أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دعد دريد ثابت - نكتشف لاوعينا كل ليلة حين ننام ليعود وعينا ليسلبنا لائه حين نستيقظ!














المزيد.....

نكتشف لاوعينا كل ليلة حين ننام ليعود وعينا ليسلبنا لائه حين نستيقظ!


دعد دريد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 5305 - 2016 / 10 / 5 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يؤكد المختصون من العلماء والأطباء وغيرهم، من أن النوم هو راحة الإنسان من ضجيج وعيه والعالم ليأخذ نفساً من بضع سويعات للهروب وتجديد الطاقة الجسدية والنفسية للإنسان.
برأيي وقناعتي بعد تجربتي الشخصية، أن النوم بلاء وكارثة. فهو يسبر بنا الى عوالم الرموز العبثية، الى بواطن الأنا السرية، الى أصول كل شئ وبدون أن نستطيع أن نمسك ببداية أي شئ ونفكك جزيئة الوعي الأولى. بل تزداد الأمور غموضاً كما لو أننا نشم رائحة ولا نتذكر أين شممناها هل كانت رائحة حنان أم عبير ذكرى أول وعي لحزن يكون عذراً لدموع ذرفناها؟
أو نرى شخصاً ولانعرف لماذا هو مألوف بالرغم من أننا على يقين أننا لم نلتقيه سابقاً في وعينا الذي يزيف لنا الكثير من الحقائق بل ويخفيها عنا، وبالرغم من نسيان وعينا له، يبقى أليفاً بوجهه أو بإيماءته أو رائحته ولا نعلم لماذا؟
او حين نحاول بأقصى جهدنا تذكر مفردة بساعة غضب أو إنفعال لحبيب أو قريب ظننا أنه أقرب الينا من ظلنا بل هو الروح بعينها، ولاتسعفنا الذاكرة عن إيجاد هذه المفردة اللعينة والتي نعتقد أنها ستختزل كل جرحنا فيها ووهم ظننا بأننا أخيراً وجدنا معنىً لنهاية غربة الأنا!
أو إسم شخص فارقناه منذ زمن لظروف التغرب القسرية والحروب عبث الإنسان اللاواعي لوعي ماهو آل اليه. شاركنا بعضاً من أفراحنا وأتراحنا، هكذا وبكل بساطة ننسى اسمه. وكان اسمه في يوم مضى بعيد بزمننا المحدود الأفق وجزء من لحظة تهزأ بنا، من عمر هذا الأزل، مقترن بنا وبجذورنا التي ظنناها كذلك.
فكلما أظن أنني سأصل بنومي أو موتي المؤقت، لفك رموز مسمارية هذه الإحلام. أصرخ وأتجادل معي أحياناً بصوت عالٍ، أضحك وأبكي لأستيقظ بعدها، وأنا في البداية، منهكة قلقة كما لو كنت بدولاب الهواء. مرة أترك وعيي ليتسلمني لاوعيي، والعكس صحيح. وهكذا دواليك، أبقى معلقة بين سماء وأرض تختلط الوانها وتمتزج ولا تنطبقان أبدا بالرغم من هذا الإمتزاج. حائرة مابين محاولة فهم وإدراك ذاتي، على الرغم من بساطتها لأول وهلة، ولكن حينما أفككها لأعي أسباب كل ذلك، أعود لنفس المأزق والصراع من الدوران حولها بدون الوصول لنتيجة، بالرغم من حاجة الجسد لهذا النوم اللعين ليعود اللاوعي ليسيطر علي ويملؤني ضجيجاً، هو أسوأ من ضجيج العالم ووعيه أحياناً.
لعل نقطة إلتقاء الوعي باللاوعي وبداية إدراك مغزى إن كان هناك مغزى، لعبث أو نظام هذه الرموز ستكون في حالة إعلان أحدهما الإستسلام، وذلك بعد أن يموت الجسد ويعلن إنسحابه التام. ليعود سرداب ذكريات هذه الحياة وحيوات أخرى قد عشناها ونسيناها. ربما نكون قد ولدنا ومتنا لمرات لاتحصى وبعمر الأزل. وربما سنفهم ولو للحظة قصيرة لنولد مرة أخرى ونعود فننسى ونتبادل الأدوار كممثلين على مسرح الوجود السرمدي وكل ممثل نسي أنه أدى هذا الدور أو ذاك ليعود ويؤديه بنفس الهمة والإندفاع ليكون الأفضل أمام حشد متفرجين بولع وبعيون متألقة فضولية وكلها آذان تقطع أنفاسها لئلاً يفوتها مشهد يظنوه مشهد الخليقة الأولى وماهو الا تكرار يداومون عليه مرة بعد أخرى.
وبخفي حينين، استسلم لأعود وصراعي الجدلي مع الأنا بكل عبثها ونزقها بعد كل غفوة أو لعله صحو. لا أعلم فقد أختلط عليّ الأمر!



#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هباءاً منثورا
- جمعكم المباركة !
- حبي
- قدرُ القدر
- السمفونية العاشرة
- نبوة ظل
- كلمة
- التكوير
- رسالة مسجلة (مستعجلة جداً)
- نفايات عقول أخطر من نفايات يورانيوم
- شتات
- حين تقهقه الشمس مطراً !
- حرب البسوس كانت سببها ناقة، فهل كانت الناقة سبب عدوان العالم ...
- سهاد الحلم
- أنسلخ اللحاء فنطق
- عزاء الأحياء
- قصة كلمات بلا هوية
- نبض الكون في سمكة
- جليد الخوف
- زهور مفترسة


المزيد.....




- -تنمر وخيانة-.. المتحدث باسم خارجية إيران عن الضربات الأمريك ...
- من فوردو إلى أصفهان.. إليكم تسلسل هجوم أمريكا الزمني على منش ...
- الصواريخ الإيرانية تخرق القبة الحديدية.. دمار كبير يصيب عدة ...
- هل -انتهى- البرنامج النووي الإيراني بالفعل كما أعلن ترامب؟
- هل تم استهداف محطة بوشهر النووية جنوب إيران؟
- مؤتمر صحفي لوزير الدفاع الأمريكي : -دمّرنا البرنامج النووي ا ...
- ضربات إيرانية متواصلة على إسرائيل تحدث اضرارا بمواقع مختلفة ...
- مضغ العلكة قبل الأكل.. حيلة غذائية أم فخ للجهاز الهضمي؟
- ما القصة وراء تسريب 16 مليار كلمة مرور؟
- إيران تمتص أثر الضربة الأميركية وتخفي طبيعة ردها القادم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دعد دريد ثابت - نكتشف لاوعينا كل ليلة حين ننام ليعود وعينا ليسلبنا لائه حين نستيقظ!