أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - في ذكرى استشهاد جدي الحسين (ع) لنتخلق بأخلاقه أكثر من البكاء عليه














المزيد.....

في ذكرى استشهاد جدي الحسين (ع) لنتخلق بأخلاقه أكثر من البكاء عليه


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 5312 - 2016 / 10 / 12 - 17:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ذكرى استشهاد جدي الحسين (ع)
لنتخلق بأخلاقه أكثر من البكاء عليه

• تأملات تسهم في بناء بلد معاصر ذي مستوى حضاري

عمار طلال*
دأب العراقيون على إحياء التعازي الحسينية، تأنيبا للذات التي خذلت سبط الرسول، حد التطبير تكفيرا عن لحظة جبن، تنكروا فيها لعهود قطعوها بينهم وبينه، في مراسلات مستفيضة، تنصلوا منها؛ أمام جيش يزيد، وكان ما كان من واقعة "الطف" الشهيرة، التي لم تبقَ من تفاصيلها معلومة لم تتناولها الدراسات والقراءات المنبرية والاحاديث الشفاهية.
لكن ما بقي وجوب الخوض في قيمه ومعانيه، هو السؤال: لماذا نبكي على الحسين؟ وأثناء البكاء، هل تأملنا في أبعاد ثورته، وأسبابها؟ هل طرقنا أبواب الموقف، لمعرفة السر الكامن وراء حماسة قبائل عراقية دعته للحضور كي يتسلم الخلافة، بموجب المواثيق المبرمة سابقا، بين أخيه الحسن بن علي.. عليهم السلام، وبين معاوية، لم يلتزمها!

قبائل الدعوة
إذن ثمة منظومة قيمية، تداولتها القبائل التي دعت الحسين.. عليه السلام للحضور، شبه أعزل، إلا من سيوف في أغمادها، ورجال لا يتجاوزون 72 فارسا، ومعه العيال.. القدوم بالعيال، يدل على أنه جاء الى وضع مستتب، لم يتوقع حربا، وإن نشب شيء من قتال، ففي جيوب أموية، بين أركان الكوفة، تتكفل القبائل التي دعته للخلافة بمعالجتها، من دون أن يصله شظى من نارها.
التداعيات التي وضعته بمواجهة جيش إنبثق فجأة يتجحفل مجرجرا الآلاف من الجنود، إنضم إليهم بعض ممن دعوا الحسين للمجيء، وفي أهون الأمور وقف البعض على الحياد، أوان لا حياد في الموقف، بعد أن دعوه، وتركوه يواجه قدره وحيدا، يستجير بمن ينصره.

وعي وثاب
تلك القضية تضعنا أمام مشكلة كون الوعي الوثاب الذي أملى على العراقيين، ضرورة، الطلب من الامام الواجب الطاعة شرعا، تسلم الخلافة، عجز هذا الوعي عن الدفاع عما يتوجب إلتزامه، فتراجع الفكر أمام السيف، ليظل الحسين وحيدا، يدافع عن موقف فرد، وكان بإمكانه ان يبايع ببساطة، حين وجد دعاته قد خذلوه، ويحسم القضية، عائدا الى المدينة معززا! مع جملة ملاحظات إيمانية، كانت ستنبثق من حوله، سبق ان تحملها الامام الحسن.. عليه السلام، عندما أدرك واقعا شبيها بما آل إليه الموقف، ليلة العاشر من محرم 61 هجرية، بالحسين وأهله وأصحابه.
تلك هي تنائية الوعي والشجاعة، بالفهم المعاصر، الذي عمل بموجبه الحسين.. عليه السلام.. حينها، القتال في سبيل المبادئ وإدامة المعنى الحق للإيمان، وتحقق ذلك فعلا بإستشهاده.
لكن نعود للتساؤل: لو لم يتنصل دعاة الحسين لمواقفهم، أما كانت ستقوم دولة عدل وحق تعود بنا الى زهد الرسول (ص) والخلفاء الراشدين (رض) بمثالية، لا مظاهر بذخ وسلطان وتكلف وجوار وقيان وطرب وترف، يزيد الفقير جوعا والمرفه شبعا!؟ وكان العالم الاسلامي سيتدفق عظمة تفوق بلوغه الصين أفقا وتطال أقطار السماوات، بأسباب العلم والمعرفة والتقوى، كما وعد الله.. سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، وأختزلت الإنسانية قرونا من العلم، نحو التقدم تسارعا...

تسارع معرفي
هذا التسارع المعرفي المفترض، لو أن الخلافة دالت لإمام الحسين.. عليه السلام، إنثلمت أركانه بإنحراف الدولة الاموية بعد ان توطدت لها السلطة، عند إستشهاد الحسين، بإعتباره آخر عقبة تذكرها بتعاليم الله وسيرة الرسول والخلفاء الراشدين، لتجد نفسها في حل من إلتزامات الاسلام، إقترابا من مديات السلطة وبطر الثراء.
من هنا تفجر بركان الندم في الكوفة، وتالبت العشائر، مجددا، بعد فوات الأوان.. وكما تقول العرب: "لات مندم" إذ فرطوا بالفرصة الدقيقة، المتزامنة مع توقيت واجب الفعل، متوجهين الى ما سمي في ما بعد "ثورة التوابين" بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي سنة 65 للهجرة، اي بعد اربع سنوات من "الطف".
تمكنت الدولة الأموية من وأد "ثورة التوابين" بسهولة، كما أجهزت في ما بعد على ثورة المختار الثقفي، ذات الابعاد السياسية الصرف، التي تعكزت على نتائج "الطف" وكانت أكثر تنظيما؛ فحققت نتائج أبلغ أثرا...
وكل هذا، ما كان منه ندما لخذلان العراقيين للحسين، أم تصديا لآل أمية، في السباق نحو "عرش الخلافة" يدعونا للتأمل في مبادئ الحسين، وأخلاقه، عندما يقاتل ويستشهد، في سبيل أناس خذلوه ولم يشأ أن يتخذهم ذريعة في التنصل من مبادئ الاسلام، خذلانا، بل ثبت على الموقف نظير قوم لم يثبتوا، واصلا ما قطعوا، متقدما في ما تراجعوا عنه.
لذا علينا ان نتخلق بأخلاق جدي الحسين.. من كان علويا منا ام مسلما أم مؤمنا من ديانات الله كافة، فالمعنى المطلق للإنتماء الحقيقي للذات يبدأ من الإلتزام السلوكي.. الشخصي، ليندغم بالمجموع العام.. للدولة والمجتمع؛ وهذا من شأنه الإسهام في بناء بلد معاصر، ذي مستوى حضاري رصين، فقط لو أحسنا تطبيق المواعظ الحسينية، على الواقع الميداني الحاضر، مكثرين من التأمل ومخففين من لوعة البكاء المفرط!
• مدير عام مجموعة السومرية



#عمار_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدوائر الانتخابية.. سبيل العراق للخروج من الأزمة
- الكماشة التركية.. طبخة زيباري.. تجهّز على نار العيد
- أردوغان الدرس
- مثل أعمارنا التي أكلتها الحروب عيد بلا تهانٍ طوته الإنفجارات
- الزمن يعيد إستنساخ الواقع تظاهرات ساحة التحرير وثورة العشرين ...
- تأملات في شجرة العائلة شرف الإنتساب الى أخلاق علي (ع)
- معركة أحد.. درس الفلوجة
- رمضان والصحافة -في البدء كانت الكلمة-
- السومرية بمواجهة -داعش-.. والآخرون هم الجحيم
- نحو حياة حضارية مثلى الحكومة قطار عاطل والشعب ينتظر السفر
- فيلسوف في HNO3 أتم الله وعد الصدر في 9 نيسان 2003
- الخدمة الالزامية نسف للديمقراطية إستأثروا بفيئنا وجعلوه دولة ...
- النزاهة الإمامية.. و... للفساد مهدٍ منتظر يمحوه
- الكل في العراق مستفيد عدا الشعب... لحى صناعية قاتلة.. لحى طب ...
- بميلاد محمد.. حل روح الوحي بيننا
- حسين القارات
- عالم بلا داعش
- يوتوبيا العراق
- قواعد ذهبية للخلاص
- التقسيم حلا.. أعصبوها بلحيتي


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - في ذكرى استشهاد جدي الحسين (ع) لنتخلق بأخلاقه أكثر من البكاء عليه