أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمار طلال - رمضان والصحافة -في البدء كانت الكلمة-














المزيد.....

رمضان والصحافة -في البدء كانت الكلمة-


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 5194 - 2016 / 6 / 15 - 21:26
المحور: المجتمع المدني
    


رمضان والصحافة
"في البدء كانت الكلمة"
عمار طلال*
أكملنا اليوم، تمام الضلع الاول من شهر رمضان المبارك، إستنفدناه بالصيام والصلاة والقيام، مستعدين للضلعين المتبقيين من مثلث الشهر الفضيل؛ إبتهاجا بالإيمان الذي سيسفر عن عيد فطر سعيد، وتحولات أمنية وإجتماعية ومعيشية، طيبة للمؤمنين بأن الله يكفل قدرهم.. يسعون وجلال الرب يبارك خطواتهم.. يربي الصدقات ويديم المعروف.. إن شاء العلي القدير.
رمضان في تراتبية أشهر السنة الهجرية، يتوافق هذا العام، مع منتصف حزيران، في السنة الميلادية، الذي يصادف عيد الصحافة العراقية.. 15 حزيران 1769، ذكرى صدور العدد الاول، من جريدة "زوراء" بورقة واحدة، صفحة باللغة العربية والأخرى بالتركية، تعنى بنشر الفرمانات العثمانية وأخبار الدولة، عهد حكم الوالي مدحت باشا لبغداد.
يحث رمضان على التراحم وترويض الغرائز والتكافل الاجتماعي، إنتهاءً بالعيد الذي يزيح الضغائن وينقي الأنفس ويرتقي بالذوات الإنسانية المؤمنة.. ينتشلها من فطرة التردم في مهاوي دركات التكالب على الدنيا الفانية؛ لتحلق في جمال فضاءات الإيمان النزيه.. فضاء مرهف، التحليق فيه سحر ينعش الوجدان ويطمئن الروح.. حينها تتساوى فواصل البرزخ بين الطمأنينة المطلقة والخوف المستبعد.. "سلام هي حتى مطلع الفجر" فالرب يرعانا دنيا وآخرة، وهو يقرر الأرزاق والأعمار وطول الباع وقصر البصيرة.
أما الصحافة العراقية، التي تعيش عرس ذكراها الـ 147 هذا اليوم، بتجديد الولاء لقضايا الناس وهموم الشعب من دون إغفال أهمية تقويم عمل الحكومة ورجال السياسة والاقتصاد بل حتى المشتغلين في الشؤون الاكاديمية والخدمية والجمالية.. الكل بحاجة لسلطة الصحافة كرقيب رابع.. مقوم، يحمي المرء من نفسه الأمارة بالسوء، ويحبب إليه الفعل النزيه والرزق الحلال، والمواظبة على العمل الجاد، ويعبئ الراي العام لموقف جمعي أمثل.
وهنا يلتقي الدين.. رمضانيا، مع الدنيا صحفيا، وبالتالي الوصول الى "يوتوبيا – جنة على الارض" وسعها أرواحنا المؤمنة بالكلمة، فالكلمة التي تستخدمها الصحافة، هي ذاتها معجزة الرسل.. عليهم الصلاة والسلام.. قرآن محمد وإنجيل عيسى وتوراة موسى وزبور سليمان ومزامير داود وكنزاربا يحيى المعمدان.. بل حتى الديانات الوضعية، كالمجوسية "المزدكية والمانوية والزرادشتية" والتاوية والبوذية وسواها، لها كتب تلتقي أفكارها مع المقدسات المنزلة وصحافتنا الحاضرة.
فالكلمة مفتاح السر الذي يحرك وعي المجتمعات؛ لذلك أنتهجها الرب، قبل عبيده في توجيه المجتمعات للصلاح؛ وإلا فليس متعذرا عليه.. تقدس جلاله، أن يهدي من يشاء، من دون خطاب رباني الى البشر؛ لكنه شاء أن يبقي الحوار مفتوحا، بين الإنسان وعقله، من خلال العناية الإلهية التي تقوم أركان الخطاب بتعزيز الجدل المعرفي، مثلما أقر بذلك الماديون في "ديالكتيكهم" والمثاليون، في تاريخية هيجل.. الفيلسوف الألماني، الذي قال بأن التاريخ محرك تلقائي لتطور الحضارات وتطور الإنسان فيها، في حين الشيوعيون يرون بالمادة محركا "منهجيا – ديالكتيك".
ما يعني أن أي تطرف فلسفي وإقتصادي، لن يخرج عن فلك الكلمة، بإعتبارها المجس الأبلغ الذي علمنا الله ان نوظفه في التثقيف لتعبئة الناس، نحو خدمة القضايا المرادة.. دينيا وإعلاميا.
فالإسلام يقول بالكلمة: "إقرأ" والمسيحية تقول: "في البدء كانت الكلمة" مرورا باليهودية والمندائية، وحتى البوذية، في وصف بليغ لذات الله: "إذا رأيت في الأفق لألاء ألف شمس، فقد يشبه ذلك جلال الله".
• مدير عام مجموعة السومرية



#عمار_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السومرية بمواجهة -داعش-.. والآخرون هم الجحيم
- نحو حياة حضارية مثلى الحكومة قطار عاطل والشعب ينتظر السفر
- فيلسوف في HNO3 أتم الله وعد الصدر في 9 نيسان 2003
- الخدمة الالزامية نسف للديمقراطية إستأثروا بفيئنا وجعلوه دولة ...
- النزاهة الإمامية.. و... للفساد مهدٍ منتظر يمحوه
- الكل في العراق مستفيد عدا الشعب... لحى صناعية قاتلة.. لحى طب ...
- بميلاد محمد.. حل روح الوحي بيننا
- حسين القارات
- عالم بلا داعش
- يوتوبيا العراق
- قواعد ذهبية للخلاص
- التقسيم حلا.. أعصبوها بلحيتي
- كهنة المشارف
- إصلاحات فضائية تمهيدا لليأس.. العيد يتلاشى في ساحة التحرير
- قرابين الحضارة إنتحار جماعي للحكومة والشعب
- -الحمار مخرجا- دولة البنك الذي إستولى عليه اللصوص
- تهوية سياسية.. -هذا الشعب وحده طلع لا تركب الموجة-
- الذئاب التي تحرسنا أكلت كل شيء
- مياه الحكومة المعدنية تسيل في أنابيب زجاجية شفافة
- شَرِبَ العربُ نفطَهم.. واضعين (الهوز) في الأفواه


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمار طلال - رمضان والصحافة -في البدء كانت الكلمة-