أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاهان كيراكوسيان - فرسان المؤامرة الكونية















المزيد.....

فرسان المؤامرة الكونية


فاهان كيراكوسيان

الحوار المتمدن-العدد: 5319 - 2016 / 10 / 20 - 17:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرسان المؤامرة الكونية
أنا السوري الصاعد من فالق المتوسط، القادم من مسارح البصرى و تدمر و البتراء و القدس و كركلا، من بلاط أباطرة و ملوك بلاد الشام. أنا سوريّ الروح و الخيال، و لأنني ذرّة من مكوّنات بلاد الشام، لذا أرى من واجبي تلاوة شهادتي حول ما حصل و يحصل و ما سوف يحصل في بلدي الأوحد الذي لا بديل عنه إلى يوم القيامة. كم أنا فخور بِ هذا الانتماء المقدّس، كم أنا محظوظ لأن سورية هي أمي، أمًّ و لا كلّ الأمهات. سورية الجرن المقدّس الذي احتوى مكوّناتي، المختبر الأرقى الذي رتَّبَ مورثاتي. إني أرى العالم كله في سورية، سوريتي هي صندوق الدنيا، هي المرآة الكونية، الأم الكونية، لا بل هي سرّة الكون. سورية حين تنطق، تخرج الكلمات من فمها كما الأزهار التي تداعب موجات الأثير، حين تتنفس، تطرح عطر الياسمين من مسامات خلاياها الناعمة، حين تتأمل، تعطيك منظومة أخلاقية غاية في المحبة و العدل، منهجا فلسفيا و لاهوتا ربوبيا من أرقى و أعظم ما جاء به الإنسان خلال عشرات الآلاف من السنين. من رحمها خرجت بلاد الشام بِ حاضرتها الضاربة في عمق التاريخ، دمشق الحضارة، دمشق الفينيقي، الكنعاني، الآرامي، السرياني، دمشق ذات السواقي أو الجداول، كما تعني بِ السريانية. سورية قَدَّمَتْ شقيقتي أوروب عروسا لِ كبير آلهة اليونان ( زيوس )، و عَمَّدَتْ شمال المتوسط باسم ابنتنا أوروب ( أوروبا )، بلاد الشام قدَّمت أعظم اختراع على وجه البسيطة و الذي جعل الإنسان يقتحم السماء و المجرات غير المكتشفة، ألا و هو أبجدية رأس شمرا، بلاد الشام التي علَّمَت العالم الملاحة البحرية، و الغوص في أعماق البحار، اخترعت الديانة العشتارية بِ تراتبية متناهية في الدقة من حيث اختصاصات الآلهة و التي جميعها تخضع لِ الإلهة الأم عشتار. هذه ال- سورية هي واحدة من منارات شرقنا العجوز المطلوب تدميرها من قِبَل العقل الكوني، و المنارة الثانية المطلوب تدميرها هي بلاد ما بين النهرين، أمّا المنارة الثالثة المطلوب تحطيمها فَ هي بلاد النوبة. إنّ المنارات الثلاث آنفة الذكر إنْ هي سوى رؤوس مثلث إلهي أضلاعه بلاد الشام، بلاد ما بين النهرين و بلاد الفراعنة الأقباط. هذا المثلث هو ركيزة التوازن في هذا الشرق، لا بل ركيزة توازن العالم بذاته، رؤوسه هي مراكز استقطاب الضواحي التي تدور حوله بِ فعل تأثير الذبذبات غير المرئية المختزنة في أعماق حواضرها و جوهر ثقافاتها المُعْتَقلة، فَ بلاد الشام هي نواة الذرة التي مداراتها تخترق الأناضول شمالا إلى عمق امبراطورية إيفان الرهيب مرورا بِ أرمينيا، جورجيا، أوكرانيا، حدود الناتو و إلى قارة ابنتنا أوروب، و أيّ خلل في تركيب نواة الشام سَ يكون له ارتدادات مزلزلة في البلدان الواقعة على مداراتها. بلاد الأقباط هي نواة الذرة التي مداراتها تحتضن بلدان الشط الجنوبي من حوض المتوسط، و تمتد مداراتها إلى الشاطئ الغربي و الجنوبي من الأتلنتا و البحر الأحمر مع مضائقها شرقا، و أيّ عبث في توازن نواة الأقباط سَ يسبّب انزياحات قارية خطيرة. أمّا بلاد الرافدين فَ هي نواة الذرة التي مداراتها تذهب شمالا نحو الأناضول و شرقا نحو بلاد فارس و بلاد الهند و السند و الصين، و جنوبا نحو بلاد الحجاز و ممالك السبأيين و الخليج الفارسي و البحر الأصفر. إننا اليوم نشهد ارتدادات الهزات الانعكاسية في مدارات بلاد الرافدين، لأن العقل الكوني قد نَفَّذَ وعيده لِ بابل، و غرس مبضعه الليزري في نواة بابل، و أجرى عمليات جراحية مجهرية في النواة، و لذلك نحن أمام ملامح نتائج تلك العمليات و التي توحي بِ ولادة كيانات جديدة و تغييرات في حدود الكيانات القائمة، و اختفاء كيانات في المستقبل، و من النتائج أيضا يبدو ( و ربما بات من المؤكد ) اتساع قطر القوس المزركش التي يحاربها متآمروا سقيفة بني ساعدة، هذه القوس آخذة بِ التمدد في مدارات جديدة كانت موشحة بِ الرايات السوداء و سيوف الأنصار و المهاجرين، هذه القوس سوف تأخذ مسارات من باكستان، أفغانستان مرورا بِ الهند و الصين وصولا إلى بلاد الياجوج و الماجوج مخترقة الخليج الفارسي و مكة و يثرب. هذه القوس سَ تجنِّد ملائكة ابراهيم و طيور سليمان و أبابيل الرحمن، سَ تطيح بِ عروش ملوك و سلاطين و أمراء مدن الملح. إن فرسان المؤامرة الكونية لازالوا يحاولون مع نواة الشام، إنهم يحقنونها بِ المخدّر لِ إدخالها إلى غرفة العمليات فورغيابها عن الوعي، لِ يبدأ العقل الكوني بِ العمل الجراحي المجهري في بنية نواة الشام، لكنها، و لِ حُسْن الحظ، لا تستجيب لِ العقار المخدّر، و كل هذا الدمار الذي لحق بِ هيكلها الخارجي هو بِ سبب مقاومتها لِ تخريب جوهر نواتها، أنا أتمنى أن يتراجع العقل الكوني عن هدفه تجاه بلاد الشام، و أتمنى أن يكون قد أدرك مدى خطورة المضي في المؤامرة على سورية، لكن كما يبدو من المشهد العام الشامل المتضمن رؤس المثلث ( بلاد الرافدين- بلاد الشام- بلاد الأقباط، الفراعنة، )، و ما يحصل في هذه البلدان و البلدان الواقعة على مداراتها القريبة، كل ذلك يدلّ على أنّ فرسان المؤامرة الكونية ماضون في تنفيذ مخططهم حتى النهاية، لأنهم كما هو واضح، كانوا قد رتّبوا الأمور بِ دقة متناهية، و بِ شكل خاص في الداخل ( العملاء، الوكلاء، الخونة، الأنصار، المغفّلين، الحاقدين...إلخ )، و لأن الصورة هي كما هي في الواقع، فَ بدايات الزلازل على مدارات بلاد الشام قد استكملتْ، حشود الجيوش الجرارة من كل الأمم، و بشكل خاص حلف الناتو و روسيا ( إيفان الرهيب )، و اهتزاز المدارات الواقعة على بلاد ما بين النهرين قد بدأ، و استضافة بلاد النوبة إلى هذه الحفلة الدموية من خلال النفخ على مداراتها الغربية و الشرقية و الجنوبية. هذا المهرجان المدمّر سوف يُخْرِج اتفاقيات و معاهدات و تفاهمات جديدة تلغي تلك التي ولِدَت من أتون و جحيم الحربين الكونيتين، سوف تهزّ أركان العالم كله، و لن تبقى امبراطورية الشر قائدة لِ العالم في المرحلة المقبلة، و هنا عليّ أنْ أُشيّعكِ يا أمي الكونية، كما شَيّعتُ أمي البيولوجية قبل عقدين من الزمن إلى مثواها الأخير في مدينتي المقدّسة قامشلي، وداعا يا أجمل حلم رأته عيني، يا أجمل ياسمين لامست حواسي، وداعا يا هيكل حبّي الأول، يا أوّل كلمة خرجت من بين شفاهي، يا أوّل لحن تناهت إلى مسامعي، وداعا يا أوّل كتاب قرأته، يا أوّل قبلة لوَّنَت روحي، وداعا يا فرحي، يا حزني، يا ألمي، يا دموعي و ضحكتي، وداعا يا خيال روحي. إنني أبكيك يا أم الحياة، كيف لي أن أودّعكِ و أنت ساكنة بين ضلوعي، في كريات دمي، في صبغيات مورثاتي، كيف أودّعكِ و أنتِ خيال روحي؟ إذن إلى اللقاء يا سورية يا أمي الحبيبة، يا أمّ الكون، إلى اللقاء.
فاهان كيراكوسيان
20-10-2016



#فاهان_كيراكوسيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب يريد شوارب السلطان
- انهيار امبراطورية مردوخ
- ثورة الخفافيش
- المخاض التركي الطويل
- دمشق الياسمين
- تحالف الحضارات ضد العصابات
- عاصفة الأناضول
- أمريكا القدوة الحسنة أم....؟
- عليكِ يا سوريا السلام
- حرائق الشرق
- خلاص دمشق في أل - مو معقول


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاهان كيراكوسيان - فرسان المؤامرة الكونية