|
المستثمرون في معركة الموصل
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 5318 - 2016 / 10 / 19 - 16:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المستثمرون في معركة الموصل بقلم :- راسم عبيدات أمريكا كانت تماطل عن عمد وقصد في دعم الجيش العراقي في عملية تحرير مدينة الموصل آخر معاقل "داعش"،"داعش" التي ثبت أنها تتحرك بأوامر أمريكية - سعودية - تركية،ولكن أعطت إشارة البدء في تحرير الموصل مع اقتراب موعد الإنتخابات الأمريكية،لكي تكون عملية تحرير الموصل رصيداً انتخابيا للحزب الديمقراطي الأمريكي يعزز من فرص فوز مرشحته هيلاري كلينتون في تلك الإنتخابات،ولا شك بأن هناك الكثيرون من الطامعين في الموصل،فتركيا لا تخفي أطماعها في الجغرافيا السورية والعراقية،ولذلك لجأت الى إحتلال معسكر بعيشقة في قضاء الموصل،وكانت تصر على المشاركة في معركة تحرير الموصل على غير إرادة العراقيين،وتعتبر أن بقاءها في معسكر بعشيقه وسيطرتها على بلدات "جرابلس" و"دابق" السوريتين،بعد مسرحية انتزاعهما من "داعش" تندرج في صلب الأمن القومي التركي،وحقيقة الأمر غير ذلك فتركيا،في احتجاجها على اتفاقية لوزان عام 1923،بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى 1918،كانت تعتبر ولاية الموصل والتي تضم اربيل وكركوك والسليمانية جزء من أراضيها،وكذلك حلب السورية،ولذلك هذه الأطماع التوسعية التركية القديمة الجديدة،تثبت بأن تركيا ضالعة في الإرهاب والعدوان على سوريا والعراق،وأحلامها التوسعية على حساب الجغرافيا والدم العربي لم تتوقف،وكذلك الأكراد هم أيضاً من الطامحين في الموصل بالسعي من خلال المشاركة في عملية تحريرها الى اقتطاع جزء من محافظة نينوى وضمها الى اقليم كردستان. لا يوجد مشكلة للأمريكان مع تحرير الجيش العراقي للموصل ولا مع تحرير الجيش السوري لمدينتي الرقة ودير الزور،امريكا سياستها تقوم على إحتواء الجماعات الإرهابية من "داعش" والنصرة" وليس اجتثاثها،وأي اتفاق مع الروس والسوريين بفصل "النصرة" عن بقية الجماعات الإرهابية في شرق حلب او الموافقة على المشاركة في قصفها عسكرياً،او اخراجها من هناك،تريد أمريكا أثمان ذلك سياسياً،بأن تتولى المسؤولية عن شرق حلب،القوى السياسية المرتبطة بها،والمغلفة بقوى سوريا الديمقراطية او سوريا الجديدة،أما بالنسبة ل "داعش" العابر للجغرافيا العراقية والسورية،فأمريكا تريد استخدامها من أجل إطالة امد الحرب في سوريا،وتريد مقابل التخلي عنها أو تفكيكها وتدميرها ترتيبات امنية وعسكرية في سوريا والعراق،وفق مخطط يضمن لأمريكا نفوذها ومصالحها،ويضمن امن ومصالح اسرائيل بالدرجة الأولى. أمريكا تقول بشكل واضح نحن نقايض ونتخلى عن "النصرة" و"داعش" او نسهل القضاء عليها،وبأن يكون هناك استقرار امني وسياسي في سوريا والعراق مقابل أن تكون منطقة ما بين النهرين دجلة والفرات،والتي تصل مساحتها الى اكثر من 125000 ألف كيلو متر مربع تحت السيطرة الأمريكية،ففي هذه المنطقة نصف البترول السوري وربع البترول العراقي،بالإضافة الى كونها مناطق زراعية خصبة جداً محاطة بالجبال الشاهقة،والأهم من ذلك هي منطقة عدد سكانها لا يتجاوز المليون شخص،ويسهل السيطرة عليها،وتكتسب اهميتها الإستراتيجية من كونها تشكل حاجز سد وقطع ما بين ايران والعالم العربي،فمن جهة تمنع التواصل بين ايران ولبنان،ولبنان هناك اهمية كبيرة للتواصل معه،حيث حزب الله اللبناني،الذي يشكل الخطر الأساسي على وجود دولة الإحتلال،وكذلك تقطع تلك المنطقة التواصل بين دول محور المقاومة سوريا وايران،وفي الجوانب الإقتصادية والتجارية،هي ممر إلزامي اقتصادياً لأنابيب النفط والغاز بين إيران والعراق نحو البحر المتوسط، واستطراداً هي ممر نهائي لأي ترتيب صيني إيراني للوصول التجاري نحو المتوسط،وبالتالي هذا ثمن مقبول أمريكياً مقابل عدم السيطرة الكاملة على سوريا والعراق،وهذا يشكل حماية للأمن والوجود الإسرائيلي في المنطقة،وخصوصاً أن تلك المنطقة كبلد للحضارات مرتبطة بالملك الآشوري نبوخذ نصر وهدم الهيكل والسبي اليهودي الأول. روسيا وأمريكا تنبهتا جيداً لأهداف امريكا الخبيثة من عملية تحرير الموصل،فهي أرادت ان تحرك "داعش" نحو الرقة السورية،لكي تستمر في استنزاف الجيش السوري واضعافه،فاعلنت سوريا وروسيا ان أي محاولة لتصدير "الدواعش" نحو الأراضي السورية ستجابه بحسم وسيتم التصدي لها عسكرياً،وبالفعل جرى قصف أرتال من عربات "داعش" المتجهة نحو سوريا بواسطة الطيران السوري والروسي. من المؤكد بأن حلف المقاومة من موسكو وحتى الضاحية الجنوبية سيسقط الأحلام الأمريكية – التركية - الخليجية العربية – الإسرائيلية البريطانية والفرنسية الطامحة في المنطقة العربية،فهي إن نجحت في تدمير ليبيا والعراق وسوريا،لكن بعد تحرير الموصل وحلب سيكون العالم العربي في قلب معادلات وتغيرات وتحالفات جديدة. من بعد معركتي حلب والموصل،وفي ظل المتغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم،المتغيرات الجيوسياسية الناتجة عن استعادة روسيا لدورها الكبير على الصعيد العالمي،حيث نشهد التراجع في الدور والسيطرة الأمريكية على العالم،وبروز عالم القطبية المتعددة،والذي تشكل روسيا احد أقطابه الأساسية،وتشكّل الحروب الدائرة في سورية والعراق واليمن ساحة التفاعل الحادّ للصراع القديم المتجدّد من أجل السيطرة على الشرق وعلى موارد الطاقة. وسينتج عن هذا الصراع صعود قويّ لروسيا وإيران ودول مجموعة «بريكس» من جهة،ومن جهة أخرى سينتج تراجع لحجم النفوذ الأميركي والأطلسي ولبعض الدول العربية التي انساقت في مسار السياسات المعادية لبلادنا ولمعظم الشعوب العربية. إننا على قناعة تامة بأن سوريا والعراق ستنتصران في حربهما على القوى الإرهابية،وكذلك هي اليمن،وإننا بعد معركتي حلب والموصل سنكون امام متغيرات كبيرة تمهد لإنبعاث المشروع القومي العربي من جديد.
القدس المحتلة – فلسطين 19/10/2016 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قرار -اليونسكو- .....انتصار للحق الفلسطيني
-
بلدية الإحتلال....وتصريحات مائير ترجمان
-
القدس......عام على الهبة
-
الروس صلابة في السياسة والحرب
-
الغرفة التجارية في القدس الى أين...؟؟؟
-
لماذا كل هذا التقاطر العربي والفلسطيني للمشاركة في جنازة -بي
...
-
إغتيال الحتر ليس استثناءاً وهو سياسة وليس دين
-
خطاب نتنياهو.....تمرين في العبثية
-
ما بعد الأخوين بلبول والقاضي
-
المصالحة الفلسطينية...... مبادرة ومبادرة مضادة
-
القدس...... عودة لتصدر المشهد
-
الأسد :- لا مساومة على سيادة سوريا
-
في ذكرى أوسلو المشؤوم ..؟؟؟
-
عيد.....أسرى مضربين ...وجثامين محتجزة....وعرب منقسمين
-
القدس ليست -الشماعة- لقرارتكم وتاجيل إنتخاباتكم
-
خطة -الرباعية العربية- توحيد لفتح والمنظمة ...أم ماذا ..؟؟
-
من حلب ......ترسم التسويات
-
سوريا ....محور قمة العشرين في بكين
-
مهازل إنتخابية....مرشحات بدون أسماء
-
لماذا لم تنتصر الحركة الأسيرة لذاتها وللكايد...؟؟؟
المزيد.....
-
الإسكندرية: تآكل السواحل يهدد المدينة ومبانيها بالانهيار
-
محمود يزبك : -أول مرة نسمع أن حماس منفحتة على نزع سلاحها لكن
...
-
عباس عقيل : -موقف ترامب يؤشر الى تبدل في توجه الرئيس الاميرك
...
-
هبة البشبيشي: - هناك سعي من حميدتي لفصل اقليم دارفور-
-
أوكرانيا: جهازا التحقيق والادعاء يعلنان عن كشف مخطط فساد للك
...
-
مصر.. حملة توقيفات لصانعي محتوى في اتهامات بنشر مقاطع -خادشة
...
-
ماذا يعني دخول قطاع غزة المرحلة الثالثة من التجويع؟
-
مخاطر يواجهها غزيون في أقصى شمال القطاع في رحلة البحث عن الط
...
-
معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن
...
-
عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|