أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ضياء البوسالمي - نَحْوَ تَحْلِيلٍ أُنْترُوبُولُوجِي لِلْبُورْنُوغْرَافِيَا (2) : [ الجوانب التي نعتقد أنّنا نعلمها ( الجزء الأوّل ) ]














المزيد.....

نَحْوَ تَحْلِيلٍ أُنْترُوبُولُوجِي لِلْبُورْنُوغْرَافِيَا (2) : [ الجوانب التي نعتقد أنّنا نعلمها ( الجزء الأوّل ) ]


ضياء البوسالمي

الحوار المتمدن-العدد: 5299 - 2016 / 9 / 29 - 20:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


رغم وفرة الأعمال الأدبيّة حول البورنوغرافيا، فإنّ هذا الموضوع ظلّ مغيّبا لأنّ الكتّاب عادة ما يقدّمون تعليقا سطحيّا، رأيا متشدّدا و جاهزا أو تحليلا لبعض الأعمال التي تطرح تمثيليّتها إشكالا.
الإنجازات قليلة و نادرة و يمكن أن نضبطها في قائمة محدودة.

في البداية، تجدر الإشارة إلى أنّ الصناعة ( البورنوغرافيا ) موجودة و قد شهدت إنتشارا واسعا و ملحوظا خلال العشرين سنة الأخيرة. في أميركا الشماليّة، عادة ما يُقَدَّمُ رقم معاملات سنويّ يساوي 5 مليار دولار؛ و هذا يعتبر رقما مهما و لكنّه يمثّل 2.8 % من سوق بيع الكحول في الولايات المتحدة الأمريكيّة. كان لهذه الصناعة كذلك تأثيرا إقتصاديا غير مباشر، على الأقل على مستوى السياحة ( مثال كوبا قبل الثورة و الدنمارك في أواخر الستينات ) و على مستوى التطور التكنولوجي؛ تقنيات تسجيل الفيديو و أخيرا، الكاميرا مكّنت من تطوير الصور دون الجاجة إلى اللّجوء إلى مختبر.
نحن نعلم كذلك أنّ تقنيات التّسجيل، إعادة الإنتاج و بثّ الصّورتحوّل المجال السمعي البصري لكتاب و تقوم ببتمرير نوع كامل من البورنوغرافيا من من دائرة العامّ إلى دائرة الخاصّ؛ و هذا ما يعلن - على الأرجح - موت السينما المختصّة و هو ما يجعل كذلك كلّّ محاولة حجب صعبة التحقّق و عقيمة.
من جهة أخرى - و على الرّغم من أنّه لا دليل على ما تقدّم - يبدو أنّه من العقلانيّ إعتبار دَمَقْرَطَةُ البورنوغرافيا في الغرب إنجازا مهمّا. لقد كانت البورنوغرافيا في الماضي - في تعبيراتها الأكثر تفصيليّة - حكرا على صالونات البرجوازيّة، ثمّ تحوّلت تدريجيّا لتصبح متاحة للجميع وللبروليتاريا التي لم تكن تملك من البورنوغرافيا سوى مجرّد قصص فاحشة، لكن أصبح بإمكانها فيما بعد أن تتستهلك بالعين أنواعا متعدّدة من الأجساد المبهرة و التي كانت مخصّصة لأصحاب النّفوذ.

من زاوية أخرى، إذا نظرنا إلى هذه الصّناعة من جهة الأنتروبولوجيا الوصفيّة ( ethnographie ) و قمنا بدراسة كاملة في هذا المجال، نستنتج أنها أن تمنح و تهدي كلّ شيء. لقد وهبت صناعة البورنوغرافيا كلّ الصور الممكنة و ذلك نتيجة لإنطلاقها من قناعة راسخة : الممارسات الجنسيّة تغطي كلّ التنّوع الموجود و الإعتقاد في وجود سوق/ساحة لعرض و "تجسيد" كلّ هذه الممارسات؛ إلى درجة أنّ إشتغالها الدائم على مستوى الجسد فقط حوّلها بسرعة إلى حقل فقير و مُسْتَهْلَكْ. إشتغلت صديقة على تحضير فيلم دنماركيّ بعنوان "الحياة الجنسيّة للمسيح" و قد أحدث هذا الفيلم ضجّة و جدلا دون أن يقع تصويره. تخبرنا الصديقة عن حيرة منتجي البورنوغرافيا : " عندما أظهرتم كلّ حيثيّات جسد الإنسان، و إستغللتم كلّ أنواع الحيوانات التي يمكن أن تُقَام معها علاقة جسديّة وأظهرتم بالتفصيل كلّ هذا الشذوذ، ماذا تفعلون ؟ ماهو هدفكم ؟ " المنتجون قاموا بكلّ هذا و يسألون عن العمل بعد ذلك.
و رغم كلّ ما يُقَالُ عن دور الفنّان في التّجديد و البحث عن الجنون و الخارج عن المألوف، تبقى البورنوغرافيا سجينة حركات "ميكانيكيّة" للأجساد لذلك فإنّ هذه الصناعة تعاني من المبالغة في تقديم مثل هذه الأشياء : مثال الدنمارك له قيمة بالنسبة للكثيرين حيث تعتبر هذه الظاهرة حديثة نسبيا، لكن و على الرغم من ذلك، فقد وقع تجاوز صدمة البداية و متعة خرق و تجاوز الممنوع، لتنخفض نسبة الإستهلاك و تستقرّ بين 12% و 15% من السكان و بذلك تظطر الصناعة إلى الإقتصار على نسبة معيّة من المستهلكين.
هذه الإنجازات المعدودة تبقى ثانويّة أمام الأهميّة التي يعطيها الأدب للتّأثيرات الإجتماعيّة للبورنوغرافيا. أغلب المهتمّين قلقون من آثار إستهلاك كمّ هائل من الصور الإستيهاميّة. والغربيّون و إن كانوا معتادون على التّمييز بين الحقيقي و المتخيّل فإنّ العلاقة بين هذين العالمين أصبحت تثير إهتمامهم. يُعْتَبَرُ هذا الموضوع من أكثر المواضيع التي وقع درسها و لم يقع تقديم حلول، و قد كانت الأجوبة و الحلول الأكثر تضاربا و الأقل تحليلا مُقَدَّمَة على أنّها أكيدة و ثابتة. لكن تبقى هذه المسألة في محور الإهتمامات لأنّ الإجابة ستؤسّس لسياسة إجتماعيّة عقلانيّة في ما يتعلّق بالبورنوغرافيا.



#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راب تونسي (7) : تْوِينِزْ
- رسالة إلى الرّب
- رواية ”سان دني“ لعلي مصباح : تاريخ جيل من المهاجرين
- كتاب -الثقافة محنة لذيذة- لخميس الخياطي: مسيرة مثقف تونسي
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 3
- إزدراء أديان أم ضحك على الذّقون !؟
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 2
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 1
- هوس
- راب تونسي : محمّد أمين حمزاوي
- نصر حامد أبو زيد : عدوّ الظلاميّة
- عبد الجليل بوقرّة : مسيرة بورقيبة من الإستقلال إلى الإنقلاب
- الإعاقات الدينيّة في البرامج التّلفزيّة : برنامج ”يصلح رايك“ ...
- عن المتوحشين الجدد وحقيقة الطبيعة البشرية
- فِي إِسْتِبْدَاِدِ اٌل”هُمْ“
- كتاب ”الأيّام الأخيرة في حياة محمّد“ لهالة الوردي : رحلة الب ...
- إصلاح الإسلام (6) : محمّد و الوحي (الجزء الثّاني)
- راب تونسي : فريد المازني ( المُهَاجِر )
- إصلاح الإسلام (5) : محمّد و الوحي
- لاَ لأَسْلَمَةِ المجتمع … لاَ للقرآن في مدارس الجمهوريّة


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ضياء البوسالمي - نَحْوَ تَحْلِيلٍ أُنْترُوبُولُوجِي لِلْبُورْنُوغْرَافِيَا (2) : [ الجوانب التي نعتقد أنّنا نعلمها ( الجزء الأوّل ) ]