أنّ كلامه هذا يتناقض تماما مع نظرته لعلاقة أخرى ، علاقة الجزء بالكلّ و نقصد علاقة المجال العالمي بالأمّة حيث كان يشدّد على الجزء على حساب الكلّ . مرّة الجزء يلغى الكلّ ومرّة الكلّ يلغى الجزء و تتبخّر العلاقة الجدليّة و الطرف الرئيسي و الثانوي فى هذا التناقض و حركة تطوّره .

- و وجه آخر من مثاليّة ميتقافيزيقيّة سلامة كيلة فى معالجته اللامادية جدلية للشكل و المضمون حكمه السطحي على أنّ الإنقسامات التاريخيّة صلب الحركة الشيوعية العالمية بين الماركسية و التحريفية إنقسامات شكليّة ليجعلها تتبخّر فى لمح البصر و كأنّها لم تكن و بالتالى لا يتجشّم عناء الخوض فيها : " الانقسام العالمي (سوفياتي، تروتسكي، ماوي، الشيوعية الأوروبية..)، أو من اختلافات جزئية، نبعت من اعتبار قضية أو بعض القضايا هي وحدها الأساسية، التي تحدد حتمية الانقسام (مسألة الوحدة العربية، قضية فلسطين، الكفاح المسلّح..)، وبالتالي فقد كان انقساماً شكلياً، أو كان انقساماً ظاهرياً، حيث لم يطل الاختلاف جوهر الرؤية. ونقصد أن مسألة استيعاب المنهجية الماركسية ظلت متقاربة في كل الأحوال، رغم التباين الجزئي" ( " أطروحات من أجل ماركسية مناضلة " ).
- و بنظرة إحادية الجانب وبالتالى مثالية ميتافيزيقيّة يصرخ بأنّ " التمسك بالماضي مهما كان قيّماً، يعبّر عن نزعة سلفية" ( " نقد التجربة التنظيمية الراهنة " ). هل التمسّك بمكاسب البروليتاريا العالمية النظريّة و العمليّة سلفيّة ؟ و هل أنّ مفكّرنا نفسه سلفي حينما أكّد فى ذات المرجع الأسبق " أننا استمرار لهذه التجربة، ولكل التراث الماركسي الذي أروى التربة العربية، وأننا ورثة هذا التاريخ، نمجِّد كل الإيجابيات، ونعتزّ بكل النضالات..." ؟
- و قد يبعث التصريح التالى لسلامة كيلة القشعريرة فى جسد المطّلعين على تجارب الإشتراكية التى لم تلغى الملكية أوّلا و كانت تتضمّن أنواعا و ليس نوعا واحدا من أشكال الملكيّة ، ملكيّة الدولة ، ملكية جماعية ( كلخوزات – الإتحاد السوفياتي و حتّى ملكيّة فردية محدودة لقطع أرض ...) و الشيء نفسه بالنسبة للتجربة الصينيّة التى لم تبلغ فيها غالبيّة الملكية ملكيّة الدولة كما سجّل ذلك الماويّون إحصائيّا فى سبعينات القرن الماضي ) : " وإذا حاولنا استقراء التجارب الاشتراكية نقول أن التراكم المتحقق بيد الدولة، والذي كان ضخماً في هذه التجارب نتيجة إلغاء كل ملكية، استمرت عملية إنتاجه اجتماعياً لسنوات طويلة، بعكس تجارب رأسمالية الدولة."( " الإشتراكية أو البربريّة "؛ تسطير كلّ الملكية مضاف) و كأنّنا بمفكّرنا العربي يلقى الكلمات جزافا !
و ندعو القرّاء إلى تفحّص بعض الجمل و الحكم عليها بأنفسهم :

- " تحقيق التقدم والمساواة ، و إنهاء كل أشكال الصراع "( " بصدد رؤية مختلفة للعالم الماركسية والصراع الطبقي الراهن " ).
- " لكن فى كلّ الحالات كان مسار التاريخ إرتقائيّا ، تصاعديّا " ( " حول الجدل المادي " ، ص 32 ).
- " فأنا أمام نصٍّ محدّد هو القرآن... كتاب مقدّس، لم يكن يشك أحد في صحّته " ( " القرآن: تحليل للتكوين الاقتصادي الاجتماعي للإسلام " ).
كما نتوجّه للماويين و المطّلعين على تجارب الحركة الماوية فى العالم إلى البتّ فى قول سلامة كيلة هذا :
" إن إنهيار المنظومة الإشتراكية قد أفضى إلى الشكّ بالماركسية بمجملها ، و ليس بالتصوّرات التي عمَّمتها الماركسية السوفييتية فقط . الأمر الذي وضع الماركسية بمجملها على المحكّ..."( " نداء إلى كل الماركسيين في الوطن العربي " ).
و غير هذا كثير فى النصوص الأخرى لسلامة كيلة ...

ت / صراع طبقي ينشأ عند نقطة معيّنة فقط فى تطوّر مجتمعاتنا الراهنة !

على عكس الحقيقة التى أعلنها ماركس و إنجلز منذ " بيان الحزب الشيوعي " بأنّ تاريخ الإنسانيّة منذ ظهور المجتمعات الطبقية هو تاريخ صراع طبقات ، رأي مفكّرنا المثالي الميتافيزيقي ، المتّبع أراد ذلك أم أبى لمدرسة ديبورين كما شرحنا آنفا ، هو أنّ الصراع الطبقي ينشأ عند نقطة معيّنة فقط فى تطوّر مجتمعاتنا الراهنة : " إن سيادة النمط الإقطاعي (في صيغته الرثة )، ثم بدء تغلغل الرأسمالية وانتصارها، في علاقات الإنتاج، كان يفرض تحقيق التمايز الطبقي، وبالتالي يؤسس لنشوء الصراع الطبقي." ( " الماركسية والثورة الديمقراطية ثورة أم ...........إصلاح؟! " )
ث / مرض الحتميّة :
مرض الحتمية مرض عضال أصاب الماركسية منذ نشأتها و نجد آثاره حتّى فى " بيان الحزب الشيوعي " لماركس و إنجلز و قد شخّصه بوب أفاكيان فى خضمّ تطويره للخلاصة الجديدة للشيوعية . و سلامة كيلة مصاب بهذا المرض أيضا إلى درجة خطيرة رغم إنتقاده " لحتميّة المرور بالمرحلة الرأسمالية " فقد كتب فى أكثر من مناسبة جملا و فقرات تنضح بالحتمية منها على سبيل المثال :
- لئن كان " تجاوز الرأسمالية هو أمر محتوم " ( " الاشتراكية والثورة في العصر الإمبريالي " ) ، فما على الشيوعيين و الشيوعيّات إلاّ الإنتظار و لا شيء غير الإنتظار فالأمر محتوم وهو حتما آتى ! حتّى و إن أفنت كارثة بيئيّة البشريّة جمعاء أو صدفة جرت أحداث كارثيّة فى المجموعة الشمسيّة و إنفجر كوكبنا أو تلاشى ، هو آتى ، آتى !
- " علينا أن ننطلق من قوة الطبقة العاملة الواقعية، ومن حتمية تحالفها مع الفلاحين الفقراء، وأن يكون هذا الأساس الاقتصادي الاجتماعي، المنطلق لتأسيس الحزب الماركسي " ( " أطروحات من أجل ماركسية مناضلة " ). كلمة ضرورة محلّ الحتمية تكون الأصوب فلا حتمية فى ذلك التحالف الذى قد يتمّ و قد لا يتمّ أو يتمّ و يكسر بفعل النضال الثوري أو تراخيه أو بفعل أخطاء نظرية أو عملية إلخ . يبدو أنّ مفكّرنا لم ينتبه إلى أنّ كلماته هذه ترصف دون إتّساق.
- " النصوص الواردة لاحقا إذن ، تمثّل مواقف تركز على حتميّة حدوث الإنتفاضات فى الوطن العربي ..." ( " طريق الإنتفاضة ..." )
- " و لا شكّ فى أنّنى أهدف من إصدار هذا الكرّاس إلى التأكيد بأنّ الإنتفاضة باتت أداة أساسيّة فى تحقيق التغيير . إنّها طريق التغيير فى كلّ النظم الكومبرادوريّة ، وهي ممكنة ، بل يمكن أن أقول حتميّة أيضا ."(" طريق الإنتفاضة ...") إلخ
و قد علّقنا على مشكل الحتمية و خطرها فى كتابات لنا سابقة فقلنا مثلا فى الصفحة 156 من كتاب " صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربياّ ":
" ...إنّ أفاكيان بحث بعمق تجارب الحركة الشيوعية العالمية ماضيا و حاضرا فغاص فى لجج كتابات القادة و الوثائق التاريخية و المرجعية و حتى فى ما أصدره أعداء الشيوعية من مقالات و كتب و كشف بفضل عملية التنقيب هذه أخطاء متصلة بالبراغماتية و التجريبية و الإقتصادوية و الحقيقة الطبقية و السياسية و الحتمية إلخ و بحث فى أسبابها و إقترح مخارجا لتجاوزها .
و ننطلق مع الحتمية التى تعنى فى ما يتعلّق بموضوع الحال أنّ الشيوعية ستحلّ حتما محلّ الرأسمالية و قد وجد تعبير عنها فى بيان الحزب الشيوعي و رافقت فهم الشيوعيين إلى اليوم على الأقلّ لدي عدد لا بأس به و هذا خطأ بيّن . لماذا ؟ بلوغ الشوعية لن يحصل ميكانيكيّا بفعل السير العادي للرأسمالية و الحركة العفوية للجماهير الشعبية ، لن يحصل إلاّ كنضال طويل مرير و شاق و خاصة واعي و قد أثبتت التجارب الإشتراكية السابقة ذلك بما لا يدع مجالا للشكّ . و لن نبلغ الشيوعية إلاّ عالميّا أو لن يبلغها أحد كما قال ماو تسى تونغ . هذا من جهة و من جهة ثانية ، قد تجدّ أحداث فى حركة الأجرام السماوية و فى مجموعتنا الشمسية و تتحطّم الأرض و لن يبلغ أحد الشيوعية ."
( إنتهى المقتطف )
6- تضارب فى أفكار سلامة كيلة : " حقيقة هنا ، ضلال هناك " :
إضافة إلى ما مرّ بنا من تضارب فى أفكار سلامة كيلة بصدد المنهج فقط و قبلها بصدد العنف الثوري و كذلك بصدد التناقض بين القوى الإمبريالية و إمكانيّة حرب عالميّة ، حتّى يكون الجدال سلسا و منتجا و لا نطيل على القرّاء ، نعرض هنا جزءا من حصيلة ما بلغناه من رصدنا الدقيق لمواقف مفكّرنا و ما ندرجه فى باب " حقيقة هنا ، ضلال هناك " .
أ- فى ذات النصّ ، " الماركسية و أفق البديل الإشتراكي : الماركسية في أزمة ؟ "، نعثر على التضارب التالى فى الأفكار :
" الماركسية ليست قوانين و مقولات و نظرية مكتملة، لأنها بالأساس طريقة في التفكير ..."
" هذه الإشارات إلى الأزمة لا تتجاهل أن في الماركسية كثير من القوانين و الأفكار الأساسية، و التي هي جزء مكوّن منها ".
ب - و بشأن التراث الماركسي ، تضاربت أفكاره بصدد ستالين فمرّة هو ماركسي ومرّة هو غير ذلك و سنعود للموضوع بالتفصيل فى الفصل اللاحق :
" سوف نعتبر أن تراث الماركسية هو تراث ماركس/ انجلز و لينين و كاوتسكي و بليخانوف و روزا لوكسمبرغ و تروتسكي و بوخارين و ماوتسي تونغ و غرامشي و لوكاش و ستالين، و كل من أسهم في هذا المجال بغض النظر عن كل التناقضات و الاختلافات فيما بين هؤلاء و بغض النظر عن تقديرنا لدور كل منهم في الحركة الماركسية، و كذلك بغض النظر عن مدى اختلافنا أو اتفاقنا مع أي منهم " ( " مبادئ الماركسية في الوضع الراهن ")
" الماركسية الستالينية، لا الماركسية الأصلية " ( " من هو الشيوعي اليوم؟ " )
و " فالماركسية لم تُقرأ أصلاً، سوى من خلال شكلها الرَّثّ، الشكل الإيديولوجي الذي تبلور في الاتحاد السوفياتي منذ سيطر ستالين".( " اطروحات من أجل ماركسية مناضلة " )
ت – فى " من أجل حزب يمثل العمال والفلاحين الفقراء في سورية - الواقع الراهن ومهماتنا "، الغاية الأسمى لسلامة كيلة ديمقراطية برجوازية يقدّمها على أنّها شيوعية وهي" تأسيس عالم يقوم على أساس التكافؤ والمساواة والعدل والحرية" وفى نفس الوقت فى " يسار في اليمين ملاحظات على مشروع برنامج جبهة اليسار من أجل التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية " يشهد بأنّ " العدالة الاجتماعية لا تشير إلى الماركسية، ولا حتى إلى الاشتراكية بمعناها البرجوازي الصغير، لأنه يمكن أن يطرحها البرجوازي (وفق المعنى الخاص به)، كما يمكن أن يتبناها الإسلامي (أيضاً وفق المعنى الذي يخصه). "
ث - و ينقد سلامة كيلة المركزيّة الديمقراطية كما إرتآها وطبّقها لينين و ستالين فى موقع و يدعو إلى المركزية الصارمة و توفيرالحياة الديمقراطية فى موقع آخر و إلى " الديمقراطية ضمن المركزية " فى موقع ثالث ما يساوى الدعوة للمركزية الديمقراطية بصيغة ملتوية ...
و غير هذا ممّا يسكن وعي نفكّرنا العربي كثير تعرّضنا له أعلاه أو سنتعرّض له فى أوانه .



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسيّة ضد الدغمائيّة و التحريفيّة : نظرة سلامة كيلة الإح ...
- تطوير ماو تسى تونغ للجدلية : التناقض هو القانون الجوهري للدي ...
- المادية الجدليّة وفق رؤية سلامة كيلة أم المادية الجدليّة الت ...
- - الشيوعية الجديدة : العلم و الإستراتيجيا و القيادة من أجل ث ...
- الماركسيّة منهج فقط أم هي أكثر من ذلك ؟ - النقطة 2 من الفصل ...
- - ماركسية مناضلة - نكوصيّة و مثاليّة ميتافيزيقيّة - النقطة 1 ...
- نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم - خطّان متعار ...
- من هو الشيوعي و من هي الشيوعية اليوم ؟- النقطة 5 من الفصل ال ...
- الأممية البروليتارية ليست التضامن بين بروليتاريا مختلف الأمم ...
- تشويه سلامة كيلة للعصر و تناقضاته – النقطة 1و2 من الفصل الأو ...
- مقدّمة كتاب جديد لناظم الماوي : نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلا ...
- لعقد مقارنة بين مواقف الشيوعيين الماويين الثوريين – أنصار ال ...
- تحرير فلسطين و أوهام الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللي ...
- الوطنيوّن الديمقراطيّون الماركسيّون-اللينينيّون و تأجيل الصر ...
- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون – اللينينيّون و اللخبطة ف ...
- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون بين الوطنيّ ...
- كيف يسيئ الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون – اللينينيّون ال ...
- من مضحكات مبكيات الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللين ...
- قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - الل ...
- بعض النقد لبعض نقاد الماوية - من الجزء الأوّل من كتاب - الو ...


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - عمليّا ، سلامة كيلة مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي فى العديد من تصوّراته ؟ - النقطة 5 و 6 من الفصل الثاني من كتاب - نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية