أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - الماركسيّة ضد الدغمائيّة و التحريفيّة : نظرة سلامة كيلة الإحاديّة الجانب - النقطة 4 من الفصل الثاني من كتاب - نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية















المزيد.....



الماركسيّة ضد الدغمائيّة و التحريفيّة : نظرة سلامة كيلة الإحاديّة الجانب - النقطة 4 من الفصل الثاني من كتاب - نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 5320 - 2016 / 10 / 21 - 03:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الماركسيّة ضد الدغمائيّة و التحريفيّة : نظرة سلامة كيلة الإحاديّة الجانب - النقطة 4 من الفصل الثاني من كتاب -
نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
( عدد 30 - 31 / ماي- جوان 2016 )

" هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".

( كارل ماركس : " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).

====================================

" قد كان الناس و سيظلّون أبدا ، فى حقل السياسة ، أناسا سذجا يخدعهم الآخرون و يخدعون أنفسهم ، ما لم يتعلّموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير و البيانات و الوعود الأخلاقية و الدينية و السياسية و الإجتماعية . فإنّ أنصار الإصلاحات و التحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كلّ مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء . "
( لينين – مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة )
---------------------------
" يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع ."
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
---------------------------------
" أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية، فى الدعاية لها ، فى تقريبها . هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ."
( لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ، دار التقدّم موسكو، الصفحة 68-69 ).
-------------------------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "

( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "
12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )

-------------------------------------

إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى . و هذا المبدأ الماركسي-اللينيني المتعلّق بالثورة صالح بصورة مطلقة ، للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ السواء.

( ماو تسى تونغ " قضايا الحرب و الإستراتيجية " نوفمبر- تشرين الثاني 1938؛ المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني)



كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية .
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).
مقدّمة :
ما من شكّ فى انّ سلامة كيلة صار منذ سنوات قامة من أهمّ قامات " اليسار الماركسي " وقد لمع نجمه حتّى أكثر فى المدّة الأخيرة ليغدو إلى حدود من الوجوه الإعلاميّة البارزة فى الحوارات و المداخلات على الفضائيّات سواء عربيّا أم عالميّا ، هذا فضلا عن كونه ينشر المقالات فى صحف و مواقع أنترنت لها باعها و صيتها و يلقى المحاضرات فى عدد لا يحصى من المنابر الفكريّة و الثقافيّة .
و قد تابعنا كتاباته لفترة طويلة الآن و إن بشكل متقطّع أحيانا ، لا سيما على موقع الحوار المتمدّن ، و كنّا من حين لآخر نشعر بالحاجة إلى نقاش مضامين مقالاته و كتبه و نهمّ بالقيام بذلك إلاّ أنّنا فى كلّ مرّة نكبح هذا الإندفاع لسببين إثنين متداخلين أوّلهما أنّنا لم نكن على إطّلاع كافى شامل و عميق بأطروحات هذا المفكّر و خشينا أن نسقط فى مطبّات و نفقد خيط الحقيقة التى عنها نبحث على الدوام أو أن لا نفيه حقّه و ثانيهما أنّ الرجل غزير الإنتاج و له عدد لا بأس به من الكتب و الحوارات و المقالات ما يقتضى دراسة أو دراسات معمّقة للإحاطة بها و الإلمام بمضامينها و من ثمّة ضرورة تخصيص حيّز زمني قد يمتدّ لأسابيع و أشهر للقيام بذلك و نحن لم نكن نملك مثل هذه الفسحة الزمنيّة . لذلك كان مشروع النقاش الجزئيّ أو الأشمل يتأجّل المرّة تلو المرّة ، دون أن نكفّ عن متابعة ما يؤلّفه سلامة كيلة و أن نسجّل ملاحظات عدنا إليها فى الوقت المناسب .
و عندما حان وقت العمل على نقاش أطروحات هذا المفكّر إنكببنا على النهوض بالمهمّة بحماس و بنوع من التهيّب فى البداية و دام الإشتغال على هذا النقاش أشهرا – تخلّلتها تقطّعات – و كنّا و نحن نتوغّل فى هذا الحقل نزداد يقينا بأنّ ما ننجزه ضرورة أكيدة ذلك أنّنا نحمل و ندافع و ننشر و نطوّر مشروع الإطار النظري الجديد للثورة البروليتارية العالمية أي الخلاصة الجديدة للشيوعية ، الروح الثوريّة الماركسية – اللينينية – الماوية المطوّرة و المركّزة على أسس علميّة أرسخ ، شيوعيّة اليوم ، و هذا المشروع يتعارض موضوعيّا مع مشروع سلامة كيلة لتجديد الماركسية و لم يكن من الوارد و المحتمل وحسب بل من الأكيد ، فى تقديرنا ، آجلا أم عاجلا ، أن يتواجه هذان المشروعان ( و غيرها من المشاريع ) فى إطار نقاشات و حتّى جدالات و صدامات فكريّة ليس بوسعنا توقّع مدى حدّتها الآن فالرهان ليس أقلّ من مستقبل الحركة الشيوعية العربيّة فى إرتباط عضوي بمستقبل الحركة الشيوعية العالمية .
و قد أنف لنا أن خضنا الصراع مع تيّارات متباينة تدّعى الشيوعية فى مقالات و كتب نشرناها على موقع الحوار المتمدّن و بمكتبته و قد شملت البلشفيّة الجديدة و الخطوط الإيديولوجية و السياسيّة لعدّة أحزاب كحزب الوطنيّين الديمقراطيين الموحدّ و الحزب الوطني الإشتراكي الثوري و حزب الكادحين الوطني الديمقراطي و حزب العمّال التونسي ، كما ساهمنا فى دفع صراع الخطّين صلب الحركة الماويّة العالمية و العربيّة بمقالات و كتب نقدت رؤية آجيث لعلم الشيوعية و تعرّضت بالنقد لخطوط مجموعات ماويّة سقطت فى مستنقعات القوميّة و الديمقراطيّة البرجوازيّة و الدغمائيّة . و تصدّينا لتشويه الماويّة و روحها الشيوعية الثوريّة على يد فؤاد النمرى و عرّينا جوانبا هامة من مشروعه البلشفيك إلخ. و نواصل فى هذا الكتاب الذى نفرده للخطّ الإيديولوجي و السياسي لسلامة كيلة ، مشوار إبراز حقيقة جعلناها عنوانا لنشريّتنا " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " و الروح الثوريّة للماويّة كمرحلة ثالثة فى تطوّر علم الشيوعية المطوّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم .
و " تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "( " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .)
فى هذا الإطار بالذات يتنزّل إذن عملنا هذا و ليس فى أيّ إطار آخر قد يخترعه البعض و يلصقونه بنا قصد تشويهنا و تشويه مقالاتنا و كتبنا . غايتنا هي المساهمة قدر الإمكان فى نشر علم الشيوعيّة و تطبيقه و تطويره للمساهمة فى القيام بالثورة البروليتاريّة العالميّة بتيّاريها و حفر مجرى جديد للتقدّم و تحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي ببلوغ هدفنا الأسمى ألا وهو الشيوعيّة على النطاق العالمي . و قد نأينا و ننأى بأنفسنا عن التهجّم على الأشخاص أو كيل التهم و الشتائم أو النقاش من أجل النقاش إن صحّ التعبير . جهودنا تنصبّ على تسليح الرفاق و الرفيقات و المناضلين و المناضلات و الجماهير الشعبيّة الواسعة بسلاح علم الشيوعية للتمكّن من تفسير العالم تفسيرا علميّا صحيحا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا .
و لنا حقّ النقد ولن نتنازل عنه فالتنازل عنه يعنى ضمن ما يعنيه التنازل عن الماركسية بما هي ، فى جانب من جوانبها ، فكر نقدي . إلاّ أنّنا نسعى قدر الطاقة أن يكون نقدنا ملموسا ، دقيقا و علميّا معتمدين البحث عن الحقيقة مهما كانت مزعجة لنا و لغيرنا فالحقيقة وحدها هي الثوريّة كما جاء على لسان لينين و صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي المحدّدة فى كلّ شيء كما ورد على لسان ماو تسى تونغ .
و فى نقاشنا هذا ، لا مندوحة من عرض آراء سلامة كيلة عرضا مطوّلا فى بعض الأوقات يخوّل حتّى لمن لم يقرأ ما ألّف مفكّرنا تكوين فكرة و لو أوّليّة عن مواقفه لمتابعة النقاش ( و نحن بطبيعة الحال ندعو إلى دراسة تلك الأعمال دراسة جدّية )، و لا مندوحة من تناولها بالنقد باللجوء إلى التحليل النقدي و التلخيص و تقديم البدائل طبعا باللجوء فى الكثير من الأحيان إلى مصارد ماركسية كلاسيكيّة و حديثة و هو ما سيجعل فصول الكتاب تزخر بالمقتبسات و الإستشهادات التى ليس من الممكن الإستغناء عنها فى مثل هذه الجدالات ؛ لذا نعوّل على سعة صدر القرّاء و نرجو منهم التركيز قدر المستطاع لأنّ التمايزات تخصّ من حين لآخر مصطلحات و جملا و صيغا و فقرات فى منتهى الأهمّية . و مثلما قال لينين فى " ما العمل ؟ " :
" ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له . فعلى توطد هذا " الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] الروسية [ العالميّة ] لسنوات طويلة ، طويلة جدا."
و يتضمّن كتابنا هذا ، أو العدد 30 و 31 من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " ، على الفصول التالية ، إضافة إلى المقدّمة و الخاتمة :
الفصل الأوّل :
" الإشتراكية و الثورة فى العصر الإمبريالي " أم عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ؟
1- تحديد مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي لعصرنا الراهن
2- تشويه سلامة كيلة لتناقضات العصر
3- الأممية البروليتارية ليست التضامن بين بروليتاريا مختلف الأمم ولا هي" إتّحاد الأمم وتحالفها "
4- المنطلق الشيوعي : الأمّة أم العالم أوّلا ؟
5- من هو الشيوعي و من هي الشيوعية اليوم ؟
6- خطّان متعارضان فى فهم الإشتراكية
الفصل الثاني :
" الماركسية المناضلة " لسلامة كيلة أم الروح الثوريّة المطوّرة للماركسية – اللينينية – الماوية ؛ الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
1- " ماركسية مناضلة " نكوصيّة و مثاليّة ميتافيزيقيّة
2- الماركسيّة منهج فقط أم هي أكثر من ذلك ؟
3- المادية الجدليّة وفق رؤية سلامة كيلة أم المادية الجدليّة التى طوّرها لينين و ماو تسى تونغ و أضاف إليها ما أضاف بوب أفاكيان
4- الماركسيّة ضد الدغمائيّة و التحريفيّة : نظرة سلامة كيلة الإحاديّة الجانب
5- عمليّا سلامة كيلة مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي فى العديد من تصوّراته ؟
6- تضارب فى أفكار سلامة كيلة : " حقيقة هنا ، ضلال هناك "
الفصل الثالث :
تقييم سلامة كيلة المثالي لتجارب البروليتاريا العالمية أم التقييم العلمي المادي الجدلي الذى أنجزته الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
1- غياب التقييم العلمي المادي الجدلي لدى سلامة كيلة
2- سلامة كيلة يتلاعب بلينين
3- سلامة كيلة يشنّ حربا تروتسكيّة و خروتشوفيّة ضد ستالين
4- سلامة كيلة يغفل عمدا حقائقا جوهريّة عن الثورة الديمقراطية الجديدة الصينية
5- سلامة كيلة يشوّه الماويّة ماضيا و حاضرا
6- مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة و إضافات الخلاصة الجديدة للشيوعية
الفصل الرابع :
عثرات سلامة كيلة فى قراءة واقع الصراع الطبقي و آفاقه عربيّا
1- فى المعنى المشوّه للثورة و تبعاته
2- سلامة كيلة و الفهم المثالي اللاطبقي للديمقراطية
3- الثورة القوميّة الديمقراطية أم الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية ؟
4- ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للإنتفاضات فى تونس و مصر
5- ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للصراع الطبقي فى سوريا
6- عن تجربة سلامة كيلة فى توحيد" اليسار "
خاتمة الكتاب
المراجع

الملاحق (2)
=============================================================
الفصل الثاني
" الماركسية المناضلة " لسلامة كيلة أم الروح الثوريّة المطوّرة للماركسية – اللينينية – الماوية ؛ الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
===============================================
" نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتّب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخّروا عن موكب الحياة ."

( لينين ، " برمامجنا " )
-----------------------------------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "

( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "
12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )


لسلامة كيلة رؤية ماركسيّة خاصّة مرّت بنا بعض ميزاتها ، وهو لم يكفّ هنا و هناك فى كتاباته يدعو إلى " ماركسية جديدة " فحسب رأيه " نحن في مرحلة تفرض إعادة بناء الفعل السياسي ، حيث تبدو الأحزاب " الشيوعية " و" الاشتراكية " و" الماركسية " في حالة موات طويلة الأمد "( " نحو تأسيس ماركسي جديد ") و الماركسية القديمة أفلست تمام الإفلاس حيث " كانت لاماركسية فى جوهرها ، وإن كانت تكرّر بعض المصطلحات و المفاهيم و المواقف الماركسية ." و " كانت مشكلة الخط الشيوعي التقليدي أنّه لم يستطع تحليل الظروف الواقعيّة بسبب الجمودالنظري الذى إستشرى " ( " بصدد الماركسٌية " ، ص 8) لذا " يجب نقد الخطّ الشيوعي التقليدي بهدف إعادة الروح العلمية للماركسية ضد الجمود و إعادة الروح الثوريّة لها ضد الإصلاحيّة، و الروح الديمقراطية ، روح البحث والدراسة ، النقد و النقاش " ( نفس المصدر السابق ، ص 10 ) و ذلك بغاية " تأسيس الحركة الماركسية من جديد، على أنقاض وفي تجاوز للحركة القديمة، و انطلاقاً من إعادة بناء التصورات والأفكار، وتحديد رؤية الحركة بمجملها وفي تجاوز لكل إشكالات و تخبطات الحركة القديمة." ( " بصدد رؤية مختلفة للعالم الماركسية والصراع الطبقي الراهن " ).
صحيح بوجه عام أن الأحزاب القائمة التى تدّعى الشيوعية وصلت إلى طريق مسدود و أنّ المجموعات و الفرق الماركسية منتشرة كالفطر و أنّ فى بعض الأحيان ، إنقلب مديح بعض المثقّفين للشيوعية ذمّا لها و تعرّضت الشيوعية إلى موجة عاتية من الانتقاد و حتّى التشفي و بدت المسألة وكأنها مسألة " فرار من مركب يغرق " للإلتحاق بجوقات التطبيل للإمبريالية و الرجعيّة والديمقراطية البرجوازية التى باتت فى نظر التحريفيين تجترح المعجزات و اضحى الكثير منهم من المقاولين المنادين بالديمقراطية البرجوازية لا غير و يدلون بأحاديث جيّاشة عنها . وهذا إنّما ينمّ عن مدى عمق و إتّساع الأزمة التى تشهدها الحركة الشيوعية العالمية و طبعا منها الحركة الشيوعية العربيّة .
و نحن أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية لنا مشروع إطار نظري جديد للمرحلة الجديدة ( الثانية ) من الثورة الشيوعية يجلعنا طليعة للمستقبل و ليس بقايا الماضي . و قد شرحنا المقصود بالإطار النظري الجديد والمرحلة الجديدة و طليعة المستقبل فى أكثر من مناسبة منها كتبنا " صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربيا " و " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطير علم الشيوعية " و " لا لتشويه الروح الثوريّة للماويّة : كلّ الحقيقة للجماهير... " و خاصة الفصل الأوّل " الخلاصة الجديدة للشيوعية و تطوير الإطار النظري للثورة البروليتارية العالمية " من كتاب " صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربيا ".
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
4 - الماركسيّة ضد الدغمائيّة و التحريفيّة : نظرة سلامة كيلة الإحاديّة الجانب
من نافل القول أنّ تعريف الماركسيّة يستدعى تعريف ما هي الماركسية و نقيضها أي ما هو ليس ماركسي أو الإنحرافات عن الماركسيّة الحقّة و نصف ذلك بالنافل لأنّ من درس قانون التناقض كما طوّره لينين و لاحقا ماو تسى تونغ يدرك جيّدا أنّ الأشياء و الظواهر و السيرورات وحدة أضداد أي تناقض و أنّ التعاريف الصحيحة تكون بالإيجاب و بالسلب معا أي ما هو الشيء و ما ليس هو . هنا كذلك يتّصل الأمر بالنظرة العلميّة المادية الجدلية للعالم .
" تعتبر الفلسفة الماركسية أن قانون وحدة الأضداد هو القانون الأساسي للكون . وهو قانون مطلق الوجود سواء فى الطبيعة أو فى المجتمع البشري أو فى تفكير الإنسان . فبين الضدين فى تناقض ما توجد وحدة و صراع فى آن واحد ، و هذا ما يبعث الحركة و التغير فى الأشياء . إنّ التناقضات موجودة فى كلّ شيء ، إلاّ أنّ طبيعتها تختلف بإختلاف طبيعة الأشياء . فالوحدة بين الضدين فى التناقض الكائن فى كلّ شيء محدّد هي ظاهرة مقيّدة ، ومؤقتة ، و إنتقالية ، وهي لذلك نسبية ، أمّا الصراع بينهما فإنّه يبقى مطلقا دون تقييد ."

( ماو تسى تونغ ، " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب " 27 فبرلير – شباط 1957 ؛ الصفحة 225-226 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " )

و قد نقد السيّد كيلة عدّة أوجه من الدغمائيّة و ربّما نشاطره الكثير ممّا قاله بهذا الصدد لا سيما بشأن تقديس النصوص و تحنيط الماضي و جعل بعض الرموز خارج نطاق النقد و إعتماد مقولات عامة عوض التحليل الملموس للواقع الملموس إلاّ أنّنا من المؤكّد لن نوافق على إتّكائه على حجج أبعد ما تكون عن الماركسية و أقرب ما تكون إلى القوميّة الضيّقة و كأنّ علم الشيوعية ليس علما له مبادئ عامة تطبّق عمليّا بدقّة و بإنتباه و بشكل خلاّق على الأوضاع الخاصة بل بضاعة تصدّر و تورّد وهي تهمة غالبا ما إستخدمها القوميّون ضد الشيوعيين ، و ممّا تدفّق على لسان صاحبنا :
" إن " استيراد " منظومات جاهزة لا يسمح بأن تتحوّل إلى قوة فعلية." و " " الاستيراد " فهو تعبير عن وعي شكلي، صوري ، وبالتالي مناقض للماركسية " ( " الماركسية و- الماركسيات - الأخرى حول النزعة الحلقية والتشتت الماركسي " ).
و إلى ذلك ، نلفى سلامة كيلة يحمل فى أحشائه مديحا للإقتصادوية التى سادت الأحزاب " الشيوعية " العربية كوجه من وجوه تحريفيتها و يشوّه التيارات الماوية مساويا بينها و بين التروتسكية و نافيا عنها إنتاجها الفكريّ الهام فى عدّة مجالات بما ينمّ عن عدم إطّلاعه على أدبيّاتها عربيّا مثلا فى تونس و فى المغرب الأقصى :
" لقد كانت مأثرة الشيوعيين أنهم طرحوا قضايا الطبقة العاملة المطلبية، وخاضوا الصراع من أجلها ( قبل أن يصبحوا جزءاً من أنظمة )، أما التروتسكيون والماويون فقد ركزوا على ما لا قيمة له في الواقع الراهن ( أي القائم وليس على المدى التاريخي ). و الأسوأ أنهم لم يقدموا فكراً، وكان كل الماركسيين الذين أنتجوا فكراً هم من خارج كل هذه التيارات، وفي خلاف معها. " ( " الماركسية و- الماركسيات - الأخرى حول النزعة الحلقية والتشتت الماركسي ")
إنّنا نعدّ علم الشيوعيّة و كأي علم له منهج و إستنتاجات صحيحة نسبيّا ( فى علاقة جدليّة بين النسبي و المطلق و ليس تطبيقا للنسبيّة كنظرة تجريبيّة ) و بالتالى كما صاغ ذلك ماو تسى تونغ " يشمل و لا يعوّض " أي يشمل مجمل حقول نشاطات الإنسان و لكنّه لا يعوّضها . أي أنّ الماركسيّة تشمل وهي قابلة للتطبيق فى كافة المجالات و تطبيقها يغنيها وهي تغتنى بما تتوصّل إليه العلوم فى شتّى الحقول .
و فى موضوع الحال ، لا مجال للحديث عن توريد و تصدير لعلم الشيوعية . إنّه علم و كأي علم له قوانين عامة ( تُنقد و تُوضع موضع السؤال ) و على مطبّقي هذا العلم فى جهة أو قطر أو منطقة ... أن يراعوا التحليل الملموس للواقع الملموس و أن يحسنوا الربط الجدلي بين الجزء و الكلّ و بين الخاص و العام علما و أنّ الخاص و العالم تناقض / وحدة أضداد متحدين و يتبادلان المواقع فيتحوّل الخاص إلى عام و العكس بالعكس ( راجعوا نقاشنا للمسألة فى الفصل الأوّل من هذا الكتاب ).
و نسترسل لنشير إلى أنّ الداعية إلى " الماركسية المناضلة " عالج الدغمائيّة و الإصلاحيّة فى حين أنّه أهمل الإهمال كلّه ( ذكر الكلمة مرّات تعدّ على إصبع اليد الواحدة منها مرّة بتهكّم فى " الماركسية و-الماركسيات- الأخرى حول النزعة الحلقية والتشتت الماركسي ": " كما أشرنا فإن كل يعتقد بأنه الماركسية وأن الآخر " تحريفي" " ) معالجة التحريفيّة بإعتبارها مراجعة و تحريف للمبادئ الجوهريّة للماركسية . و يتماشى هذا تماما مع مشروعه لإعادة الجميع إلى المربّع الأوّل كما مرّ بنا و لفهمه الماركسية كمنهج فقط .
وهكذا يتجنّب الخوض فى التحريفيّة فيستر عورة التحريفيين ماضيا و حاضرا و يقدّم لها أجلّ الخدمات و يشوّه وعي الماركسيين لأنّه بمثاليّة لا يعترف بوجود التحريفيّة و التحريفيين و يحول بين الشيوعيين الحقيقيين و النضال الضروري ضد التحريفية .
و يصبّ موقف سلامة كيلة هذا الذى يسنّ حرابه ضد الدغمائيّة و يتغاضى عن التحريفيّة المنتشرة إنتشار النار فى الهشيم فى خانة التحريفيين ذاتهم الذين يركّزون على الدغمائيّة و يتجنّبون أحيانا حتّى الإشارة إلى التحريفيّة وهم بذلك يقتفون أثر خروتشوف و من لفّ لفّه من التحريفيين السوفيات ممثّلي البرجوازيّة الجديدة الذين حوّلوا الحزب الشيوعي السوفياتي من حزب بروليتاري إلى حزب برجوازي و حوّلوا الدولة الإشتراكيّة إلى دولة رأسماليّة .
فى " أطروحات من أجل ماركسية مناضلة "، عمد سلامة كيلة إلى قفزة بهلوانية و بعصاه السحريّة شطب مرّة و إلى الأبد الإنقسامات التاريخيّة فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية و أعلن أنّها " سقطت " نهائيّا لكوها " شكليّة " و ليست عميقة و بذلك و فى نفس السياق أدان الجميع تقريبا بما أنّ الإختلافات لم تكن مبدئيّة بين الماركسية من جهة و التحريفية و الدغمائية من الجهة الأخرى ، بل ذات " طابع ديني " لعبت فيها مصالح الفئات الحاكمة الدور " الحاسم " . و حالئذ بضربة واحدة ، وضع السيّد كيلة الجميع خارج الحلبة و فتح لهم باب العودة عن طريق الماركسية كمنهج " فحسب " ، عن طريق ماركسيّته هو لا غير ، إذ قال :
" الانقسام القائم، الذي تبلور منذ زمن، قام على أساسٍ مختلف، انطلق من الانقسام العالمي (سوفياتي، تروتسكي، ماوي، الشيوعية الأوروبية..)، أو من اختلافات جزئية، نبعت من اعتبار قضية أو بعض القضايا هي وحدها الأساسية، التي تحدد حتمية الانقسام (مسألة الوحدة العربية، قضية فلسطين، الكفاح المسلّح..)، وبالتالي فقد كان انقساماً شكلياً، أو كان انقساماً ظاهرياً، حيث لم يطل الاختلاف جوهر الرؤية. ونقصد أن مسألة استيعاب المنهجية الماركسية ظلت متقاربة في كل الأحوال، رغم التباين الجزئي، وفي هذا المجال يمكن الإشارة إلى بعض مظاهر هذه الإشكالية، فأولاً ساد نقل تصورات تبلورت لدى أحزاب أخرى (السوفياتية، التروتسكية، الماوية). وثانياً: جرى اتباع أسلوب الحفظ، والتمسك الحرفي بنصوص ماركس ـ أنجلز ولينين. ولقد نشأ الاختلاف أحياناً من معارضة الشكل الأول بالثاني.

لهذا كان الاختلاف شكلياً، ما دامت المنهجية هي ذاتها. وما دامت المنهجية الماركسية ظلت غائبة. ونقول أن الاختلاف كان شكلياً، رغم حدّة الصراعات التي سادت، ورغم أن هذه الانقسامات أوجدت مجموعات منعزلة، متناقضة، متناحرة، منغلقة داخلياً ومعادية لسواها.

هذه هي المفارقة التي يجب أن نقف عندها، مقدرين مجهود كل هذه المجموعات صغيرها وكبيرها، معتبرين أن المطلوب هو الاستيعاب الأفضل للمنهجية الماركسية، وإلى اعتبار البحث في مشكلات الواقع هو أساس الاتفاق، أو الاختلاف. ونؤكد أن التقسيم ((الإيديولوجي)) على أساس ((الخطوط)) التي سادت في الحركة الشيوعية العالمية، قد سقط. كما سقط التناقض على أساس رؤية مجزؤة. فقد سقطت الخلافات التي سادت في المرحلة الماضية، والتي أصبحت أساساً في التقسيم الحزبي المحلي، لقد تجاوزها الزمن، فما جرى في البلدان الاشتراكية أشار إلى ذلك، لكن مشكلات الواقع عندنا، وطبيعة الاختلافات بين هذه المجموعات كانت تشير إلى أن الاختلاف ليس عميقاً، ولقد اتخذ بعضه طابعاً دينياً، طابع التمسك بأنبياء، تقديس أنبياء (ستالين، تروتسكي، ماو). فإذا كانت نشبت خلافات بين تروتسكي وستالين في العشرينات، أو بين قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وقيادة الحزب الشيوعي السوفياتي في الستينات، فإن الظروف المحلية هناك هي التي استدعتها وكانت مصالح البلدين ورؤية الفئة الحاكمة فيهما لمصالحها، ودورها العالمي، السبب الحاسم فيها، لكنها لم تصل لأن تصبح اختلافات في المنهج، بل نبعت من تحليل مختلف لظروف الاتحاد السوفياتي ولدوره العالمي. ولهذا فلم تشكل أساساً لانقسام في الوطن العربي."
و على الضد من مفكّرنا العربي ، فى مقال " الماركسية و التحريفية " ، وضع لينين الأصبع على الداء فنبّه إلى :
"- لقد منيت إشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . و هي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام ، بوصفها نزعة تحريفية ...
- إن ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، إنما هي جذورها الطبقية في المجتمع المعاصر . فان النزعة التحريفية ظاهرة عالمية ...
- إن نضال الماركسية الثورية الفكري ضد النزعة التحريفية ، في أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التي ستخوضها البروليتاريا السائرة إلى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام...
( لينين ،" الماركسية و النزعة التحريفية " )
و عمليّا ، خاض صراعات عالمية و محلّية ضد أرهاط من التحريفية و ألحق الهزيمة بها و قد ساهمت تلك الصراعات فى تقدّمه باللينينيّة كمرحلة ثانية فى تطوّر علم الشيوعية و على خطاه سار ماو تسى تونغ و لخّص حقيقة نابعة من عقود من الصراع ضد التحريفية و الدغمائيّة :
" إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "
( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "
12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )
و لم يتخاذل ماو أبدا فى خوض النضال الضروري ضد التحريفية المعاصرة السوفياتيّة منها و الفرنسية و الإيطاليّة و اليوغسلافية إلخ و ضد ألوان من التحريفيّة التى أطلّت برأسها داخل الحزب الشيوعي الصيني ذاته فى عشر مناسبات :
" (1) قام الصراع الأول ضد الانتهازية اليمينية التى يتزعمها تشيان توسيو(1879-1942) وهو السكرتير العام للحزب الشيوعي من 1921 الى حد آب 1927. لعب دورا هاما خلال حركة 4 أيار 1919 . فقد دافع عن خط سياسي كان يتمثل فى اسناد قيادة الثورة الديمقراطية البرجوازية الى البرجوازية ، و مطالبة العمال أن يترقبوا حتى تنجز هذه الثورة ليشرعوا فيما بعد فى النضال من أجل الثورة الاشتراكية . كما يتمثل فى اهمال قوة الفلاحين . ثم كون تشيان توسيو بعد ندوة 7 آب 1927 التى تم فيها عزله "كتلة اليسار اللينيني المعرض" و أصدر 81 عضوا فى الحزب بيانا ينص على أن هدفهم كان يتمثل فى تقسيم الحزب . لكن هذه المحاولة باءت بالفشل فما كان من تشيان توسيو الا أن خان نهائيا الحزب والتحق بمعسكر التروتسكية.

(2) جرى الصراع الثاني ضد المسؤول عن "الخط الأمامي لليسار " وهو تشوتشيو باي (1889-1935) السكرتير العام للحزب من آب 1927 . تميز خطه من شتاء 1937 الى ربيع 1928 بالانقلاب اليساري القئم على العنف و الارهاب و اعطاء الأولوية لافتكاك المدن مع اهمال العمل الثوري فى الأرياف . سيقع تعويضه فى خريف 1928 بلي لي سان . ثم أعدمه الكومنتغ فى 1935.

(3) تمحور الصراع الثالث حول التناقض بين الرئيس ماو و خط لي لي سان الذى رجع الى الصين سنة 1921 بعد أن انتمى الى فرع الحزب الشيوعي الصيني بفرنسا و انخرط فى احدى المنظمات النقابية. كان يرى أن المسار الثوري يرتكز على العمال و المدن فقط.فيما بين حزيران و أيلول 1930دعا الى انتفاضة عامة فى أهم المدن و الى أن يشن الجيش الأحمر هجوما عاما على المدن فنتجت عن هذا الاتجاه خسائر جسيمة فى التنظيمات السرية للحزب فى الجهات الخاضعة لسيطرة الكومنتنغ . وقع تصحيح الأخطاء التى تسبب فيها خلال أيلول 1930لي لي سان و ذلك أثناء الدورة الكاملة لللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر السادس للحزب. تم اقصاء لي لي سان نهائيا من قيادة الحزب خلال الدورة الكاملة الرابعة لللجنة المركزية فى كانون الثاني 1931 من قبل كتلة "يسار" جديدة بقيادة فانغ مينغ.

(4) لقد قرر لوتشانغ لونغ (1901-1949) وهو عضو آخر من مؤسسي الحزب السيطرة على الحزب فى نهاية 1930 فكون كتلة يمينية مع هومنغ هيشوةنغ. و عندما وقع طرده من الحزب اثر المجلس العام الرابع لللجنة المركزية فى كانون الثاني 1931 كون لجنة مركزية موازية و أصبح فيما بعد تروتسكيا.

(5) وقع الصراع الخامس ضد وانغ مينغ وهو كنية تشان تشاويو (1907-1974) و قد عرف هذا الخط باعتباره " الخط اليساري الثالث" و قد انتمى وانغ مينغ الى الحزب فى موسكو سنة 1925 و كون فيها كتلة بتنظيم (الثمانى و العشرين بلشفى و نصف) و لما رجع الى الصين تبوأ هو و جماعته قيادة الحزب فى 1931 و حافظ عليها لمدة أربع سنوات . و يتمثل خطهم فى نفي التغييرات الهامة على الوضع السياسي الداخلي فى الصين اثر الغزو و اعتبر الكتل العديدة للكومنتانغ و المجموعات كلها معادية للثورة و بنفس الدرجة. و طالبوا الحزب تبعا لذلك بالصراع حتى "الموت" و بدون أي تفريق و تتميز هذه الزمرة بالانعزالية المفرطة.

و فى نهاية 1932 خير الرئيس ماو قيادة الجيش الأحمر و تمكن وانغ مينغ من تطبيق خطه العسكري . حرب المواقع و احتلال الموافع الهامة حتى النهاية و نجح ماو و أعضاء آخرين من الحزب بعد معارك طويلة من دعوة ندوة موسعة للمكتب السياسي لللجنة المركزية فى كانون الثاني 1935 فى تسويني مقاطعة كواتشو. و قد أزاحت هذه الندوة الخط الانتهازي "اليساري " و انتصر خط ماو القيادي.

(6) لم يتمكن تشانغ كيوتا و عضو المكتب السياسي من حضور ندوة تسويني فنعت سياسة القواعد الثورية ب"أخطاء" و "المسيرةالكبرى" بالفشل و اقترح على الحزب سحب فرقه الى مكان آخر آمن كالتيبت أو شينكيانغ و تبعا لهذا الاتجاه رفض مغادرة قاعدته فى سياتشوان و الالتحاق بشمال شانسي كما اقترح ذلك الرئيس ماو و نقل فرقه فى اتجاه الغرب نحو التيبت.و كان مفروغا منه أن يتعرض الى خسائر جسيمة ، و عندما وصل الى ينان سنة 1936 كان فشله ذريعا الى حد أنه لم يكن بوسعه معارضة الرئيس ماو الفعلية. و نظرا لضعف تأثيره السياسي فر فى منتصف سنة 1938 الى الاقليم الذى يوجد تحت مراقبة الكيومنتانغ.

(7) وقع الصراع السابع بعد تحرير الأراضي الصينية فى 1943 و تقابل فى هذا الصراع اللجنة المركزية بقيادة الرئيس ماو و تحالف مضاد للحزب تحت قيادة كاوكانغ (1902-1954) . و كان هذا الأخيرمسؤولا فى الأربعينات عن جهة الشمال الشرقي و يجمع بين قيادة الحزب و ادارة الجيش . و باعتباره المسؤول على المنطقة الأكثر تصنيعا فقد لعب دورا هاما جدا فى بيكين و أصبح سنة 1952 رئيس لجنة الدولة للتخطيط و بفضل نفوذه المتزايد استطاع اقامة مملكة مستقلة فى منشوريا القديمة و كون كتلة مع جاو شوتشا (السكرتير الأول للمكتب السياسي فى شرق الصين) من أجل الاستحواذ على السلطة السياسية .و قد وقع فضح هذا التحالف و سحقه خلال الدورة الرابعة الكاملة لللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر السابع للحزب الشيوعي الصيني سنة 1954. و قد نقد جماهيريا خلال الندوة الوطنية (31 شباط ) و علمنا أنه انتحر فى شباط 1954 اثر التحقيقات فى شأن نشاطه المضاد للحزب و قد وقع نشر قرار الندوة الوطنية فى ملحق "شعب الصين" 16 نيسان 1955.

(8) تفجر الصراع الثامن فى اجتماع لوشيان خلال آب 1959 أثناء الندوة الثامنة الكاملة لللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الثامن للحزب و ذلك عندما عارض وزير الدفاع بانغ تاه هوا " الأعلام الحمراء الثلاثة" أي الخط العام لبناء الاشتراكية و الكمونات الشعبية و الوثبة الكبرى. و هاجم فى رسالته المؤرخة فى 14 تموز 1959 الخط السياسي العام للرئيس ماو الذى وافقت عليه اللجنة المركزية. و قد كون هوا كذلك كتلة مضادة للحزب فوقع نقده بصراحة فى اجتماع لوشان ثم أطرد خلال الدورة الموسعة للهيئة العسكرية لللجنة المركزية للحزب التى دعي اليها اثر الاجتماع الكامل للجنة المركزية للحزب.

(9) تفجر الصراع التاسع جماهيريا مع الثورة الثقافية البروليتارية و كانت هذه الثورة ذات اتساع لا يقارن بفضل التجنيد الكامل للجماهير الشعبية ضد الخط التحريفي الذى دافع عنه خاصة ليوتشا وشى . ذلك الخط الذى لو صودق عليه و طبق لكان بامكانه جر الصين فى الاتجاه الرأسمالي . و قد ساند المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني فى نيسان 1969 ساند الخط السياسي لماو تسىتونغ الذى يرتكز على مواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية الربليتاريا.

(10) و أخيرا ظهر الصراع العاشر بجلاء خلال الدورة الثانية الكاملة للجنة المركزية للحزب المنبثقة عن المؤتمر التاسع المنعقد فى لوشان فى آب 1970 حيث طلب لين بياو و تشان بوتا تسمية رئيس للجمهورية و طورا أطروحاتهما حول " عبادة النوع" و أظهرا عداءهما لخط المؤتمر التاسع.
و يحدد شوآن لاي فى تقريره للمؤتمر العاشر طبيعة خط الزمرة التى يقودها لين بياو كما يلى : " اغتصاب السلطة العليا للحزب و الدولة . و الخيانة التامة لخط المؤتمر التاسع و التغيير الجذرى للمبادئ الأساسية التى وقع تحديدها بالنسبة للفترة التاريخية الاشتراكية كما يهدف الى جعل الحزب الشيوعي الصيني الماركسي – اللينيني حزبا تحريفيا فاشيا و قلب دكتاتورية البروليتاريا عن طريق التخريب و اعادة الرأسمالية " ( المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني ،( وثائق)

وسوف لن يكون الصراع العاشر آخر صراع يعيشه الحزب الشيوعي الصيني فقد استطاع الرئيس ماو أن يؤكد من قبل ، خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى " ليست الثورة الثقافية الكبرى الحالية الا الأولى من نوعها و ستقوم مثل هذه الثورات فى المستقبل حتما مرات عديدة وتتطلب مسألة نتيجة الثورة و من ذا الذى سيتغلب فى النهاية فترة تاريخية طويلة حتى يقع حلها فإن لم نخضها بنجاح فإن عودة الرأسمالية سيكون ممكنا فى كل لحظة و على كل أعضاء الحزب و الشعب فى كل البلاد أن يحذروا من الإعتقاد بأنه فى إمكانهم النوم هادئين و أن كل شيئ سيسير على ما يرام بعد ثورة أو إثنتين أو ثلاث أو أربع ثورات ثقافية كبرى ، يجب أن نتحلى بحذر خاص تماما و ألا نتخلى فى شيئ عن يقضتنا " (مجلة بيكين عدد 22- 29 ماي 1967 ص43 . رينمين ريباو فى 23 ماي 1967).

كما أعلن خلال محادثة فى أكتوبر 1968: " لقد أحرزنا الى حد الآن على انتصارات كبرى لكن الطبقة المهزومة ستواصل التخبط و اذلك لا يمكن لنا الحديث عن انتصار نهائي حتى بالنسبة للعشرينات القريبة القادمة فلا يجب أن نتخلى عن يقظتنا . ان الانتصار النهائي لبلد اشتراكي ما لا يستدعي حسب وجهة النظر اللينينية جهود البروليتاريا و الجماهير الشعيبة الواسعة لهذا البلد فحسب و لكنها تتوقف أيضا على انتصار الثورة العالمية و على الغاء نظام استغلال الانسان للانسان من الكرة الأرضية مما يمكن الانسانية قاطبة من التحرر و تبعا لذلك فان الحديث بلا ترو عن انتصار نهائي لثورتنا خاطئ و مضاد لللينينية وهو بالاضافة الى ذلك لا يتطابق مع الواقع" ( من تقرير لين بياو الى المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني ، مقتطفات وثائق المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني بيكين 1969 ص 68-69 ) و حول هذا التقرير تقرير شو آن لاي الى المؤتمر العاشر ص5 : " كلنا يعلم أن التقرير السياسي المقدم الى المؤتمر قد وقع انجازه تحت اشراف الرئيس ماو الشخصي و قد حرر لين بياو بالاشتراك مع شين بوتا قبل المؤتمر التاسع تقريرا سياسيا يعارض مواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا... و يعتبر أن المهمة الأساسية بعد المؤتمر التاسع يجب أن تكون تطوير الانتاج ، انها طبعة أخرى و فى ظرف جديد للطرح التحريفي السخيف الذى مرره ليوتشاوتشي فى قرار المؤتمر الثامن و القائل بأن التناقض الرئيسي داخل البلاد ليس التناقض بين البروليتاريا و البرجوازية و لكنه تناقض بين " النظام الاشتراكي و قوى الانتاج الاجتماعية المتخلفة " و بالطبع فان هذا التقرير السياسي الذى أعده لين بياو و تشان بوتا رفضته اللجنة المركزية " ( وثائق المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني، الملاحظة حول المؤتمر الثامن) .

و قد أعلن الرئيس ماو فى 28 أفريل 1969 خلال الدورة الثانية لللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر التاسع : " قد يتحتم فى سنوات عديدة القيام بثورة " ( تابع ص4 من مجلة بيكين عدد51 ، ديسمبر 1975 ، ص5 هونغكى عدد9، 1975) . ونقرأ الآتي :" يلح الرئيس ماو دوما على ضرورة أن نكون واعين بالمدة الطويلة التى يستغرقها الصراع بين الخطين . و قد قال سنة 1971:" إننا نغنى النشيد الأممى منذ خمسين عاما و قد وجد فى حزبنا أناس حاولوا عشر مرات زرع الانشقاق ، فى رأيى هذا يمكن أن يتكرر عشر مرات ، عشرين ، ثلاثين مرة أخرى . ألا تعتقدون ذلك؟ أنا أعتقد ذلك على كل حال . ألن توجد صراعات حين ندرك الشيوعية ؟ أنا ببساطة لا أعتقد ذلك. إن الصراعات ستستمر حتى حينها، لكن فقط بين الجديد و القديم و بين الصحيح و الخاطئ." "

( إنتهى المقتطف)

( ناظم الماوي ، " لا لتشويه الماوية و روحها الشيوعية الثوريّة : كلّ الحقيقة للجماهير ! ردّ على مقال لفؤاد النمرى و آخر لعبد الله خليفة " صفحات 167 إلى 170، مكتبة الحوار المتمدّن )

و مؤسّسا على تجارب الأحزاب الشيوعية و الحركة الشيوعية العالمية و دروسها و عبرها و ما جدّ فى الإتّحاد السوفياتي من صعود التحريفيّة إلى السلطة و بالتالى صعود البرجوازيّة الجديدة إلى السلطة و تغيير لون الحزب و الدولة من حزب و دولة إشتراكيين إلى حزب و دولة برجوازيين و إعادة تركيز الرأسمالية هناك أواسط خمسينات القرن العشرين عقب وفاة ستالين ، و صراعات الخطّين التى عدّدنا أعلاه فى صفوف الحزب الذى كان يقوده بنفسه و إمكانية إنتصار التحريفيّة داخل الحزب الشيوعي الصيني ذاته ، جعل ماو تسى تونغ من النضال الصارم و المستمرّ ضد التحريفيّة كنزعة عالميّة هدّامة منافية للشيوعية الثوريّة واجبا و مبدئا على كلّ شيوعي وشيوعية مراعاته و تكريسه بجرأة و بلا هوادة فهو من " مبادئ الحزب الثلاثة حول الأشياء التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى يجب عدم القيام بها " الماويّة الشهيرة و المقصود بها ممارسة الماركسية و نبذ التحريفية ؛ العمل من أجل الوحدة و نبذ الانشقاق ؛ التحلى بالصراحة و الاستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس ، و كما نلاحظ على رأسها و الرئيسي فيها مبدأ ممارسة الماركسية و نبذ التحريفيّة .

و إثر وفاة ماو تسى تونغ ، طلع علينا أنورخوجا بكتابه السيّء الصيت " الإمبريالية و الثورة " مهاجما فكر ماو تسى تونغ على أنّه معادي للشيوعيّة محاولا تحويله إلى جثّة ميّتة فكان على الماركسيين – اللينينيين و بالخصوص أنصار الماركسية – اللينينية فكر ماو تسى تونغ حينها أن يتصدّوا للهجوم الدغمائي - التحريفي الخوجي الذى خرّب الحركة الماركسية – اللينينية العالمية بينما كان من المفترض شيوعيّا أن ينبرى أنور خوجا و حزب العمل الألباني ليرفع راية الماركسية – اللينينية التى كان ماو تسى تونغ فى مقدّمة رافعيها إلى آخر لحظة من لحظات حياته .
و حتّى صلب الماويّين ، فى العقود الأخيرة ، جدّت صراعات خطّين ضد التحريفية والدغمائيّة وإنحرافات خطوط ثبت فشلها المريع أو خطأها البيّن . ونحن فى المدّة الأخيرة ، علاوة على قيامنا بواجب النضال ضد الدغمائيّة و التحريفيّة فى صفوف الحركة الشيوعية العربيّة و العالميّة ، ألّفنا كتابا فى نفس الإتّجاه غير أنّه يُعنى بالأساس بصراع الخطّين صلب الماويين و عنوانه فى حدّ ذاته له دلالة واضحة " ضد الدغمائيّة و التحريفيّة ، من أجل تطوير الماويّة تطويرا ثوريّا " .
يصرخ واقع الحركة الشيوعية العربيّة كجزء لا يتجزّأ من واقع الحركة الشيوعية العالميّة من أجل مقاتلة التحريفيّة و تطوير علم الشيوعية تطويرا ثوريّا ضد الدغمائيّة و التحريفية و سلامة كيلة يُبعد الأنظار عن التحريفية برؤية مثاليّة إحاديّة الجانب لا تحطّ العين إلاّ على الدغمائية و تشطب تطوير علم الشيوعية و تأسره فى مرحلته الأولى، " الماركسية " لا غير . مرّة أخرى ، يفشل فى المسك بالحقائق المادية الموضوعيّة فشلا يزكم الأنوف .



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطوير ماو تسى تونغ للجدلية : التناقض هو القانون الجوهري للدي ...
- المادية الجدليّة وفق رؤية سلامة كيلة أم المادية الجدليّة الت ...
- - الشيوعية الجديدة : العلم و الإستراتيجيا و القيادة من أجل ث ...
- الماركسيّة منهج فقط أم هي أكثر من ذلك ؟ - النقطة 2 من الفصل ...
- - ماركسية مناضلة - نكوصيّة و مثاليّة ميتافيزيقيّة - النقطة 1 ...
- نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم - خطّان متعار ...
- من هو الشيوعي و من هي الشيوعية اليوم ؟- النقطة 5 من الفصل ال ...
- الأممية البروليتارية ليست التضامن بين بروليتاريا مختلف الأمم ...
- تشويه سلامة كيلة للعصر و تناقضاته – النقطة 1و2 من الفصل الأو ...
- مقدّمة كتاب جديد لناظم الماوي : نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلا ...
- لعقد مقارنة بين مواقف الشيوعيين الماويين الثوريين – أنصار ال ...
- تحرير فلسطين و أوهام الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللي ...
- الوطنيوّن الديمقراطيّون الماركسيّون-اللينينيّون و تأجيل الصر ...
- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون – اللينينيّون و اللخبطة ف ...
- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون بين الوطنيّ ...
- كيف يسيئ الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون – اللينينيّون ال ...
- من مضحكات مبكيات الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللين ...
- قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - الل ...
- بعض النقد لبعض نقاد الماوية - من الجزء الأوّل من كتاب - الو ...
- مقدّمة كتاب - الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّ ...


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - الماركسيّة ضد الدغمائيّة و التحريفيّة : نظرة سلامة كيلة الإحاديّة الجانب - النقطة 4 من الفصل الثاني من كتاب - نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية