أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - هل سيكون تحرير الموصل شبيهاً بسقوط نينوى؟














المزيد.....

هل سيكون تحرير الموصل شبيهاً بسقوط نينوى؟


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5296 - 2016 / 9 / 26 - 16:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"وسكنتها كبيرهم وصغيرهم، لم اترك احدا منهم وملأت بجثثهم شـوارع المدينة "
الملك الآشوري سنحاريب
كان رحمه الله مطرب الملاحم الكردية بسوريا الفنان عبدالرحمن عمر(بافي صلاح) في الكثير من الأوقات خاصةً عندما يكون متوجهاً للقيام بعملٍ معين فيرى نفسه وقد صار في موقعٍ آخر غير الذي كان يستهدفه قبل انطلاقه، إذ أن طارئاً ما كان كفيلاً بتغيير وجهته عن المكان الذي كان سائراً نحوه، فكان بمقدور أشخاصٍ معينين ممن يرتاح إليهم ويلتقيهم في الطريق أن يجعلونه ينسى الغرض الذي كان قد خرج إليه، ثم ينشغل معهم بالذي كان يُشغلهم، ومن ثم يقوم بتغيير مسار دربه ومقصده 180 درجة، منها مثلاً: ففي إحدى المرات كان قاصداً السوق لجلب الحليب لابنه صلاح، إلا أنه صادف في طريقة مجموعة حزبيين ممن كانوا منهمكين بعقد كونفراسهم التنظيمي، ولاهتمامه بالمواقف والمواضيع السياسية ما كان على أبو صلاح إلّا أن يسلك الدرب معهم ناسياً ابنه والحليب والغاية التي خرج لأجلها، حيث بقي معهم أنذاك حتى انتهاء كونفرانسهم الحزبي ذاك.
وبخصوص القلم الذي يغير مساره كما كان يحدث عادةً مع (بافي صلاح) فمنذ يوم أمس وخلال بحثي عن معلوماتٍ تتعلق بمؤلف وواضع موسيقى نينوى، هل كان فعلاً معاصراً لذلك السقوط المريع؟ أم أنه ألّف موسيقاه تالياً بناءً على ما سمعه من الآخرين، أي أؤلئك الذين نجوا من الكارثة التي حلت بالمدينة وأهلها في فترة حكم الامبراطورية الآشورية لتلك المنطقة في ذلك الزمان، وإذ بي كما حال (أبو صلاح) أصادف خبراً مترجماً عن (الوول ستريت جورنال) الاميركية، يتحدث فيه عن سعي الجيش الأميركي لإرسال 500 جندي إضافي للعراق لتعزيز استعداداته لمعركة تحرير مدينة الموصل التي يرجح انطلاقها خلال شهر تشرين الأول المقبل، علماً أن المصدر أشار إلى أن مهمة القوات الأمريكية ستنحصر بتقديم المشورة والمساعدة والإرشادات للقوات العراقية بعيداً عن خطوط المواجهة.
إذ وعقبَ قراءة الخبر المذكور أنفاً بُعيد عملية البحث عن المعلومة المتعلقة بالنوطة الموسيقية، لم أجد نفسي إلّا وقد سلكتُ طريقاً آخر غير الذي كنت قد عزمت المضي فيه، وانحرفت عن المقصد الذي كنت بصدده، وهو ما كان كفيلا بتغيير فكرة المقالة برُمتها كما كان عليه حال (بافي صلاح) وبدلاً من معرفة النوطة الموسيقية وزمانها وواضعها، رحتُ مفكراً بحالة الموصليين وهم على أهبة الهجوم الكاسح للقوات المحلية مع مؤازرة قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بهدف تطهير المدينة وتخليصها من طغيانهم .
إذ وبعد القليل من التحري والمقارنة، لاحظتُ التقارب العجيب بين ما يعيشه سكان محافظة نينوى ككل ومدينة موصل على وجه الخصوص حالياً، وضع أهل الموصل الآن، مقارنةً بما عاناه أهل نينوى في فترة ما قبل الميلاد، إذ وحسب الويكيبيديا أنه "بـعد موت الملك الآشوري آشوربانيبال عام ٦٢٧ ق.م بدأت الامبراطورية الآشورية بالتفكك نتيجة للحروب الأهلية، وفي عام ٦١٦ ق.م هوجمت المدينة مِن قِبل حلفٍ ضم البابليون والميديون والكلدانيون والأرمن والكيميريون والفرس، ففي عام ٦١٦ ق.م ووصلت قوات التحالف آنذاك الى نينوى، فحوصرت المدينة من قبلهم، واستبيحت المدينة في عام ٦١٢ ق.م ومن ثم انتقلت الى حرب الشوارع وبعد ذلك دُمرت المدينة، بينما معظم سكانها إما قُتلوا أو فروا منها هرباً من الموت المحتوم، وفيما بعد قُسمت المستعمرات بين البابليين والميديين".
لذا فأخبارسقوط نينوى وتبعاته على المواطنين الأبرياء آنذاك تأخذنا في لقطةٍ فانتازية إلى احتمالية ما قد يحل بسكان محافظة نينوى قريباً، واحتمالية أن يشهد الموصليون في الشهر القادم ما شاهدته نينوى قبل الميلاد، حيث تحالف شعوب المنطقة آنذاك للخلاص من جورالامبراطورية الآشورية، واليوم أيضاً هنالك تحالف داخلي محلي وتحالف دولي ضد الدولة الداعشية التي أرادت إرجاع عجلة الزمن الى الفترة الجاهلية، ولكن يبقى عزاؤنا أن اليوم ثمة قوانين تلتزم بها القوات والجهات العسكرية الحالية التي ستهاجم معاقل داعش، وأملنا بأن تستخدم تلك القوات التي ستساهم في تحرير الموصل، كل الامكانيات التقنية الحديثة لتجنب الدمار الكلي لها ولناسها، وأن يعملوا بصدق وفق المواثيق والشرائع الدولية فيما يتعلق بالحرب وقوانينه، وذلك للتخفيف قدر الإمكان من عدد الضحايا بين المدنيين، وأملنا بألا يُصاب الأهالي بأي مكروه من خلال العملية التي ستعيد الحياة الى المدينة وناسها، بعد الحكم الداعشي الذي لم يكن بأي شيء أفضل من سطوة الامبراطورية الآشورية، وذلك بالرغم من الفارق الزمني الرهيب بينهما، وكلنا أمل بأن يسقط حكم الدواعش بأقل الخسائر البشرية، وبألّا يُنتج عن الهجوم المرتقب مآسي مماثلة للماساة التي عبّرت عنها سيمفونية نينوى التي صارت مع الزمن من التراث الموسيقي العالمي.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُغيثُ الأعور
- كيف تواجه مَن تراهُ عدواً؟( الأوجلانية نموذجاً)
- حواس محمود: الكرد في سوريا يفتقدون لخارطة الطريق وبخاصة P Y ...
- الرزية
- الشمال السوري والدّعاء المستجاب
- هل ستكون الرقة محرقة الكرد بعد منبج؟
- عبدالرحمن آبو: سأستمر في نضالي حتى الرمق الأخير ولن أغادر من ...
- هل سيكون صالح مسلم قربانَ الأسدِ أم الأمريكان؟
- الثابت والمتغيّر لدى أقطاب السياسة في اقليم كردستان
- كارثة قنديل في عمائها الأيديولوجي
- ما وراء استشراس الأسايش
- علي مسلم: في مدينة طرسوس ما يزيد عن 2500 عائلة سورية لم تتح ...
- السوريون.. من شمولية إلى شموليات
- الايرانيون وتفضيل المشنقة على الجنس
- يقظة الخادم المجاني
- ما سبب كراهية الأوجلانيين للعَلم الكردي؟
- ما خلف تصريحات وزير الدفاع العراقي بخصوص البيشمركة والموصل
- نحن واليابان بين الجيشا والجارية
- الحدث بين الرؤية والتغاضي
- صلاح حميد: ألامس الواقع ومواجع الناس من خلال نافذة لوحاتي


المزيد.....




- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري
- بارون ترامب يرفض المشاركة كمندوب للحزب الجمهوري في فلوريدا
- عاصفة شمسية -شديدة- تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003
- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - هل سيكون تحرير الموصل شبيهاً بسقوط نينوى؟