أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء البوسالمي - راب تونسي (7) : تْوِينِزْ














المزيد.....

راب تونسي (7) : تْوِينِزْ


ضياء البوسالمي

الحوار المتمدن-العدد: 5296 - 2016 / 9 / 26 - 10:37
المحور: الادب والفن
    


للشّباب قدرة على الإبداع أكثر من إصدار الأحكام المسبقة وهو كذلك قادر على التّنفيذ أكثر من إعطاء النّصائح
فرانسيس باكون


لقد أشرنا منذ المقال الأوّل في هذه السّلسلة من المقالات إلى ضرورة تسليط الضوء على فناني الرٌاب المغمورين. فإرتفاع عدد الرابورات و كثرة الأغاني قد تؤدّي إلى مرور العديد من النصوص دون أن تحظى بإهتمام الجمهور. الإشكال الثاني يتعلًق بنقص الإمكانيّات مع صغر السنّ عوامل تعيق إنتشار العديد من الأغاني لشباب يجتهد و يحاول أن يتقدّم رغم عدّة عراقيل. في هذا المقال، تعريف لشاب أصيل الشّمال الغربي لم يتجاوز 17 سنة يقدّم نصوصا و موسيقى رغم الصعوبات التي أشرنا لها.

“مِن اُلشَّارِعْ لِلْشَّارِعْ !”


ماذا لو أتحنا الفرصة للشّباب ؟ ماذا لو ركزنا إهتمامنا بعيدا عن العاصمة قليلا ؟ سنندهش حتما من عدد المواهب الصّاعدة و التي مازالت في بداية رحلة بحثها عن الطريق الصّحيح. طارق الزّغلامي ( تْوِينِزْ ) و إن كان صغير السن فإنّ موسيقاه و نصوصه تعكس نضجا و وعيا كبيرين. يتعرّض هذا الرابور إلى عديد من المواضيع المهمّة و يبسطها بأسلوب خاصّ يفرضه على المستمع و يشدّه من الوهلة الأولى. فرغم أنّه في بداية الطريق إلاّ أنّ المتمعّن في النصوص يلاحظ لمسة هذا الشاب في أكثر من مرّة. طابع خاصّ وصور شعريّة و إستعارات تزيد من جماليّة الأغاني و تؤكّد أنّ صغر السنّ و نقص التجربة ليسا عائقا إن كانت الموهبة موجودة منذ البداية. سنحاول أن نتتبّع أبرز أغاني توينز لنتعرّف أكثر على أسلوبه و لنقف كذلك على أهمّ الأفكار التي تدور في ذهن هذا الرابور الشّاب.

” لَنْسِي اٌلبِيتْ خَلِّي نِطَّرْشَقْ
فُوقْ اٌلمَايِكْ نْسَيَّبْ كَرْتُوشْ “

*كْلاَمْ بِكْلاَمْ : قد يظنّ البعض أن صغر السّن قد يمنع الشاب من تقديم نصوص تعالج واقع الحال في المجتمع، لكن هذه الأغنية تثبت العكس ففي المقطع الخاص به يبث توينز للمستمع موجات حماس و يذكّره – منذ البداية – بتردّي الأوضاع و بإستحالة العيش لأن الكادح يشقى لتحقيق البقاء ” عَقْرِيبْ بْيَانْتُو اُلتّقتِيعَة مَاعَادْ نَجَّمْ نُقْعُدْ وْ نْزِيدْ لِنَّا حَتَّى سْوِيعَة ” ما يمكن أن نلاحظه في النص، القدرة على تطويع الكلمات و الإعتناء بالقافية و الصّور الشعريّة. كلّها وسائل وظّفها للإشارة إلى ظلم البوليس. و هذا في الحقيقة تصوير لصراع دائم بين الشباب المبدع من جهة و السلطة القامعة من جهة أخرى، كأنّ توينز .بنصه أراد أن يعلن رفضه لترسانة القوانين المكبلة للطاقات الإبداعيّة ” كُلْ وَاحِدْ لَهْنَا فِي قَلْبُو وْجِيعَة ” أمّا في الجزء الثاني، فقد كان النّقد موجّها إلى فناني الراب الذين إحتلوا الساحة و لكنهم فشلوا في تقديم أعمال محترمة لأنهم إنشغلوا بالبحث عن الشّهرة و المال ” سيّب عْلِيكْ مِاُلرَّابْ مَا يِشْمِلِشْ اٌلفَاشلِينْ “


*سَيَّبْنِي : هذا النّص بإيقاعه المتسارع و بقوّة الكلمات و عنفها، يدخلنا أكثر في عالم تْوِينِزْ. لقد نقل معاناته اليوميّة والتي تُعْتَبَرُ في الحقيقة مرآة عاكسة لوضع الشباب عموما. ههنا يتحوّل الراب إلى ملاذ للهروب من الواقع تارة و مواجهته تارة أخرى، الكلمات كالرصاص لتحطيم سجن زجاجي لامرئي يخنق كلّ فكرة أو مجرّد محاولة التغيير “فُوقْ اٌلمَايِكْ نْسَيِّبْ كَرْتُوشْ”. يرفض طارق الزغلامي الإنصياع للقانون فعلى الرغم من صغر السنّ يُظْهِرُ هذا الرابور وعيا و يشير إلى أنّ أيّ سلطة هي بالضرورة مصدر إزعاج للشباب و قيد يحدّ من طاقة المبدع الذي يعيش في صراع أزليّ مع صاحب السّلطة ” نَبْقَى دِيمَا ضِدِّ اٌلقَانُونْ، حَاكِمْكُمْ كِيمَا فَرْعُونْ “. و رغم الصّعوبات المتتالية، يصرّ توينز على الصمود و مواصلة الطريق فيسعى بكلّ الطرق لإيصال صوته آملاً في تحسّن الوضع ” طْرِيقِي شَاقُّو وَحْدِي، بْرَاسِي مَسْتَنِّيتْ مْزِيَّة مَخْلُوقْ “. إنّ اللافت في هذا النص هو كميّة الطاقة و الإندفاع في الكلمات، كأنّ توينز إستبطن الأوضاع المترديّة و أعاد إنتاج الواقع بكلمات كالـ”كَرْتُوشْ” يطالب من خلالها ” بْتَحْسِينْ اٌلأَوْضَاعْ ” و يرفض كلّ وعود لأن أصحاب القرار ” زْعَامْ كَانْ فِي اُلسُّفسُطَائِيّة “

*مُعَانَاةْ : يعود توينز في هذه الأغنية على الصّعوبات التي يواجهها ويصف معاناة الشباب عموما، فأمام إنسداد الآفاق قد يستولي الإحباط على المبدع ” مَاعَادِشْ نْغَنُّو خِيرْ ” مْخَلِّي اُلرّاب و هَاجِجْ ” و يتوقّف عن تقديم أعماله التي يعرف مسبّقا أنها لن تغيّر شيئا و لن تتي بجديد. يمكن أن نعتبر هذا النّص بمثابة صرخة رفض و تأكيد على إستحالة الإستسلام، على الرغم من وجود رابورات يعتبرهم توينز فنّاني مناسبات باعوا أقلامهم من أجل المال.

*حُبْ مُزَيَّفْ : يواصل توينز توجيه سهام نقده لفناني الراب الذين يقدمون أغاني تجاريّة “كْتِيبَة فَاشْلَة ” و يشير إلى ضعف النّصوص المقدََّمة من جهة و إلى تفاهة أصحابها من جهة أخرى “غْنَايَاتْ مْعفْطَة تْرَاكْ يَعْمِلْ اٌلحِشْمَة ” إنّ هذه الأغنية هي بمثابة حوار توينز مع ذاته أخرجه للمستمع ليشاركه همومه و ليقف معه على حقيقة الكثير من الرابورات. يعطي هذا الرابور رأيه بجرأة تحسب له و بمرارة يحسّها المستمع لأنّ الكلمات مشحونة و صادقة.
لعلّ أهمّ ما يميّز توينز هو وعيه و نضجه مقارنة بسنّه، فنصوصه و موسيقاه جاءت نتيجة عمل متواصل و مثابرة رغم الصعوبات الماديّة. توجد العديد من المواهب المهمّشة في مختلف المناطق في تونس، تسعى إلى إيصال أعمالها بمختلف الطرق و تحلم بتحقيق أهدافها رغم إنعدام الإمكانيات.



#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى الرّب
- رواية ”سان دني“ لعلي مصباح : تاريخ جيل من المهاجرين
- كتاب -الثقافة محنة لذيذة- لخميس الخياطي: مسيرة مثقف تونسي
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 3
- إزدراء أديان أم ضحك على الذّقون !؟
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 2
- الأدب بالدّارجة : ترجمة رواية -الغريب- لألبير كامو، الجزء 1
- هوس
- راب تونسي : محمّد أمين حمزاوي
- نصر حامد أبو زيد : عدوّ الظلاميّة
- عبد الجليل بوقرّة : مسيرة بورقيبة من الإستقلال إلى الإنقلاب
- الإعاقات الدينيّة في البرامج التّلفزيّة : برنامج ”يصلح رايك“ ...
- عن المتوحشين الجدد وحقيقة الطبيعة البشرية
- فِي إِسْتِبْدَاِدِ اٌل”هُمْ“
- كتاب ”الأيّام الأخيرة في حياة محمّد“ لهالة الوردي : رحلة الب ...
- إصلاح الإسلام (6) : محمّد و الوحي (الجزء الثّاني)
- راب تونسي : فريد المازني ( المُهَاجِر )
- إصلاح الإسلام (5) : محمّد و الوحي
- لاَ لأَسْلَمَةِ المجتمع … لاَ للقرآن في مدارس الجمهوريّة
- مقداد السهيلي : عندما يصبح الفنان رمزا للفشل و الرجعيّة


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء البوسالمي - راب تونسي (7) : تْوِينِزْ