أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الشمال السوري والدّعاء المستجاب














المزيد.....

الشمال السوري والدّعاء المستجاب


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 11 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معروف أن المسلم في أغلب أوقات الشّدة عادة ما يلجأ إلى الدعاء علّه يُستجاب لدعواه ويتخلص بالتالي من الضيق الذي هو فيه، بما أن أغلبهم يرون بأن الدّعاء هو لبّ العبادة وأساسها، ومع أن الشعب السوري منذ ما يزيد عن خمس سنوات يدعو الله ورسوله والعالم أجمع لنجدته، وفي مقدمتهم الجيران المسلمين، إذ ومنذ بدء الثورة وهم يتضرعون الى الله ومن بعده رؤساء الدول لإنقاذهم من براثن النظام البعثي، كما لوحظ أن معظم السوريين وضعوا جل أملهم بالرئيس التركي منذ السنة الاولى للثورة، باعتبار أنه راح يعد ويتوعد ويضع الخطوط الحُمر والخُضر والصُفر أمام الأسد، إلى أن وصل الوحش الى تخومه فلم يوقفه الجار التركي على أي خط من الخطوط الحُمر التي كان يرسمها في هواء سوريا أمام الأسد ونظامه، ولم يستجب لنداءات الثكالى والمهجرين الجرحى بعد استشهاد ما يزيد عن 500 شخص، ولم يستفق سيادته على وعوده ووعيده إلَّا بعد بروز المسألة الكردية التي تؤرقه أكثر من كل الزلزال الذي ضرب سوريا.
حيث قال الرئيس أرودغان يوم الخميس الماضي خلال كلمة ألقاها في اجتماعٍ مع محافظي الأقاليم التركية، بأن عملية درع الفرات جاءت استجابة لدعوة الشعب السوري، حيث لم يفكر الرئيسُ في الاستجابة لدعوة الشعب السوري للنجدة إلا بعد مقتل الآلاف ودمار المدن والقرى وتهجير الملايين، ولم يتذكر أن عليه أن يستجيب لاستغاثاتهم إلا بعد تضخم حزب الاتحاد الديمقراطي على حدوده، ولكن بما أن (كل إناءٍ بما فيه ينضح) لذا كشف سيادته عما يستبطنه وذلك عندما قال في كلمته "إن بلاده تشن حاليا أكبر عملية في تاريخها ضد المسلحين الأكراد في جنوب شرق تركيا، مؤكدا أن منظمات حزب العمال الكردستاني، وفتح الله غولن، وتنظيم داعش، تنظيمات ارهابية، متوعدا بتدمير جميع تلك المنظمات"، حيث بالنسبة لسيادته فالأكراد هم في الدرجة الأولى ممن يشكلون الخطر عليه ومن ثم في المرتبة الثانية يأتي الداعية فتح الله غولن الذي كان وراء سطوع وصعود أردوغان في بدء نموه السياسي، أما منظمة داعش فهي حسب التقارير والدراسات مجرد أداة من أدوات الأنظمة وفي مقدمتها تركيا.
وحيال المتغيرات الجديدة ودخول الجيش التركي الذي استجاب للدعاءِ بفضل خطر الكرد في الشمال السوري، ولكي لا يبقى السوري المحتفي بقدوم (قوات الردع التركية) بعد أكثر من خمس سنوات من عمر الثورة، مخدوعاً بما تبثه له وسائل الإعلام والهيصا التي يحدثها نشطاء الثورة، نذكره بأن موسكو انتقدت في وقتٍ سابق عملية "درع الفرات" التركية، ودعت تركيا إلى الحصول على موافقة السلطات الرسمية السورية للقيام بأي عمل داخل سوريا، ما يعني بأن دخول قوات (الردع التركية) إلى جرابلس كان بموافقة الفرعون السوري المقيم في قاسيون، وذلك بناءً على اتفاقية أضنة الموقعة بين الدولة التركية والدولة الأسدية منذ عام 1998.
وبما أن جنابه قرر أخيراً أن يستجيب لدعاء السوريين، وبما أن مسلحي تنظيم داعش فروا من مدينة جرابلس من أمام جيشه وسيهربون كذلك في أي مكانٍ آخر حسب أقوال سيادته وهو في كل مناسبة يتوعد بمطاردتهم، في قوله بأنهم سيستمرون في العمليات ضد الدواعش، لذا فلا يخفى على أحد في العالم بأن مركز دولة الخلافة في سوريا هي الرقة، وناسها بحاجة ماسة لدعم الجيش التركي، وعلى عملية درع الفرات أن تتوجه نحو الرقة قبل أي مكانٍ آخر باعتبارها المعقل، ولكي تستجيب لدعاء الأهالي في تلك المحافظة بأسرع وقتٍ ممكن، أما منطقة عفرين فلا تحتاج إلى غيثهم حتى يمطروها بالقذائف ويقتلوا مدنيوها بحجة معاداتهم لحزب الاتحاد الديمقراطي، وعلى مَن يُدير دفة الجيش التركي ويتحكم بمسار راجماته، أن يعرف بأن بين منطقة عفرين ومدينة الرقة أكثر من مئة كيلومتر.
وأخيراً فبناءً على تحرك الجيش التركي وفق الاتفاقيات الثنائية بين نظام الأسد وتركيا مع الإعلام المسبق للدّوَل صاحبة القرار في العالم خاصةً موسكو وأمريكا بأي تحرك للجيش التركي داخل سوريا، وبناءً على الرؤية الارتكاسية التي قدمتها الهيئة العليا للتفاوض في لندن، والتي قال فيها الكاتب جيان عمر بأن" الرؤية كانت استنساخاً لعقلية حزب البعث العنصري ونظام الأسدي الشمولي، ويدفع بإتجاه إغلاق الباب أمام بقية المكونات السورية للإنضمام إلى هذه الهيئة المعارضة التي كان من المفروض عليها أن تُمثّل الثورة وجميع المكونات السورية" وخلال ما يجري على الحدود وما يُحاك للسوريين والتي لا يدفع ثمنها إلا المواطن السوري البريء، فنرى بأن على مَن كان يشتم الأسَدَين الأب والابن عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمناسبة وبدونها، فمن باب حُسن التقدير والتحسب لتبعات كل ما كان يقول، المسارعة الى مسح كل تلك البوستات أو التصريحات، لأنه وفق تحركات الجيش التركي التي عادةً ما تكون بموافقة الأسد وقوات الحلفاء، وحسب ما جاء في رؤية هيئة التفاوض مؤخراً فلربما يتدحرج المواطن السوري المغلوب على أمره مع الأيام مرغماً باتجاه خاقان قاسيون وهو في حالة الحبوِ أو الزحف.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستكون الرقة محرقة الكرد بعد منبج؟
- عبدالرحمن آبو: سأستمر في نضالي حتى الرمق الأخير ولن أغادر من ...
- هل سيكون صالح مسلم قربانَ الأسدِ أم الأمريكان؟
- الثابت والمتغيّر لدى أقطاب السياسة في اقليم كردستان
- كارثة قنديل في عمائها الأيديولوجي
- ما وراء استشراس الأسايش
- علي مسلم: في مدينة طرسوس ما يزيد عن 2500 عائلة سورية لم تتح ...
- السوريون.. من شمولية إلى شموليات
- الايرانيون وتفضيل المشنقة على الجنس
- يقظة الخادم المجاني
- ما سبب كراهية الأوجلانيين للعَلم الكردي؟
- ما خلف تصريحات وزير الدفاع العراقي بخصوص البيشمركة والموصل
- نحن واليابان بين الجيشا والجارية
- الحدث بين الرؤية والتغاضي
- صلاح حميد: ألامس الواقع ومواجع الناس من خلال نافذة لوحاتي
- تفجيرات اسطنبول والأحكام الجاهزة
- السياسة النكاياتية في اقليم كردستان
- هل يُعيد بشار ما فعله والده بأوجلان مع صالح مسلم؟
- الكردي والخفاش
- ثقافة الاعتذار لدى أقطاب العمال الكردستاني


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - الشمال السوري والدّعاء المستجاب