أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاهان كيراكوسيان - عاصفة الأناضول















المزيد.....

عاصفة الأناضول


فاهان كيراكوسيان

الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 00:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إنها آتية لا محال، هي عاصفة لا شكّ فيها، فَ إذا بدأها أردوغان على سوريا كما فعلت المملكة ضد اليمن، يعني أنه يشرّع أبواب الأناضول لِ الإنفجار و بذلك سَ تكون العاصفة في الأناضول، و في كل الأحوال النتيجة سَ تكون هي ذاتها. اليوم يقترب زمن هبوبها في العمق التركي، فَ العقل الكوني الذي خطّطَ لِ لعبة الدومينو هذه، نراه جالسا على العرش فوق إحدى طبقات السماوات السبع يراقب عماله و مريديه و هم ينفّذون المخطط. إنه أوجد عملا لنا قد يستغرق أكثر من قرن من الزمن لِ يتم استكمال بناء المنظومة الجديدة في الكرة الأرضية، لا بل في النصف الذي يضمّ قارات ثلاث كلية أو جزئية ( آسيا- أفريقيا- أوروبا ). إن هذا النصف من الكرة الأرضية تسبّب في مقتل مئات الملايين من البشر، و تشويه مئات الملايين أيضا من خلال الإعاقات الجسدية و الروحية، و تدمير بلدان و دول بِ الكامل. نحن لا نتحدث عن الامبراطوريات التي تصارعت قبل هبوط السماء إلى الأرض، لا نتحدث عن صراع و حروب السومريين، البابليين، الفراعنة، الفرس، الآشوريين، الطرواديين ، المقدونيين؛ إنما الحديث هو حول حروب الامبراطوريات المقدسة، تلك التي حملت آلهتها إلى ساحات القتل و القتال، تلك التي حظيت بِ مساعدة فيالق من جنود الله ترمي الأعداء بِ حجارة من سجّيل ( صواريخ جو أرض ) من فوق طبقة التروبوسفير، تلك التي حملت إشارات و رموز آلهتها على صدور و ظهور مقاتليها، و تركيا اليوم هي واحدة من تلك، فَ هي وريثة الامبراطورية العثمانية التي كانت وريثة الخلافة الإسلامية، و الخلافة قامت على مبادئ: دار حرب و دار سلام، مؤمن و كافر، الدين الحق و الأديان المشركة الباطلة نحن و هم. إن العقل الكوني جمع، قرأ، درس و حلّلَ كل ما أنزله الله على عبده، و كل ما قام به عبده و رسوله من أعمال و مواعظ و عجائب في صحارى شبه الجزيرة، و ما فعل خلفاؤه من بعده في سبيل الله من محاربة الخوارج و الكفار على حدّ سواء داخل و خارج حدود الصحراء. اليوم، و بعد أن تخلّص الآخر من سطوة السماء على بلدانهم و الانعتاق من دساتير و شرائع السماء، و ذلك من خلال اعتمادهم على دستور أرضي، مادي، بشري يخدم الإنسان بِ صَرْف النظر عن دينه، جنسه،لونه، عرقه، طوله و عرضه...، و راح يدقّق في وجود المؤمنين / الإسلام/ و تدفقهم إلى بلاد الكفر، و كيف أنهم يبدأون بِ الجهاد في بلاد الكفار التي لجأوا إليها و ينعمون بِ خيراتها التي تُقدّم لهم مجانا كَ معونات إنسانية من ضرائب الكفار، و يدّعون بِ أنهم هربوا من ظلم أنظمتهم، مع العلم كان الأولى بهم أن يهربوا إلى مسقط رأس الرسول - المملكة العربية السعودية- الدولة الأغنى في العالم، و مهد الرسالة المحمدية، و أيضا إلى دول الخليج الغنية و المسلمة، و إلى أندونيسيا، ماليزيا، تركيا، ألبانيا...إن ادعاءهم قد يكون خداعا، و قد تكون المسألة مدبّرة و مخطّط لها من قِبَل المنظمة العالمية الإسلامية، اللوبي الإسلامي لِ غزو بلاد الكفار عن طريق الهجرات المكثفة و الإنجاب الكَيْدي الأرنبي، و اعتماد مبدأ التقية، و إظهار أنفسهم بِ المضطهدين و ترويج مصطلح اسلامفوبيا الذي اعتمدته كل وسائل الاعلام العربية و الإسلامية (المرئية، المكتوبة، المقروءة والاكترونية ) و كأن الذين قَتَلوا أكثر من ثلاثة آلاف شخص في الهجوم الإرهابي على مركز التجارة العالمي في 11/سبتمبر، كانوا يرددون آيات من كتاب الباجافادجيدا الهندي، أو من تعاليم بوذا، أومن كتاب زراديشت، و كأن الذين يقطعون الرؤس اليوم و على الملأ يرددون مزامير داوود، أو موعظة الجبل، هل هؤلاء الناس في أوروبا و العالم هم إلى هذه الدرجة من السذاجة و الغباء بحيث لا يميزون بين حقيقة المنبع الروحي لِ الإرهاب، و الخوف المرضي من عقيدة الإرهابيين؟! لأ يا سادة لا يوجد شيء اسمه خوف مَرَضي (اسلامفوبيا) من الإسلام، إنما هناك خوف حقيقي منه حتى في الدول الإسلامية نفسها. تركيا اليوم أصبحت عبئا على أسيادها، فَ الظرف العالمي الذي نشأ بعد انتصار الثورة البلشفية في روسيا القيصرية عام 1917 لم يعد موجودا اليوم، فَ السيد مصطفى كمال استطاع التملص من معاهدة سيفر التي تمّ التوقيع عليهاعام 1920 من قِبَل دول الحلفاء و أرمينيا و تركيا، و التي نصّت وفْق قرار التحكيم من قِبَل الرئيس الأمريكي وودرو ويلسن" عودة الولايات الشرقية الست إلى أرمينيا مع ممر بحري آمن في ولاية ترابزون على البحر الأسود"، و قسم يتعلق بِ اليونان و الأكراد و الأشوريين و العرب، أي أن سيفر كانت سَ تنهي المسألة التركية مرّة و إلى الأبد، لكن السيد مصطفى كمال حصل على معاهدة لوزان عام 1923 بِ شروطه هو، و هذه المرة بغياب دولة أرمينيا، و تمت تسوية وضع الأناضول من وراء ظهر سيفر، و منذ ذاك التاريخ و الظروف الدولية تأتي دائما لِ صالح تركيا، فَ كانت هي المخفر الأمامي بوجه التمدد الشيوعي في الشرق و القاعدة العسكرية الأكبر ل حلف الناتو ضد حلف وارسو على حدود الاتحاد السوفيتي السابق و الحليف الاستراتيجي لِ دولة إسرائيل ضد الفلسطينيين و الدول العربية المواجهة ل إسرائيل، و صعدت تركيا إلى الذروة حين راحت الدول الأوروبية و أمريكا قبل ثلاث عشرة سنة بِ ضَخّ مليارات الدولارات إلى الداخل التركي ، و الذي أدى إلى انتعاش الاقتصاد بشكل ملحوظ، و كان الهدف الآخر من هذا الدفع الاقتصادي هو تعويم السيد أردوغان و الإسلام السياسي من خلال حكومته و حزبه، و بالتالي تسويق الإخوان المسلمين كَ إسلام وسطي، معتدل، لكن السيد أردوغان له رؤية أخرى لِ الموضوع، فَ هو يقارب المسألة بِ رمّتها من منظار الرسول و الخلفاء و الآيديولوجية الإسلامية، لذلك ينسى أو يتناسى بِ أنّ الأستانة هي القسطنطينية، و هي في طريقها إلى الدولة الأم / اليونان/ عاجلا أم آجلا، و أنّ لواء اسكندرون و مَن عليها هم سوريون وهم أيضا عائدون إلى الوطن الأم / سوريا / عاجلا أم آجلا، و أنّ جنوب شرق الأناضول هو جزء من وطن السريان و هو في طريقه لِ يُصار أقليما مستقلا لِ الشعب (الأشوري السرياني الكلداني)، و أنّ حلفاءه الأكراد لم يتنازلوا عن حلمهم في إنشاء دولتهم الخاصة بهم في الأناضول و هي قيد التشكيل، و أنّ الأرمن لم يتنازلوا عن دماء مليون ونصف المليون من شهدائهم الذين قضوا في أبشع إبادة لِ الجنس على يد الأتراك و حلفائهم الأكراد، و أن قرار تحكيم الرئيس الأمريكي وودرو ويلسن في طريقه لِ المحكمة الدولية لِ ينال الدرجة القطعية و المبرمة لِ التنفيذ إنْ آجلا أو عاجلا. أنا شخصيا لا أريد أن يحصل هذا القتل الشنيع و الدمار المريع الذي حصل و يحصل في وطني الحبيب سوريا، أنا أحبِّذ أن تسير الأمور بِ سلاسة و بِ طريقة سلمية دون إراقة قطرة من الدم، و أن يجري تسوية المسألة التركية في مؤتمر دولي و احتفالية عالمية مع منح جوائز نوبل لِ المحبة و الإنسانية و السلام لِ أصحاب هذا القرار التاريخي. أرجو ألاّ ينفجر الوضع المضغوط، و ألاّ تجتاح العاصفة قلب الأناضول، فَ العقل دائما هو زينة الرجال و تاج على رؤوس الحكماء، فَ هل سَ يكون سيّد الأناضول اليوم أحد هؤلاء الحكماء؟؟؟ أرجو ذلك.
فاهان كيراكوسيان 10-07-2015



#فاهان_كيراكوسيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا القدوة الحسنة أم....؟
- عليكِ يا سوريا السلام
- حرائق الشرق
- خلاص دمشق في أل - مو معقول


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاهان كيراكوسيان - عاصفة الأناضول