أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - هل القرآن كتاب ام كشكول؟















المزيد.....

هل القرآن كتاب ام كشكول؟


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 5294 - 2016 / 9 / 24 - 13:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما يبدأ الشخص بكتابة رسالة دكتوراه أو أي كتاب يقوم بقراءة كتب ومقلات لها صله بموضوع بحثه. ويسجل ملاحظاته على اوراق. ثم يقوم بعملية التأليف. وكلمة مؤلف لها دلاتها الخاصة في اللغة العربية. فالتأليف هي عملية ايجاد الفة بين افكار واقتباسات مبعثرة يجعلها تتناسق مع بعضها البعض ويقسمها إلى فصول وفقرات تعطي معنى، ويضيف اليها ما يتوصل اليه من اعتبارات وتعليقات. وقد تأخذ عملية تأليف كتاب عدة سنين. فكتابي عن الختان مثلاً اخذ مني سبع سنين بحث وتنقيب في اكثر من 600 مصدر منها الطويل ومنها القصير في خمس لغات وكونت ملفات تتضمن آلاف الصفحات التي صورتها وصنفتها وفقا لمضمونها. وعملية التأليف تمر بمراحل غربلة وترتيب الأفكار وهي عملية مضنية ومتعبة. وكتابة الفصل والفقرات قد تعيد صياغتها مئات المرات وتقوم بتصليح المسودات حتى تقتنع بتجانس ما جاء فيها. واذكر هنا المشرف على رسالة الدكتوراه، طيب الله ثراه، جالس لمدة ساعات معي يناقش كل فقرة معي. وكنت أساله عن رأيه فيما كتبت، فيجيبني: "وما هو رأيك انت؟" فأرد عليه: "انت المشرف وانت من ستقوم بقبول أو رفض ما كتبت. فرأيك هو الأهم". وكان دائما يقول لي: "الرأي الأول هو لك. هل انت مقتنع فيما كتبت؟" وهو ما يذكرني بالحديث النبوي: "استفت قلبك ولو أفتاك الناس".

لنتصور ان شخصا ما بدأ بكتابة رسالة دكتوراه وبدأ بإعداد مسودة أولية لها، تتبعها مسودات اخرى يركنها على مكتبه بانتظار اكتمال الكتاب. ولكن توفى قبل ان يكمل الكتاب. ويأتي احفاده ويريدون تكريم جدهم فيقعوا على تلك المسودات. وكل مسودة منها تربطهم بجدهم بصلة حميمة. فهي ما سطرت اصابعه وسهر عليها الليالي الطوال. فيقدسون كل سطر وكل قصاصة مما كتب، ويعز عليهم رمي احداها في سلة المهملات. فيقرروا ان يبقوا على كل المسودات ويجمعوها في كتاب واحد يسموه مصحفا (ملف يتضمن صحف). وبطبيعة الحال تتكرر فيه الكثير من المعلومات. فقصة آدم وابراهيم واسحاق واسماعيل ولوط وشعيب وموسى وعيسى ومريم وغيرهم من اولياء الله الذين تعلق بهم المرحوم جدهم جاءت في العديد من تلك المسودات مع اختلافات طفيفة أو كبيرة. وهذا التكرار انعكس على المصحف. افتح على سبيل المثال موقع صفحة القرآن http://www.holyquran.net واكتب موسى في خانة البحث فسترى بأن هذا الإسم جاء في 36 سورة. وعليه قس باقي ما ذكرناهم.

والسؤال الآن: هل ما قام الأحفاد بجمعه من مسودات جدهم في المصحف يمكن تسميته كتابا؟ بطبيعة الحال لا، مهما كان تقديس الأحفاد لما تركه المرحوم جدهم. فالقرآن هو في حقيقته ملف يتضمن مسودات كتاب لم تكتمل عناصره ولم يتم ترتيب مضمونه. وبطبيعة الحال لم يرد الأحفاد غربلة ما تركه المرحوم لتعلقهم بكل ما كتب وتقديسهم له ولما كتب. فهم لا يجرؤون على التصرف بتركة جدهم خوفا من خيانته. ولو انه عاش عمرا اطول، لكان قد نقح كتابه ورمى المكرر فيه ونسق مضمونه. ويكفي النظر لأسلوب جمع سور القرآن لإدراك أن هذا المصحف (ملف صحف المرحوم) هو في مرحلة بدائية من التأليف. ناهيك عن النواقص في آياته. فعُشر آيات القرآن ينقصها عناصر ادت إلى صعوبة فهمها وتضارب المفسرون في شرحها. ولا داعي هنا لذكر ما يزيد عن 2500 خطأ لغوي وانشائي يتضمنه هذا المصحف، وعدم ترابط الآيات ببعضها البعض والتناقضات فيما كرره من قصص أخذها من اساطير اليهود والمسيحيين وغيرهم. والقرآن هو اكبر سرقة ادبية في التاريخ (انظر مقدمة وهوامش طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي مجانا من موقعي http://goo.gl/OOyQRD وورقيا من امازون https://goo.gl/nKsJT4).

ولا نريد ان نتهم الجد بالتقصير ولنفترض أن المنية عاجلته فلم يكمل كتابه. وأحفاده لم يريدوا المس بتركته فتركوا مسودات جدهم على حالها. وإن ادعى أحفاد الأحفاد حتى يومنا هذا أن ما سطره المرحوم جدهم هو قمة البلاغة، فقولهم هذا لا يمكن اخذه على محمل الجد. فهو نابع من تقدسيهم لجدهم، تقديس اعمى بصرهم وبصيرتهم. فالبلاغة تعني ابلاغ المعنى للمخاطب دون ابهام والتباس. فكيف يمكن اعتبار الآية الخامسة من سورة الأتفال "كما اخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون" آية بليغة بينما اعطاها المفسرون 20 تفسيرا متناقضا (انظر مثلا تفسير الحلبي http://goo.gl/ZU5nDg). وقس عليها مئات الآيات التي اختلف المفسرون في فهمها اختلافا شاسعا. فأكثر آيات القرآن يدخل ضمن ما يسمى "الآيات المتشابهات" أو "ظني الدلالة"، أي لا يعرف المقصود منها على وجه التأكيد، ويجب اللجوء لكتب التفسير والمصادر اليهودية والمسيحية واسباب النزول المتضاربة لتلك الآيات للبحث عن معنى محتمل لها... مما يجبر المفسرين على إضافة عبارتهم الشهيرة "والله اعلم"، تبرئة للذمة. وهي من اكثر العبارات تكرارا في كتب التفسير.

وتسمية المسلمين القرآن بانه "كتاب" يجب ان يفهم بالمعنى المجازي وليس بالمعنى الحقيقي. فهو مجرد مسودة كتاب لم يكتمل. وعندما تقرأ في موقع اسلامي بأن القرآن "يتميز بالدقة في اختيار الكلمة، والدقة في اختيار موضعها" (http://goo.gl/dwlx5N) فأعلم بانك أمام مجرد هراء نابع عن بهلول مصاب بعمى البصر والبصيرة. والتناقض الصريح بين ما يعتقد المسلمون وحقيقة القرآن يبين ان علاقة المسلمين بالقرآن هي علاقة غزلية وليست عقلية.

وقد يكون الإسم الأقرب لما بين يدينا من المصحف هو الكشكول... إذا ما غربلناه من التكرار الممل للقصص. وكلمة كشكول فارسية تطلق على جراب المتسولين، يعلقونه في رقبتهم، ويضعون فيه ما يحصلون عليه من طعام الناس. وهناك في التراث العربي كتاب يحمل عنوان "الكشكول" لبهاء الدين العاملي (توفى عام 1621) ذكر في المقدمة: "الحمد لله الواحد المعين ... وبعد فإني لما فرغت من تأليف كتابي المسمى بالمخلاة، الذي حوى من كل شيء أحسنه وأحلاه، وهو كتاب كُتب في عنفوان الشباب...، ثم عثرت بعد ذلك على نوادر تتحرك لها الطباع، وتهش لها الأسماع، وطرائف تسر المحزون...، فاستخرت الله تعالى، ولفقت كتابًا ثانيًا يحذو حذو ذلك الكتاب الفاخر .... ولما لم يتسع المجال لترتيبه، ولا وجدت من الأيام فرصة لتبويبه، جعلته كسفط مختلط رخيصه بغاليه، أو عقد انفصم سلكه فتناثرت لئاليه، وسميته بالكشكول ليطابق اسمه اسم أخيه" (انظر هذا الكتاب http://goo.gl/ucImsW).

ويجب الإشارة هنا إلى ان ما يساهم في مبالغة المسلمين عند كلامهم عن القرآن هو إما الخوف من قول الحقيقة (يا روح ما بعدك روح) أو تقوقعهم وعدم اطلاعهم على الكتب الأخرى مثل التوراة والإنجيل التي حرم محمد قراءتها. فقد سئل الشيخ ابن عثيمين "ما حكم قراءة الكتب السماوية مع علمنا بتحريفها؟" فأجاب:
"أولًا يجب أن نعلم أنه ليس هناك كتابٌ سماوي يتعبد لله بقراءته وليس هناك كتابٌ سماوي يتعبد الإنسان لله تعالى بما شرع فيه إلا كتابًا واحدًا وهو القرآن. ولا يحل لأحدٍ أن يطالع في كتب الإنجيل ولا في كتب التوراة. وقد روي عن النبي [...] رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة من التوراة فغضب وقال أفي شكٍ أنت يا ابن الخطاب؟ والحديث وإن كان في صحته نظر لكن الصحيح أنه لا اهتداء إلا بالقرآن. ثم هذه الكتب التي بأيدي النصارى الآن أو بأيدي اليهود هل هي المنزلة من السماء؟ إنهم قد حرفوا وبدلوا وغيروا فلا يوثق بأن ما في أيديهم هي الكتب التي نزلها الله عز وجل. ثم إن جميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن فلا حاجة لها إطلاقًا. نعم لو فرض أن هناك طالب علم ذا غيرةٍ في دينه وبصيرةٍ في علمه طالع كتب اليهود والنصارى من أجل أن يرد عليهم منها فهذا لا بأس أن يطالعها لهذه المصلحة، وأما عامة الناس فلا. وأرى من الواجب على كل من رأى من هذه الكتب شيئًا أن يحرقه" (أنظر المصدر http://goo.gl/dBiRVf).

والمسلمون مولعون بتكرار ما يمليه عليهم مشايخهم لا يحيدون عنها قيد انملة، ويقدمون البصم على الفهم. فإنك تجد آلاف مراكز تحفيظ القرآن في العالم العربي والإسلامي بينما لا تجد مركزا واحدا لفهم القرآن. ويقول الملحد المصري الشهير احمد حرقان، وهو يحفظ القرآن كاملا، وكان سلفيا متزمتاً، بأنه الحد عندما بدأ يتدبر القرآن (انظر هذا الشريط بداية من الدقيقة 50 https://goo.gl/EkcxLp ). فأفضل طريقة لجعل المسلمين يسترجعون عقولهم هو مساعدتهم على فهم القرآن على حقيقته. خذ ثمرة التين. فأنت تبلعها في الظلمة دون النظر فيما داخلها. أما إذا اشعلت الضوء وتفحصت ما في داخلها ووجدت ان فيها دودا فسوف ترميها. ونشير هنا إلى أن "داعش" توزع "سبايا" على الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم (https://goo.gl/EKk5cu)
.
ملاحظة: كتبت هذا المقال بعد استضافتي البارحة بتاريخ 23 سبتمبر 2016 من قبل الأخت وفاء سلطان على قناة الارامية حول نفس الموضوع http://www.abnsat.com/abn-channel
آمل ان تتوفر هذه المقابلة قريبا كشريط يوتيوب.
وسوف اكون غدا الأحد 25 سبتمبر 2016 مع الأخ احمد حرقان على قناة جسور وسنتكلم عن طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي
https://www.youtube.com/watch?v=PU0N3N2wo38
فأرجو المتابعة وكتابة اسئلتكم وتعليقاتكم تحت الشريط
.
تصبحون على (ا)سلام.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي مجانا من موقعي http://goo.gl/OOyQRD وورقيا من امازون https://goo.gl/nKsJT4
ترجمتي الفرنسية من امازون https://goo.gl/wIXhhN
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمبراطور ماركوس اوريليوس اسوة حسنة
- التسلسل التاريخي للقرآن هو الحل 2
- التسلسل التاريخي للقرآن هو الحل 1
- القرد العجوز والموز في الفخ
- ملك المغرب والإسلام وصالون التجميل 3
- ملك المغرب والإسلام وصالون التجميل 2
- الملاك جبريل بلَّغني بنسخ آية
- ملك المغرب والإسلام وصالون التجميل 1
- نظام الجزية في الإسلام
- العنف في القرآن والتوراة
- إعلان الجمعيات الإسلامية في فرنسا
- اتسبدال الجوامع بقاعات مفتوحة وغربلة الإسلام
- لا يمكن التعايش مع وبين المسلمين إلا إذا دمرت الإسلام
- التلاعب بترجمة كلمة واضربوهن
- علموا القرآن للقضاء على الإرهاب
- كفوا عن الصوم أيها الأغبياء
- هل العلمانية ضد الدين؟
- أبشع أنواع الإستعمار
- تصبحون على (ا)سلام
- كيف تقلع داعش من الجذور وإلى الأبد؟


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - هل القرآن كتاب ام كشكول؟