أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - هل يُعيد بشار ما فعله والده بأوجلان مع صالح مسلم؟















المزيد.....

هل يُعيد بشار ما فعله والده بأوجلان مع صالح مسلم؟


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5206 - 2016 / 6 / 27 - 13:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الحكمة الحقيقية ليست في رؤية ما هو أمام عينيك
فحسب، بل هو التكهن بما سيحدث في المستقبل"
بالنسبة للنبيه ليس بالضرورة أن يكون المرءُ ممن تعرض للطعن من قبلُ حتى يعرف بأن الذي أمامه من إحدى أهم صفاته الطعن والغدر بمن يتعاملون معه، ومَن كان أباه على مر عمره في السلطة من بائعي أقرانه، فهل سيصعب على السائر على نهج أبيه إخضاع المتعاون معه في قادمات الأيام الى المزاد العلني في بازارات السياسية؟
من هنا فإن ما أورده الكاتب المختص بالشؤون التركية بكر صدقي في مقالته المنشورة في القدس العربي تحت عنوان: "مراجعة للسياسة الخارجية التركية" نقلاً عن زعيم حزب الوطن التركي (دوغو بيرينجك) الذي ربما يكون يوماً ما وسيطاً محتملاً بين دمشق وأنقرة، بقوله: "أن الأسد يرى في الولايات المتحدة، العدو الذي يريد تقسيم سوريا، وفي حزب الاتحاد الديمقراطي بيدقاً في يد أمريكا، وحسب قول بيرنجك "أن الأسد أخبرَهم بأنه مستعد لإقامة علاقة ودية مع تركيا، إذا توقفت تركيا عن تصدير الإرهابيين إلى سوريا"، وإذا ما صح كلام بيرينجك، وتم التوافق يوماً ما بين العدوين اللدودين المقيمين في كل مِن دمشق وأنقرة، فهذا يعني بأن الدوائر التي دارت بزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان عبر اتفاقية أضنة بين البلدين، والتي كان بموجبها قد تم طرد أوجلان من سوريا، فمن حينها بمقدروره أن يضمن عدم تكرار نفس التجربة، بالمسؤولين عن الرافد الأوجلاني في سوريا، أي حزب الاتحاد الديمقراطي، بما أن الأعداء الذين يقتسمون المناطق الكردية في الدول الأربع قد يختلفون على كل شيء في الكون، ولكنهم على استعدادٍ دائم لأن يتفقوا على الشعب الكردي وقضيته.
وهو ما كان السياسي الكوردي محمود عثمان قد أشار إليه عبر منشورٍ على صفحته الشخصية في موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك قال فيه: "استغلت أنظمة طهران وانقرة الحرب ضد داعش وإتفاق أمريكا و إيران والتطورات الأخرى لتُصّعد من إرهاب الدولة وحملتها على الكورد وحركته التحررية كما ظهر في إستشهاد 6 عناصر من الحزب الديمقراطي كوردستان في إيران، وكذلك الحملة العسكرية التركية وقصفها للمناطق الكردية عدا عن القتلى وتدمير المناطق بذريعة محاربة الارهابيين، وكما أن حكومة إيران تتهم من استشهدوا بأنهم إرهابيون وعملاء للسعودية وتقوم بإعدام الناشطين بتلك الذريعة، ففي تركيا أيضاً كل كوردي يدافع عن قضية شعبه يُعتبر إرهابياَ بنظر الاستخبارات التركية، إضافة إلى أن أنقرة تقوم بهجمات جوية وأرضية عبر الحدود على المناطق الكردية في سوريا وإقليم كوردستان".
فلا شك بأن ما يقوله زعيم حزب الوطن دوغو بيرينجك يعيد الى الأذهان الطعنة الغادرة التي مُني بها زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان على يد طاغية سوريا السابق والد طاغية اليوم بشار، وكيف تخلى الأسد الأب بيسر عن أوجلان عبر الاتفاق عليه مع تركيا عام 1998، حيث كان أوجلان قد دخل إلى سورية عام 1980 في عهد الطاغية الأب حافظ الأسد، الذي كان يستخدمه كورقة للمساومة والبيع والشراء حين تحين الحاجة الى ذلك، وقد سمح الاسد له بإقامة معسكرات تدريب لأعضاء حزبه في سهل البقاع اللبناني الذي كان يخضع لنفوذ الأسد، وبدأ حزبه بالقيام بعمليات عسكرية عام 1984 في تركيا والعراق وإيران مدعياً بأنه يسعى لإنشاء وطن قومي للأكراد، أما بالنسبة لحافظ الأسد الذي كان يقمع الكرد في سورية، ويحرمهم من الحصول حتى على حق امتلاك وثائق السفر وإثبات الهوية، إضافةً إلى ما طبّقه بحقهم من المشاريع العنصرية حيث كان أبرزها مشروع الحزام العربي السيء الصيت، وبدا أن الهدف الرئيسي لدى الاسد الأب من إيواء أوجلان هو فقط استخدامه مع حزبه كوسيلة للضغط والانتقام من دول الجوار، وإلّا فلو كان صادقاً لمّا مارس العنصرية بحق مواطنيه الكرد، وقد ظل أوجلان يمارس نشاطه بحرية في سوريا حتى عام 1998، الى أن اتهمت أنقرة الأسد بدعمه، وهددت تركيا وقتها حافظ الأسد باجتياح سورية إذا لم يتخلّ عن دعمه لأوجلان، حيث رضخ حافظ الأسد حينها للضغوط التركية وتخلى بكل سهولة عن أوجلان مطالباً منه الرحيل بأسرع وقتٍ من سوريا، بطرق التفافية خسيسة، حيث أبعد الأسد الأب بالخبث والحيلة حليفه الكردي المؤقت أنذاك من سورية في تشرين الثاني 1998 وذلك من خلال دخول الوسيط المصري آنذاك على الخط بين أنقرة ودمشق، وغدر الاسد بأوجلان بكل خسة، وانتهت بكل سهولة صداقة الاسد الأب لزعيم حزب العمال الكردستاني بعد الاتفاق مع تركيا عليه، وحسب سيرته أن الأسد الذي غدر بأقرب المقربين إليه، لم يكن غريباً عليه على أن يغدر بكردي لم يؤمن بقضيته يوماً، إنما كان بالنسبة له مجرد ورقة في يد لاعب سياسي خبيث ومحترف، وكما تخلي الاسد الاب عن أوجلان عقب الاتفاق مع تركيا، إذاً فهل يُعيد الأسد الابن نفس تجربة والده ويتخلص من حزب الاتحاد الديمقراطي وزعيمه صالح مسلم في حال تم التوصل الى الاتفاق مرة اخرى مع الجارة تركيا؟
وفيما يتعلق بقصة تبعية صالح مسلم لأمريكا حسب الرأي المنسوب للأسد والمنقول من خلال دوغو بيرينجك، فحسب كتب التاريخ أن بعض الدول العربية لم تصبح دولاً إلا بعد الاتفاق مع الغرب ضد دولة الخلافة، ولكن هل بمقدور صالح مسلم أن يأخذ دور الملك فيصل الأول ويتخلص من سطوة الأسد عبر الاتفاق مع من هم أقوى منه كما فعلها الملك فيصل مع الانكليز ضد دولة الخلافة؟ أم أنه أضعف من أن يتجرأ على الغدر بمن يتحين الفرصة للغدر به وتالياً التخلص منه، أم سيتم طعنه من قبل خاقان دمشق كما فعلها والده بأوجلان؟ وإذا كان فعلاً كما يقال على ألسنة أغلب معارضي نظام الأسد عرباً وكرداً عن أن حزب صالح مسلم هو مجرد أداة بيد طهران والقابع في قاسيون، وأنه فور الانتهاء من صلاحيته سرعان ما سيتم التخلص منه، وذلك فور شعور كل من أنقرة ودمشق وطهران بخطورة تنامي قوته عليهما جميعاً، وهل سيجرؤ صالح مسلم على محاكاة مبدأ المثل القائل "إذا ضربت فأوجع لأن الملامة واحدة"؟ طالما أنه في كل الأحول متهم بالتبعية أو العمالة للأمريكان وفقَ النظام وللنظامِ حسب مناوئيه، ذلك النظام الذي لن يتورع يوماً عن التخلص منه إذا ما انتهى دوره، بناءً على التهمة الموجهة إليه على أنه بيدق بيد الأمريكان، وذلك عبر الرأي المنقول عنه على لسان بيرينجيك، وأمام الجهتين المتضادتين اللتين يتهم صالح مسلم بالتعامل معهما، أي النظام السوري المجرم من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهةٍ أخرى، فهل يا ترى سيطيب لصالح مسلم التجرع من نفس الكأس الذي تجرعه من قبله أوجلان على يد الأسد؟ هذا في حال لم يتقوض سلطان الاسد واستعاد عافيته حتى يغدو مصير مسلم كمصير معلمه الماكث في إيمرالي، ويغدو هو الآخر نزيل فرع فلسطين أو صيدنايا إلى أجل غير مسمى، أم سينتهج نهج الفيصل ويتحالف مع الغرب لإنقاذ ذاته ومن معه؟ وبالتالي بدلاً من أن تبقى صورته المرسخة في أذهان معارضيه كمتعاون مع هذا أو ذاك، إلى منقذٍ لدى فئة لا بأس بها من الشعب الكردي بمن فيهم ضمنياً مَن كانوا يخونونه ويجاهرون بعدائهم لسياسة حزبه؟
عموماً فلرب قائلٍ يقول أنه إذا ما كان ولا بُدّ لِمَن اكتسب صفة العمالة حسب الاتهامات الموجهة إليه مِن الجهتين المتضادتين ومعهما طيفٌ واسع من ملته، أليس الأجدر به إذاً أن يكون عميلاً لمن كان رأساً، وأن لا يقبل قط بأن يكون مجرد عميلٍ صغير للذيلِ، باعتبار أن الأسدَ نفسه ليس أكثر من ذيلٍ للرؤوس الاقليمية والدولية المتحكمة بالملف السوري ومصير المنطقة ككل.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكردي والخفاش
- ثقافة الاعتذار لدى أقطاب العمال الكردستاني
- الثنائي (ميترا عدنان هورو): لم نغادر الوطن حباً إنما تركنا ...
- ما الذي يربط الخزنوي بدمشق وأنقرة؟
- مَن هُم الأولى بتحرير الرقة؟
- محمد محمود: روسيا أهم شيء لديها هو استرجاع قوتها الدولية من ...
- مواقف الجبور والتركمان مقارنة بمحور (قم)
- من التحرير والتوحيد إلى الكنتنة
- ماذا يريد دوران كالكان ورهطُه؟
- عكاكيز الملالي في قنديل والسليمانية
- توفيق عبدالمجيد: الهدف مما جرى ويجري في حلب هو إفشال مفاوضات ...
- بموازاة مجازر الأسد
- دوز خورماتو والهلال الشيعي
- اقتداءً بديمقراطية المستفرِّد
- حساسية وتزاحم الهويات في سوريا
- حول ملف 1 أيار
- الاتحاد الديمقراطي وسياسة الإلهاء مجدداً
- المثقف عندما لا يقرأ
- المُعارضة وتشبهها بالسلطة
- عبدالحكيم بشار: القضايا المصيرية للبلاد ليس من الجائز تداوله ...


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - هل يُعيد بشار ما فعله والده بأوجلان مع صالح مسلم؟