أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - مَن أيقظَ الوحشَ؟














المزيد.....

مَن أيقظَ الوحشَ؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5308 - 2016 / 10 / 8 - 02:31
المحور: كتابات ساخرة
    


أعرفُهُ، إنسانا مسالما، رافقته مغتربا، وكان باعث سلام، وكانتْ أفضلُ نشاطاتِهِ في الغُربةِ إصلاحَ ذات البين ، وهو من أنصار، الحكمة التي تقول:
إن جابي الحقوق جميعها هو الله.
فقد كان شيخا وواعظا، على الرغم من صغر سنه، وكان دائما يُردد هذا البيت :
ولقد أمُرُّ على اللئيم يسبني فمضيتُ ثُمَّتَ قلت لا يعنيني
كنتُ أتمنى أن أكونَه لرأفته وحلمه الواسع!
ما الذي غيَّر صديقي المُسالم، عندما حطّ رحالَه وسط قومه وعشيرته، من عاشقٍ للوئام، إلى باحث عن الحرب والخصام؟ من المسؤول عن ميلاد الوحش في داخله، مما جعله يمزِّقُ لحم إخوته وأبناء عمومته، بسبب قطعةِ أرضٍ، وجدار بيت؟
هناك بالتأكيد أمرٌ خطير أدى إلى ذلك، هل هو الذي وصفَهُ طرفة بن العبد؟:
وظلمُ ذوي القُربَى أشدُّ مضاضةً... على المرءِ من وَقْعٍ الحسامِ المُهنَّدِ.
أم أنه الجو العام في أي مجتمع من المجتمعات القبلية، ومقولة: " كن ذئبا وسط الذئاب"؟
العنف اليومَ هو لغة مجتمعنا، يمارسه الصغير والكبير، وليست هناك برامج لإزالة العنف من النفوس، فمعظمُ الفنون مُحرَّمةٌ، أو شبهُ محرمةٍ، وتحولت الرياضات البدنية، والنفسية إلى مجالس للنميمة، وأصبح السيدُ في مجتمعنا هو من يملك المال، وغاب أهلُ القيم والمكرمات، وصار الناسُ يسمون الواعين والمثقفين تارة ، مساكين، وطورا، مجانين، يعيشون في غير عالمهم، وفي رأي آخر، هم تافهون لا يفهمون الحياة ! من السهل أن يصبح الإنسان (وحشا) كاسرا ، ومن السهل أن يغدو الأطفال عنيفين ، ومن السهل أن تتحول الأسرُ الوديعةُ إلى كتائبَ حربيةٍ ، ولكن من الصعب أن يصير الإنسان مسالما، ودودا، عطوفا، رحيما، فمنذ الخليقة، وحتى اليوم، حاولت جميعُ الأديان السماوية أن تُغيِّر الإنسان من وحشٍ إلى كائن أليفٍ، أنيس، ولم تنجح حتى اليوم، بل وُظِّفتْ الأديانُ للإرهاب!
استعدتُ بيتَ الشاعر الفَكِه، دعبل الخزاعي، لكي أهربَ من صورة الوحش الكامن في داخلنا:
وفي الهيجاء ما جرَّبتُ نفسي ولكنْ في الهزيمة كالغزال
أكمل أحدُهم، يقال، إنه سوريٌ من حوران البيتَ السابق بأبيات أكثر فكاهة، قمتُ بتعديلِ بعضها، فقال:
(إذا هربوا سبقتهمو جميعا وإن هجموا فقد وفّرتُ حالــــــي
إذا جربتُ نفسي كنتُ شهما أصيحُ بملء صوتي لا أُبالـــــي
وقد شاهدتُ صرصارا صغيرا فلم أهرب ولا سلمتُ حالــــــــي
إلى أن جاءني مددٌ عظيمٌ من المولى الكريم بلا جـــــــدال
فألهمني بأن أُلقي بنفسي وأن أهرب على قمم الجبـــــال
ولي عزمٌ يشقُّ الماء شقّا ويمعسُ بيضتين على التوالي
ويقطع خيط قطن بعد شدٍّ إذا ما الخيط كان على انحلال
وأن أدخل على الصيصان يوما أدوسُ كبيرها تحت النِّعـــــال
ترى الفئران تهرب من أمامي إذا ما أبصَرَتْ يوما خيالــــي
وتلك مزية الشجعان مثلي يفرُّ عدوهم قبل النّـــــــزالِ)



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يحدث إلا في أوطان اليأس!
- هل التجارة خساسة؟
- الكلام المهموس مسموع
- أطباء آخر زمن!
- هل الزواج العربي زواج؟
- بيت الطاعة العولمي
- الأنبوش والأنابيش
- ورم الزعامة عند الفلسطينيين
- زعماء المكارثية الثقافية في إسرائيل
- الحل الاستيطاني النهائي
- مجازر نيس، والكراده، وباريس!
- القواقع القبلية في فلسطين
- جعفر الإفريقي، ابن قاهر الامبراطورية
- كيف كنتُ آكلُ البطيخ؟!!
- انتهاء صلاحية الإنسان العربي
- مقال مرفوض بمناسبة الأعياد اليهودية
- في فقه العلاقات الإسرائيلية الروسية
- لماذا تسعى إسرائيل لإفشال مؤتمر باريس؟
- تسونامي ليبرمان الجديد
- هل غزة فاشستية؟


المزيد.....




- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...
- مراكش.. المدينة الحمراء تجمع شعراء العالم وتعبر بهم إلى عالم ...
- حرمان مغني الراب الإيراني المحكوم عليه بالإعدام من الهاتف
- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...
- مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام ...
- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - مَن أيقظَ الوحشَ؟